رواية جديدة الجزء الثاني

بامتعاض
ما أنا لغاية دلوقت مش فاهمة إنت بتعمل معايا كدة لية .
ثم تابعت وكأنها تفكر بصوت عال بينما هو تحتل تعابير وجهه الاستياء فهي وللتو ذكرته بذنبه الذي أصبح يكره حتى ذكر سيرته
يكونش بتكفر عن ذنبك وعن اللي عملته معايا 
هرب بعينيه منها بعدما شعر بتلك الدموع التي تجمعت فيهما وصمت كعادته ولازمته فعلته المعهودة ظل يفرك كلا كفيه بارتباك وهو يحاول تنظيم وتيرة أنفاسه المتهدجة أما مغفرة فشعرت وقتها بذلك التغيير المباغت الذي طرأ عليه لذا أطرقت رأسها قليلا حتى تنظر لوجهه الذي تبدلت تعابيره لأخرى مظلمة لتهتف بقلق
هو أنا ق... قولت حاجة غلط
هز رأسه نافيا ثم مسح على وجهه بكلا كفيه قائلا بنبرة تبين فيها ذلك الحزن الدفين
لا لا محلصش حاجة.
ثم تابع بنبرة حاول قدر الإمكان جعلها طبيعية
كملي أكلك.
قضمت أظافرها بتوتر وشعرت وقتها بقلة حيلة فهي علمت سبب ذلك التغيير المفاجئ بالطبع كلماتها المندفعة والمتهورة هي السبب لذا وبنبرة رقيقة هتفت بتردد
ساجي.
كانت تلك من المرات القليلة التي فاهت فيها باسمه لذا وبلا تفكير رفع رأسه ليغرق في بنيتيها كالمتوقع ثم قال بنبرة غريبة وكأنه ثمل لا يدرك ما يقوله
اؤمريني.
هتفت مغفرة وهي ترسم تلك البسمة اللبقة على ثغرها
متزعلش.
وبلا تردد هتف وهو يميل برأسه للجانب ليزداد شروده بملامح وجهها التي تسلب كل تفكيره بلا شك
مش زعلان يا مغفرة.
ثم تابع وهو يتنحنح بنبرة عالية حتى ينبه نفسه للخروج من ذلك الشرود الطويل الذي وقع في زوبعته
يلا كملي أكل أكلك مش عاجبني وخاصة الفترة دي.
وفي تلك اللحظة تهكم من حاله هو يحاول إخفاء اهتمامه بها ليظهر في جملته الغبية الأخيرة لذا شعر بالندم قليلا ولكنها ردت عليه لتوضح له عدم انتباهها للأمر
بالعكس دة أنا الفترة الأخيرة تخنانة كيلو ونص.
رفع حاجبيه بتعجب مصطنع ثم قال بسخرية وهو يتعمد المزاح معها فهو يخترع الأسباب في كل الأوقات حتى يرى ضحكتها التي تجعل الحياة تشرق أمامه من جديد
كيلو ونص!... لا كتير فعلا.
وجرت الأمور كما خطط لها ابتسمت وهي تصدر قهقهات مكتومة تحاول بها السيطرة على ضحكتها ذات الصوت العالي بينما هو يرمقها بروية وقد تذكر أمر ما آخر فضل وقتها فتحه معها لذا قال بجدية وهو ينظر داخل عينيها مباشرة
مغفرة كنت حابب أقولك حاجة.
عقدت حاجبيها وهي تبتلع تلك اللقيمات ثم هزت رأسها باستفسار تحثه على البوح بما يريده لذا أكمل حديثه بترقب لرد فعلها لما يقوله
الفترة الأخيرة حسيت إني محتاج أزور دكتور نفسي وبالفعل خدت الخطوة دي.
حاولت انتقاء كلماتها في ذلك الموقف الحساس لذا قالت بعد صمت دام لعدة لحظات بتلعثم ملحوظ
ع... عشان ال... الحاجات اللي مريت بيها و... وإنت صغير
أومأ لها عدة مرات قائلا بنبرة يشوبها الأسى الذي جعلها تتابعه بتعاطف واضح
حسيت إني محتاج أكون سوي نفسيا محتاج أكون أحسن لنفسي قبل لغيري.
ارتسم على ثغرها تلك البسمة الهادئة قبل أن تهتف بقلة حيلة
فترة وهتعدي وهتبقى بخير صدقني.
تفهم وقتها عجزها عن وجودها في مؤازرته لذا أظهر امتنانه لمواساتها له وأكمل طعامه بصمت وداخله يتراقص بمنتهى الغبطة فقد لاحظ وقتها تطور علاقتهم بشكل ملحوظ.
جدو !

أهلا يا جدو أهلا ثواني بس هلبس التيشيرت وأنزل معاك معلش بقى الشقة مش متروقة وكدة .
رفع الجد حاجه الأيسر بمكر ثم قال بنبرته الخبيثة وهو يهم بالدخول
لا أنا عايز ادخل أقعد في الشقة المش متروقة عادي.
احتج عدي بإصراره العجيب وعينيه تجحظ برفض تام
ميصحش يا جدي إنت بتقول إية !
دفعه الجد بهدوء قبل أن يلج للداخل ليجد ما توقعه فهو توقع وجود فتاة بالمنزل ولكنه لم يتوقع وجود نفس الفتاة التي أتى بها المنزل من قبل ليخبرهم برغبته في الزواج منها حاول الجد السيطرة على أعصابه ثم قال بحزم غير مهتم للسباب
الذي يخرج منه موجها حديثه لحفيده
مشي ال دي عشان عايزك في كلمتين.
تنهد عدي بقلة حيلة ثم قال بهدوء وهو يرتدي سترته
ملهاش حتة تروحها يا جدو تعالى نتكلم في أوضتي.
وافقه الجد على مضض وبالفعل دلف معه غرفته وجلس أمامه على تلك الأريكة المريحة قائلا بلا مقدمات
أنا عرفت كل القذارات اللي إنت عملتها في حياتك يا عدي.