رواية داليا الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز

أنت 
وكأنه يعلم انها ستضعف وتدعوه وعده!! لا مجال في التشكيك فيه طالما وعدها سينفذ وجود الطفل جعل وضعها يختلف تماما حتى أنها اصبحت ضعيفة مجددا الهرمونات بدأت العمل في التو واللحظة  
منذ أن تعرفت عليك وأنت متزنة وتتصرفين بحكمة ألا ترغبين في انهاء سنتك الأخيرة والتخرج بتفوق كما تعودتى مع الحمل تنقلك سيكون اصعب والشقة التى سأوفرها لك ستكون بجوار الكلية مباشرة فكري في مصلحتك ومصلحة طفلنا وكليتك 
طفلنا !! طفلنا رددت بذهول وقع الكلمة له تأثير عجيب ساحر لكن في الحقيقة ليس من اجله فقط لتكن صادقة مع نفسها لكنها ستقبل كى لا ينقطع الخيط الذى يربطهما سويا عندما طلقها اكتشفت كم هى تسرعت في طلبها الطلاق وتلك لم تكن أبدا رغبتها الحقيقية في الواقع اعتقدته سيرفض 
لم تمر سوي دقائق قليلة علي طلاقهما وها هى تشعر بالندم والحسړة فكيف ستكمل عمرها القادم بدونه  
ردت أخيرا حسنا يا خالد أنا اوافق علي اقتراحك
تنفس بإرتياح الحمد لله فالآن اصبح لديه بعض الشهورلاصلاح الوضع فيهم ربما حينما يولد الطفل تولد معه معجزة 
لم يكن يتوقع بعد مرور كل هذا العمر أن يقع في الحب مجددا وبكاؤها احزنه للغاية لمس كتفها برفق حبيبتى لماذا تبكين  
منذ عودتهما من العمرة وهى لم تكف عن البكاء حتى بدأ يقلق من دخولها في نوبة اكتئاب  
ابكى ندما علي حياتى السابقة يا عاصي اهملت ابنتاي وقصرت في حق الله لكن للأسف هما من دفعا الثمن واخشي أن يكون فات اوان الاصلاح 
بخصوص تالا قد يكون معها حق !! حبيبتى الله غفور رحيم وبابه مفتوح باستمرار وأنت نقية القلب فقط كان يوجد بعض الغبار وقمنا بازالته والحمد لله وسارة لا تخشي عليها مطلقا هى في كنف خالد يسري وخالد من اكثر الشخصيات استقامة في الحقيقة لم اتعامل معه علي المستوى الشخصى لكن سمعته في السوق معروفة وهى فتاة رقيقة ومستقيمة أيضا ولن يجدا صعوبة في الحب وفي التفاهم الله يوفق القلوب المتماثلة وخالد سارة متماثلان ومهما طغت المشاكل سيقاومان وينتصران من ينبغى القلق بشأنها فعليا هى تالا تصرفاتها طائشة متهورة ولا تخضع لأي سلطة  
الغبية تثير المشاكل لشقيقتها وترفض العودة اخبرتنى عزيزة بما تفعله في المزرعة وارسلت في طلبها لكنها لم تستجب 
دعيها هناك ذلك لمصلحتها صدقينى يستطيع خالد التعامل معها واعطائها درسا ربما يفلح في تقويمها هى تحتاج لذلك الدرس صدقينى هى لا تعلم مع من تتعامل اتركيها تكتشف بنفسها 
رددت باڼهيار أنا لا استحق لقب أم لا استحق مطلقا  
هش !! لا تردديها مجددا أنت لديك كل حنان واهتمام الأم حبيبتى فقط اظهريهما 
اكتشفت مؤخرا أن انجاب الابناء مسؤلية
ادبية والمسؤلية لا تقتصر علي توفير منزل وحياة مادية كريمة لكن هل يا تري عاصى مصيب والوقت لم يفت بعد لاصلاح الدمار الذى خلفه اهمالها لهما 
الفصل الحادى عشر________________لأ
أدخلني حبك سيدتي مدن الأحزان وأنا من قبلك لم أدخل مدن الأحزان
لم أعرف أبدا أن الدمع هو الإنسان أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان
علمني حبك أن أتصرف كالصبيان أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطان
يا امرأة قلبت تاريخي اني مذبوح فيك من الشريان الى الشريان 
نزار قبانى
سأسافر !! سأرحل لن اتمكن من البقاء ولا المسها ولا اراها نتعامل كغريبن هذا يفوق الاحتمال تعلل بانهاء بعض الاعمال في الخارج ورحل لكنه كان يهرب 
بعد اسبوعين عاد من سفره المرهق حاول ارهاق نفسه بزيادة حتى يستطيع ابعاد تفكيره عنها هام علي وجه بدون هدف فهو لم يكن لديه مكان للعودة إليه بدونها لا وطن له وأخيرا تعب من اللف فقررالعودة حجز لنفسه جناح في فندق قريب من شقتها فلربما وهو يراقبها يستطيع حتى لمحها ولو من بعيد فهذا يكفيه للآن لن يستطيع حرمان نفسه من رؤيتها أن يملي عينيه بجمالها يطمئن عندما يراها حتى ولو لم تره هى  
الدراسة من المفترض أنها بدأت منذ اسبوع وستعود لكليتها ستندمج في حياتها القديمة وتنساه هو سيصبح مجرد ذكري سيئة عانت منها وبالتأكيد ستريد التخلص حتى من تلك الذكري 
تعجب من قدرته العجيبة والتى مكنته من القسۏة عليها من قبل كيف يمكن لأي مخلوق لديه قلب ينبض أن يعامل تلك الملاك بتلك القسۏة ولاسابيع وتعجب أكثر من صبرها عليه كل تلك المدة التى حپسها فيها ومنع عنها جميع اشكال التواصل لكنها كانت صامدة بشكل مدهش  
طوال فترة اقامتهما في المزرعة قبل رحلة القاهرة المشؤمة كان يسمع ضحكتها يسمعها وهى تتحدث مع موظفي المزرعة بتواضع يراها تجلس في المطبخ تسلي صفية ويراها ترتدى فستانها الأصفرالمميز وهى تجلس في التكعيبة تستمع إلي الموسيقي وتقرأ من مكتبته كل الكتب التى احبها شاركته فيها 
لقد دخلت قلب جميع العاملين في مزرعته ودخلت قلبه هو من اوسع ابوابه لقد كانت فراشة قلبه ولم تكن فراشة المجتمعات المخمليه كما كان يعتقد هو من احړق جناحيها بقسوته وعنفه ومنعها من التحليق برقة كما كانت تفعل قبل معرفتها به 
الدموع اغرقت عينيه أنها الوحيدة التي استاطعت أن تجلب الدموع إلي مقلتيه طوال حياته فلأول مرة في حياته يبكى افتقدها بشدة  
حياته بدونها صحراء جرداء لا زرع فيها ولا ماء لكن بدايتهما كانت خاطئة فكان لابد لنهايتهما أن تكون بذلك الشكل المحزن غلطته في حقها لا تغتفر آه لويعود الزمن إلي الوراء فهو لم يكن أبدا لېؤذيها بل كان ليحافظ عليها ويحميها حتى من نفسه 
فكلما اغمض عينيه تعود ذكراها وهى مشوهة بۏحشية بسبب كونه حيوان غبي كان لابد له من معاقبة نفسه بمقدار جريمته في حقها  
رنين هاتفه الجوال قطع افكاره  
مرحبا أمى كيف حالك 
خالد نحمد الله علي سلامتك متى وصلت يا حبيبي لماذا لم تتصل بي 
فقط منذ ساعة وكنت سأتصل بك حالا 
سننتظركما علي العشاء احضر زوجتك معك 
أوف كيف سيبرر غياب سارة سأحضر بالتأكيد سأدعو ياسين للعشاء أيضا اخبري شيماء لتستعد لكنى لا اعلم ماذا ستكون ظروف سارة أنت تعلمين الحمل والوحم 
فقط رؤيتها ولو من بعيد ستحيه وتعيد ري جفاف عروقه التى التحمت ببعضها من شدة جفافها لا اراديا اخذته قدماه إلي كليتها علي أمل أن يراها وهى تغادر اوقف سيارته بعيدا عن البوابة وانتظر يراقبها بلهفة
من مكانه استطاع رؤية السائق العجوز الذى خصصه لها وهو ينتظرها خرجت أخيرا من البوابة وصډمته جعلته ينهار كليا التى خرجت لم تكن وردته التى يعرف لم تكن تلك التى تشع بهجة ومتعة للناظرين بل كانت شبح هزيل  
انخفض وزنها بدرجة مخيفة ولونها اصبح شاحبا كلون تمثال من الشمع الأبيض مطفية حزينة ذبولها واضح علي محياها الجميل الألم ينبض فيه بقوة مع كل خطوة تخطوها وتقربها من مرمى رؤيته فيلاحظ ما فعله الزمن بها بوضوح أكثر  
أين حتى الوزن المفترض أن تكون اكتسبته مع الحمل وعلي الرغم من أنه انتوى مراقبتها من بعيد فقط ليملي عينيه بها لكن قوة سحرية وجهته حتى وجدته أمامها وجها لوجه 
صرف سائقها وقال آمرا انصرف أنا سأوصلها بسيارتى 
ليهز السائق رأسه باحترام ويغادرالمكان فورا بسيارتها 
تأملا بعضهما بصمت فلربما لحظات التأمل ټقتل اشتياقهما الذى طال امده 
شعرت بأن قلبها سيتوقف من فرط سعادتها لرؤيته أخيرا وجهه الوسيم تراه في الحقيقة وليس في احلامها وعطره يعيد الاتزان لجسدها عاتبته عيناها بصمت لماذا غبت كل هذا الوقت 
فقدت أي مجهود حتى الكلام اصبح يجهدها افتقدته لدرجة أنها مستعدة لتنفيذ أي طلب يطلبه منها ويجعلها تراه لدقائق اطول وعندما فتح لها باب سيارته الأمامى واشار لها بالدخول ركبت بدون تردد بدون كلام وعندما تقابلت عيونهما حديث العيون اغناهما عن الكلام بألسنتهما 
كان قلبه أيضا سيتوقف من شدة لهفته عليها من خفقانه المچنون من سعادته الغامرة بسبب موافقتها السهلة علي اصطحابه لها سيستغل استسلامها لاقصى درجة 
نحن مدعوان اليوم للعشاء 
الدقائق مرت بسلاسة لن اتحدث ولا تتحدثى لكن رائحتك تملىء عقلي وذبذبات جسدك تمليء فراغ حياتى 
ومع الدعاء والاخلاص فيه يأتى الڤرج الڤرج تمثل في عودته ولتهتف عزيزة بارتياح غامر لا يخلو من اللؤم عندما فتحت لهما باب الشقة ووجدتهما معا منذ رحيلك وهى ترفض الطعام من الجيد أنك عدت لتطعهما بنفسك  
نظر إليها بعتاب لماذا لا تأكلين
خفضت عينيها وقالت بحزن واضح لا استطيع لا شهية لي علي الاطلاق
امرها بلطف حسنا استعدى سنغادر لمنزل أمى بعد قليل وسأطعمك العشاء بنفسي 
سألته پألم من أجل صحة الطفل 
من أجل صحة أم الطفل تصحيحا لمعلوماتك الطفل العادى يأخذ احتياجاته كاملة من جسد الأم ولا يهتم لضعفها يؤمن نفسه وينمو علي حسابها كعلقة طفيلية فما بالك بطفلي اكمل بفخر سيكون قوى كوالده ولا اريد لهذا الشقى أن يتسبب لك بالأڈى 
الفكر الذكوري مجددا يرغب بطفل ذكر ويتجاهل الحديث عن طفلة ربعت ذراعيها أمام صدرته وقالت بتحدى ربما ستكون طفله ما ادراك أنه طفل 
ابتسم بحنان طفل أو طفلة لا فارق مطلقا ذكري لطفل بداخل احشائك يشمل الاحتمالين وحتى طفلتى ستكون قوية ولن تصمد رقتك أمام قوتها لذلك من اليوم سأتولي اطعامك بنفسي  
مجددا يتغاضى عن الطلاق ويفتح سكة الوصل بل ويتصرف وكأنهما مازالا زوجان كيف وأين سيطعمها بنفسه 
لكنها لم تتساءل اكتفت بالأمل بعد الغياب المضنى اصبحت
علي استعداد لتتبعه إلي أي مكان وحاليا لا يهمها إلي أين سيأخذها طالما هما معا مجددا  
ادركت أنه قرر اعتماد سياسة الاستعباط والتعامل علي اساسها وهى أيضا ستجاريه وتتصنع العبط حياتها معه كانت صعبة جدا لا خلاف علي ذلك مطلقا لكن حياتها بدونه مستحيلة فالاسبوعين الماضيين كانا اشبه بالحياة في الچحيم 
أمام المرآة الضخمة التى تحتل جدار كامل من غرفة الملابس وقفت تراقب بطنها وهى بملابسها الداخلية مازالت بطنها مسطحة ولا يوجد أي اثر لحملها بعد لكن حديثه عن الطفل سبب لها النشوة الشديدة والسعادة  
فجأة فتح باب غرفتها ليدخل منه خالد الذى ادار وجهه للاتجاه البعيد عنها عندما لاحظ ما كانت ترتديه الډماء هربت من عروقها واسرعت بارتداء روب حريري 
قبل أن تسبينى أو تعترضى صممت داده علي دخولي واوصلتنى لباب غرفتك بنفسها ولم اعرف كيف اتصرف
عندما شاهدت هديتى لك اصرت علي أن اهديك اياها في الحال 
ومع كلامه فتح علبة مخملية مربعة كبيرة كان يحملها في يده لتشاهد بداخلها قلادة ماسية ضخمة ټخطف الابصار 
فهتفت پألم خالد!! أنا لا
تم نسخ الرابط