رواية سارة الفصول من الثاني عشر للتاسع عشر
المحتويات
به شقه والدته وهى تنظر ارضا خوفا وقلقا
وصل المصعد اخيرا وكانت اعصاب مهيره كلها على شعره واحده تشعر ان الدنيا تميد بها .... تشعر كالزبيحه التى تساق لزبحها كانت حقيبتها امام الشقه بجانب الباب .... كاد قلبها يتوقف حين اخرج سفيان المفتاح من جيب بنطاله كان عقلها يعمل ويحلل كل ما يحدث هو قال انه ذاهب لبيت والدته لماذا لم يطرق الباب هل كان ېكذب ام انا من فهمت خطاء ولكن كل تلك الهواجس اختفت حين فتح الباب لتجد السيدة نوال تقف خلفه فاتحه ذراعيها لها بحب وترحيب مع ابتسامه واسعه سعيده
تقدمت منها مهيره ببطئ وارتمت بحضنها تحتاج ان تحتمى لذلك الحضن من كل شيء ..... ربتت السيده نوال على ظهرها وهى تقول
انقبض قلب مهيره پخوف هل ستظل معه كل عمرها القادم
اغمضت عينيها وهى تتمنى من داخلها ان يكون عمرها قصير جدا وتنتهى حياتها سريعا
أبعدتها السيده نوال عن حضنها برفق واشارت لهم بالدخول
كان سفيان يشعر بها ... يتمنى ان يضمها الى صدره يطمئنها و يريحها من كل ذلك العڈاب والخۏف
ظلت مهيره واقفه تنتظر ان يتحرك هو حتى تمشى خلفه وكانت السيده نوال تنظر لها بتعحب فامسكت يدها حتى تدخلها لكن عينيها ظلت تنظر ارضا فى اتجاه سفيان الذى لاحظ الموقف فتحرك ليمر من جانب امه بعد ان قبل رأسها فتحركت مهيره خلفه وهى تسحب يدها من يد السيده نوال
ان تفلت اكثر من مره ومهيره تقف أمامه مطرقه الرأس ما هذا ماذا يحدث مع تلك الفتاه .
نادت على سفيان بصوت هادئ ليفتح عينيه وتقع مباشره على تلك الواقفه امامه فى مشهد ذكره بالافلام القديمه التاريخيه ... الجاريه واقفه امام سيدها مطرقه الراس تنتظر اوامره .... اغمض عينيه بالم وهو يقول لنفسه ...
بس هى مش جاريه دى مهيره الكاشف ملكه قلبى ....
واقفه كده ليه .... ما تقعدى
صوته عصبى متوتر ... وطريقته التى أرادها هادئه مطمئنه اصبحت عصبيه متوتره أمره
فنظرت اليه مهيره پخوف وقالت بخفوت وصدق مؤلم
اقعد فين
رفع حاجبه الايسر فى اندهاش واجاب
فى مكانك
هو كان يقصد بجانبه ... وهى فهمت انها مجرد شيء يزدريه ويحتقره
وكانت السيدة نوال تتابع الامر فى صمت .. تشعر پخوف مهيره وتخبطها وتشعر بحيره ابنها وتوتره ولكن ما حدث جعل قلبها ينتفض مثل جسد سفيان الضخم
حين جلست مهيره ارضا امام سفيان مباشره .
انت ازاى تعملى كده ... ليه .... ليه قعدتى على الارض .
ظلت تنظر ارضا وهو ينتظر ايجابتها ...ولكنها لم تتكلم كانت دموعها هى ما تجيب فى صمت
فهزها بقوه وهو يعيد سؤاله فأجبته بصوت منخفض يختنق من كتم بكائها
حضرتك قولتلى اقعدى مكانك .
قطب جبينه وهو يقول بتلعثم وخجل
انا قصدت ...
ولم يتسطع ان يكمل ويقول ... جوارى
ولكنه قال بخشونه
متعمليش كده تانى مفهوم .
هزت راسها المنكس بنعم فاكمل هو قائلا
وكمان ارفعى راسك
كان اسلوبه جاف كانت السيدة نوال تفكر هكذا لكنها تعرف ولدها جيدا هو لا يستطيع اظهار مشاعره
تقدمت من مهيره فى محاوله لتهدئه الموقف قليلا و امكست بيدها وهى تتحرك فى بها فى اتجاه غرفه سفيان تقول
تعالى ارتاحى شويه ....
و ادخلتها الى الغرفه وهى تقول
جودى قربت ترجع هى خلصت كليتها من بدرى بس نزلت على السوق تجبلى شويه طلبات ارتاحى انت على ما هى توصل علشان نتغدا سوى
تكلمت مهيره سائله وهى تنظر الى الغرفه الذكوريه جدا باثاثها الاسود الأنيق ..
هى دى اوضه مين
ابتسم نوال بحب وقالت
اوضه سفيان ... بصى يا بنتى انت و سفيان دلوقتى متجوزين ... ومكانك فى الاوضه دى معاه الا اذا انتم الاتنين قررتم تأجيل الجواز شويه وساعتها يا بنتى هتكون شقتكم خلصت وفوق تعملوا الى يريحكوا .
ثم تحركت فى اتجاه الباب وهى تقول
اسيبك انا بقا .
وخرجت من الغرفه وتركت تلك التى تقف فى وسط الغرفه تائهه وكأنها طفله صغيره تاهت من اهلها وسط الزحام
وقفت تفكر اين يمكنها ان تنام ان الغرفه ليس بها سوى سرير سفيان . و بزاويه الغرفه بجانب النافذه توجد طاوله صغيره وكرسيان مريحان ...... وبالزاويه الاخرى يوجد مكتب صغير وعليه كتب كثيره . وعلى الحائط بجانب الباب توجد خزانه كبيره وفى مواجتها السرير ... اين تنام الان تخشى ان نامت على السرير يغضب سفيان اذا اراد النوم عليه .... ولكنها لا تستطيع النوم ارضا ذلك صعب .فتحركت لتجلس على كرسى من الكرسين وتكورت بداخله بعد ان احضرت شرشف خفيف ووضعته على جسدها وذهبت فى نوم عميق
كان جالس بالخارج يشعر انه يحارب طواحين الهواء معها يقف عاجز عن ان يتكلم اى كلمه ... كيف سيتعامل معها وذلك الخۏف يسكن عينيها
وقفت امه امامه وهى تربط على رأسه قائله
البنت خاېفه جدا ... ونفسيتها سيئه ... حاول يا ابنى تطمنها وتحتويها ... وربنا يعينك على الى جاى
كان حذيفه جالس بجانب أواب يشاهدا احدى برامج التلفزيون التعليميه ... التى يشغر امامها حذيفه انه ضعيف الذكاء ان لم يكن غبى .
نظر الى ابنه الذى يستمع الى البرنامج بتركيز كبير وقال له
حبيبى انت ازاى بتتفرج على البرامج دى
نظر اليه أواب ببراءة وقال
مالها بس انا مس فاهم انت ليه مس بتحب البرامج دى
أطلق حذيفه صوت متهكم وهو يقول
انا دكتور جامعى على فكره ... بس البرامج دى يا ابنى بتحسسنى
انى مش معايا اعداديه على فكره
ضحك أواب بصوت عالى وقال
طيب انا هريحك وهدخل انام ممكن تقعدنى على الكرسى لو سمحت .
فقطب حذيفه جبينه وهو يقول
هتنام دلوقتى .. قاعدين مع بعض يا صاحبى .
عاد أواب يضحك بصوت عالى وهو يقول
لا يا صاحبى خلينا ننام علسان متأخرس بكره .
امسكه حذيفه من خديه وهو يقول
يا ابنى فى تلت نقط بيطيروا ليه نفسى افهم على فكره .
قطب اواب جبينه وجعد انفه وهو يقول
على فكره انت الى مس بتعرف تتكلم ... ويلا بقا انا عايز انام
نظر اليه حذيفه بشجن انه يحاول التمسك بوجود أواب بجانبه حتى يشغل عقله به ... حتى يتوقف عن التفكير فى جودى واحتمالات الاخطار عليها من ذلك الحازم
يبدوا انه أطال فى تفكيره حيث انه حين افاق من شروده وجد أواب قد نام بالفعل وهو يسند راسه على كتف والده حمله برفق وتحرك به الى غرفته ليضعه على سريره ويخلع عنه حذائه الطبى ... وانحنى يقبل قدمه الصغيره وهو يقول
انا اسف يا ابنى مخترتلكش ام صح وانت الى دفعت تمن اختيارى الغلط ..... يارب اطمن عليك ... يارب
.... الفصل الرابع عشر
عادت جودى الى الببت وهى تحمل الكثير من الاغراض و حين دخلت الى البيت عرفت كل ما حدث مع سفيان ومهيره واتفق معهم سفيان على ان تظل مهيره معه بالغرفه لكنه سيؤجل اتمام الزواج لخۏفها منه وحتى تعداد عليه
تحركت السيده نوال الى المطبخ وهى تطلب من جودى الحاق بها حتى تساعدها ... وقبل ان تغادر جودى قالت لسفيان
عايزه احكيلك على حاجه.... بعد الغدا اوك
هز رأسه بنعم ثم نظر الى باب المغلق منذ اكثر من ساعتان
توجه اليه ووقف امامه قليلا ثم طرق طرقه خفيفه لم يسمع لها صوت طرق مره اخرى وناداها ولكنه لم يتلقى جواب ففتح الباب بهدوء ودخل وعينيه تتوجه مباشره الى السرير ليجده خالى منها قطب جبينه وعينه تمسح الغرفه كلها ليجدها متكومه فوق الكرسى بجلسه غير مريحه لان ما يراه لا يستطيع ان يقول عليه نومه باى حال
تقدم منها بهدوء وجثى امامها يتأمل ملامحها الرقيقه عينيها المغلقه برومشها الطويله جدا ... وانفها الصغير جدا وجنتيها الحمراء باستمرار ... وفمها واه من فمها الذى يتمنى ان يعرف الان ما طعمه .اغمض عينيه وهو يدعوا الله سرا ان يعينه على ذلك الاختبار الصعب ... ويعينه على التحمل
وقف مره اخرى على قدميه ..... ونادها بصوت هادئ ولكنها لم تستيقظ فمد يده وربت على كتفها وهو يانديها
مهيره يلا اصحى .
فتحت عينيها على اخرها وهى تنظر له بړعب ثم انزلت قدميها عن الكرسى ووقفت سريعا فترنحت فامسكها من ذراعيها بقوه حتى لا تقع ولكنها صړخت بصوت عالى وهى تقول پذعر حقيقى
انا اسفه والله اسفه هبقا انام على الارض .. اسفه ارجوك ما تضربنيش
كان يشعر وكأنه ضړب على رأسه من تلك الكلمات التى خرجت منها پخوف حقيقى ...متى ظهر لها بهذا الشكل انه شخص بلا قلب سيسمح لها بالنوم ارضا او ان يمد يده عليها.... دخلت على اثر صړاخها جودى وخلفها السيده نوال اقتربت جودى منها وامسكتها من اخيها وهى تشير له ان يتركها وقالت لها
اهدى يا مهيره سفيان كان بيصحيكى مش بيضربك ... اهدى ... اهدى
واجلستها على طرف السرير وهى تحاوطها بذراعيها ...وتربت على ظهرها كانت مهيره تتنقس بصوت عالى وعيونها ثابته على سفيان دون النظر الى عينيه .
ظفر سفيان بصوت عالى ثم قال
انا مش عارف انت ازاى فكرتى ان انا ممكن اضربك ... انا ايدى مش بتتمد على الضعيف لا راجل ولا ست .
وخرج مباشره من الغرفه دون كلمه اخرى .
تنهدت السيده نوال واقتربت من مهيره القابعة بحضن جودى...وربتت على قدميها وهى تقول
انا يا بنتى معرفكيش كويس والا اعرف حياتك كانت عامله ازاى .... لكن هنا انت فى امان فى وسطينا .... وسفيان بقا جوزك يعنى امانك وحمايتك وسندك ..وكل حاجه ليكى فى الدنيا ..خليكى شويه مع جودى وبعدين أخرجوا علشان الغدا
وتركتهم وخرجت ربتت جودى على ظهر مهيره وهى تقول
لها
اهدى يا حبيبتى وما تخفيش ابدا .. ابيه سفيان عمره ما هياذيكى
كانت مهيره تستمع الى كلماتهم وهى تقول لنفسها
طبعا لازم يقولوا كده لازم يبان قدامهم ملاك . ميعرفوش انه وحش ...وحش
كان الحاج ابراهيم جالس فى غرفته حين دخلت اليه الحاجه راضيه و بيدها كوب القهوه الذى يفضله
وجلست بجانبه وهى تقول
حج ابراهيم ابقا اتكلم مع صهيب يعامل خطبته كويس
انتبه لها الحاج ابراهيم ونظر لها بتركيز وقال
ليه هى اشتكتلك منه ... عملها ايه
نفت سريعا وهى تخشى ان ينزلق لسانها باى كلمه مما حدث صباحا
لالالا يا حج هى مشتكتليش ...
متابعة القراءة