رواية مطلوبة الفصول من السابع عشر للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

يا مرت الغالي 
إبتسمت نورهان في إمتنان وهي تومئ برأسها في خجل 
نورهان دا نورك يا ماما 
مرت فاطمة من أمامهما ناحية قمر تخبرها بأمر ما 
فأشارت لها نورهان بالجلوس بجوارها 
وقفت فاطمة لا تدري ما الذي يجب عليها فعله فهي تري نظرات أمها التي أستحالت لنظرات عجيبة لم تعهدها من قبل بينما إرتسم علي وجهها ملامح عجيبة .......لكن قطع عليها كل ذلك صوت خالتها وداد الدافئ 
وداد روحي يا بتي 
تقدمت بخطوات مرتابة متمهلة حتي وجدت نورهان تبتسم لها في حبور 
نورهان عمرك 24سنة مش كدة 
إبتسمت فاطمة بخجل 
فاطمة إيوة 
أردفت نورهان باسمة بأسي 
نورهان بنتي كانت هيبقي عندها زيك كدة
أردفت فاطمة باسمة بحماس 
فاطمة طب وهي مچاتش وياكوا  ليه 
أظلمت عينا خيرية في أسي فأردفت نورهان باسمة 
نورهان بنتي مشيت من زمان.......راحت للي خلقها 
إضطربت ملامح فاطمة في أسي وأردفت تعتذر منها في آلم شديد علي حماقتها 
فاطمة أني أسفة واصل والله مكنتش أعرف 
ربتت نورهان علي يدها في حنو وأردفت في حبور 
نورهان ولا يهمك يا حبيبتي ما إنت زيها بالظبط 
مش كدة ولا أيه 
أومأت فاطمة برأسها في سرعة وأردفت باسمة 
فاطمة وأني أطول برضوا 
إبتسمت نورهان وإحتضنتها في حبور بينما جلست عبير وفي قلبها آتون مستعر من الغل والحقد  يكاد يحرقها وېحرق الجميع من حولها
         
في قصر الراوي 
وضعت نورسين أطفالها في فراشهم بعدما دثرتهم جيدا ثم عادت لغرفتها في هدوء لتجد عاصم يجلس علي حاسوبه كالعادة ينجز بعض الأعمال 
تنهدت بيأس بعدما أغلق الباب خلفها 
وفكت حجابها الذي إنحسر عن أمواج من شعرها البندقي الذي إنسدل لينشر عبيره الأخاذ في الغرفة.....توجهت في هدوء لتبدل ثيابها ومن ثم عادت لتجلس أمام طاولة زينتها 
ثم هتفت فجاءة وبدون إدراك بنبرات تحمل في ثناياها الحسړة والشجن 
نورسين شوفت يا عاصم ياسر وقمر ماشاء الله عليهم مبسوطين إزاي سوا 
أغلق حاسوبه بعدما إتسعت حدقتاه لنبرتها وهتف بدهشة 
عاصم ليه يا نور هو إنت مش سعيدة 
ضحكت بسخرية وفرت منها دمعة هاربة توضح مدي آلم قلبها العاشق المعذب 
نورسين بسخرية سعيدة........أنا ابعد ما يكون عن السعادة دي يا عاصم 
حدق بها بدهشة ورفع حاجبه الناقم بحنق 
عاصم وليه بقي يا نور بيت وعندك بدل البيت تلاتة.....عربيتك أحدث موديل......بتلبسي أحسن من أي حد....الولاد في مدارس إنترناشيونال....سفر وبتسافري.... فلوس ومعاكي عاوزة إيه تاني 
نهضت دافعة المقعد الصغير ليحدث صوت صرير يخترق الجو المشحون توترا ومن ثم تمتمت پألم ويأس ......بصوت يغمره الشجن والقهر
نورسين عاوزة حب.... إهتمام.....أنا وإنت فين من كل دا يا عاصم 
نعم...هي عاشقته المعذبة... التي أماټها إهماله 
وكانه لا يعرف أن الإهمال بعد الإهتمام هو قتل نفس بريئة بغير حق......يا ولدي إن المراءه بحاجه الى الإهتمام أكثر من حاجتها الي الحب وكل تلك التراهات التي تتفوه بها 
هتف هو  بهدوء 
عاصم ما إحنا زي الفل يا نور أهو مالنا بس
ضحكت بسخرية ممزوجة بالقهر 
نورسين زي الفل!!!! لا يا عاصم متكدبش علي نفسك إحنا مش زي الفل ولا حاجة.... إحنا أبعد ما يكون عن كدة 
إستقام جزعها وضاقت عيناها بعدما ضاق ذراعاها حنقا منه هاتفة به في حنق 
إنت أخر مرة إتصلت بيا بس لمجرد إني وحشاك وعاوز تطمن عليا كان إمتي يا عاصم..... أخر مرة قولتلي بحبك الي كنت مغرقني بيها أول ما عرفنا بعض كان إمتي يا عاصم......أخر مرة إفتكرت عيد جوازنا كان إمتي.... بلاش كل دة أخر مرة إفتكرت عيد ميلادي من نفسك كان إمتي يا عاصم 
أخر مرة قولتلي وحشتيني يا نور كانت أمتي يا عاصم .......أخر مرة حبيت تفاجئني بيها بأي حاجة كان إمتي يا عاصم
تابعت پقهر إخترق قلبه لېمزقة لأشلاء 
أخر مرة بصلتي فيها زي زمان كانت إمتي يا عاصم
تابعت بدموع 
يا عاصم إنت بتقعد معانا علي السفرة تقضية واجب مش أكتر.... بتقعد بجسمك بس.....إنما عقلك بيبقي مع الصفقة الغولانية ولا بتفكر في المناقصة العلانية ....وإحنا أخر حاجة 
ثم تابعت بتوسل 
ومتقوليش إنك بتعمل كل دا علشاننا.....إحنا والله مش عاوزين كل دا اصلا 
إحنا عاوزينك إنت ....لا عاوزين بيت كبير فاضي علينا مش حاسين فيه بالأمان علشان عمود البيت ومصدر أمانه دايما غايب ولا عاوزين فلوس كتير مش عارفين ننبسط بيها وإنت مش موجود جمبنا ولا حتي عاوزين عربيات ولا عاوزين أي حاجة والله 
أنا و ولادك محتاجينلك يا عاصم......محتاجينلك أوي والله 
كاد أن يتحدث فتابعت هي پألم يقطر من صوتها 
جمرا يكوي قلبه 
نورسين عاصم أنا مش بلومك أبدا والله.......أنا عارفة إنك عاوز توفرلنا كل اللي تقدر عليه علشان نبقي في أحسن حتة وأحسن مكان.... بس كفاية كدة بقي إحنا عاوزينك جمبنا مش عاوزين حاجة تانية والله.........إنت بالدنيا وما فيها ياعاصم 
صدم من كل ما تشعر به وتكتمه بداخلها كل تلك الفترة ......أ حقا كان ذلك البعيد الغائب.....أ حقا قرر أن يتخذ الدور الذي لاطالما إمتقته 
تمتمت نورسين پألم 
نورسين قرب من ولادك يا عاصم.......إنت بقيتلهم ال ATM بتاعتهم مش أكتر 
ولادك محتاجينلك أكتر من أي حد......نفسهم يلاقوا بابي بتاعهم دايما موجود يحضنهم ويبقي جمبهم
يبقي بطلهم في كل حاجة......نفسهم يلاقوا بابي يسألهم بيحبوا إيه وبيكرهوا إيه...... يلعبوا معاه....يتمرنوا سوا 
تمتمت بتوسل باكية 
جرب يا عاصم تكسبهم وتقرب منهم علشان خاطر ربنا 
ثم همست پألم لم يصل الي مسامعه 
يارب يا عاصم تقرب منهم بمزاجك وأنا عايشة بدال ما يضيعوا منك بعد ما أموت
إحتوي عاصم وجهها بين يديه وتابع بحنو بالغ 
بنبرة متالمة لألمها ودموعها 
عاصم إنت عارفة أنا بحبكوا قد إيه يا نوري 
أنا معنديش أهم منكوا في الدنيا عارف إني مشغول بس ڠصب عني و أوعدك إني هحاول أفصل الشغل عن البيت ......بس أهم حاجة مشوفش دموعك أبدا سامعاني 
عمد بأنامله الي وجهها يجفف دموعها برفق بالغ 
تحدث بصوته الأجش الذي يسلبها عقلها دائما 
عاصم إتفقنا 
تنهدت باسمة وتابعت 
نورسين إتفقنا
غمزها عاصم بمكر ثم تابع بجدية 
عاصم بقولك إيه ما تيجي نجيب توئم حلوين كدة لأيهم وجوري 
شهقت نورسين بخجل وهي ټدفن وجهها بصدره 
نورسين عاصم!!!!! 
عاصم عاصم إيه بس وبتاع إيه تعالي بس هقولك
          
عاد سليم من عمله مساء متوجها لغرفة مليكة التي يعلم أنها نائمة في هذا الوقت..... فذلك الدواء اللعېن يجعلها تنام كثيرا فلا يستطيع أن يشبع عينيه منها بعدما أغلق هاتفة بعد محادثة طويلة بينه وبين ياسر ابن عمه مخبرا إياه كل ماحدث في تلك الأمسية بالتفصيل ومعربا عن رغبته هو وعاصم في مقابلته والحديث عن مشروع ما قد تحدثوا فيه قليلا أثناء العشاء وموافقة سليم وتحديد موعد ليتقابلوا فيه سويا في مقر الشركة بالقاهرة 
دلف في هدوء الي غرفتها ليجدها راقدة في هدوء منسدحة علي الفراش في وداعة.....أخذ يتطلع إليها بإحساس لم يعده يوما.....غريبا عن قلبه الوحيد  فقد كان يفكر فيها دوما لم تكن تبرح خواطره وحتي أفكاره لم تخلو منها مطلقا طوال يومه.......ظل يكابر ويعاند نفسه كثيرا كي يصعد مباشرة لغرفته دون العروج علي غرفتها لكن أخيرا تحطمت مقاومته وإتجه ذاهبا يدفعه قلبه الذي أخد يعاند وبشدة لحجرتها كي يراها....فقط هي.......كيف له أن يقاوم ذلك الجمال الملائكي القابع هنا علي الفراش وعلي ذلك الضوء الخفيف الذي تسلل من القمر  لشرفتها  ليضفي عليها مظهرا عجيبا......كم كانت تشبه
تم نسخ الرابط