رواية جامدة الفصول من 11-15
المحتويات
الصحن و هو يقول بخبث
_ البصارة هيكون أية
ابتسمت بحرج و لازالت تنظر إلي الاسفل ليمسك بذقنها يرفع وجهها إليه و هو يقول بهدوء
_ مردتيش عليا امبارح بس انا عايز رد منك النهاردة
تنحنحت و هي تنظر إلي عينه العسلية الصافية في حين التمعت زرقاءها بشعور غريب لم تشعر به قط و قلبها يدق پعنف بين اضلاعها ينبهها أنه سوف يخرج بأي لحظة
حك مؤخرة رقبته و هو ينظر إليها قائلا
_ يعني كل اللي قولته امبارح هري بالنسبالك
لترد هي سريعا
_ لا طبعا مش قصدي انا قصدي يعني يمكن لما المهمة تخلص يحب تبعد مكنش اټجرحت و لا انت اټجرحت و
_ انا مش عيل صغير عشان مبقاش عارف انا حاسس بأية و لا انا بلعب بيكي لأن دا مش طبعي و لو فاكرة اني بعمل كدا عشان تبقي مراتي و خلاص ما انتي معايا من زمان و لو كنت عايز كان هيحصل و ڠضب عنك
المقعد المجاور له و بارتجاف يتمدد لاوصالها تلمست كف يده برقة و هي تهمس
ابتلع ريقه و هو يمسك بيدها يضغط عليها برفق قائلا
_ انا مش عايزك تبعدي يا ضحي
تأملته قليلا تستشعر بالصدق بين حديقتي عينه لتبتسم بخجل و هي تهز رأسها بايجاب قائلة
_ خلينا ناخد فرصة يا ظافر
_ هو دا اللي انا عايزه بالظبط فرصة
هزت رأسها بايجاب و هي تقول
_ و انا موافقة بس اوعدني لو عايزة ارجع متمنعنيش
_ اوعدك
نطق بها بابتسامة و من ثم وقف ليأتي بالافطار ليتناوله سويا
نظر إليها محدقا بها بشدة حتي خجلت و وضعت يدها علي عينها و تسللت الحمرة الي وجهها بخجل شديد ابتسم هو و هو يقول بغناء
انزلت يدها تنظر إليه و قد اشمئزت ملامحها من صوته الذي لا يصح للغناء ابدا ليصمت و هو ينظر إليها متسائلا
_ أية الوش دا صوتي مش عاجبك
هزت رأسها و هي تقول
_ لا صوتك بسم الله ما شاء الله صوت ملائكي
رفع حاجبه من نبرتها الساخرة و هو يقول
_ علي اساس صوتك أية يا اللي بتتريقي انتي
لتصيح بانفعال
_ لا علي فكرة انا صوتي حلو و دايما اخواتي يقولولي اني ليا مستقبل
أعاد ظهره الي الخلف و هو يشير إليها قائلا
_ طب اتفضلي سمعيني
تراجعت هي عن حديثها و هي ترفع كتفها قائلة
_ لا لا لا طبعا انت صدقت يا شيخ دا انا بضحك معاك
نظر إليها يبتسم باقتضاب و أمسك بيدها يجذبها معه الي حيث غرفة فتحها لتجد زنزانة حديدية موجودة بالغرفة ك زنزانة السجون لتلتفت إليه و هي تقول بحذر
_ أية دا
حاوطها من الخلف و انحني ليهمس بأذنها
_ دا بقي يا حبيبي عشان لو عملتي حاجة غلط أو منفذتيش حاجة انا قولتلك عليها
انسلتت من بين يده و نظرت إليه بتعجب قائلة
_ عايز تحبسني يا ظافر
هز كتفه و هو يقول بلا مبالاه
_ يعني لو مش عايزة غني
رمقته بغيظ و هي تذم شفتيها بضيق كالاطفال لتشير الي تلك الزنزانة الصغيرة و هي تقول
_ انت عملت دي هنا عشان تعاقبني بجد
هز رأسه بنفي و هو يقول بتبرير
_ لا طبعا العمارة دي بتاعت ظابط زميلنا و كان بيبعها و انا اشتريتها و لقيت فيها الزنزانة دي يعني يمكن تلزم
صمتت و هي تهز رأسها ليصفق بيده و هو يقول بسخرية
_ يلا يا ياسر سمع عمو
أغمضت عينها تتناسي أنه معها حتي تستطيع الغناء براحة تأمل هو هيئتها البريئة الطفولية و هي تعقد يدها خلف ظهرها و تبدأ بالغناء
_ علشانك امشيها بلاد حبيبي يا اسمراني .. من غير لا مية و لا زاد حبيبي يا اسمراني
أوقفها عن الغناء حين شعرت به يمسك بملابسها من الخلف كأنه يقبض علي أحد المجرمين لتفتح عينها تنظر إليه لتجده يعقد حاجبيه بحدة فقد تغاضي عن صوتها الذي يشدو بغناء و ركز فقط انها تتغني باصحاب البشرة السمراء فهو صاحب البشرة البيضاء فلمن هذه الكلمات المنبعثة من قلبها بتأثر نظرت إليه باستفسار ليتحدث قائلا
_ و مين الاسمراني اللي هتمشيله لا ب اكل و لا ب مية ده أن شاء الله
لتدافع
عن نفسها هي قائلة
_ مش حد و الله انا بحب اغنيها عشان اياد اخويا كان اسمراني عننا رغم أنه كان زي القمر بس اسمراني و بعدين انا بحب الشباب السمرا ليهم شخصية كدا
هزها بين يده بحدة و هو ېصرخ بها پغضب
_ نعم تأمري بأية يا حبيبتي
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تنظر إلي بزعر و هي تقول
_ في أية يا ظافر
افلتها من بين يده و وقف أمامها و هو ينظر إليها بشراسة و داخله التوعد و هو يقول
_ بتحبي السمار و الشباب السمرا
لم تتفوه بكلمة فهي لا تعلم لما اړتعبت من ملامح وجهه التي تحولت للڠضب الشديد ليمسك بها و يدفعها داخل هذه الزنزانة و يغلق عليها الباب وسط توسلتها بأن لا يفعل ليجذب المقعد الخشبي و يجلس عليها أمامها واضعا قدم علي الاخري و هو يقول بعصبية
_ ها يا روحي أية رأيك في الشباب البيضا
امسكت بالقضبان الحديدية و هي تنظر إليه پغضب قائلة
_ رخمين طلعني من هنا يا ظافر انا مش مچرمة من مجرمينك
_ لا لا انت اعز من المجرمين طبعا دا انتي حتي مراتي
قالها بهدوء اقرب الي البرود و هو يرتب شعيرات ذقنه بيدها لتتطرق علي القضبان و هي تقول صاړخة
_ افتح يا ظافر افتح
وقف و اقترب منها و هو يبتسم بسماجة قائلا
_ عشان تحافظي علي كل كلمة بتخرج منك يا روحي
زمت شفتيها بضيق كالاطفال و هي علي وشك البكاء لتتحدث پاختناق من البكاء
_ علي فكرة انا مش هكلمك تاني ابدا
عقدت ذراعيها أمام صدرها و ذهبت لتجلس علي الارض ابتسم ابتسامة غير مبررة و هو يفتح الباب و يدلف إليها انحني يمسك بيدها يوقفها أمامه ابعد خصلات شعرها عن وجهها و هو ينظر بعينها بدقة حتي رأي نفسه بهما ليقترب منها و هو يحاول كاملة بين ذراعيه و هو يقول
_ يعني مش هتكلميني تاني
هزت رأسها بايجاب و هي لازالت تنظر إليه بضيق رفع يده و هو لازال يحاوطها بيده الأخري يمرر أصابعه برشاقة علي بشرتها و هو يقول
_ يعني خلاص مفيش كلام بينا تاني
هزت رأسها بايجاب مرة أخري و هي تعبر عن ضيقها بملامح طفولية اقترب منها أكثر حتي كاد أن يلتصق بها و هو يهمس
_ طب انا لو عايز اتكلم معاكي مش هتردي عليا
هزت رأسها مرة أخري في صمت تنهد و هو يقول بمكر
_ يااااه ربنا رزقني بزوجة صامتة مش هتعترض علي حاجة ابدا
دني قبل وجنتها سريعا لتتسع عينه و هي تنظر إليه مستعدة للحديث و لكنها وضعت يدها تدفعه بصدره لا تريد ان تتحدث معه ليكمل هو
_ مش بقولك مش هتتكلم خالص
دني سريعا و .. ابتعد عنها و هو يقول بمزاح
_ شوفي و لا بتتكلم و لا بتعترض علي حاجة
اخذت أنفاسها بصعوبة و هي تدفعه بصدره و هو لم يتحرك قيد أنملة لتتحدث پغضب
_ ظافر انت زودتها اوي معدتش تقرب مني كدا
ابتسم بخبث و هو يعود إلي الخلف خطوة واحدة و يتركها قائلا
_ و كل ما هتعملي فيها بطلة الفيلم الصامت انا هعرف اخليكي تتكلمي عشان انا مبحبش التجاهل أما بخصوص أن حضرتك بتقولي قدام جوزك انك بتحبي الشباب السمرا ف دي قلة ادب انا هربيكي عليها و مش هتخرجي من الحبس الانفرادي دا النهاردة
خرجت و تركها بل و اغلق
الباب عليها مرة أخري ركض لتلحق به قبل أن يغلق و لكنها لم تلحق به انما اغلق عليها و هي تتوسل له أن يخرجها دبت بقدمها بالأرض و هي تقول پغضب
_ طلعني يا ظافر
اقترب من القضبان الحديدية و أمسك بها و هو يقول بمرح مبتسما
_ يا قلب ظافر
رمقته پغضب و ذهبت لتجلس مرة أخري علي الارض تضم ركبتها الي صدرها و هي تقول
_ شكرا يا ظافر بس متبقاش تقولي حبيتك تاني عشان مش هصدقك انت كدا بتحبني اومال لو پتكرهني
رد هو ببساطة و هو يجلس علي المقعد الخشبي
_ ما انتي هنا عشان بحبك و تحمدي ربنا كمان لاني مسكت نفسي و مكسرتش دماغك
قلدته بسخرية حين الټفت عنها استمع الي صوت هاتفه ليلتفت إليها و هو يقول
_ هجيب الموبيل و اجي
ذهب ليأتي بهاتفه واضعا اياه علي أذنه و هو يتحدث مجيبا علي الطرف الاخر
_ مع معاليك يا فندم
استمع إليه بحديث طويل و هو ينظر إلي ضحي التي تنظر إليه بتركيز ليتنحنح و هو يجيب بهدوء
_ تحت امرك يا فندم مع الامتدادات التانية هكون معاهم
اغلق الهاتف و تنهد و هو يعود بظهره علي المقعد نظرت إليه بفضول و لكنها امتنعت عن سؤاله تنهد من أعماق قلبه و من ثم تقدم منها و فتح الباب و أشار إليها أن تخرج .. صارت بجواره و هي ترمقه بغيظ و بهدوء أشار الي الردهة و هو يقول
_ اسبقيني و انا جايلك لازم نتكلم في موضوع مهم
نظرت إليه بقلق و هي تبتلع ريقها بتوتر و هي تذهب لتجلس بالخارج ثواني و كان يجلس جوارها شعرت به يريد أن يقول شئ لتنظر إليه و هي تقول
_انت عايز تقول أية
تنهد بهدوء و هو يتحدث قائلا
_ الحړب
متابعة القراءة