رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس واربعون للخمسون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
يعني هتبقى إنتي وخالها عليا اللي مش عايز يرجع ده عشان نعمل الفرح ونخلص من حظر التجوال اللي فرضاه علينا
اقتربت منه وضړبته فوق ذراعه بخفة تتصنع الحزم وتخفي ابتسامتها
_ بس كفاية كلام .. المهم اتصالحتوا ولا لا
_ يعني
فاطمة بحيرة واستنكار من رده الغير صريح
_ والله بعد اللي شوفته ده ومتصالحتوش
_ أنا هدخل الحمام اكمل لبس عشان متأخر يا فطوم
زفرت مغلوبة على أمرها وتابعته مبتسمة حتى اختفى عن أنظارها داخل الحمام فاستدارت وانصرفت ....
يجلسون حول الطاولة يتناولون وجبة الإفطار والصمت يغلف الأجواء بينهم .. عيني عدنان لا تحيد عنها يستمر في التحديق بها بضيق فهي منذ استيقاظهم ولا تتطلع بوجهه حتى .. تتجنب الحديث معه أو الأقترب منه وبات الوضع پخنقه ويزعجه حقا .. لا يفهم سبب تجاهلها له أهو بسبب جميلة أم أن هناك سببا آخر لا يعلمه ! .
وضع الصحون فوق الرخام وجذبها إليه حين وجدها ستهم بالمغادرة كما تفعل منذ الصباح إلى أي مكان يدخل إليه وتكون موجودة .
_ بتتهربي مني ليه يا جلنار .. إيه اللي حصل فهميني !!
طالعته مطولا في صمت وحين تجمعت الدموع في عيناها اطرقت رأسها الأسفل حتى لا يراها .. لكنه وضع أنامله اسفل ذقنها ورفع وجهها لمستوى وجهه ليتمكن من التمعن بها بوضوح أكثر وحين رأى دموعها في عيناها اصابه القلق وتأكد أن الأمر ليس هينا فهتف باهتمام
كانت ستهم بالتحدث لكنها تراجعت واكتفت بجملة واحدة في صوت مبحوح تقاطعه عن إكمال جملته
_ مفيش حاجة .. وبالمناسبة أنا وهنا محتاجين نعمل شوبينج لأن في كام حاجة ناقصاني وعايزة اجبلها كمان حجات معينة .. لو فاضي ومعندكش مانع تعالى معانا
_ تمام روحي البسي إنتي وهنا
أماءت له بالموافقة وابتعدت عنه لتغادر المطبخ وتسير نحو الدرج فتصعد للطابق الثاني وتنده على ابنتها حتى تأتي وتبدأ في ارتداء ملابسها وبعدما انتهت من هنا ذهبت لغرفتها حتى تتجهز هي .
دقائق طويلة نسبيا وسمعت صوت الباب ينفتح وبعد ثلاث ثواني ظهر هو .. كانت ترتدي ثوب طويل يصل للركبة وتحاول غلق سحابه من الخلف لكن لا تستطيع .. فوجدته يتقدم منها ويقف خلفها مباشرة ثم يمد أنامله ويمسك بالسحاب ليرفعه في بطء للأعلى .. استقرت نظراتها بتلقائية علي انعكاسه خلفها في المرآة وتمعنت النظر به أيضا .. وبعد لحظات بعدما اغلق السحاب استدارت وقالت بطبيعية
عدنان باقتضاب
_ طيب
ثم استدار وغادر بعد أن صفع الباب خلفه پعنف مما جعلها تنتفض بخضة بسيطة وتصدر تأففا مخټنقا !! ....
امسكت زينة بهاتفها وبعد تفكير عميق وطويل حسمت قرارها وأخذت نفسا عميقا قبل أن تضغط على رقمه فوق الشاشة وترفع الهاتف لأذنها تنتظر رده .. بعد عدة رنات آتاها صوته الهاديء
_ الو
زينة بخفوت
_ ازيك يا هشام
لم ينتبه لهوية المتصل قبل أن يجيب وحين سمع صوتها اصابته الدهشة قليلا من اتصالها فأجابها مسرعا بقلق
_كويس .. إنتي كويسة يا زينة !
غمغمت برقة صوتها الناعم واحراج بسيط
_ كويسة الحمدلله .. بس إنت في حاجة حصلت ولا إيه !
_ حاجة زي إيه !! .. لا مفيش
زينة بجدية
_ امبارح مشيت فجأة وماما فضلت ترن عليك مردتش .. إيه اللي حصل
تنهد بحنق فور تذكره الأمس وقال بخشونة ورزانة
_ محصلش حاجة أنا حسيت نفسي تعبت شوية ومشيت ومحبتش ارد واقلقكم
لم تصدقه ولم تقتنع حتى فضيقت عيناها باستغراب وقالت
_ هشام متخبيش عني بليز وقولي الحقيقة
ابتسم بمرارة وتمتم
_ الحقيقة إنتي أكيد مش حابة تسمعيها .. بس اطمني قريب أوي هتعرفيها
غضنت حاجبيها بحيرة والتزمت الصمت لبرهة قبل أن تعود وتسأله بفضول وعدم فهم
_ حقيقة إيه ياهشام !!!
أردف بهدوء مغيرا مجرى الحديث تماما حتى يتهرب من الإجابة على سؤالها
_ لما يجي وقته .. المهم قوليلي إنتي عاملة إيه دلوقتي
فهمت مقصده فابتسمت بصفاء وقالت في نعومة
_ الحمدلله أفضل بكتير .. وكمان فكرت إني ارجع للتصميم من تاني
اتسعت الابتسامة العاطفية على ثغره من خلف شاشة الهاتف وقال مشجعا لها بحب
_ عظيم وأول تصميم هيكون من نصيبي
ضحكت وقالت بعفوية
_ أكيد متقلقش .. أنا هبهرك
هشام بدفء جميل
_ وأنا واثق من ده
استمر حديثهم معا عبر الهاتف لأول مرة منذ سنوات لدقائق طويلة قاربت على خمسة عشر دقيقة .. لم تشعر بالوقت وهي تتحدث معه فقد كانت تشعر بالملل والخنق وبنفس اللحظة اشتاقت لمحادتثهم القديمة بالهاتف لساعات .. شوقها لعودة صداقتهم وعفويتهم تزداد كل يوم منذ عودته وقد قررت إعادتها .. ولكن هل ستستمر صداقة هكذا أم أن الطرق ستغير طريق مسارها !! .......
خرجوا من متجرا ضخما ممتلئا بالألعاب وكذلك الملابس وكل ما يخص الأطفال وكان هو يحمل أكياس كبيرة بيده ممتلئة بالألعاب والملابس التي قام بشرائها لصغيرته وكذلك هي كانت تسير خلفه حاملة أكياس صغيرة وتترنح في مشيتها وتهتف بعبوس
_ بابي دول صغيرين !
الټفت لها بعد أن وصلوا للسيارة وفتح الحقيبة الخلفية ليضع بها الاكياس ويقول مذهولا
_ كل دول و قليلين يابابا !!
هزت رأسها بالإيجاب زامة شفتيها بضيق فضحك وانحنى عليها يلثم وجنتيها بحنو هاتفا في مرح
_تحبي ادخل اشتريلك المكان كله يا هنايا
التفتت برأسها تجاه أمها التي تتابع حديثهم مبتسمة وعادت بوجهها مرة أخرى إلى أبيها ترد عليه پصدمة طفولية
_ نشتري اللعب كلها !!!
عدنان بإيجاب غامزا
_ امممم إيه رأيك
ردت بوداعة وهي تتصنع الرزانة والنضج
_ بس كدا هيبقى غالي أوي أوي يا بابي
ضحك وعاد يلثم شعرها من جديد هاتفا بحنو وجدية
_ مفيش حاجة تغلي على بنت عدنان الشافعي .. إنتي بس اطلبي ياروح بابي وأنا انفذ
ضحكت باستحياء وسعادة ثم ارتمت على أبيها تعانقه بقوة هاتفة في حب نقي ونبرة تذيب القلب
_ بحبك أوي يا بابي
غمز لها مشاكسا ورد
_ أنا أكتر
هنا برفض تام
_ لا أنا اكتر
قهقه بصوت مرتفع ثم حملها فوق ذراعيه واستقام في وقفته ليغلق حقيبة السيارة ثم يتجه بها إلى المقعد الخلفي من السيارة ليضعها به ويرسل لها غمزة مداعبة قبل أن يغلق الباب ويتجه هو لمقعده المخصص للقيادة .
بعد دقائق طويلة من القيادة بالسيارة لاحظت جلنار أنهم ليس بطريق المنزل .. فتساءلت بينها
متابعة القراءة