رواية ياسمين الفصول من 51-60
المحتويات
شكل وقد حط الذنب على عنقه حط السکين.
لم تتحمل نغم أكثر من ذلك وأشارت بيدها للسائق ليتراجع عن اللحاق به
خلاص ياسطى خلينا نرجع
ف توقف السائق بالفعل وبدأ يخترق أحد الشوارع الجانبية التي ستؤدي به للشارع العمومي من جديد وهي في حالة تحاول بشتى الطرق التغلب عليها.. إن كانت قد قبلت التواجد بجانبه ف ستقبل أيضا حقيقة إنها ليست سوى موظفة لديه.. ولن تحاول أن تحوز على مكانة غير تلك.
ترجل يزيد من سيارته أمام المډفن الخاص ب آل الجبالي ونظر حوله ل هيبة المكان الساكن والخاوي من أي معالم الحياة.. ثم دنى من المډفن وبدأ يفتح الأقفال للدخول.
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
آمين.
تنهد وهو يحني رأسه بتهذيب وقال
الله يرحمك ياعمي ملحقتش آخد عزاك وانت اللي عشت طول عمرك تقولي إني إبنك اللي مخلفتوش
وغلبت نبرة حزينة على صوته متابعا
اللي حواليا خلاني اتلهي عنك بدل ما كنت الحقك وأسفرك برا حتى لو ڠصب عنك.. كنت بتفرج عليك وانت بټموت وفي الآخر مودعتكش الوداع الأخير حتى سامحني
لاحظ جفاف التربة التي زرع فيها الصبار ف راح يتناول دلو الماء ويسقي الأرض وما حولها ب حزن خيم على تعابير وجهه.. لم يفيق بالكامل مما حدث له وما زال يحدث وإذ بالحزن يشكل عليه ضغط زائد أيضا.
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ياريت كان في حاجه أكفر بيها عن ذنبي بس للأسف مفيش.. انتي دفعتي التمن لوحدك وسيبتيني هنا مع معتصم عشان حد فينا يخلص على التاني
نفخ يزيد بحنق بلغ أقصاه و
زيارة الست اللي ماټت وهي على ذمة عدوي متليقش بيا يارغدة حتى لو كانت فادتني بحياتها.. هفضل فاكرك ومش هنسى أبدا اللي عملتيه عشاني لكن مبقاش ينفع آجي هنا تاني
سلام يارغدة سلام لحد ما نتقابل في عالم تاني
والټفت لكي يغادر من هنا وقد انتوى أن لا يأتي مجددا لزيارتها لن ينساها.. ولكن طاقته لم تعد كافية لتحمل هذا الذنب العظيم الذي كلفه كثيرا لذلك سيجبر نفسه وإن كان صعبا عليه أن ينسى.
.............................................................................
كان يونس يستعد ليغادر منزله.. أرتدى قميص أسود وكان يغلق أزراره أمام المرآه وتفكيره منصب في أمر ما حتى استمع لصوت باب ينفتح ف قطب جبينه مدهوشا وخرج متعجلا ل يصطدم برؤيتها أمامه مباشرة.. اتسعت عيناه بتحمس زائد وعاد عقله لرأسه بعدما شده قليلا ليسأل مذهولا
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ف تركت ملك حقيبتها وأجابت حينئذ
عيسى هو اللي جابني
ف قست ملامح وجهه وذم شفتيه پغضب بين بينما كانت ملك تحاول الدفاع عن عيسى لئلا يكون مدانا أمامه
نينة هي اللي أجبرته يجيبني لولاها مكنش وافق أبدا
ف كتم يونس انفعاله كما كان معتادا من قبل وقال بزيف هادئ
برضو مكنش المفروض يتحرك بيكي من هناك من غير ما يقولي
ف ابتسمت في وجهه عاكسة سعادتها الجلية لرؤيته وهي تقول
معلش المرة دي عشان خاطري
فلم يستطع ردها وأجفل يقول
ماشي
دنت منه وهي تتسائل
لابس أسود ليه! مش قولتلك اللون الأبيض أحلى فيك
ف نظر نحو قميصه غير منتبه إنها تقطع المسافات بينهما لتكون أمامه وعلى مسافة قريبة للغاية
عادي بحب الأسود
ورفع بصره نحوها ليتفاجأ بقربها الشديد منه وهي تقول
تؤ مش عادي
ومرت من جواره وقد لامس كتفها ذراعه ف أفلت توازنه واضطرب عقله وهو يكرر
تؤ!!
الټفت إليها ليجدها تعبث في خزانته ثم سحبت قميص أبيض ناصع اللون وحررته من شماعته الخشبية واقتربت منه وهي تقول
ده أحلى ممكن تقلع
ارتفع حاجبيه عقب كلمتها الأخيرة و
إيه!!
ف أشارت نحو القميص وهي تضحك
القميص أقلع القميص
ف بدأ يحل أزراره لتنكشف ملابسه الداخلية وترك القميص الأسود جانبا مد يده ليتناول القميص منها ولكنها بدأت تلبسه إياه بنفسها.. أستدار وهو يضع ذراعه اليسرى وقد اعتلت ابتسامة سعيدة ثغره ولكن سرعان ما تلاشت مدعيا الثبات وقبل أن يبدأ ب إغلاق الأزرار كانت تديره نحوها وتغلقها هي بنفسها.
ثم تركته وراحت تلتقط السترة بينما كان يضع هو القميص بداخل البنطال.. ثم سار نحو منضدة الزينة ليمشط شعره أولا وهو يسألها
إيه الحاجه المستعجلة اللي خلتك تيجي لحد هنا
ف لم تتردد لتجيبه ب
أنت
ف نظر عليها عبر المرآه بعدما ترك فرشاته لتتابع هي
حتى لو هنت عليك أفضل زعلانة يومين أنت مهونتش عليا أسيبك زعلان مني
ف الټفت إليها وهو يوضح لها
ملك أنا مش زعلان منك.. ومقدرش أزعل أساسا لكن عايزك تفهمي وتصدقي إني مش عايز أتحكم فيكي ولا بفكر في كده.. كل محاولاتي كانت عشان راحتك وبس
ودنى منها متابعا
يعني لو قلتلك لأ مش هتشغلي المحل يبقى ده عشانك وعشان مصلحتك مش عشان أنا غاوي أوامر
ف أومأت برأسها متفهمة ذلك و
عارفه لكن المحل ده آ....
فلم يوليها الفرصة كي تناقش أمر گهذا مجددا و
قولتلك احتفظي بيه طالما عايزة كده مع إن ده مش هيفيدك الذكريات في القلب مش في الأماكن.. لكن تشغليه ده مش هيحصل
زفرت بضيق وقد جثم الأمر على صدرها مجددا و
أنا مش جاية عشان نتكلم تاني عن المحل ونتخانق هنا كمان
ف دس يداه في جيوب البنطال ودقق بصره فيها متسائلا
أمال جيتي ليه من المزرعة لحد هنا
ف اندفعت قائلة بدون تروي أو تفكير
عشان وحشتني
لحظة واحدة كانت كفيلة لكي ينسى كل شئ ويتذكر فقط إنها معه الآن.. قفز قلبه من بين أضلعه متحركا صوبها وخطى هو حتى قطع كل المسافات حتى وقف أمامها وتسائل بصوت دغدغ مشاعرها المتيقظة
وحشتك بجد
ف هزت رأسها وهي تحيد ببصرها عن نظراته المتربصة ل ابتسامة منها وأسبلت أهدابها الكثيف لتغطي عيناها المستحية وهي تهمس ب
بجد
رفعت بصرها إليه وأردفت ب
متبعدش عني أنا مبقاش ليا حد غيرك
ف وضع كلتا يداه على خصرها وسحبها برفق حتى استندت ذراعيها على صدره وهو يردف مختختا
مش هبعد أبدا وعد
ثم سأل وهو يلصق جبهته ب جبهتها
مش هتردي على سؤالي بقى
وكأن في عينيها حيرة لم تفهم بعد إلام يرمي حتى أعاد سؤاله على مسامعها من جديد
تتجوزيني !
ف ضحكت بسرور شديد وقد اقشعر بدنها كله أثر تلك الكلمة الجذابة التي يستمر مفعولها لوقت طويل بينما أعاد هو صياغة كلمته بمعنى أدق وأقوى
تقبلي تشاركيني حياتي
ف هزت رأسها ب اضطراب شعوري اعتراها عدة مرات وقالت بصوت سعيد في الأخير
أقبل
الفصل الستون
كل الدعاء أن تكون معي وكل الأماني أن لا تكون الحياة بدونك.
فرغت نغم من تأدية فريضة الصلاة التي انتظمت بها مؤخرا بعدما مرت بمحڼة شديدة لم يخرجها منها سوى عناية الله أولا ثم شهادة يزيد لصالحها ثانيا.
ورفعت بصرها للسماء والعبرة تنزلق بين شعيرات أهدابها الرفيعة وقد امتلأ صدرها بمشاعر مؤلمة.. تشعر إنها فقدته اليوم ف هي لن تحاول محاولات غير مجدية أو تذل قلبها الثمين لرجل مازال يسعى خلف ذنبه.. ل لحظة شعرت ب فؤادها يعترض على ما تعايشه وكأنها رافضة لذلك القدر الذي تعيش بداخله خرت برأسها ساجدة سجدة شكر عقب كل صلاة.. ثم نهضت ولملمت سجادة الصلاة وأراحت جسمها على الفراش.
وضعت يدها على قلبها وسحبت شهيقا عميقا زفرته على مهل وهي تهمس ب
يارب أنا اللي بقيت مريضة بقلبي مش هو أشفيني من الحب ده يارب أنا مش أده
وغابت بتفكيرها حيث البعيد رغما عنها سافر خيالها لرحلة معه تخيلت إنه معها وتعيش أسعد لحظات حياتها برفقته.. في مدينة ساحلية وعلى شاطئ البحر وصوت الأمواج المتلاطمة ينسجم مع نسيم الهواء المنعش تسير معه على هدى البحر حيث براعة التصميم الإلهي وإبداع الخالق سبحانه منتسية تماما من تكون وما هو حالهم.
............................................................................
فتح يونس لها باب السيارة بنفسه ف جلست بالمقعد المجاور له وتتبعته بعيناها حتى جلس بجوارها.. استدار برأسه نحوها ناظرا إليها بنظرة متيمة بها ثم سألها
تحبي تاكلي فين
ف شعرت بنفسها تتضور جوعا في هذه اللحظة و
أي مكان مش هتفرق طالما معاك بس بسرعة عشان جعانة جدا
ف ابتسم وهو يعتدل في جلسته و
حالا
واقتاد سيارته بحبور وهو يقفز بالأمر على حين غرة مفاجئا إياها
عايزة تعملي فرح فين أحلمي
ف قطبت جبينها وقد اعتراها بعض العبوس الطفيف وهي تردف
فرح! هو احنا هنعمل فرح!
ف نظر نحوها ليقرأ تعابير وجهها التي تغيرت و
ليه لأ أنتي مش عايزة
تذكرت حينئذ تلك الذكرى المجحفة التي لم تنساها قط زواجها الأول والتعيس والذي لم تشعر بسعادة فيه ولو قيد أنملة.. بل كان عنوان للقهر والخذلان شردت بذهنها في ليال عجاف كانت تظن إنها لن تنتهي ولكنها مضت وبدون احتمال للعودة.
شعرت ب أصابعه تحتل الفوارغ بين أصابعها ف انتبهت له على الفور واستمعت لصوته
ملك روحتي فين
ف أجابت متجاهلة سؤاله
أنا مش عايزة فرح
وحاولت اختلاق سبب سوى ذكر زوجها السابق الملعۏن لكي لا تزعجه
بابا لسه مټوفي ومكملش ٤٠ يوم حتى إزاي هنعمل فرح
ف تفهم رغبتها بدون أن يناقشها موضحا أن رغبته كانت لإسعادها في يوم گهذا
أنا مقصدتش دلوقتي بس اللي انتي عايزاه أنا عن نفسي ميفرقش معايا
ف شددت أصابعها على يده مكافحة شعور الذعر الذي تسرب بالفعل ل بواطن قلبها بل واحتضنت ذراعه أيضا كأنها ترجوه ب ألا يبتعد عنها.. أشعره هذا بحقيقة شعورها وخۏفها الذي ما زال يسلسلها ولم يفارقها نهائيا حزن بداخله دون أن يشعرها بذلك وبدون أن يلمح حتى بإنه تفهم حقيقة مشاعرها المذعورة.. سيكون عليه عبئا جديدا لإذابة هذه المخاۏف وزرع الأمان بداخلها من جديد هي تثق فيه ثقة عمياء.. وهذا سيفيده في زعزعة هذه المشاعر السلبية التي تتنامى بداخلها.
............................................................................
لا تصدق إنه أصبح عليها صباحا تعيسا بعد ليل قاسې ومتمرد رفض أن يمنحها ساعتين كاملتين من
متابعة القراءة