رواية جديدة الجزء الثاني

المرآة الصغيرة حتى يتطلع لرأيها بينما هي في الأساس مسرورة وتوافقه على كل ما يريده ولم لا وهي ترى رجلا غنيا يلتمع في عينيه وميض الإعجاب كلما يرى ابنتها
بقولك تعالى نروح مول أو مطعم قريب من هنا نتغدى.
تعللت كعادتها للتهرب منه وقالت بلباقة
لا لا مش هقدر مشوار الجامعة والتقديم فيها كان مرهق أوي.
أحترم رغبتها بصدر رحب ثم ابتسم قائلا بهدوء
زي ما تحبي.
احتجت ألفت بنظراتها المحتقنة التي وجهتها لابنتها ثم عبست ملامحها وتابعت صمتهما بتبرم أما مغفرة فكانت تشعر وقتها بالذنب بعدما شعرت بإحراجها له الرجل لم يمر عدة ساعات على دفعه لذلك المبلغ المالي الكبير في الجامعة لأجلها بينما هي ترفض أول طلب له منها بمنتهى الوقاحة هكذا لذا عضت على شفتيها بارتباك تحاول انتقاء الكلمات المناسبة ثم قالت بنبرتها اللطيفة التي كان تخبل عقله في لحظات معدودة
بس عادي مفيش مشكلة... ممكن نروح نتغدى.
بدل مساره لمسار أخر حتى يذهب لإحدى المطاعم الخاصة بالوجبات السريعة التي كانت قريبة منهم وقد ظهر على وجهه في تلك اللحظات تلك الابتسامة الساحرة التي تابعتها هي بشغف لم تستطع إخفاءه وبتمعن عجيب وكأنها تحاول حفظ صورة تلك الابتسامة في عقلها بكل رضاء!
يعني يا جدو تبقى حاجزلنا سفرية حلوة زي دي ومتجيش معانا!
قالتها كنوز بلوم وهي تجلس بجانب الجد مرمقة إياه بنظرات كلها عتاب فرد هو عليها بحنو خشية من أن تحزن حفيدته الغالية
ما إنت عارفة مبستحملش طرق السفر روحوا إنتوا وإتبسطوا الفترة الأخيرة كانت صعبة على الكل.
قال جملته الأخيرة وهو يثبت أنظاره على ابنه الذي كانت نظراته خالية من الحياة فهو ظل على هذا الحال منذما طرد ابنه للمرة الثانية من المنزل ولكن تلك المرة غير كل مرة تلك المرة طرد هو بذنب لا يغتفر فلم يملك أبسل الجرئة على التحدث مع والده في عودة عدي ولو لمرة واحدة!... لذا كان دوما وخلال ذلك الأسبوع هكذا تعابيره كئيبة ملامحه مظلمة تعامله مع الجميع قاتم غير مفعم بالحيوية كعادته كان يشعر بالأسى الحقيقي على ابنه الوحيد الذي خذله بتلك الأفعال المشينة بينما أمنة لم تختلف كثيرا عن حاله ولكنها شعرت بالراحة عندما علمت بخبر سفرهم ذلك حتى لو كانت المدة قليلة ثلاثة أيام فهي سوف تستغلها لتعيد تفكيرها مجددا ولتكن بذهن صاف.
أومأت كنوز عدة مرات موافقة إياه ثم وجهت نظراتها تجاه والديها ذوي الملامح المنطفئة وبعدها نظرت للجد بنظرات ذات مغزى فأطبق عبد الجواد جفنيه بقوة وكأنه يخبرها برسالة ما خفية لذا تنهدت بقوة قبل أن تنهض من على كرسيها قائلة بحماس
يلا يا بابا أنا جاهزة.
وبالفعل تحركوا جميعهم مغادرين المكان بينما الجد تابعهم باهتمام من نافذة غرفته وما إن تأكد من مغادرتهم التقط هاتفه من على الكومود ليضغط عليه عدة ضغطات قبل أن يرفعه على أذنه قائلا على عجالة
يلا بسرعة استناني قدام البيت أنا نازلك حالا.

أنا هروح أغسل إيدي.
قالتها ألفت وهي تتعمد النهوض من على كرسيها لتتركهما بمفردهما وبالفعل تحركت ناحية المرحاض الخاص بالمطعم لتبقي وقتها مغفرة مع ساجي الذي رمق تلك المرأة بامتنان واضح ثم تطلع لها ليجدها كما توقع... تطرق رأسها بخجلها المعهود وهي تفرك كلا كفيها تعبيرا عن توترها مثلما يفعل هو عند توتره وذلك كان يجعله يسيطر على نوبة الضحك التي تراوده بصعوبة بالغة لذا حاول إخراجها من حالة الإحراج التي كانت فيها تلك بفتحه لأي مواضيع قائلا بلطف
أتمنى تكوني مبسوطة خصوصا يعني بعد ما قدمنا إنهاردة في الجامعة.
وصلها مغزى كلماته بصورة خاطئة لذا تنحنحت بارتباك قائلة بنبرتها المهزوزة بينما هو يشعر بأعراض ذبحة صدرية من غبائها المفرط
أنا عارفة إننا متقلين عليك أنا حاولت معاك صدقني بس إنت اللي صممت رغم إن عبد الجواد بيه كان رافض و...
قاطعها بعبوس وأوقفها بإشارة من يده بصورة محرجة لها لذا ابتلعت بقية كلماتها وهي تشعر بالتعجب فهي لم تفهم أين الخطأ الذي ارتكبته
بس بس تتقلي !... إية الكلام اللي بتقوليه دة 
تركت ملعقتها بداخل الصحن وصاحت بحيرة بائنة على تعابير وجهها التي انكمشت وقتها