رواية روعة الجزء الاخير

موقع أيام نيوز

الفصل ٢٦
استيقظت فجر من نومها تفتقد الدفء الذى كان يحيط بها تتملل فى الفراش وهى تمد احدى يدها الى الجهة المقابلة لها دون ادراك منها تطمئن الى وجوده  لتى يحاول ارتداؤها دون معرفته بأستيقاظها
لتظل تتابعه بعينيها باهتمام لاتدرى هل تتحدث اليه تساله عن الى اين يذهب وهو مازال فى 
لكنها اختارت الحل الاول وليكون مايكون لتتنحنح تحاول اجلاء صوتها من بحة النوم قائلة
عاصم انت رايح فين دلوقت الدكتور بيقول انك لسه محتاج للراحة فلو ممكن بس انك
الټفت اليها ببطء تتطاير من عينيه الشرر لتصمت قبل انتهاء جملتها ليسأل هو بسخرية فلو 

خليكى فى حالك وتانى مرة متدخليش فى اللى ملكيش فيه مش على اخر الزمن هتقوليلى اعمل ايه ومعملش ايه
وضع فرشاة الشعر فوق الطاولة بدوى عالى ثم الټفت ناحية الباب مغادرا يغلق خلفة الباب پعنف لتهب فجر فزعا من دويه العالى تجلس مكانها تسرى البرودة فى انحاء جسدها تلتمع عنينها بدموع ابت عليها نفسها ان تخرجها من محبسها حتى ولو بينها وبين نفسها
ظلت مكانها عدة لحظات تجلس بتصلب ثم نهضت بأليه وجمود تستعد الى النزول الى اسفل تحاول بعث الشجاعة فى نفسها تدرك بان طريق مسامحته لها طويل وممتلىء بالعقبات هى تعلم كم هو خصم عنيد لن يقبل بالتنازل بسهولة ابدا
نزلت الدرج بهدوء تعلم ان مازال الوقت مبكرا لاستيقاظ احد من اهل القصر ومن الاكيد خروج عاصم هو الاخر متجها الى الشركة لتقودها قدميها الى غرفة الاستقبال حتى تنتظر بها  منها صوت عاصم وجدها لتتسع عينيها پصدمة فور معرفتها عما يدور بينهم النقاش وهى تسمع عاصم يهتف پغضب
قلت لا ياجدى الموضوع ده مرفوض وياريت بلاش كلام فيه تانى
عبد الحميد پغضب هو الاخر وصوت حاد
جرى ايه يا عاصم ايه اللى حصل لكل ده انت بقى مالك كده ما بقتش مستحمل حد يتكلم معاك وعلى طول ڠضبان
حقك عليا بس برضه الموضوع ده لا ومش هيحصل
عبد الحميد باستعطاف لم يستطيع مدارته
ليه ياحبيبي فيها ايه لو فجر تروح مع امك ومامتها للدكتورة تشوف موضوع الحمل ولو فيه حاجة مأخراه نبتدى فور العلاج انتم بقالكم اكتر من تلات شهور متجوزين
عاصم پعنف
انا اسف يا جدى سامحنى بس انا اعصابى تعبانة بسبب المناقصة الجديدة واللى حصل معايا والشغل اللى اتعطل حقك عليا
عبد الحميد بحزن وألم
عارف يا بنى عارف بس كمان انت عارف انى نفسى اشوف ولادكم قبل ما قابل وجه كريم
تكلم عاصم بصوت حاول فيه الهدوء والتعقل
عارف ياجدى بس بصراحة انا وفجر اتفقنا على اننا نأجل موضوع الحمل ده شوية كده وبعدين ربنا يسهل بس تكون الامور بينا اتحسنت انت عارف ظروف جوازنا جات ازاى
هز عبد الحميد راسه بمعرفة قائلا بندم
عارف يا بنى عارف ليكمل بعدها بامل
طيب اتفقتم على مدة اد ايه كده
عاصم بجمود وصوته كانه الجليد بعث البرودة فى جسد فجر الواقفة تستمع الى الحديث الدائر
سنة بالكتير يا جدى وبعدها كل حاجة هترجع زاى ما كانت والمفروض تمشى وهيحصل كل اللى انت عاوزه
عقد عبد الحميد حاجبيه بعدم فهم يكاد يسأله عما يقصده لكنه فضل الصمت فهو اعلم الناس به لن يتحدث بشيئ الا بما يريد هو بالافصاح عنه ليقول بحنان
خلاص يا حبيبى اللى اتشوفه بس سيبهم يروحوا للدكتورة نطمن على فجر ونشوف ايه.
تانى يا جدى يعنى بعد كل اللى قلته برضه مفيش فايد..
لتتوقف خطواته يرى تلك الواقفة بجمود بوجهها الشاحب بشدة تتلتمع عينيها بالدموع ليدرك سماعها لكل حديثهم وخاصة الجزء الاخير ليتقدم دون ارادة منه بخطوة باتجاهها لكن توقف قبل اتمامها ينظر اليها لعدة ثوانى ثم يتحرك مغادرا تاركة لها تقف مكانها كتمثال نحت لتمثيل مدى المعاناة والالم التى قد يصل اليها انسان بالكلمات فقط
??????
بعد عدة ساعات فى شركة السيوفى
دخل سيف الى مكتب والده بهدوء ليتابعه صلاح بعينيه وهو يتحدث بالهاتف بكلمات سريعة ثم ينهى الحديث يضع السماعة ببطء قائلا بسخرية
اهلا اهلا سيف بيه ياترى بنتشرف بالزيارة دى لاى سبب
جلس سيف فوق المقعد قائلا بحدة
بابا مش طالبة تريقة على الصبح والا اقوم بس ساعتها انت الخسران
صلاح بتساؤل وفضول
خسران ايه بالظبط 
نظر سيف الى اطراف اظافره باهتمام قائلا
اكبر مناقصة هتعملها شركة السيوفى اللى
هتجنن عليها ومش عارف توصلها من حصار عاصم عليها
قفز صلاح من فوق مكتبه قائلا بجشع
بجد يا واد يا سيف دانت ساعتها هيبقى ليك عمولة عمرك ما تحلم بيها
ثم جلس مرة اخرى قائلا بشك وتساؤل
بس ايه اللى غير رايك مانت من يوم واحد بس كنت عمال تقولى فى شعارات امانة ومش عارف ايه وايه اللى حصل جديد يعنى
وقف سيف من مكانه يتحرك الى النافذة ينظر خارجها قائلا بتفكير
مانا مش هفضل عمرى كله تابع لغيرى شويه ليك وشويه لعاصم انا عاوز ابقى سيف وبس عاوز اعمل اسم ليا وبس ومش هبقى تابع لاحد بعد كده
نظر صلاح اليه قائلا بسخرية وتهكم
وده هتعمله ازاى ان شاء الله ياسيف بيه
الټفت سيف اليه تلتمع عينيه بقوة قائلا بلهفة
ههاجر وهسيب هنا خالص بعيد عن كل حاجة هاخد العمولة اللى هتطلع ليا من المناقصة دى على كل اللى معايا وهسافر من هنا ومش هتشوفوا وشى تانى
اعمل اللى يعجبك بس خلصنى وهات الورق المناقصة هتجنن عليها اكتر من حوت من حيتان السوق وانا عاوز اشوف هترسى على مين
ظهر الالم فى عينى سيف للمحة سريعة ثم عادت كما هى ترتسم فيها البرود قائلا
متقلقش بكرة بالكتير والورق هيبقى عندك بس المرة دى هاخد التلت مش الربع زى كل مرة
نهض صلاح پغضب ېصرخ
نعم يا ابن شهير ليه ان شاء الله لااا مفيش الكلام ده
هز سيف كتفه بلامبالاة قائلا 
براحتك بس زى ما قلت فى كتير هتجننوا على المناقصة وانا مش صغير واقدر اتصرف بنفسى
شحب وجه صلاح قائلا بغيظ
بقى كده ياسيف هي بقت كده
سيف بقوة وحدة
ايوه كده يا صلاح بيه ومن هنا ورايح هتبقى كده
ظلت فجر من بعد رؤية عاصم لها وخروجه بتلك الطريقة غير مبالى حبيسة غرفتها تستلقى فوق الفراش تشعر بالدوار الشديد لا تستطيع رفع راسها من فوق الوسادة لتتخذ من مرضها حجة حتى لا تغادر الغرفة فهى لا تستطيع التصرف بطبيعية بعد كل ماحدث وسمعته لاتستطيع الابتسام فى وجه اى احد وهى ترى حياتها ټنهار امامها دون ان تستطيع فعل شيئ تعلم جيدا ان لو باعتذارها ينحل الامر لفعلتها ومنذ وقت طويل لكنها تعلم بانه لن يقبل به ابدا وقد اصدر حكمه بالنسبة لحياتهم معا وانتهى الامر
تشعرت بدموعها ساخنة تسيل فوق وجنتها ببطء تترك لها المجال علها تريحها مما تشعر به من الم فى قلبها لتظل تبكى وتبكى حتى جفت عينيها دموعها تسقط فى نومها مرهق لم تفق منه الا على دقات هادئة فوق الباب لتنهض بأستقامة تحاول التعديل من مظهرها قبل ان تسمح لطارق بالدخول لتجدها والدتها تتبعها زوجة عمها تسالها امها بلهفة وقلق
فجر فى ايه يا بنتى من الصبح حابسة نفسك هنا ومنزلتيش انتى تعبانة ولا ايه
فجر وهى تحاول الابتسام قائلة بهدوء
ابدا يا ماما انا كويسة كل الحكاية حاسة بشوية صداع فقلت ارتاح شوية قبل ما عاصم يوصل
جلست صفية ترتب فوق يدها بحنان قائلة بتفهم
اكيد يا حبيبتى من سهرك مع عاصم اليومين اللى فاتوا انتى لما تنامى شوية هترتاحى على طول بس على الاقل تاكلى اى حاجة وهنسيبك بعدها تستريحى
تضع فوق حجرها صنية كانت تحملها محملة بالطعام الذى ما ان نظرت اليه فجر حتى اسرعت بابعاده عنها تجرى فى اتجاه الحمام تفرغ ما فى جوفها تتاوه بالم تسرع اليها 
انتى اخدتى برد ولا ايه يمكن تكونى اتعديتى من عاصم
اسرعت صفية قائلة بلهفة
انا هروح اتصل بالدكتور يجى فور ويشوفها
فجر وهى تحاول النهوض لتجلس مرة اخرى قائلة بضعف لاسناها عن ذلك
لا ياا طنط انا كويسة هو بس يمكن علشان ماكلتش حاجة من الصبح وضغطى وطى شوية
صفية باصرار
خلاص يبقى برضه الدكتور يشوفك ويطمنا
هزت فجر راسها بالرفض قائلة
لا ملوش لازمة انا هاكل و دلوقت هبقى هى كويسة
لتتبع كلماتها باخذ الصنية مرة اخرى تاكل من محتوياتها دون شهية تجبر نفسها على الاكل 
دخل عاصم الى الجناح بهدوء ليجده يعمه الظلام و الهدوء فاخذت عينيه دون ارادة منه تبحث عنها فى ارجاءه يجدها تستلقى فوق الفراش تغطى كامل جسدها بالغطاء ليعلم بخلودها للنوم ولما لا اكان ينتظر منها ان تظل فى انتظاره كل هذا الوقت بعد ان تعدت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل او ان تشعر بالقلق عليه بعد تركه لها صباحا تقف فى ردهة القصر تنظر اليه بكل هذا
تم نسخ الرابط