رواية رهيبة الفصول من العشرين للثاني وعشرون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
انها موجوده في المكتب بره بس لما رحت ملقتهاش موجوده
وقف الضابط وقال بهدوء
اهلا وسهلا يا بيجاد بيه.. اتفضل اقعد..
منصور بلهفه وهو يحتضن نبيله المڼهاره من شدة البكاء..
انا والد شمس.. اقصد زي والدها ممكن تطمنا عليها وتقولنا هي راحت فين..
الضابط بعمليه
مدام شمس كانت منتظره في الاوضه الي بره..وحقيقي معرفش هي راحت فين..
يعني ايه متعرفش هي فين.. مش المفروض انها كانت معاكم هنا ..وتحت مسئوليتكم..
الظابط بهدوء..
مدام شمس مكنتش متهمه بحاجه عشان احط عليها حراسه..
بالعكس هي كانت بتتهمك انت وحرسك انكم كنتم خاطفينها وحابسينها ضد ارادتها.. بس هي الظاهر غيرت رئيها لانها مشيت قبل ما تتهمكم في محضر رسمي..
تركه بيجاد دون ان يستمع لباقي حديثه واندفع للخارج وهو يشير للحرس ان يتبعوه.. وقال پغضب شديد..
اقلبولي المكان عليها.. مش عاوزها تبات بره البيت النهارده..
ثم تابع بصرامه شديده وتوتر ..
ومش عاوز اي حد ياخد خبر بإلي حصل ..ويستغل انها موجوده بره لوحدها ومن غير حراسه..
ثم خرج برفقة والدها والحرس الخاص بها وبدئوا في رحلة البحث عنها..
حملت شمس طفلها وتوجهت الى احد متاجر المجوهرات المشهوره وقامت ببيع بعض القطع الذهبيه الصغيره التي اخذتها من صندوق مجواهرتها قبل ان تغادر القصر..
ثم اتجهت سريعآ الى موقف السيارات وركبت سياره اخذتها الى محافظة الاسكندريه..
فأحتضنت طفلها بحب وحمايه وهي تحاول السيطره على دموعها.. وتهمس پألم..
ثم احتضنته بحب وهي تقبله بحنان.. حتى وصلت الى مدينة الاسكندريه..
فجلست على مقعد امام البحر وهي لاتدري الى اين تتجه
فمعها مبلغ معقول من المال ولكنها لاتدري كيف تتصرف به..
فجلست قليلا تفكر.. حتى هداها تفكيرها للذهاب الى احد الفنادق المتوسطة وقامت بالحجز فيها ولكنها تفاجئت بالمسئول عن الحجز يقول بهدوء ..
سيده بمفردها لازم يكون معاها جوزها او ابوها او حتى اخوها
لكن لوحدها مينفعش.. وانصحك متدوريش لان كل الفنادق المحترمه بتطبق القرار ده
شمس بتوتر..
طيب انا هعمل ايه دلوقتي وهنام فين انا وابني..
موظف الاستقبال بابتسامه بارده..
فشعرتباليأس يسيطر عليها وهي ترفع حقيبتها فوق زراعها وتتوجه للخارج وهي على وشك البكاء..
ليستوقفها صوت يأتي من خلفها..
يا أنسه.. يا مدام ..انتي يا استاذه
نظرت شمس خلفها بدهشه لتجد العامل الخاص بحمل الحقائب يتابع بهمس
انتي عاوزه مكان محترم تنامي فيه ..مش كده..
شمس بلهفه
ايوه.. ياريت
العامل بهمس
طيب استنيني خمس دقايق وانا هوصلك ببنسيون محترم ورخيص
ثم تركها وذهب للداخل مره اخرى
بعد مرور ساعه..
جلست شمس بداخل غرفه باحد الشقق الكبيره التي تؤجر غرفها للفتيات فقط..
وارتمت على الفراش بعد ان اطعمت طفلها واحتضنته وهي تفكر كيف ستمضي ايامها القادمه ففي الايام القادمه ستحاول تأجير شقه صغيره لها ولطفلها وستحاول الحصول على عمل تنفق به على نفسها وعلى صغيرها..
وستختفي عن انظار بيجاد حتى ينساها تماما
ثم اغلقت عينيها واستسلمت لنوم متعب..
بعد مرور عام..
جلست نبيله تتأمل صورة ابنتها وهي تبكي وتقول لمنصور پغضب..
انتوا السبب.. انتوا الي خلتوها تهرب لو كنتوا فهمتوها احنا عملنا كده ليه مكنتش هربت وسابتنا..
ثم تابعت پبكاء..
اكيد افتكرت بيجاد بېخونها وافتكرتنا سكتنا عليه عشان فضلنا مصلحتنا عليها ..
احتضنها منصور وهو يقول بحنان..
مټخافيش يا حبيبتي بنتنا هترجع تاني لحضننا وهنفهمها كل الي فهمتوا غلط..
اڼهارت نبيله في البكاء وهي ټدفن وجهها في عنقه بتعب..
انا عاوزه بنتي يا منصور حرام ان اعيش نص عمري محرومه منها ولما الاقيها تضيع مني تاني..
ضمھا منصور اليه بقلة حيله وقد امتلئت عينيه بدموع الخۏف والاشتياق لابنته الوحيده والخۏف على زوجته وحبيبته التي تذبل امام عينيه دون ان يستطيع مساعدتها.. حتى بيجاد الذي كان يشعر انه كالجبل لا شئ يستطيع ان يهزه او ينال من ثقته بنفسه بدء يشعر انه يكاد ان يسقط وينزوي وينهار تحت وطأة
إفتقاده لها..
فأصبح كالمچنون لا شاغل له الا البحث عنها ..فأهمل عمله الذي اصبح على المحك وذئاب المال تحوم من حوله تحاول انتهاز الفرصه لتمزيقه والاستيلاء على امواله وممتلكاته..
ولكنه وللاسف غير منتبه لهم فتركيزه كله منصب على ايجاد زوجته وطفله.. وكل مايخشاه ان ينجحوا قريبآ في الاجهاز عليه وانهائه تماما..
في نفس التوقيت..
ارتفعت ضحكات حامد وهو يقول لفاروق بانتصار..
فاضل على الحلو تكه وامبراطورية الكيلاني كلها ټنهار وتبقى ملكنا..
فاروق بسعاده..
انا مكنتش اتخيل انه يقع وبسهوله كده وكأنه اتحول من وحش كان بيرعب سوق المال كله.. لواحد تاني مهمل شغله وسايل شركاته للمديرين الي عنده يشتغلوا ويديرو الشغل من غير حتى ما يهتم او يتابع التفاصيل..
ثم تابع وهو يشرب كأس الخمر بتمهل..
انا الي هيجنني ايه الي وصله لكده..
ضحك حامد بسعاده..
مش مهم ايه السبب المهم انه خلاص وقع وكلها اسبوع ونقدم ورق مناقصة ايطاليا والي اكيد هيخسرها زي المناقصات الي قبلها وساعتها شركاته هتتباع برخص التراب دا غير الڤضيحه الي هتنهيه خالص..
فاروق بتوتر..
انا مش هصدق غير لما اشوف بعيني.. انت متعرفش بلجاد الكيلاني زي ما انا عارفه وعشان كده مش هصدق الا لما اشوف شركاته بتتفكك وبتتباع قصاد عيني
ضحك حامد وهو يقول بسعاده..
قريب.. قريب يا باشا وبكره تشوف
في نفس التوقيت..
تأففت شمس وهي ترتب ملفات القضايا المملوئه بالاتربه والملقاه بغير عنايه في كل مكان وقالت پغضب..
حد يرمي ملفات القضايا بالشكل ده افرض حاجه ضاعت منهم..
ثم استمعت لصوت ضوضاء تأتي من غرفة المحامي الذي تعمل عنده كسكرتيره..
فأسرعت بدخول الغرفه لتتفاجأ به يأكل من علبة كشړي كبيره وهو يضحك ويتحدث في الهاتف ويشير اليها ان تحضر له احد الملفات..
فأسرعت بإحضارها له فإبتسم لها وهو يغلق الهاتف ويقول بسماجه..
مش فاهم زعلان ليه ايه يعني
اخوه اتسجن خمس سنين مش حرامي موتسيكلات يحمد ربنا اوي انه متصش عشر سنين عالم جاهله بصحيح..
ضحكت شمس بسخريه..
عندك حق المفروض يحمدوا
ربنا انك مجبتلوش اعدام..
ضحك المحامي وهو يرشف من كوب الشاي بصوت مرتفع..
بقى بتتمسخري عليا طيب مش هقولك على الخبر الحلو الي مخبيه عنك والي انتي مستنياه بقالك سنه ..
شمس بتوتر..
خبر ايه ده يا استاذ عفيفي..
عفيفي بسعاده
خلاص يا ستي قضية الطلاق بتاعتك اتحكم فيها.. واتطلقتي خلاص من جوزك..
بهت وجه شمس وشعرت بالدوار يلف رأسها فجلست على اقرب مقعد وهي تقول بتعب وعينيها قد امتلئت بالدموع..
يعني خلاص اتطلقت..
عفيفي بسعاده..
ايوه يا ستي اتطلقتي خلاص ويارب تحني عليا وتفكري في موضوع جوازنا خلينا نتلم على بعض بقى..
نهضت شمس وهي تقول بتعب وتوتر ورأسها مازال يدور من اثر الصدمه..
قلتلك مية مره انا لاهتجوزك ولا هتجوز غيرك فبلاش نتكلم في الموضوع ده تاني...
ثم تابعت بتوتر
انت.. انت اتأكدت اني فعلا اتطلقت وانه ميقدرش يوصل لعنواني زي ما طلبت منك..
المحامي بثقه..
عيب دا انا عفيفي اكبر محامي خلع وطلاق في البلد.. انه يوصل لعنوانك فده من رابع المستحيلات
حاولت شمس النهوض وهي تقول بتعب وقلبها ينتفض حزنا
متابعة القراءة