رواية داليا الفصول الاخيرة
المحتويات
في تنفيذها فورا
احتقر نفسه عندما تعلم من ياسين كيف يدلل الحبيب محبوبته بينما سارة استقبلت الذل والألم علي يده لم يترك لها سبب واحد كى تنظر في وجهه مجددا ولولا طفله الذى تحمله في احشائها لكانت مسحت اسمه تماما من حياتها
وفي الجهة المقابلة استفسارات داده عزيزة لا تنتهى أيضا أين خالد
مر شهر ونصف علي الطلاق وشهر واحد علي عودته من السفر زفاف شيماء الخميس القادم الاستعدادات علي قدم وساق حتى ينتهوا من كافة التجهيزات في تلك المدة القصيرة سوف يطيرالعروسان إلي اسبانيا لقضاء شهر العسل
كلما راقب معاملة ياسين الرقيقة لشقيقته كلما شعر بمقدارحيوانيته في التعامل معها بالتأكيد هى أيضا تسمع وتقارن حالها بحال من تعرف
خطة استعادتها بدأت لكن لابد وأن يستغل لينها الواضح تجاهه الذى لاحظه بعد عودته من السفر ربما هى لم تسامحه كليا بعد ولكنها حتى اللحظة لم تغلق باب قلبها بالكامل في وجهه ربما بسبب الطفل لكنه يكتفى حتى بذلك ليظل علي صلة بها
بكل لهفة هرعت لاستقبال باقتها العاشرة منذ عشره أيام وكل صباح يواظب خالد علي ارسال باقة ضخمة من الزهور قبل مغادرتها لكليتها الشقة امتلئت عن اخرها وتحولت لحديقة صغيرة مع كل باقة كانت تستشعر رسالة الاعتذارالصامتة
مع كل
باقة كان يكتب بدموعه جملة من ثلاث كلمات لم يغيرها يوما أنا احبك سامحينى
لو فقط افهم ما يدور بينكما لكنت ارتحت ماذا يحدث بينكما سألتها الداده مرارا
ماذا بيننا هى أيضا سألت نفسها والاجابة واضحة يوجد بينا رابط لا ينفصم عراه واهانته لها لاسابيع بسبب شكوك احتلت رأسه لم تستطع كسرهذا الرابط وسامحته هى واحتفظ بها هو إلي جواره علي الرغم من ذلك والاغرب ولا حتى طلاقهما استاطع كسره ثم جاء الطفل ليؤكد ارتباطهما إلي الأبد حتى ولو عن طريق الاعتناء به سويا سيكون همزة الوصل
وسط الزهور كان يرقد عطرها الغالي الفخم الذى تفضله وملصق به ورقة كتب عليها بخطه الرجولي استعمليه يوم زفاف شيماء هذا كان نفس العطر الذى استخدمتيه ليلة زفافنا أليس كذلك عندما شممته عاودتنى رائحتك علي الفور ملحوظة تبرعت للملجأ بنفس قيمة العطر حتى لا تشعري بتأنيب الضمير ما زال يتذكر عطرها المفضل جوى تذكرت في اولي أيام زواجهما عندما كانت تطالع مجلة خاصة بالازياء والموضة في الصالون وهى تحتسي عصيرها المفضل
وقبلها بيوم كانت قد استقبلت صندلا من شرائط فضية رفيعة لامعة يحمل ماركة مشهورة كل يوم زهور وهدية مختلفة اهداها في يوم مصحفا صغيرا ومعه ملاحظة اختاري كل يوم سورة لنقرأها سويا
واهداها في احدى المرات سوار ماسي يناسب القلادة التى سبق واهداها اياها جعلها في حالة ترقب وانتظار لطرد اليوم التالي وما يحمله من هدايا صنعت خصيصا لها فحقيبة السهرات الفضية الصغيرة فضحته عندما قرأت اسمها بداخلها كتب بأحرف فضية سارة يسري علي بطانة الحقيبة من الداخل نسبة إليه مازال ينسبها إلي نفسه متجاهلا حقيقة طلاقهما نامت يومها وهى تحلم بهدية الغد علي الرغم من عدم افتقارها سابقا للاموال ولا للهدايا الباهظة إلا أن هداياه كانت شيء مميز كانت تنتظره بلهفة أما الهدية التى جلبت الدموع لعينيها فكانت لكلوك مواليد زهري اللون مرفق به ملاحظة اتمنى أن تكون طفلة جميلة كوالدتها آه يا طفلتى الحبيبة قدرك أن تحرمى من ابيك مثلما حرمت أنا من ابي ابغض الحلال شعرت بالذنب لحرمانها لطفلها أو طفلتها من والده الطلاق يدمر الابناء وتستطيع التأكيد علي ذلك وعن تجربة شخصية لكنها كانت أكيدة أن خالد سيكون مختلفا وأن طلاقهما لن يمنعه عن الاهتمام الحقيقي بطفله
فقط ثلاثة ايام تفصلهما عن الزفاف وصلها الفستان الذى سوف ترتديه في الحفل مع جميع مستلزماته وجميعهم بتوقيع نفس المصمم الاجنبي المشهور استنتجت أن خالد اشتراهم معا في خلال فترة سفره في الخارج لكنه اهداها اياهم بكل رقة
ومع الوقت بدأت بطنها المنتفخة في الظهور وبصورة أكبر من عمر الطفل المتوقع والفستان الفضى حددها بشكل واضح شعور رائع لا تصفه كلمات شعرت بالفخر فهى تحمل طفله في احشائها ميزة اختصها بها القدر أن تكون هى الأنثى التى تحمل ذلك الطفل القوى كما اسماه حياة تنمو داخلها وتعطيها الامل
وكعادتها استيقظت باكرا مع نفحات الفجر صلت ثم جلست في انتظار هديتها اليومية بلهفة يتبقي يومان علي الزفاف وعلي مقابلته منذ عشائهما في فيلا التجمع يوم عودته من السفر وهو لم يحاول رؤيتها هل الشهر يختلف من وقت لأخر اطول شهر مر عليها في حياتها ومرعليها كالچحيم
الزهور كانت وسيلة اتصالهما في الفترة السابقة وبعض الاتصالات الهاتفية القليلة فكرت انه مازال يوجد هديتين لاستلامهما قبل الزفاف
سارة وصلت زهورك
وكأنها لم تكن تنتظر جرس الباب بلهفة !! أو لم تجلس علي ڼار في انتظارها كى تخبرها عزيزة أنهم وصلوا
اتجهت كالصاروخ لاستلام زهورها هدية اليوم كانت علبة كرتونية مستطيلة تساءلت بدهشة فستان اخر
خصوصية غرفتها هى ملاذها الآمن الذى تستكشف فيه هديته علي راحتها ربما لتستنشق الهدية التى لمسها بيده ويكون ترك فيها جزء منه وشهقت پعنف واحمر وجهها بشدة علي الرغم من انها كانت بمفردها واغلقت العلبة علي الفور وعيناها تعجز عن تصديق ما رأته فبداخل العلبة كان يرقد قميص نوم أسود شفاف من الدانتيل الرقيق الفاخر قصير بدرجة كبيرة ومثير جدا احتلها الخجل من اطراف شعرها حتى اصابع قدميها فيما يفكريا تري وجهها الذى احمر واصبح بلون الطماطم الناضجة شعرت به سينفجر من الحرارة
في حياتها لم ترتدى أي شيء بهذا الشكل زواجها الذى تم في اسبوع وبطريقه غير اعتيادية لم يمكنها من اعداد جهاز العروس المعتاد وفقط اكتفت بملابسها الكثيرة لأول مرة تتفاجىء بوجود ملابس نوم بهذا الشكل الڤاضح
اخفت العلبة في خزانتها وقلبها يدق پعنف
خالد ارحمنى أما ملاحظة اليوم والتى كانت تختبىء تحت القميص كتب فيها هل تقبلين الزواج بي
طرقات متتالية علي باب شقتها اربكتها بزيادة فلابد وأنه خالد فمن غيره سيزورها وبالتأكيد فى بناية مثل بنايتها الفخمة من غير المسموح لأي احد بالصعود إليها بدون اذنها توقعت أنه حضر اليوم ليري ردة فعلها علي هديته ويحصل علي اجابة لسؤاله لم تتوقف لانتظار عزيزة وهرعت تطوي الصالة في خطوات واسعة ملهوفة كى تفتح له الباب
سارة هل نسيتى أن لك أب يا فتاة متى كانت اخر مرة تحدثتى فيها إلي
مفاجأة غير متوقعة علي الاطلاق علي بابها يقف سعادة الوزير شخصيا الذى تذكرأخيرا أن له ابنه
أبى!! مرحبا بك لهجتها المرحبة لم تخلو من الدهشة
في دنيا صعبة غير طبيعية علي الاطلاق يكون الأب فيها ضيفا ويزورابنته كالغرباء يتفحص مسكنها بفضول يعلم بالصدفة أنها تحمل طفلا علاقة غريبة مشتتة ابتدعها هو وانتقلت لابنتيه عبره عندما يفسد الجذر تفسد كل النبتة وتعوج السيقان
ويصعب استقامتها بعد ذلك
شقة فخمة جدا تليق بمليونير حقيقي من الجيد عودة اموال زوجك له اعادهم دون مساعدتى كما قال رجل قوي وشخصيته مسيطرة كيف تتعاملين معه يا سارة هل روضتى الۏحش أم فقط رضختى لمتطلباته التى تفوق احتمالك
كعادتك
وقبل أن تجيب قال فجأة علمت أيضا أنك تحملين طفله هل هذا صحيح
هزت رأسها بضعف نعم
نظرات الرضا علي وجهه كانت واضحة قال بنبرة غامضة الطفل سيربط عائلتينا للأبد دماء يسري القوية ستحسن من نسلي في المستقبل ربما لم احظى بابن ذكر حتى الآن لكن حفيد بدماء مختلطة بدماء خالد سيكون افضل حفيد احصل عليه يوما
امرها وهو يستعد للرحيل سأنتظركما اليوم أنتما الاثنان احضري زوجك معك لا مهرب لكما من الزيارة
وبنفس سرعة دخوله غادر بدون أن ينتظر ردها علي دعوتهما المفاجئة
هذا الزائر لم يكن يشبه والدها علي الاطلاق فترة عمله الطويلة كسياسي علمته الخبث نعم في العادة لم يكن يقول كل ما يفكر به وكلامه يحمل الكثير من المعانى والنهايات المفتوحة التى يفسرها كلا علي هواه لكن اليوم كان مختلفا كان وكأنه مهزوز متردد هل هو مريض فكرت بقلق
خالد
سارة يالها من مفاجأة حبيبتى لأول مرة تتصلين بي
تركيزها معډوم حتى أنها لم تنتبه لترحيبه الحار قالت بصوت مهزوز
خالد والدى كان هنا منذ قليل ودعانا لزيارته اليوم
اتصل بي ودعانى بنفسه لكن ما بال صوتك يبدو غريبا
اخر مرة دعانا فيها سويا كانت كارثية بالكامل هل تتذكر ما حدث يومها أنا اشعر بالخۏف
ماذا يمثل الرجل لزوجته الأمان الدعم الستر والغطاء اكتشف أنه لم يمثل لها أي من هذه الأشياء مطلقا كيف تشعر سيدته بالخۏف وهو معها ما فائدته في حياتها الزواج اختزله في عڼف ووقاحة وبرود اهداها سيئاته وحجب عنها مميزاته التى يملك منها الكثير لذلك يجب أن تشعر بدعمه بانتمائها إليه
اجابها بصرامة لا تحتمل النقاش اخر مرة استدعانا فيها لم تكونى زوجتى حينها لا اريد من زوجتى أن تخشي شيئا طالما في صدري نفس ستذهبين في حمايتى وعليه ان يحترم زوجتى ويعطيها قدرها الذى تستحقه وأنت قدرك كبير يا سارة دعك منه الآن واخبرينى ما ردك علي طلبي
من النقيض إلي النقيض كعادته يستطيع تغيير مزاجها بجملة واحدة غير متوقعة سألته بدلع أي طلب
اجابها بخبث الطلب الذى كان بداخل العلبة المستطيلة
ردت بخجل اذا ابحث
متابعة القراءة