رواية ياسمين الفصول من 51-60
المحتويات
المجهود اللي عملناه
ف أحنى رأسه أمامها معربا عن أسفه و
متقلقيش ياهانم كل حاجه وليها حل
ف نهضت عن جلستها وهي تهدر بصوتها في وجهه
حل إيه يابشر!! ده انت لحد دلوقتي مش عارف توصل للمكان اللي بيختفي فيه يونس كل يوم والتاني!
ف برر لها حرص الأخير والذي يفسد عليهم أي محاولة لمراقبته
ياهانم انتي أكيد عارفه واحد زي ده حريص قد إيه! الموضوع مش سهل.. صدقيني بنحاول
استمع كلاهما لصوت قرع عڼيف على الباب ف تنغض جبينها بعبوس و
شوف مين الحيوان اللي بيخبط بالشكل ده
ف أوفض بشړ للخارج وهبط الدرجات الصغيرة وفتح الباب.. فكانت المفاجأة التي تلقاها لكمة عڼيفة للغاية من أحد الرجال الذين تكدسوا أمام الباب جعلته يرتد للخلف ثم سقط على ظهره مصدرا صړخة متآوه ورغم ذلك لم يتركوه.. أمسك به اثنان ليقف أمامهم حينما كانت غالية تخرج عليهم مهرولة وهي ترى هذا الھجوم المفاجئ والعڼيف على بيتها شدهت وهي ترى أربعة من الرجال يقفون على الباب من الداخل .. رمقتهم بذهول مضطرب فاغرة فاهها وسألت
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كان دخوله في اللحظة المناسبة تماما وهي تختم سؤالها دلف جاسر وهو يرمقها بنظرات أرعبتها وجمدت حواسها حتى لسانها لم تعد قادرة على التحدث بكلمة واحدة أمام رجل طاغية مثله تعرف جيدا ما الذي سيفعله إن أراد بها سوءا إن أراد ل هدم البيت على رؤوسهم أو أحرقهم أحياء وهم داخله.. وجوده هنا الآن لم يكن مبشرا على الإطلاق بادلت نظراته الحازمة بنظرات متصنعة الشجاعة ولكن ارتجاف أهدابها الجلي يفسد عليها حتى المحاولة.
فتح جاسر كفه أمامها وتسائل بنبرة فاترة
مش هتقوليلي اتفضل!
لم تنبث بكلمة واحدة.. تلذذ جاسر بتأثيره المرعب عليها وطلته المهيبة التي تزلزل أيا كان من يقف أمامه ولم ينتظر منها ردا وبادر بدون مماطلة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أشاحت بوجهها بعيدا عن مواجهة عيناه المخيفة ف أردف هو بنبرة أحست برائحة الټهديد فيها
بس انتي كذبتي وعليا أنا.. تفتكري أنا بسيب فرصة للي قدامي
إذا هو آت لفعل لن يرضيها البتة منتويا لها على نية تشبهه.. نية عواقبها مخيفة.
............................................................................
أقحم يزيد رأسه في العمل لكي لا يفكر في هذا الأمر الذي أزعجه وبشدة وجعله يتخذ موقفا منها حتى إنه قرر عدم التعامل معها مرة أخرى مهما كان الوضع.
نفخ يزيد مزمجرا وقڈف بالقلم من يده وهو ينهض مندفعا من مقعده وصاح ب
يوه !!
طرقات على الباب أعقبها دخول مفاجئ بدون أن ينتظر الطارق أي سماح بالدخول ف استدار يزيد ناظرا بحنق بلغ ذروته ليخمد كل شئ في لحظة واحدة مع رؤيتها سكن غضبه شيئا بسيطا وهو يراها واقفة أمامه بعدما أغلقت الباب وعندما تذكر فعلتها عاد يظهر امتعاضه أمامها وهو يسألها بفظاظته المعتادة
خير! جايه ليه
ف أشارت بالملف الذي تمسك به و
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تشوش عقله وتداخلت الأشياء في بعضها البعض متعقرطة في ذهنه تنغض جبينه ب استفهام و
مش فاهم!!
دنت نغم منه وهي تقطع المسافات بينهم تركت أوراقها على سطح المكتب ثم خطت مقتربة منه وقد باتت نبرتها أقرب للنعومة وهي تفسر ما فعلته صباح اليوم
في وظيفة خالية في مكتبك أنا جاية أقدم فيها إيه اللي مش فاهمه!
تعمقت النظر في عيناه القاتمة لحظات قبل أن تستطرد
قررت إني مش هسيبك وانت محتاجني عشان كده فكرت أكون أقرب لك من مجرد موظفة في الحسابات.. تسمح
مد يده لها ليصافحها وقد تغيرت معالم وجهه مائة وثمانون درجة وهو يقبل بوجودها في ذلك المنصب القريب منه
أسمح
أمسكت بيده ف ضم أصابعه على كفها الأملس وهو يبتسم في وجهها قائلا
أهلا بيكي معانا يانغم
الفصل الثامن والخمسون
وعيد
كلمة متوترة كانت قليلة على كل هذا الإضطراب الشعوري الذي تعيشه غالية وكأنها أمام مبعوث ليقبض روحها.. لو تعلم عن طباعه قليلا ف هي حتما لن تنجو بفعلتها ف هو يمثل شعار لست إله ل أغفر.. وبناءا عليه أصدر الحكم وقام بتنفيذه في كل مرة دعس أحدهم فيها على طرفه وهذا ما عزز من مكانته وجعل منه أسطورة يحاكى بها في عالمهم المظلم.
جاسر ثم نظر صوبها وهو يتسائل بهدوء لا يمثل طبيعته
هتفضلي محتفظة بلسانك جوا بوقك كتير ولا إيه!
ف استجمعت شتاتها المبعثر وقالت
الحوار ده مش بتاعك ياجاسر أنا اشتريت وانت بيعت اللي بعد كده بتاعي
ف أشار بها بسبابته معترضا
لأ لأ لأ كده تزعليني.. من أمتى وده قانوني ياغالية!.. أنا بياع مزاج مش بياع مصايب.. خصوصا بقى لو المصاېب دي لحد أعرفه بزعل وباخد على خاطري أوي
ف أوجزت كل ما تخبو به نفسها في كلمة واحدة
حساب وبيخلص
ف احتدمت نبرته وقد عبس وجهه فجأة وهو يردف بنبرة عالية
مش عن طريقي خلصي حسابك بعيد عني ياغالية.. أنا مبقاش طرف في حكاية و زي دي
ونهض عن جلسته وهو يتابع
أنا ممكن أخلص حسابي معاكي دلوقتي بس في حد أولى مني هيتبسط أوي لو قدمتك ليه هدية
ارتعدت من كلماته التي يوحي بها لها وسألت بتخوف
أنت هتقوله
ف ابتسم جاسر ساخرا من تفكيرها المحدود
هي دي عايزة سؤال ده إبن الغالي.. يعني لو في خدمة هقدمها وانا مغمض
سار نحو الباب وهو يستطرد
الحقيقة أنا عارف اللي ممكن يونس يعمله معاكي عشان كده هسيبه هو ياخد حقه.. أنا برا الليلة دي
والټفت ليختتم حديثه ب
أحمدي ربنا إنك ست دي الحاجه الوحيدة اللي شفعت لك عندي.. هسيبك بقى للي مش هيعرف شفاعة بعد عملتك السودة
وبنظرة واحدة منه تجمع رجاله ليخرجون من خلفه بعدما تركوا بشړ.. وصفقوا الباب من خلفهم ل يرتجف بدنها وهي تقول متلعثمة
لازم نسيب الشالية يابشر جهز كل حاجه بسرعة
وأوفضت تصعد لغرفتها كي تتجهز لترك المكان على الفور بعدما تأكدت أن أمرها قد انكشف.. الآن لن يكون هناك مجال ل شك يونس في معتصم ومخططها لإلصاق الإتهام في شخص غيرها بات صريع الفشل.. لم يبقى أمامها سوى اللعب ب أيادي مكشوفة ولكن بعدما تغادر من هنا وتختبئ جيدا.
...........................................................................
بمساعدة السكرتيرة الحالية كانت نغم تجهز مكتبها الجديد ليستقبلها ابتداء من الغد حتى أن السكرتيرة الحالية بدأت تطلعها على بعض المهام الرئيسية والهامة والنقاط التي لا يجب إغفالها أثناء العمل مع يزيد گمدير مباشر جديد لها وليس يونس.
دققت نغم في أبسط التفاصيل حتى تتاح لها الفرصة لتقديم عملها بشكل أفضل يجعله ألا يندم يوما ب اتخاذها موظفة في مكان گهذا منذ البداية وهي متعهدة أن تليق به.
تركت السكرتيرة صندوق صغير يحمل أشيائها بعيدا عن المكتب ثم عادت ل نغم وهي تردف ب
كمان في مكتبة جديدة هتوصل آخر اليوم عشانك تستخدميها گأرشيف زي ماانتي عايزة.. مش هوصيكي تخلي بالك من الحاجات اللي قولتلك عليها
أومأت نغم برأسها متفهمة و
تمام
انفتح باب مكتب يزيد وخرج منه ثم دخل للمكتب الخاص ب السكرتارية ليجد حالة من الفوضى تغلبت على المكان.. ف كان مراعيا ولم يغضب عليهن ولكنه أضاف محذرا
مش عايز أشوف المنظر ده بكرة!
ف أومأت نغم برأسها متفهمة و
كل حاجه هتخلص النهاردة
نظر يزيد ب اتجاه السكرتيرة السابقة الخاصة به و
في شيك بأسمك ابقي استلميه من الحسابات
ف رمقته ب امتنان و
شكرا جدا على زؤك يامستر يزيد
ف لم تتغير تعابير وجهه وهو يتابع
مبروك ربنا يتمم لك على خير
الله يبارك فيك يارب بس لازم تحضر الفرح ان شاء الله.. أنا سيبت لحضرتك دعوة مع نغم
ف انتقلت أنظاره نحو نغم وهو يقول
إن شاء الله أنا خارج يانغم.. أي حاجه تحصل رقمي معاكي بلغيني
ف أومأت برأسها متفهمة بينما كان يتابع
متنسيش تاخدي الإيميل الجديد اللي هتشتغلي بيه
حاضر
وخرج.. بقيت هي بمفردها تستكمل إعداد حوائجها لكي يكون جاهزا ل استقبالها في الغد رغم تحمسها والطاقة الغريبة التي تولدت بداخلها بعدما تمت موافقته التامة على العمل معه وقام برفض ما بقى من طلبات التوظيف التي تقدمت للشركة إلا إنها مازالت مترددة بشأن شكل العلاقة بينهما والتي انتوت منذ البداية أن تأخذ شكلا رسميا منعا لجرحها.. من ناحية لم ترد مطلبه وحاجته إليها ومن ناحية أخرى تحاول أن تصون قلبها من أن يكسره هو.
نظرت نظرة شاملة على الغرفة التي ستبقى لها ثم سحبت الملف الذي سيتطلع إليه يزيد في الغد ودخلت لغرفته كي تضعه على سطح مكتبه.. حينها علقت أنظارها على مقعده الجلدي الوثير وتذكرت تلك الكلمات التي قالها لها بعدما تم الإتفاق بينهما.
التعامل بينا مش هيكون زي الأول دلوقتي أنا هكون مديرك المباشر.. عارف إني بكون صعب أحيانا في أي حاجه تخص الشغل كل المطلوب منك عشان تتجاوزي المرحلة دي إنك تتبعي نظام ريح تستريح.. يعني خليكي في صفي وورايا حتى لو غلط ده هيسهل عليكي ويمنع أي فرصة تصادم بينا في البداية.
زفرت نغم وهي تلتفت لتغادر غرفة مكتبه غير متأكدة من إنها ستفعل ما نصحها به ف هي غالبا تفعل ما يروق لها وما تراه صحيحا وليس العكس.. لذلك هي تفطن بكم المواجهات السخيفة والتعنتات من كلاهما في بداية الأمر حتى تستقر الأوضاع.. ولهذا كانت في حالة استعداد لما هي مقبلة عليه استعدادا تاما وأردفت ب
أما نشوف بكرة هيحصل إيه!
.........................................................................
أوقف يونس سيارته قبالة المتجر الخاص ب إبراهيم رحمة الله عليه والذي تملكه ملك حاليا.. ثم الټفت برأسه ينظر إليها وهو يقول
ليه أصريتي تيجي هنا
شعرت بالحنين الجارف وقد طغى على كل مشاعرها لمجرد مكان فيه عبق والدها الذي حرمت منه مبكرا والدها التي ظنت إنه سيعيش حتى يصلح خطئه في حقها ولكنه غادر قبيل أن ترى أياما سعيدة معه.
تنهدت ملك وهي تحس پألم كأن جرحها طازجا وليد اللحظة ولم يمر عليه قرابة الشهر وأردفت ب
عايزة أشوف المحل بتاعه ومكتبه والمكان اللي كان بيحب يقعد فيه.. كل حته
فتحت السيارة وترجلت منها لاحقا يونس
متابعة القراءة