رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس واربعون للخمسون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
بجواره ترفض بشكل قطعي تركه والابتعاد عنه بعدما نهرها بقوة لتتركه حتى لا تصاب بالعدوى منه .. وكل خمس دقائق ترفع كفها لوجهه تتحسس حرارته باهتمام وسط نظراتها المشفقة والغاضبة منه .
تهتف باستياء
_ بلاش عناد يا عدنان وقوم البس خلينا نروح للدكتور
عاد يسعل من جديد ويجيبها برفض تام
_ ده دور برد طبيعي وكلها كام ساعة وهكون كويس بعد ما اخدت البرشام .. خلاص بقى ياجلنار ملوش لزمة القلق ده كله !
_ إنت عنيد .. وزي ما إنت مش بتسحملي أهمل في صحتي أنا كمان مش هسمحلك .. قوم يلا البس
أصدر زفيرا عاليا بخنق وعدم حيلة ثم اعتدل في نومه وقال مغلوبا إمام الحالحها وعنادها الذي يفوقه اضعافا
_ طيب يا جلنار هنروح للدكتور ارتحتي كدا !
ابتسمت براحة بسيطة ثم هبت واقفة وقالت في إيجاز
اكتفى بهز رأسه بالموافقة وتابعها وهي تنصرف وفور رحيلها مسح على وجهها متأففا بخنق .. تستخدم اسلوب مختلف في الإجبار وفرض رأيها يجعله ينصاع خلفها دون أن يشعر ! ...
جذبه من بحر ذكرياته صوتها الناعم وهي تهتف بعتاب وإشفاق
اخترقت نظراته الثاقبة أعماق عيناها وتمتم بخفوت وبحة رجولية صادقة
_ الحمدلله إنك سالمة وبخير .. ده أهم حاجة وبعد كدا مفيش أي حاجة تفرق معايا
استقرت نظرة عابرة منها على وجهه قبل أن تشيح بنظرها وتحرك أصابعها برقة شديد فوق الحړق تضع المرهم وتغمغم بأسى
هز رأسه بالنفي دون أن يرفع نظراته عنها يتأملها بتدقيق وحب .. القلق والاهتمام الذي يلمع بعيناها يسعده ويشعره بالارتياح تلك المشاعر الجميلة بينهم لا تحدث إلا نادرا .. لذلك يتمنى الآن أن يتوقف الوقت ولا تبتعد عن عينيه أبدا .
قريبة منه لكنها بعيدة جدا .. بين يديه ويشتاق إليها !! .. لا يريد تلك الفجوات اللعېنة التي تفرقهم .. هو يريدها هي فقط ! .
_ شكرا ياحبيبتي
لاحت ابتسامة خاڤتة فوق شفتيها ثم انتبهت أنها لا تزال بالمنشفة فتنحنحت بارتباك بسيط وتوقفت وهي تضم المنشفة جيدا عليها تقول برقة
ابتسم واماء لها بالإيجاب ثم استقام هو الآخر وغادر الغرفة بعدما اختفت داخل الحمام لترتدي ملابسها .
عيناها عالقة على باب المتجر من الداخل تنتظره منذ وقت طويل .. وحين تبتعد بنظرها عن الباب تتجول في ذلك المتجر الفارغ بابتسامة باهتة .
مازالت تتذكر حتى الآن الليلة التي فاجأها به والدها .. قام بشرائه خصيصا لها حتى تملأه بتصاميمها وازياءها .. حتى أنه به جزء داخلي كبير ليتم التصميم به ومجهز بكامل الآلآت والطاولات والأدوات اللازمة للتصميم .. كانت تنتظر اللحظة المناسبة لافتتاحه وتحقيق حلمها وها هي قد حانت اللحظة ! .
انفتح الباب وظهر من خلفه هشام الذي دخل وأغلقه خلفه مجددا ثم اقترب منها بنظرات متعجبة وتمتم
_ في إيه يازينة وقاعدة هنا ليه !
ابتسمت باتساع وبراءة ثم توقفت وتقدمت منه لتقف أمامه مباشرة وتقول بحماس جميل
_ هشام إنت هتساعدني مش كدا
أردف بحيرة وعدم فهم
_ اساعدك في إيه !!
زينة بعفوية وعينان لامعة بالحماس والأمل
_ إني افتح الأتاليه وأبدأ مشوار حلمي
حدقها باستغراب للحظات دون أن يجيب فضحكت هي على دهشته وقالت بنفس حماسها
_ كلمتك وقولتلك تيجي هنا عشان اقولك على الخبر ده .. أنا كنت منتظرة الوقت المناسب إني افتتحه وأبدأ شغل في التصاميم من تاني وأعتقد إن خلاص الفرصة جات ولما كلمت ماما وقولتلها فرحت أوي وشجعت الفكرة .. بس أنا مش هقدر اعمل كدا وحدي يعني محتاجة مساعدتك ليا
تلاشت الدهشة من فوق معالمه وبدأت الابتسامة الحانية تظهر بوضوح فوق ثغره وعيناه كذلك .. واستمر يمعن النظر بها ثم قال بدفء وعاطفة جياشة
_ أنا بقى مبسوط أوي إني شايف زينة القديمة تاني قدامي
ابتسمت وقالت بخفوت ونظرات مليئة بالثقة والمشاكسة
_ تؤتؤ دي زينة الجديدة .. القديمة خلاص انتهت
هشام بهيام
_ القديمة والجديدة أجمل من بعض
ضحكت بخجل ونكزته في كتفه بمداعبة ثم قالت بحماس من جديد وسعادة
_ اعتبر ده موافقة خلاص إنك هتساعدني
_ إنتي عندك شك إن ممكن يكون في احتمال لرفضي مثلا !!
قفزت فرحا ثم قبضت على ذراعه وجذبته معها للداخل هاتفة بتشويق
_ تعال هوريك قسم التصميم جوا وهوريك كل حاجة
سار معها دون أي مقاومة يتركها تسيره خلفها وهو يتأملها بعشق .. وقف معها يتابعها وهي تتحرك يمينا ويسارا كالفراشة بحماس تشرح له كل شيء ومخططاتها عن الذي ستفعله بالضبط .. سيعترف أنه لم يسمع تقريبا نصف كلامها بسبب شروده وتأمله بها .
بعد دقائق طويلة نسبيا من شرحها توقفت وسألته باهتمام وبسمة عريضة
_ هاا إيه رأيك بقى في اللي قولته !
هدر بنظرات ثابتة عليها ونبرة ذائبة
_ جميلة
زينة بتعجب
_ هي إيه دي اللي جميلة !!!
تنحنح مسرعا يصحح كلمته
_ جميل اقصد اللي قولتيه يعني عظيم
هزت رأسها بتفهم باسمة ثم عادت تتحدث من جديد ولكنه لم يسمع أي شيء هذه المرة وعقله كأنه مغيب تماما عن العالم الواقع وشعر بأن قلبه هو من يتحكم به الآن وليس عقله .. لسانه يأكله ليتحدث فلم يعد يتحمل الكتمان أكثر من ذلك ! .
اقترب منها دون أن يشعر ووقف خلفها تماما ليهمس بنبرة جديدة ومختلفة
_ زينة
التفتت له بجسدها فورا بعد همسته باسمه وطالعته بسكون وريبة من نظراته والتصاقه بها بهذا الشكل .. ولم تلبث لثانية أخرى حتى سمعته يكمل بصوت دافيء
_ زينة .. أنا .......
بتر بقية عبارته الحاسمة والمنتظرة عندما صدح صوت رنين هاتفها فالتفتت هي برأسها للخلف مسرعة والتقطته لتجيب على أمها وبعد دقيقة كاملة أنهت المكالمة وعادت تحدق به من جديد وتهتف بفضول واستغراب
_ كنت عايز تقول إيه ياهشام !
ابتسم وأخذ نفسا عميقا قبل أن يتمتم بعينان تهيمنان عشقا وغراما
_ عايز اقول إني .......
انفرجت شفتيه وكان على وشك أن يلفظها ولكن يبدو أن اليوم ليس يوم حظه على الإطلاق حيث ما قاطعه هذه المرة هو رنين هاتفه .. فرفع يده لوجهه يمسح عليه بقوة متأففا بخنق وعصبية ثم أخرج الهاتف من جيبه وتطلع بشاشته يقرأ اسم المتصل فوجده أحد أصدقائه .. شتمه بلفظ دنيء في همس منخفض جدا لم تسمعه هي لكنها غضنت حاجبيها من تحوله وغضبه المفاجيء بعد وداعته ونظراته الحانية التي اربكتها واخجلتها وللحقيقة أنها للوهلة الأولى تشعر بالخجل منه ! .
رأته يشير لها بأن سيغادر للخارج حتى
متابعة القراءة