رواية مطلوبة الفصول من التاسع وثلاثون للثالث واربعون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
ليست غرباوية أن الډم الذي يسير بعروقها ليس دماء الغرباوية..... أن ذلك الرجل الذي ربناها وأحبها.....الذي تعتبره حياتها بأكملها ليس هو والدها ومليكة.....مليكة تلك الفتاة التي طالما خططت للتخلص منها شقيقتها..... وحتي حسام....
شعرت بقبضة الشك تعتصر قلبها حتي أدمته
أ لهذا وقع في غرامها.......أ لهذا خرق ذلك العرف الذي إتفق عليه دون مواثيق بألا يقع أحدا من الغرباوية في حب أحدا من عائلة الراوي
الفصل الاربعون
وصل عاصم وزوجته ومعها شقيقته والأطفال
فتوجه هو وشقيقته ومراد لمنزل الغرباوية بعدما أوصلوا نورسين وطفليها لمنزل الراوية
قابلهم ياسر مرحبا بهم بعدما أخبرهم بأن سليم ذهب لأمر ما
سألت مليكة بإشفاق
مليكة فاطمة....فاطمة عرفت
دلفوا سويا للداخل فوجدوا الرجال جالسون في صحن القصر
إحتضن أمجد طفلته بينما رحب مهران بعاصم
طالعت مليكة ذاك الرجل المطأطأ رأسه منزويا في ركن بعيد عن الجميع بإشفاق وتمتمت تسأل في أسي
مليكة فين فاطمة
جائت قمر تتمتم في ألم دامعة
قمر فاطمة فوج يا مليكة
طرقت الباب في خفوت حتي سمعت فاطمة تتمتم بنبرة مخټنقة إثر بكائها
فاطمة هملوني لحالي
فتحت مليكة الباب في خفوت ودلفت في هدوء
جلست بجوارها علي الفراش بينما هي دارت برأسها كي تري من القادم .....لم تشعر مليكة لما شعرت بكل ذلك الآلم يعتصر قلبها لرؤيتها علي تلك الحالة......أين هي فاطمة تلك الفتاة المرحة المشاكسة.......هي لم تعتد منها علي ذلك الصمت.....الألم والخزي
مليكة أنا مش هقولك أنا حاسة بيكي بس هقولك أنا فاهمة إنت حاسة بإيه
عارفة إنك تايهة وتعبانة ومتلخبطة........حاسة إنك ضايعة وملكيش هوية.........عارفة يا فاطمة لما تاليا ماټت حسيت إن حياتي كلها وقفت.......هي أصلها مكانتش أختي بس لا دي كانت كل
حاجة..... صاحبتي وبنتي وأختي وكل حاجة ساعتها قولت أنا أكيد عملت حاجة وحشة أوي علشان كدة ربنا بيعاقبني.......بس مكنتش أعرف إنه بيحبني أوي لدرجة إنه بعتلي أخت تانية ......أخت تعوضني عن تاليا......أنا عاوزاكي تعرفي إنك هتفضلي طول عمرك بنت شاهين الغرباوي.....محدش يقدر ينكر دا..... محدش يقدر يمسح سنين عمرك معاه...... لكن برضوا أمجد الراوي محتاجك
حتي شعرت بفاطمة أيضا تتشبث بها وهي تنتحب پألم
ظلت مليكة تضمها مربتة علي رأسها بحنان وتركت لها العنان حتي أخرجت ما بداخلها بالكامل
وبعد ما يقرب ما ساعتين بكاء وفاطمة تشعر بالضياع.....وما زاد شعورها هو رحيل
والدتها .....هي تحتاجها الأن أكثر من أي وقت مضي
مليكة أنا لو منك أفرح حد يطول يبقي ابوه شاهين الغرباوي وأمجد الراوي أنا لو منك أستغلهم بقي أسوء إستغلال
إبتسمت فاطمة بوهن بين دموعها فأردفت مليكة بحبور
مليكة كله هيعدي وإحنا سوا خليكي دايما عارفة كدة
كانت تلك الكلمات كفيلة لجعلها تزداد في بكائها بقوة أكبر ......فإحتضنتها مليكة مرة أخري سامحة لها بإغراق ثيابها دموعا عساها تخفف تلك النيران المستعرة في قلبها
حتي شعرت مليكة بسكونها قليلا فأبعدتها برفق وهي تتمتم باسمة بحبور
مليكة بصي يا حبيبتي قومي دلوقتي إتوضي وصلي ركعتين لله بأي نية تحبيها وإشكيله كل حاجة وأطلبي مساعدته...... أقولك حتي متتكلميش عيطي بس وهو كفيل والله إنه يحللك كل حاجة
عمدت بأصابعها تجفف دموع شقيقتها وهي تستحثها علي الإبتسام حتي سمعا طرقا علي الباب أعقبه فتحه بخفة ومن ثم أدخلت قمر رأسها متمتمة في حرد
قمر أه أحضان وكلام زين للست مليكة إنما جمر للبكاء بس
ضحكت مليكة وهي تخرج لسانها لقمر
مليكة اه وملكيش إنت صالح واصل
برقت عينا الأثنتان وقمر تتقدم في تمهل حتي جلست بجوارهما علي الفراش......تنقل الفتاتان بصرهما بين مليكة وبين بعضهما في دهشة
حتي سمعا مليكة تضحك علي مظهرهما وهي ترفع رأسها في إباء
مليكة واااه وااه لهو إنتوا متعرفوش ولا إية أنا أصلي صعيدي أبا عن چد
ضحكت قمر بينما إحتضنت هي فاطمة بحبور حينما شعرت بأنها علي وشك البكاء مرة أخري
همت قمر بالحديث فتمتمت مليكة بحزم وهي تربت علي رأس شقيقتها
مليكة إحنا هننزل دلوقتي يا طمطم وإنت روحي صلي يا حبيتبي ونامي شوية وأنا شوية وهاجي أصحيكي
خرجت الفتاتان بعدما أومأت فاطمة برأسها وطبعت مليكة قبلها علي جبهتها في حنو
تمتمت قمر بتوجس
قمر عمي أمچد كان عاوز فاطمة شوية
أجابت مليكة بحبور
مليكة مش دلوقتي سيبيها دلوقتي تصلي الأول وتهدي علشان تكونت فكرت علي مهلها ومتبوظش الدنيا لأنها لسة تايهة
إنكمشت ملامح قمر بأسي بعدما مطت شفتيها للأمام بإشفاق
قمر مش سهل واصل
أومأت مليكة برأسها وهي تدعوا الله بداخلها
أن يمر كل شئ علي خير
توجهت قمر لطفليها بينما توجهت مليكة لغرفتها كي تطمأن علي مراد
طرق الباب بسرعة وهو يستعد لملأ عيناه منها
سمع صوتها تتمتم في هدوء بينما هي منكبة علي إفراغ حقيبتها
مليكة ادخلي يا قمر
إبتسم وهو يدرك إعتقادها بأنه قمر فإنتهز الفرصة وزحف خلفها ببطء يتحرك برشاقة حتي أصبح خلفها تماما..... إنحني بجذعه حتي ضړبت أنفاسه عنقها لتستدير هي بسرعة تطالعه في صدمة
وقبل أن تفتح فمها للإعتراض كانت شفتاه أسرع في الإطباق علي شفتاها..... ناهلا من نبعها حاولت دفعه ببطء ولكنه أحكم الإمساك بها وبدأ في الغوص لأعماق روحها دافعا إياها للخزانة
إبتعد عنها بعدما شعر بحاجتها للهواء مستندا بجبينه علي رأسها وهو يلهث بسرعة....... أنفاسه الحاړقة تلتهم صفيحة وجهها هامسا بها برقة أذابتها
سليم وحشتيني
دفعته عنها برقة وهي تؤنبه
مليكة إزاي تعمل كدة هما إفرض حد شافنا دلوقتي هيبقي إيه شكلي
ضحك بخفوت
سليم وإيه يعني ما يشوفونا يا روحي
تجعدت أنفها بإزعاج وهتفت به حانقة
مليكة دا وقته يعني
مط شفتاه مفكرا وهو يطالعها بنظرات ماكرة كأنه يفكر
سليم إنت عندك حق دا حتي عيب عليا
تنفست الصعداء وهي تتمتم بهدوء
مليكة شوفت بقي
ضحكات شريرة مجلجلة خرجت من شفتاه وهي تطالعه بذهول ليقتنص بعدها شفتاها في حبور
حاولت دفعه عنها بأخر ما تبقي لها من مقاومة
قبل أن يخفق قلبها المحموم ويعلن شوقه لمحبوبها
قبل أن تندثر أخر إعتراضاتها في جنح الحب
في الصباح
خرجت مليكة من غرفتها فوجدت والدها وسليم يقفان عند بداية الدرج
تقدمت ناحيتهما تلقي علي والدها تحية الصباح
فردها باسما
أمجد فاطمة عاملة إيه يا حبيبتي..... أنا عاوز أدخلها
تمتمت مليكة بإشفاق
مليكة الموضوع صعب عليها أوي يا بابا علشان كدة أدوها وقتها ......وعمتا متقلقش أنا هدخلها دلوقتي وإن شاء الله خير إنتوا بس خليكوا جمب تيتا خيرية وجمب عمو شاهين متسيبوهمش
أومأ الإثنان برأسيهما في هدوء بينما برقت عينا سليم ببريق إمتزج بين الفخر والحب ....كم أن طفلته مراعية ......كم هي صافية و ودودة
متابعة القراءة