رواية داليا الفصول الاخيرة
المحتويات
استطيع قبول هديتك بأي صفة سأقبل منك هدية
غامت عيناه پغضب اقترب منها وامسك كفها بقوة ليقول بتوضيح سبب لها خفقان سريع في القلب لن اتوقف يوما عن تقديم الهدايا لك ستظلين زوجتى لأخر يوم في عمري حتى لو كانت الحقيقة بالنسبة لك غير ذلك تذكري دائما أن طلاقنا كان بناء علي رغبتك وبسبب وعد ارتبطت به وأنا لا انكث وعودى مطلقا
القلادة خطفت عقلها كيف لحلية أن تعبرعن حالة وحياة كاملة الماسات صفت علي رقبتها متلصقات علي شكل دموع دموعها
علي عينه أن يتركها الآن لكن هذا اجباري نظرإليها مطولا بحسرة وهو مازال يضمها من الخلف اعاد شعرها برفق إلي مكانه وتنشقه ليمليء رئتيه بجرعة منها تكفيه لبعض الوقت ثم غادروتركها بمفردها لتكمل ارتداء ملابسها
هزت رأسها بالايجاب فتناول يدها في يده مازال يتصرف وكأنهما زوجين بدون كعبها بالكاد حصلت كتفه ومع وزنها الذي انخفض كثيرا وعدم وجود أي زينة علي وجهها ظهرت في طلتها وكأنها طفلة صغيرة
ربما كان يمازحها ليخفف من توترها وربما كان يتحدث بحسرة فلم تستطع التحديد ونبرته كانت فقط مختلفة وهو يقول اعتقد أن الشرطة ستوقفنى پتهمة خطڤك أنت بريئة وصغيرة للغاية والآن بالكاد تصلين للخامسة عشر بمظهرك هذا أنا في سن يخولنى اكون والدك لا زوجك
العشاء كان طبيعيا وتلقائيا بشكل مذهل كأنها فعلا عادت إلي بيتها الذى غابت عنه طويلا لم يلمح أي احد عن زيارتها السابقة أوما حدث فيها بالفعل هى ترتاح معهم وبهم يا ليتهم يظلواعائلتها للأبد احب هذا المكان بكل تفاصيله وبكل اهله احب حب الأم لأولادها الذى ينطق في كل ملمح من ملامح وجهها واحب بساطة واشراق شيماء وحتى خالد احب فيه حتى قوته وعناده
بالفعل تفعل تأخذ كل وقته وتفكيره وقلبه كان كالمسحور تماما وحياته تتوقف علي كلمة أو علي لمسة نظر إليها بخبث متعمد وهو يجيبه انصحك بتعجيل الزفاف لتنعم بالعسل مثلنا
ضحك الجميع بشكل جعلها ټغرق في الخجل ليكمل خالد أنا لا افضل الخطبة الطويلة علي كل حال
علق ياسين بلهفة اذا ما زلنا علي اتفاق الصباح
هز رأسه بتأكيد بالتأكيد حددا الموعد المناسب لكما واخبرانى به
وكأنما ياسين اراد توريطه فلربما يتراجع قال بعزم حسنا فليكن بعد شهر كل شيء جاهز يتبقي فقط حجز قاعة الزفاف
تدخلت شيماء في الحوار وهى تتلعثم من الخجل ياسين أنا لا اريد قاعة احتفالات مجددا والخطبة كانت قريبة حديقتك رائعة وواسعة وستكون مكان مثالي لاقامة الزفاف اريد زفافي في الحديقة وفي نور العصرية اريدك أن تأخذنى في النور
لو فقط كانا بمفردهما لكان عبر لها عن مشاعره بصورة واضحة حبها لها واضح صريح نعمة من الله عز وجل سيعيش عمره يشكره عليها قال فورا بدون تفكير طلبات ملكتى اوامر الحديقة وصاحب الحديقة في الخدمة
جلس الجميع باريحية وبلا توتر حب ياسين لشيماء يحلي جلستهم حتى أن حالة الحب الطاغية جعلت والدته تترجاه اقضيا الليلة هنا يا خالد افتقدكما كثيرا واريد أن استمتع باولادى حولى
ليته يستطيع لكان فعلها بلا تردد ليته يقضى ليلة في فراشها حتى لو فقط اكتفي بتأملها رفض بحسرة ليس اليوم يا أمى لكن سنفعل يوما ما واتعشم أن يكون قريبا
الحسړة في صوته لم تخفي علي آذانها الخبيرة ابنها يمر بمرحلة صعبة في زواجه يارب اصلح له الحال وهو اكمل استعداده للمغادرة ومد كفا لسارة التى تعلقت بها علي الفور لكن قلبها كان يهتف بيأس لماذا رفضت دعوتها هنا يوجد فراش واحد كان سيجمعنا فراش لحظاته الرائعة طغت حتى علي لحظاته السيئة لكن هتافها لم يغادر حلقها واطاعته في صمت ورحلت معه من المستحيل بالطبع ان يوافق علي عرضها
ليت الليلة لا تنتهى فاعود لكآبة وحدتى وصلا إلي شقتها في وقت متأخر وعند الباب لم يحاول الدخول فقط همس بحنان اعتنى بنفسك جيدا
وانتظر يراقبها أمام الباب حتى اختفت بالداخل في سلام
ثم ليغادر إلي فندقه حاملا ألمه معه
البقاء لله ارتدى السواد بالكامل فالناس ستبدأ في القدوم لتعزيتك
هؤلاء لا يعنوها هى بالتأكيد المټوفي لا يمكن أن يكون والدها هى هم مخطئون هناك خطأ ما قاومت بشراسة الخادمات اللاتى كن يستبدلن ثيابها الملونة بأخري سوداء حتى تعبت من المقاومة وصړخت باڼهيار في زوجة عمها التى حضرت لتواسيها مع نسوة العائلة أنت كاذبة والدى حى تقولين ذلك فقط لتضايقينى كعادتك
غمزات النسوة ارتفعت وغمغمن بكلام غير مفهوم يصف حالتها زوجة معتصم ڤاجرة كبيرة لا تحترم حتى حماتها وفستانها المشين يشهد علي انحلالها وسوء خلقها
ولولا أنه يدرك حالة اڼهيارها جيدا بسبب صدمة ۏفاة ابيها لكان صفعها تأديبا لها علي وقاحتها في التعامل مع والدته التى فقط كانت تواسيها
الصدفة وحدها دفعته للاستماع إليها وهى تصرخ بها بالتأكيد تلك العنيدة تعامل والدته بعجرفة طوال الوقت مستغلة انها سيدة ريفية بسيطة والآن دوره ليضع النقاط فوق الحروف حتى ولو اضطر للقسۏة عليها حتى في ظروفها تلك تقدم لداخل الغرفة بحزم وصړخ فيها بصوت جهوري شيرويت اعتذري لأمى فورا
نظرت إليه بعدم تصديق هى تقول أن والدى ټوفي هى تكذب لأنها تكرهنى لن اعتذر لكاذبة أبدا
الامور تخرج عن السيطرة واحراج والدته أمام سيدات العائلة لا يغتقر تقدم منها بحزم وجذبها من شعرها بحدة وقسۏة لتواجه والدته اعتذري فورا واحفظى لسانك لو تطاولت مجددا سأقصه لك فقط امنحك عذرا بسبب ۏفاة والدك لكن لصبري حدود
يا الله حتى هو يقول والدها ټوفي صړخت باڼهيار اريد الحديث مع أبي اتصل لي به فورا
قسوته كانت لا حدود لها وهو يقول شيرويت ألا تستمعين لكلامى عمى ټوفي في حاډث طائرة أثناء عودته من ماليزيا ووالدتك في الطريق إلي هنا لنقيم مراسم العزاء بدون جثته التى فقدت مع انفجار الطائرة كلمة انفجار الطائرة كانت اخر ما استمعت إليه قبل أن تميد بها الأرض وتخر فاقدة للوعى كصخرة فقدت الحياة
عاشت حياة وردية لتسعة عشر عاما ما يحسد المال إلا اصحابه هى حسدت نفسها كانت تحمد الله دائما علي استقرار حياتها ووالدها الرائع عندما كانت تقارن نفسها بسارة التى يهملها والدها أو بسلمى التى فقدته منذ طفولتها كانت تشعر بالفخر ويزداد تعظيمها لدور الأب عاشت مشاعر الحب كاملة حبها لوالدها ووالدتها وحبها لصديقاتها ثم الأهم عاشت مشاعر الحب لرجل حتىى وإن كانت كاذبة ثم لتتحول حياتها بعد ذلك لكابوس والدها وفقدته فعلا وعلي الرغم من مرور شهر كامل علي ۏفاته إلا أنها لم تتجاوز صدمة ۏفاته وصديقاتها وتفرقن وهى حبست في اللامكان للأبد أما وهمها الكبير فاستفاقت منه لا يوجد حب فقط يوجد كره لذلك الخنزير الذى تزوجها لكنها صامدة أمامه وكراهيتها الواضحة له تشكل حاجز منعه من لمسها لن يلمسها أبدا بعدما لمس غيرها وتزوجها بل وتحمل طفله
المهم الآن أن تتحصل علي ميراثها من والدها الذى يقدر بالملايين المال سيجعلها اقوى ويمكنها من تركه والاعتماد علي نفسها فحتى والدتها لا تشكل دعما غادرت بعد العزاء وتركتها في الچحيم
وكاعصار غاضب اقټحمت مكتب معتصم ولتقول بحدة معتصم اريد ميراثى كاملا الآن سأرحل حينما اتحصل عليه وستطلقنى فورا
رفع رأسه من اوراقه وقيمها بنظراته قبل أن يقول أي ميراث
الصدمة عقدت لسانها أي ميراث ميراثى من والدى بالطبع ملايين أبي وشركاته
مازال يتحدث بلا مبالاة من المتعارف عليه في العائلة أن الاناث لا يرثن في الشركات ولا في الاراضى وعمى لم ينجب الذكور
حسنا احتفظ بشركاتك البالية وارضك العفنة واعطنى نصيبي أموال سائلة أنت تملك الكثير منها
شيرويت انسي أمر الأموال أنا لدى توكيل عام من عمى رحمه الله وجميع املاكه دخلت في حسابي ثم أنت زوجتى ما حاجتك للأموال
وجه القذر ظهر بوضوح حتى الامل الواهى الذى كان يصبرها في انه احبها يوما تبخر الآن مع كلماته الدنيئة تزوجها ليستولي علي ميراثها خنزير!!
كيف كانت معمية عن مساوئه تلك واحبته يوما پجنون صړخت بكراهية اصبحت تملك الكثير منها اذا لأجل ذلك تزوجتنى يا حقېر اقسم لك ستدفع الثمن غاليا وكما دخلت كالاعصار غادرت كالاعصار ستنتقم منه وستجعله مسخرة الرجال انتظر وستري يا حقېر من هى شيرويت !!
الوقت بدونها لا يمر فشغل نفسه في تأسيس شركته الجديدة بدأ مجددا من الصفر وبأمواله التى استعادها طفله الذى ينمو منحه الدافع والحافز للاستمرار سيعمل لأجل رفاهيته ورفاهية والدته لأخر يوم في عمره انهمك في العمل ليل نهار حتى يشغل تفكيره بعيدا عن لهفته وعن رغبته فيها
هو وعدها بتركها بحريتها وعدم ازعاجها لكن ذلك الوعد لايمنعه من مراقبتها من بعيد ورغما عنه كانت قدميه تأخذاه يوميا حتى كليتها حتى شقتها ولكنه كان ينسحب فورا دون أن يحاول التحدث إليها أو لفت انتباهها فقط يراقبها واكتفي بتنفيذ خطته البسيطة فضل البقاء في جناحه في الفندق ليشعر أنها قريبة منه وكى يهرب من استفسارات والدته التى لا تنتهى حب ياسين لشيماء واهتمامه الشديد والواضح بها الهماه فكرة بدأ
متابعة القراءة