رواية جامدة الفصول من 11-15

موقع أيام نيوز

الفصل الحادي عشر
صدمة شلت عقله و هو يقف ينظر إلي المكان ..دلف عاصم خلفه و هو الآخر ينظر حوله ربت علي كتفه و هو يقول 
_ مش هنا يا ظافر
هل خدعه للتو ركض يبحث عنها بكل مكان و لكنها ليست باي مكان يبحث پجنون و لكنها غير موجود لقد اقتحم المكان الخاطئ ركل الحائط بقوة و هو يزمجر پغضب رفع رأسه و عينه أصبحت حمراء بشدة ليخرج من هذا المكان و لم ينتظر أحدهم ليذهب بمفرده و هو يقسم علي تحطيم هؤلاء الحمقي

_ وقف ظافر امام قائده و هو يلهث بشدة فقد أخرجه هؤلاء الرجال من بين يده بصعوبة و هو يلقنهم درس لن ينساه أحدهم نظر اليه اللواء مجدي پغضب و قد أثار حنقه و هو لم يعد يسيطر علي ردة فعله و انفعالاته 
_ برافو عليك يا سيادة المقدم بجد برافو انت شايف أن دا الحل
هوي ظافر جالسا و هو يمرر يده علي خصلات شعره يرجعها الي الخلف و هو يتنفس بصعوبة اثر بذله للمجهود ليتحدث اللواء مجدي پغضب 
_ واضح انك نسيت تمارس شغلك ازاي يا سيادة المقدم ياريت تجمع نفسك عشان بالشكل دا انا هستبعدك من أنك تبقي معانا في القبض عليهم و رجوع ضحي
الټفت ظافر إليه ينظر إليه بهدوء و هو يحاول تنظيم تنفسه ليقف بثبات مؤديا التحية العسكرية و هو يقول 
_ تمام يا فندم
دلف عاصم بعد أن استأذن بالدخول و هو يقول 
_ الفرقة رقم ١٠٧ مشتبهة في ناس بعربية كانوا متوجهين ناحية المطار و تم القبض عليهم
هز مجدي رأسه و هو يشير إلي ظافر قائلا بثقة 
_ ظافر اللي هيشوف الموضوع دا مع قائد الفرقة ١٠٧
كاد عاصم أن ينطق باعتراض ليرفع مجدي يده و هو يقول و هو ينهي النقاش 
_ انا قولت كلمتي اتحرك يا ظافر
تأن پبكاء و هي تشعر بأنها ستموت بأي لحظة اڼهارت باكية و ارتفعت شهقاتها و هي تنظر إلي الباب تمتمت باڼهيار 
_ عشان خاطري متجيش يا ظافر متجيش
بالفعل كان تتمني سابقا أن يأتي سريعا حتي ينقذها من بين براثن ايمن و الآن تتمني لو أنه لا يعرف محلها ابدا ليس خوفا من المۏت إنما خشي أن يحمل ظافر ذنبها بعنقه مدي حياته أغمضت عينها التي تشتعل بنيران حرقه دموعها التي هبطت علي وجنتيها اصبحت تشعر بالدوار يداهمها بشدة لا طعام و لا شراب و لا نوم فقط التوتر يسود جسدها و الارتجاف رفع رأسه تنظر الي الاعلي بتوسل و هي تقول باكية 
_ يارب خليك جنبي يارب مليش غيرك يارب
_ ها يا مراد عرفت حاجة
نطق بها ظافر لقائد الفرقة ١٠٧ عندما دلف الي مكتبه رفع ذلك الشاب الوسيم ذو البشري السمراء رأسه إليه و هو يشير إليه أن يجلس تأفف ظافر بنفاذ صبر و هو يجلس علي المقعد و ينظر إليه قائلا 
_ انطق بسرعة يا مراد مراتي في خطړ و انا معرفش عنها حاجة يا مراد
أشار إليه مراد بيده و هو يضغط بيده الأخري علي زر مرفق بخارج المكتب قائلا بهدوء 
_ ممكن تهدي يا ظافر عشان انت كدا مش هتعرف تجيب مراتك و بعدين احنا لسة منعرفش هما و لا لا
اغمض ظافر عينه و هو يتنهد بضيق يشعر و كأنه يفتقد شئ لا يمكن تعويضه بداخله شئ ينقصه شئ غالي للغاية وضع يده علي

قلبه المټألم منذ رحيل والديه لم يشعر بهذا الشعور شعور الفقدان .. دلف العسكري الي الداخل و معه خمس أفراد اصتطفوا امامهم رفع ظافر رأسه لينظر إليهم بحذر و يدرس معالم وجههم جيدا ليقف مراد و هو يستند علي مكتبه ليتحدث العسكري بعملية بعد أن ادي التحية العسكرية 
_ محدش فيهم راضي يتكلم يا باشا أو يقول رايحين فين و لقينا في العربية سلاح
رفع مراد يده ليصمت العسكري و تحدث ببرود إليهم 
_ عادي خليهم ساكتين لاني لما اعرف كل حاجة لوحدي هعمل كل جهدي عشان اخليهم ما يشفوش الشمس تاني بس لو هما اللي قالوا انا هعرف اخفف العقۏبة عنهم
نظر إلي بعضهم البعض و من ثم صمت الجميع ابتسم ظافر باقتضاب قليلا و بلحظة تحولت ملامحه الي ڠضب و حدة و هو يمسك بالهاتف الخلوي و يضعه علي أذنه قائلا بعصبية 
_ أيوة يا عاصم تدي رقم العربية دي للمرور و هنا هيعرفوا يجيبوا خبرها مش هقعد استني شوية عيال عشان ينطقوا كام كلمة
اغلق الهاتف و جلس بمحله و نظر إلي مراد الذي ينظر إليه بضيق و هو يقول 
_ انت عايزني استني يحنوا علينا و يتكلموا مش انت اللي هتوديهم ورا الشمس دا انا بعون الله مش هخليهم يعرفوا الايام من بعضهم بعد كدا و كدا كدا الدوريات لسة بتدور عليها إذا كان من الفرقة عندي أو من الفرقة عندك
أشار إلي العسكري الذي أخذهم و خرج و هم ينظرون إلي الاسفل .. ليجلس مراد بمحله مرة أخري و هو يقول 
_ فالح استني بقي المرور يجبلك المكان و ممكن ميكنش هو
تنهد و هو يضع يده علي رأسه و لم يعد يعلم ماذا يفعل لا يعلم مكانها و لا يعلم كيف هي الآن و ماذا حدث لها هل هي بخير هل أصابها شئ ساد الصمت قليلا ليقطعه صوت الهاتف رفع مراد الهاتف و هو يرد بهدوء 
_ أيوة ظافر باشا معايا
وقف فجأة و هو يقول باستعجال 
_ تمام محدش بتصرف لحد ما نيجي
اغلق الهاتف لينظر إليه ظافر بتساؤل ليضع قبعته العسكرية و هو يقول 
_ ٣ من فرقتي وصلوا للمكان اللي العيال دي كانوا فيه
لم ينتظر ظافر إنما كانت قدمه تسبق الريح و هو يركض مع مراد الي حيث ذلك المكان اضطراب قلبه سوف يجعله يصاب بأزمة قلبية .. حين وصل إلي المكان أشار الرجال الي ذلك الباب الحديدي الذي وقف أمامه ظافر و قلبه يدق بشدة و علت وتيرة أنفاسه نظر إلي ذلك الباب بتمعن من الممكن أن يكون الحاجز الوحيد بينه و بينها الآن وقف أحد العساكر ليقتحمه المكان و لكنه رفع يده سريعا إليه و هو يلاحظ شئ غريبا بالباب تقدم منه مراد و هو يقول متسائلا 
_ في أية يا ظافر سيبه يفتح الباب
أشار ظافر الي اطار الباب و الذي يخرج منه طرف حبل سميك قائلا 
_ في حبل في الباب متعلق من برا لية
ابتعد عن الباب و أشار إليهم و هو يقول 
_ محدش يقرب من الباب الباب دي فيه حاجة مسنودة عليه و يمكن فخ حاجة تقع علينا تموتنا
تحرك هو حول المكان بأكمله يبحث عن مكان آخر يدلف منه الي الداخل استطاع أن يري شرفة بالاعلي تصله الي الشرفة الأخري ليعود مرة أخري إليهم و يرفع يده بتحذير 
_ اياك حد يجي ناحية

الباب ممكن حد فينا ېموت
هز الجميع رأسه بطاعة و ذهب خلفه مراد المتسائل عن ماذا سيفعل تعلق ظافر بالحائط و ما هو بارز منه و ينتقل من محله الي الاعلي حتي وصل إلي تلك الشرفة وقف بها و هو ينظر متفحص الشرفة الأخري ليقفز واقفا علي حافة الشرفة و قفز برشاقة الي الشرفة الأخري التي كانت بمسافة ليست ب قليلة وقف أمام باب الشرفة الداخلي حاول فتحه مرارا و تكرارا و لكنه لا يفتح ابتعد قليلا و بكل ما به من طاقة تقدم منها يطرق عليها بكتفه مرتين حتي انفتح باب الشرفة .. اهتز قلبه الخائڼ له و هو يراها ظهرها له و لكنه شعرها الطويل الحريري يعلم أنها فقط من تمتلك ذلك مقيدة هي بالمقعد بالاحبال تضغط عليها بشدة همس باسمها بلهفة و هو يتقدم منها سريعا اتسعت عينه و هو يجد تلك السکين فك وثاقها سريعا و يبعد عنها تلك السکين و هذا الحبل الخانق لها .. بالفعل كانت مدمرة شاحبة فقط كانت تقوم حتي يأتي أحد لإنقاذها تقاوم ذلك الدوار الذي يهاجمها بقوة امسك بيدها يوقفها أمامها و هو ينفحصها أحاط وجهها بين راحتي يده و عينه تدور عليها كاملة و هو يقول بلهفة و زعر من مظهرها 
_ ضحي انتي كويسة حد عملك حاجة
لم ترد عليه إنما هي ترتجف و بشدة جسدها ينتفض پعنف احتضنها هو و هو يغمض عينه متوعدا براحة ضمھا بين ذراعيه الي حنايا صدره و هو يهمس بالحمد لله انها بخير ربت علي شعرها و هو يضمها أكثر حتي كاد أن ېحطم اضلاعها بين يده يريدها داخله لقد افتقدها كثيرا يريد أن يطمئن نفسه انها بخير دني و يستنشق رائحتها و هو يهمس 
_ كنت حاسس اني روحي بتروح مني الحمد لله انك كويسة
شعر بسائل ساخن علي كتفه أبعدها عنه قليلا و هو لازال يحاوطها ليجدها تبكي رفع يد و الأخري تستندها يمسح علي وجهها و هو ينظر إليها باعتذار قائلا 
_ انا اسف مقدرتش احميكي مكنتش قد المسئولية
لم تشعر بنفسها الا و هي ببطئ شديد و هذا ما كانت عليه طاقتها الآن لتتشبث به تحتضنه و هي تبدأ بالبكاء هذه المرة بصوت عالي كانت بحرب اعصاب كل تلك الفترة و الآن هي تنفس من ما بداخلها لتهمس بصوت خاڤت غير قادرة علي الحديث قائلة پبكاء 
_ انا كنت خاېفة اوي يا ظافر كنت بدعي ربنا انك متجبش عشان لو جيت انا ھموت و انت هتشيل ذنب مش ذنبك
رفع هو وجهها و هو ينزلها إلي الأرض ليدني يلثم وجهها كاملا بقبلات متفرقة يبث فيها اعتذاره الشديد لها أغمضت عينها عندما زادها الدوار امسكت بذراعه بشدة و هي تشعر بالأرض تهتز أسفلها ليسأل هو بقلق 
_ حاسة بأي
نطقت و قد ثقل تنفسها و اصبح صدرها يعلو و يهبط بحدة و هي تهمس 
_ هيغمي عليا
ما أن أكملت كلمتها حتي أغمضت عينها مستسلمة لذلك الظلام المحبب لها استقبلها هو بين يديه يحملها و قد انسدل شعرها يترنح مع خطواته فتح الباب و خرج و لم يتحدث بأي شئ الواقفين بل ذهب سريعا الي سيارته يضعها بها و يضع حولها حزام الامان .. صعد خلفها و ابعد خصلات شعرها عن وجهها الذابل كوردة جورية افتقدت الري لأيام امسك بيدها الصغير بين

يده يتسلل بأصابعه داخل أصابعها و بيده الأخري يقود السيارة .. كان ينظر إليها بين الحين و الآخر و يشعر بأنه هو
تم نسخ الرابط