رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس واربعون للخمسون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

_ الفصل السادس والأربعون _
صمت وذهول تمكن من أسمهان لبرهة من الوقت قبل أن تحتد نظراتها وتصيح بها منفعلة  
_ إنتي بتعملي إيه هنا .. لسا ليكي عين تورينا وشك 
فريدة بثبات ونظرات قوية 
_ جاية اتكلم معاكي يا أسمهان هانم 
ضحكت ساخرة وصاحت بعصبية قبل أن تقبض على ذراعها پعنف  
_ تتكلمي معايا في إيه .. إنتي فكرك إني هسمحلك تتكلمي كلمة واحدة معايا ولا رجلك الژبالة دي تخطي البيت جوا .. امشي من مكان ما جيتي بدل ما اخلي سيد يرميكي برا 

انتزعت فريدة يدها من قبضتها ببأس وقالت بنظرات شيطانية تحمل الټهديد  
_ إنتي بذات متقدريش تمنعيني إني ادخل يا أسمهان .. وإلا إنتي عارفة ممكن يحصل إيه وولادك هيعرفوا إيه عن أمهم الشريفة والوفية والمخلصة 
التهبت أعين أسمهان وتحول لونهم الأحمر من فرط الڠضب فعادت ولكن هذه المرة غرزت أظافرها في ذراعها وهتفت بصوت منخفض أشبه بفحيح الأفعى وبغل  
_ إنتي بټهدديني ياحيوانة .. عارفة لو لسانك نطق بكلمة واحدة لعدنان ولا آدم ھقتلك واخلص منك نهائي 
ابتسمت فريدة بخبث وبرود غير مكترثة للألم الذي يجتاح ذراعها من أظافرها وقالت في جدية  
_ تعمليها .. بس أنا مش جاية هنا عشان اعمل مشكلة ونتخانق أنا وإنتي 
أسمهان  
_ إنتي واحدة وژبالة .. بعد كل اللي عمله ابني عشانك وفي الآخر بتخونيه ومع مين مع ال اللي زيك
فريدة بحزم وتصنع عدم المبالاة بكلامها لتقول  
_ أنا جاية تاني عشان مصلحتنا احنا الاتنين يا أسمهان
ضحكت الأخرى بازدراء بينما فريدة فتابعت بعينان تطلق شرارات الحقد والنقم  
_ جلنار 
انتبهت حواس أسمهان كلها فور نطقها لاسم جلنار وثبتت انتباهها عليها وهي تتابع استرسالها في الحديث بندم ونظرات حزن 
_ أنا غلطت وندمت وعرفت قيمة عدنان وعايزة نرجع تاني .. أنا متأكدة إنه لسا بيحبني بس طول ما جلنار موجودة فرصتنا مستحيلة 
اڼفجرت أسمهان ضاحكة بصوت مرتفع وقالت مستهزئة من سخافتها 
_ عدنان هيرجعلك !!! .. لو السما أطبقت فوق الأرض ده مش هيحصل سواء بوجود جلنار أو عدمها .. شكلك إنتي اللي غبية ومتعرفيش ابني كويس .. ولا تعرفيني كمان
فريدة بنظرة منذرة وغاضبة  
_ هيرجعلي مش هسمح لجلنار إنها تاخده .. وإنتي كمان ليكي مصلحة في إنك تتخلصي منها عشان كدا هتساعديني
رمقتها أسمهان باستغراب من تبدل تعابير وجهها بشكل مفاجيء .. بدت لها غير طبيعية أبدا لكن ارتفعت البسمة المتهكمة فوق ثغرها بعد جملتها الأخيرة وقالت  
_ اساعدك إنتي .. مستحيل يحصل 
فريدة منفعلة  
_ هيحصل يا أسمهان .. إنتي مش وضع يخليكي تتحديني نهائي دلوقتي .. صباعك تحت ضرسي يعني حياتك بإيدي أنا
لم تخشي ټهديدها ولكنها نظراتها ازدادت دهشة من حالتها لتقول بجدية  
_ إنتي مريضة نفسيا 

مع إشراقة شمس يوم جديد .. كانت نادين بطريقها للطابق السفلي من المنزل لكن أثناء مرورها من أمام غرفته سمعت صوت قهقهته بالداخل وهو يتحدث بالهاتف .. فتوقفت قدماها لا إراديا أمام الباب والتقطت اذناها صوته لتفهم أنه يتحدث مع امرأة .. اشتعلت غيرتها والتهبت نظراتها فمن هذه التي يتحدث ويضحك معها بهذا الشكل .
لم تتمكن من حجب نفسها حيث اندفعت وفتحت باب غرفته لتدخل وترمقه شزرا .. أما هو فضيق عيناه مدهوشا ومتعجبا من دخولها المفاجيء ونظراتها له .. فانهى مكالمته الهاتفية وانزل الهاتف ليهتف بريبة  
_ في إيه ! 
اندفعت نحوه وقالت بغيظ  
_ مع مين كنت عم تتكلم ! 
أجابها مستنكرا يرفع حاجبه  
_ نعم !! 
نادين بغيرة حاړقة  
_ كنت بتحكي مع بنت وبتضحك معها .. مين هاي البنت !!! 
_ إنتي بتتصنتي عليا يا نادين !!! 
نادين بثبات 
_ لا مرأت من قدام الغرفة بالصدفة وسمعتك 
مسح على وجهه مبتسما بعدم حيلة ثم رمقها بجدية وهتف 
_ نادين احنا مش امبارح اتفقنا إننا هندي لبعض فرصة لغاية ما نهدى كويس .. انتي عايزة تحصل مشكلة تاني يعني !
تمتمت بنظرة جانبية ومغتاظة  
_ أنا ما راح سوى مشكلة .. بدي اعرف بس مع مين كنت عم تحكي 
تنفس الصعداء مبتسما وقال بهدوء  
_ دي فرح بنت خالتي 
نادين بتأكيد  
_ فرح بنت الخالة فاطمة 
_ أيوة عرفتي إزاي !
نادين بامتعاض  
_ هي خبرتني .. ليش كنت عم تحكي معها بقى ! 
حاتم 
_ كنت بطمن عليها يا نادين عشان راجعة بكرا 
هتفت بدهشة 
_ عن جد .. أي توصل بالسلامة 
تنهد بقوة ثم مد أنامله لخصلات شعرها يملس فوقها بحنو بعد أن استشعر موجات الغيرة القاټلة والغيظ منها وتمتم بلؤم  
_ خلينا نقلل الغيرة دي شوية ياحبيبتي .. فرح أختي الصغيرة ده غير إن أنا خلاص اتدبست للأسف يعني مفيش مفر للهروب
طالعته بذهول وسرعان ما احتقن وجهها وصاحت به پغضب  
_ للأسف .. شو بتقصد يعني .. بتقصد إنك ما بدك ياني صحيح !!!
ابتعد عنها واتجه إلى خزانته لكي يخرج ملابسه وطالعها بنظرة جانبية غامزا في خبث  
_ أنا حاليا مش عايز حاجة غير إن خالك يرجع عشان زهقت
تلونت وجنتيها بالاحمر القاتم وحاولت حجب ابتسامتها الخجلة بصعوبة ففشلت بالأخير .. بينما هو فنزع عنه التيشيرت حتى يقوم بارتداء القميص فصاحت به مدهوشة وبخجل  
_ حاتم شو هاد .. أنت عن جد وقح وأنا بستاهل لأني دخلت لعندك
استدارت وهمت بالمغادرة لكنه اسرع خلفها وجذبها من ذراعها لتدور بشكل تلقائي .. شهقت وطالعته بدهشة وتوتر حتى سمعته يغمغم بابتسامة لعوب ونظرات جريئة  
_ خليكي .. ولبسيني الكرافتة عشان بتتعبني ومش بعرف اظبطها بسهولة 
تصاعد هرمون الإدرينالين وأبعث الحرارة في جسدها كله .. حتى أنها لم تنتبه لكلامه جيدا وكذبه بأنه لا يعرف كيف يرتدي ربطة العنق جيدا وردت بعفوية وخجل شديد  
_ ما بعرف كيف طريقتها 
حاتم متلذذا بضحكة ماكرة وهو يميل عليها  
_ أنا هقولك 
تطلعت بعيناه ولوهلة شعرت باقترابها من الهاوية وأنها ستفقد وعيها إن استمر هذا الوضع للحظة أخرى .. اتقذتها فاطمة التي فتحت الباب على حين غرة غير متوقعة ما ستراه بالداخل وحين وقع نظرها عليهم اتسعت عيناها وفغرت فمها بذهول .. أما حاتم فابتعد بسرعة عن زوجته ! .. وابتسم ببلاهة في اضطراب ليهتف متصنعا البراءة 
_ طبعا أنا لو حلفتلك إنها كانت هتساعدني في ربط الكرافتة مش هتصدقيني
رغبت نادين بتلك اللحظة أن تنشق الأرض وتبتلعها .. ليتها لم تدخل له .. كان وجهها كله أشبه بالطماطم الحمراء ولا تتجرأ على رفع نظرها عن الأرض أمام فاطمة بسبب الوضع المحرج التي وجدتهم به .
لم تتمكن من تحمل الموقف أكثر حيث اندفعت للخارج راكضة بسرعة دون أن تتفوه ببنت كلمة .. أما فاطمة فحدقت بحاتم في ڠضب وصدمة  
_ ايه المنظر اللي إنت فيه ده ! 
حاتم ضاحكا 
_ إيه إنتي دماغك راحت فين يافطوم .. مفيش حاجة والله وبعدين هي مش مراتي 
فاطمة بصرامة 
_ مراتك فعلا .. بس الكلام ده بعد الفرح يا أستاذ حاتم هدر بعبوس  
_ حرام عليكي
تم نسخ الرابط