رواية التقت قلوبنا الفصول الاخيرة

موقع أيام نيوز


حيث وجهتها وصلت للطابق الاخير ووجدت هذه الغرفة التي علمت بوجودها لتوها من أم زوجها دلفت بحرص وأشعلت الضوء بسرعة ليظهر لها العديد من اللوحات والرسومات الرائعة والألوان المرصوصة بعناية ولوحات أخرى فارغة اتسع فمها بانبهار وقد ظهر حلما آخرا قد أخفته في أعماق قلبها قد اندثر عندما علمت من صعوبة تحقيقه وهي أن تكون رسامة عالمية يأتي الناس من شتى بقاع الدنيا لرؤية لوحاتها الثمينة تساقطت دموعها بفرح هذه المرة وبلهفة طفلة أخذت تخلط بعض الألوان ببعضها ناوية أن ترسم فهي كانت هوايتها المفضلة ولا زالت عندما كانت في المدرسة الإعدادية.

قضت وقتا لا بأس به لإنهاء هذه الرسمة لتخرج بشكل جيد بكونها لا تلم بكل قواعد الرسم وبعد أن انتهت زفرت بتعب لتقوم بتفقد بقية الرسومات الخاصة به حتى وقعت عيناها على لوحة مخفية خلف المقعد لتمسكها بفضول .
ما إن سقطت عيناها عليها وقفت مصډومة بوجه باهت وهي ترى رسمة لآسيا وكلمات تحتها تدل على مدى حبه لها لتكون القشة التي قسمت ظهر البعير وبمثابة الضړبة القاضية التي حطمت فؤادها إلى قطع صغيرة متناثرة قامت بحفر چروح غائرة في سائر جسدها .
بدأ عقلها يعمل والآن فهمت كل شيء شروده وقلة حديثه والذي كانت دوما ما تضع له الأعذار وتكذب نفسها مهلا مهلا هل جعل الجميع منها أضحوكة ولعبة يتناقلونها بين أيديهم 
إن لم يكن بحبها إذا لماذا تقدم للزواج منها ما كان غرضه من الأساس فهل أجبره أبيه على ذلك 
ظلت هذه الأسئلة تدور في ذهنها جلست بقلب مفطور مدمي يتراقص على أنغام الۏجع يمشي على زجاج فڼزفت جوانبه بكثرة ظلت تبكي كما لم تبكي من قبل تنعي نفسها قبل كل شيء يا لها من مغفلة وغبية عن جدارة كيف صور لها عقلها الصغير أنه يحبها يا لها من بلهاء بالفعل لقد خدعها الجميع وجعلوها كبش الفداء لكي يشفى ابنهم الحبيب من حبه الأول أما هي فلا بأس بها يا لها من مڈلة وما بعدها مڈلة .
أخذت تضحك بشكل هستيري تناغما مع تساقط دموعها الغزيرة لا تعلم أتبكي على ماذا أم ماذا تركت المكان ومنه إلى الأسفل حيث منزل هذا الحبيب الذي قطع قلبها إلى أشلاء دلفت بوجه شاحب شحوب المۏتى وهي لا تدري إلى أين تذهب في هذا الوقت المتأخر ولمن ستذهب فهي أصبحت وحيدة بالمعنى الحرفي الآن فمن ظنت أنهم سيعوضوها عن مۏت أبيها لتكتشف أنهم استغلوها أسوأ استغلال نظرت للبيت بنفور ورغبة ملحة بالمغادرة فهي تختنق الآن كلما تواجدت في محيطه بعد أن كانت تتوق لرؤيته .
وبالفعل خرجت وتوجهت لوجهتها التي تعلم جيدا مسارها وبعد وقت قصير وصلت لمنزل أبيها وفتحت الباب وغلقته خلفها بإحكام شعرت بالدفء عندما تسللت رائحة منزلهم العبقة والتي ذكرتها بوالدها على الفور أبيها الذي تمنت أن يكون أمامها لتلقي بنفسها على صدره وتشكو له ما يحزنها توجهت لغرفة أبيها مباشرة وتكومت على الفراش تستنشق رائحة أبيها العالقة بالوسادة لتغلق عينيها في محاولة منها لتهرب من هذا الواقع المر .
لم يعد طه للمنزل بسبب عمله فهو ذهب لحضور اجتماع عقدته الكلية لأعضاء هيئة التدريس بشكل عاجل ولم يخبر أحد بذلك ولسوء حظه هاتفه نفذ شحن بطاريته فقرر أن يبلغهم ريثما يصل عندهم في الصباح بذلك وإنه سافر بشكل مفاجئ .
في الصباح عاد من رحلته تلك إلى مسقط رأسه ودلف للشقة الخاصة به ودلف بهدوء وهو ينظر هنا وهناك فتعجب من هذا الهدوء التام بالمكان جلس بانهاك وتعب على الأريكة ثم نظر أمامه بشرود يفكر في حياته تلك وإلى متى سيظل هكذا حبيس ذكريات لن يأخذ منها غير الۏجع نهر نفسه بقوة أن ما يفعله هو أكبر خطأ عليه أن ينظر لحياته ويدع كل شيء خلفه تذكر سبيل ذات الأعين الخضراء التي لم يرى مثلها من قبل بها سحر خاص يجذبك عنوة حتى تخضع له تعجب لنفسه منذ متى وهو يفكر فيها هذه الأنثى بعقل طفل .
لقد ضيع وقته خلف سراب فلو ظل طيلة عمره على حاله لن يحصل على شيء سوى التعاسة والشقاء هز رأسه بتأكيد فحديث والده على حق يجب أن يرمي هذا الماضي خلف ظهره وأن يتطلع لمستقبله قرر أن يغير معاملته لها فقد تأكد في هذه الفترة أنها فتاة على خلق عال فلم تكذب أمه حينما اختارتها له سيزيل جدار التحفظ الذي بناه بينهما وسيتعامل معها بشكل عادي فإن لم يحبها الآن فقد أعتاد على وجودها وبالتأكيد سيأتي يوما سيدخل حبها إلى قلبه وسيستولي على جميع أعماق فؤاده .
نهض من مكانه يبحث عنها وهو يخرج من غرفة ويدلف لأخرى حتى انتهى من عملية البحث واسفرت عن عدم وجودها في المنزل بأكمله قطب جبينه بتعجب إلى أين ذهبت في هذه
 

تم نسخ الرابط