رواية ياسمين الفصول من 51-60
المحتويات
بها ونظرت مليا للمفاتيح التي تمسك بها قبل أن تهم بفتح الباب المعدني الضخم للمتجر.. وعاونها يونس في رفعه حتى تتمكن من فتح الباب الزجاجي الداخلي.
فتحت إضاءة المكان وراحت عيناها تتجول في كل زاوية وقد طغت رائحة إبراهيم على المكان بالفعل أو هكذا خيل لها.
خطت نحو المكتب الصغير القابع بالداخل وجلست في مكانه أطبقت جفونها ولاحت ابتسامة على ثغرها بينت قوة الذكريات الغابرة التي مرت على عقلها
آخر مرة جيت هنا كنت بشتكي لبابا من محمد كنت بقوله إني مش قادرة أتنفس.. وإني عايشة في حكم المېتة
وفتحت عيناها وهي تتابع بدون توقف
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
جلس يونس أمامها منزعجا من أجلها وهو يستمع لإحدى الذكريات المؤلمة التي مرت بها.. وحاول أن يخفف عن عمه قليلا أمامها
أي أب مش هيتمنى الطلاق لبنته مش معنى كده إنه اتخلى عنك أو......
يونس
قاطعته منادية ف صمت كي يستمع إليها
متخافش أنا مسمحاه بس حسيت إني عايزة أتكلم
مسحت على وجهها وهي تستعيد لحظات القوة التي بقيت ظلا لها بالفترة السابقة وزفرت أنفاسها بقوة وقد عادت نبرتها تأخذ الصوت الطبيعي لها
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
نظرت من حولها جيدا متأملة المكان وقالت
أنا مش هبيع المحل ده
لفظت بما كان يخشاه كان يشعر إنها ستتمرد على الوضع بكل تأكيد وتحتفظ بالشئ الوحيد الذي بقى بين يديها من أثر والدها وها هو يتحقق له ما تنبأ به سابقا.
أجفل جفونه مخبئا عنها عدم رضاه عن قرارها بعد كل مجهوداته المضنية في زج الماضي بعيدا عنها تتشبث هي ببقاياه ليكون مستقبلا لها.. نهض يونس عن جلسته ونظر حوله للمساحة الشاسعة التي يحتلها المتجر وقال
مش هتفهمي في شغل الملابس ولا هتقدري تتعاملي مع تجار ياملك أنا مش مقتنع بفكرة تمسكك بيه الحقيقة
مش هشغله في الملابس ممكن أشغله في حاجه تانية
هذه الفكرة التي راودتها جعلت رأسه تشتعل ثمة سخونة تسربت متدفقة في سائر جسده رافضا ذلك وب إصرار
أنا مش موافق !
كانت متوقعة ذلك بعد حديثها مع كريمان والتي مهدت لها فيه بأن يونس سيرفض فكرتها رفضا قاطعا.. ولكنها تصنعت الإندهاش من رد فعله مستنكرة عليه ذلك
ليه
ف لم يماطلها وقطع الحوار هنا بدون رغبة في التحدث عن الأمر أكثر
كده أنا دماغي كده.. مش موافق ومش هوافق
والټفت ليخرج من هنا ف لحقت به على الفور و
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ف توقف واستدار إليها وقد لاحظت تغيير تعابير وجهه بشكل جذري
مش عايز أتكلم في الموضوع ده ياريت نقفله خالص
ف تعنتت ملك رافضة تحكمه الغير مبرر في أمر مهم گهذا
بس انا مش ناوية أستغنى عن المحل
ف احتدم صوته وهو يرد عليها بلغة جديدة كليا ترفض حتى النقاش
أسمعي ياملك معنديش مشكلة أبدا تمارسي شخصيتك الجديدة حتى عليا.. بس في مواضيع منصحكيش تتعاملي فيها معايا بالعند أنسي إني هسيبك تشغلي المحل وده آخر كلام عندي عايزاه ذكرى ليكي عايزاه يتباع مش مشكلتي.. إنما شغل والكلام الفاضي ده أمسحيه من دماغك خالص اتفقنا!
ف عقدت ذراعيها أمام صدرها بغير رضا و
لأ متفقناش
والله دي حاجه ترجعلك أنا بالنسبالي الكلام خلص هنا واللي قولته هو اللي هيحصل
وأشار نحو السيارة آمرا إياها
أركبي عشان نمشي من هنا وأنا هقفل المحل
وعاد ليوصد المتجر بنفسه ويغلق إضاءته وقد تعكر مزاجه.. بينما جلست هي في السيارة وقد تملكها الإمتعاض من تصرفه ومازال بداخلها إصرار على تنفيذ ما فكرت به أخرجت هاتفها وكادت تتصل ب كاريمان إلا إنها رأته يقبل عليها بعدما أنهى كل شئ في أقل من الدقيقة.. ف أعادت الهاتف مكانه وأشاحت بوجهها ليرتكز بصرها ناحية الزجاج متجاهلة وجوده كما تجاهل هو وجودها ولم ينبث بكلمة واحدة طوال الطريق متعمدا ألا يحدث توترا بينهما أكثر من ذلك.
.............................................................................
قبل الوصول للمزرعة بمسافة قريبة كان يزيد يرى أمامه سيارة أخيه وهي تسابق الطريق بسرعتها.. ف حاول اللحاق به وقد ضاعف من سرعته شاعرا ب وجود شئ ما في شقيقه وتبين ذلك خلال قيادته للسيارة.
وعندما اقتربت المسافة بينهما بدأ يزيد يتلاعب ب إضاءة السيارة الأمامية كي يلفت انتباهه.. ف بادله يونس الإشارة معلنا عن علمه ب إنه هو الذي يسير من خلفه وظل الوضع بينهما هكذا حتى وصل كلاهما في نفس التوقيت أمام البوابة ودلف عبرها يونس أولا حتى وصل لنهاية الرواق.. ترجلت ملك عن السيارة أولا وأوفضت نحو الداخل بخطوات مستوفضة متحاشية أي مواجهة معه الآن.
لمحها يزيد وهي تسير متشنجة بهذا الشكل ف أيقن وجود شئ ما بينهما.. ولا سيما أن يونس ما زال قابعا بسيارته ولم يترجل منها بأي شكل.
ف خطى يزيد واستقر بداخل سيارة أخيه وبجواره وهو يسأل بفضول
في إيه يايونس مالها ملك
ف أجاب ب اقتضاب ممتعض
مفيش مشكلة صغيرة وهتتحل
ف استهجن يزيد عدم بوح شقيقه له و
واضح على وشك إنها صغيرة! خليك كده مدلعها على الآخر
نفخ يونس ب انزعاج شديد وهو يقول بسلاسة راضية
ما تدلع ياعم براحتها إيه اللي مزعلك!.. وبعدين أنا اللي كنت حاد معاها مش عارف إيه اللي جرالي الفترة الأخيرة
ثم نظر ل أخيه وهو يرمي إليه بالكلام المقصود
ومش عارف مين السبب !
ابتسم يزيد بسخافة عندما أحس ب أخيه يشبه نفسه به ثم قال بتفاخر زائد
وماله هنبقى توأم حقيقي وقتها
ثم عبس مجددا وهو يتسائل
جاسر كلمك
تنهد يونس وقد فاض به الكيل ولكنه ما زال يكافح ذلك الشعور
لأ
أضيئت شاشة الهاتف وانبثقت منها اللوحة المعلنة عن إتصال هاتفي وارد.. ف ضحك يونس بسخرية مستخفا بما يحدث من صدف وأشار نحو الهاتف وهو يقول
أهو جيبت سيرته راح أسمه نط على شاشة التليفون
ف تلهف يزيد لمعرفة الأخبار وكان ذلك جليا عليه
طب رد شوف وصل لأيه
لم يجب يونس عن المكالمة مفتقدا الشعور برغبته في الإجابة ف رمقه يزيد مندهشا و
ما ترد يايونس!
ف بدا يونس غير مكترث بالرد وهو يقول بفتور شديد
ماليش نفس شوية كده وأكلمه
ياعم خلينا نخلص ونعرف
ف انفعل يونس في هذه اللحظة وكأنه انتظر أن يحك له أحدهم أنفه ل يهب فيه بعصبية
ما تاخد تكلمه انت هو أنا أبوكوا ! خلفتكم ونسيتكم ودلوقتي بكفر عن غلطي!!
وترجل عن السيارة وسط ذهول يزيد الذي ترجل هو الآخر متعجبا من هذه الحالة التي أصابت أخيه فجأة بينما يونس كان يتابع بعصبية هوجاء
من ساعة ما نزلت القاهرة والمصاېب على دماغي نازلة ترف والمصېبة إني شايل همومكم لوحدي!!.. أنت شوية وملك شوية ونينة شوية هو في إيه!!
ف أشار له يزيد كي يهدأ قليلا وقد تفهم المعاناة والضغط النفسي الذي تعرض له شقيقه بالفترة الأخيرة
طيب خلاص حقك عليا عايزني أعمل إيه وانا هعمله !
ف انتزع يونس سترته ب انفعال وهو يصيح ب اهتياج زادت حدته
أتخلوا عني ياأخي أنسوني شوية!.. أنا ناقص أطمن عليكوا متغطيين وانتوا نايمين ولا لأ دي مبقتش عيشة!
قڈف سترته بداخل السيارة وعاد يستقر في مكانه من جديد وشغل المحرك.. ابتعد يزيد عنه تماما وبدأ يونس يعود بالسيارة للوراء مستعدا للرحيل من هنا فقد تعبأ داخله بالكثير من المشاعر السلبية التي يجب عليه التخلص منها نهائيا بين جعبة المشاكل التي لا تنتهي مجرد أن ينهي أمرا يجد حديثا ينتظره.. واقفا صامدا وهو الذي بداخله مفتتا يحتاج للترميم.
نظر يزيد ل أثره متفاجئا من هذا التحول الذي كان لابد من حدوثه وإلا كان فقد يونس عقله بالكامل.
.............................................................................
انتظر يونس لوقت ليس بقليل أن يحضر جاسر للمقهى المتفق عليه.. لكن الأخير تأخر وكان هذا لصالح يونس الذي حبذ أن يختلي قليلا بنفسه قبيل أن يقابله ويتحدث معه للمرة الثانية على التوالي.
وضع يونس فنجان القهوة الثاني على الطاولة فارغا ودعس السېجارة التي وصلت لنهايتها وبدأ يشعل غيرها بعدما أشار للنادل وحضر بين يديه فورا
تحب حاجه تانيه
قهوة فرنساوي
انصرف النادل ف ظهر جاسر الذي كان يقف خلفه مباشرة بقيت نظرات يونس متعلقة به وهو واقف لثوان قبيل أن يجلس قائلا
ليه اتقابلنا هنا
فأجابه بصراحة مطلقة
مش عايز أدخل بيتك مرة تانية
ابتسم جاسر بسخرية وكأنه يمدحه وتجاوز هذا الحديث متسائلا بجدية عكست الحزم الذي تجلى عليه
أنت شاكك في مين
ف تجاهل يونس سؤاله محافظا على خصوصية الموضوع
قولي لقيت إيه خلاك تطلب أجيلك
ف اقتصر جاسر الطريق ليبعد عن رأسه الشخص الذي دارت الشكوك حوله
مش معتصم
ف اعتدل يونس بجلسته وقد تحفزت حواسه واستند بمرفقيه على سطح الطاولة بدون أن يندهش لتوصل جاسر إلى مثل تلك المعلومة
أمال مين
لمح له جاسر مستمتعا بتلك اللهفة التي لا يريد إرضائها بسرعة
واحدة ست
قطب جبينه ولم يخطر ب ذهنه أي مرشح قد يجرؤ على فعل ذلك اعتصر عقله محاولا التوصل لتلك الأفعى الرقطاء التي تحوم حولهم ولكنه مازال عاجزا عن إيجادها
ست!! ست مين مين دي اللي اتجرأت وعملت كل ده وعايزة تنهي يزيد بأي شكل
مط جاسر شفتيه وهو يعطيه طرف خيط يساعده
في الأصل هي مش عايزة يزيد هي عايزاك انت.. يعني عايزة ټوجعك في اللي حواليك
اتسعت عيناه جاحظة عن آخرها وقد غيمت سحابة ممتلئة بالحنق والڠضب فوق رأسه وهو يردف
أنا! ست عايزة ت......
وإذ ب صورتها تنبثق أمام عيناه في تلك اللحظة لينقطع صوته هنيهه قبل أن ينطق ب إسمها وقد تصاعدت النيران في صدره حتى بلغت وجهه الذي اصطبغ ب حمرة ممتعضة مرعبة
غالية!!!
الفصل التاسع والخمسون
أحب دلاله لي وكأني ابنته وحبه كأنه اختزل كل العشق لأجلي.
طاقة هائلة من الڠضب المكتوم بين أضلعه يرغب بشدة أن يفتك بها لتدفع ثمن الألاعيب الوضيعة التي حاكتها من خلف ظهره.. لقد انكشف له الطرف الثالث الذي احتار وهو يبحث عنه بدون أن تخطر هي على ذهنه لحظة واحدة وكيف يفكر بها وهو الذي لم يصدق إنها ستتجاوز كل حدودها بهذا الشكل الجرئ.
حاولت في مرة قټله
متابعة القراءة