رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس واربعون للخمسون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
ما اتخيلت إني أحبك بيها .. الصبح لما حسيت للحظة إني ممكن اخسرك كنت هتجن ومش شايف قدامي من كتر الخۏف والقلق عليكي .. ارجوكي بلاش تسمحي للماضي اللي انتهى إنه يدمر حاضرنا ومستقبلنا
أبت النظر إليه لكن بعد رجائه ارغمها لا إراديا على النظر وحين تطلعت بعيناه في عمق لمحت لمعة غريبة تعبر عن دموعه المتحجرة بهم !!! ..........
_ الفصل الثامن والأربعون _
بصباح اليوم التالي داخل مكتبة ضخمة للكتب ..دخلت برفقته ووفقت تتفحصها بنظرها في دهشة من جمالها وضخامتها حتى انتشلها صوته الوديع مبتسما
_ عجبتك
التفتت برأسها إليه وقالت بذهول
_ جميلة أوي يا رأفت .. إنت متأكد إن هو ده مكان الشغل اللي قولتلي عليه !
اجابت مهرة بامتنان وعذوبة
_ طبعا عجبني .. متشكرة جدا يا رأفت على مساعدتك دي .. طول عمرك جدع
غمز بمشاكسة وقال
_ متشكرنيش .. اشكري سهيلة بما إنها هي اللي اتصلت بيا وقالتلي إنك بتدوري على شغل
أماءت برأسها ضامة شفتيها بغيظ بسيط وتهتف
_ سهيلة !! .. برضوا عملت اللي في دماغها مع إني نبهت عليها
_ نبهتي عليها متكلمنيش !
هدرت بإيجاب ولطف
_ هي اقترحت عليا اكلمك وأسألك بس أنا رفضت يعني مكنتش عايزة اتعبك معايا وكنت محرجة الصراحة بعد آخر موقف حصل في الكلية لكن هي عملت اللي في دماغها وكلمتك برضوا
_ يااااه يامهرة إنتي لسا فاكرة الكلية ده أنا نسيت من زمان .. ده موضوع خلص خلاص وملوش لزمة بالنسبالي
ابتسم لها بنظرات عميقة كإجابة على جملتها فبادلته هي الابتسامة لكن بأخرى صافية ونقية وهتفت بتلقائية
_ طيب مش هتديني رقم صاحب المكتبة عشان أكلمه واتفق معاه امتى ابدأ في الشغل
وضع قبضتيه في جيبي بنطاله واتسعت ابتسامته مجيبا بعبث
_ براحتك تقدري تبدأي في أي وقت تحبيه
_ يابني ما صاحب المكان هو اللي هيحدد الكلام ده مش أنا
انطلقت شبه ضحكة خاڤتة منه ثم أكمل بمداعبة يؤكد جملته السابقة بطريقة مختلفة
_ وصاحب المكان بيقولك براحتك
مازالت لم تفهم تلمحياته حتى الآن فتابعت ببلاهة اضحكته
_ هو إنت لحقت تسأله !!!
_ مهرة أنا صاحب المكان استوعبتي ولا لسا !
رمشت بجفنيها عدة مرات متتالية في دهشة واستغرقت لحظات حتى اردفت بعدم تصديق شبه ضاحكة
_ بتهزر .. احلف !!
قهقه عاليا وقال مازحا
_ لا مش بهزر
عادت تتجول بعيناها في المكان كله من جديد كأنها تستوعب ما قاله للتو وأنه مالك تلك المكتب كلها ثم عادت بوجهها إليه مرة أخرى وهتفت ضاحكة بمشاكسة
_ لا طالما بتاعتك يبقى براحتي فعلا
_ لا والله
نكزته في كتفه ضاحكة وقالت
_ خلاص متقفش علينا كدا .. هااا اقدر ابدأ من امتى بقى يا استاذ رأفت
_ من النهارده !
مهرة پصدمة
_ ايه ده انت بتتكلم جد ! .. هو آخر كلام بكرا وخير الأمور الوسط
سمعت صوت ضحكته العالية بعد جملتها وطالت نظرته الغريبة إليها قبل أن يشير لها أن تلحق به حتى يريها المكان بأكمله ويعلمها كل شيء وكيف ستتصرف !
تجلس فوق الفراش وشاردة بذهنها في مساء الأمس تتذكر كيف انتهى حديثهم بعد كلماته الأخيرة .. رغم رجائه إلا أنها أبدت جفائها وعقلها لم يدعها تندفع خلف ذلك القلب السخيف من جديد حيث أنهت الحوار كله بعبارة واحدة ترد بها على كلماته الماضي هو السبب في اللي احنا فيه دلوقتي ياعدنان .. هو اللي وصلنا للنقطة دي وياعالم هيوصلنا لإيه تاني .. وبعدها فورا رحلت وتركته .
لا تدري هل تصرفاتها صحيحة أم خطأ لكن رغما عنها لا تثق به .. فظهور شيطان فريدة وجميلة يخلق فجوة جديدة بينهم .
يستمر صوت عقلها المزعج بتأنبيها والقاء اللوم عليها أنها منحت هذه العلاقة الفانية فرصة أخرى !! .. هل كان عليها أن ترفض الفرص الجاهزة التي قدمت إليها لكي تنعم بحياة مستقرة كما تخيلت أم أنها لم تخطأ بموافقتها ! .
استقامت واقفة من الفراش واتجهت إلى الحمام لكي تأخذ حمامها الصباحي .. فتحت صنبور المياه ووقفت أسفلها مغمضة عيناها تحارب صراع عقلها المؤذي ! .
دخل عدنان الغرفة وسمع صوت المياه بالحمام فتنهد الصعداء بضيق ملحوظ ثم تقدم من جهة الحمام حتى وقف بجوار الباب يستند بكتفه على الحائط ويستمع إلى صوت المياه المنهمرة في الداخل .
ليتها تدرك حقيقة ما يضمره لها بقلبه .. وتتوقف عن التشكيك بصدقه .. مازالت لا تستوعب أنها جعلت منه انسانا مختلفا ولا تدري أنه يتمنى لو أن ذلك الماضي لم يكن موجودا من الأساس .. إن كان يوجد نطفة بيضاء وجميلة بذلك الماضي فبالتأكيد ستكون هي ! .
مرت ثلاث دقائق بظبط ثم توقف صوت المياه وبعد برهة قصيرة من الوقت وجدها تفتح الباب وهي تلف جسدها بمنشفة بيضاء كبيرة وتترك العنان لشعرها المبتل فوق كتفيها وظهرها .
انتفضت فزعا حين رأته أمامها بينما هو فڠرقت عيناه بسحرها وجمالها الملائكي وارتفعت لثغره بسمة مغرمة دون أن يحيد بنظره عن وجهها .
اضطربت قليلا وتفادت النظر لوجهه متمتمة بإيجاز وخفوت حتى تنهي تلك اللحظات
_ صباح الخير
تفوهت بالجملة وتحركت من أمامه تهم بالابتعاد لكنه قبض على ذراعها وخرج صوته مخټنقا
_ لغاية امتى هنفضل كدا !!
لم تتطلع إليه ولم تجيب فقط انحرفت عيناها بتلقائية عليه فانتبهت لرقبته من الجانب التي بها حړق كبير ويعطي احمرارا شديد ففغرت فمها بدهشة وشهقت بقلق لتجذب يدها من قبضته بقوة وتقف ملتصقة به من الجانب تمعن النظر برقبته وترفع أناملها الرقيقة ټلمسها برفق هاتفة
_ إيه ده يا عدنان !
مال برأسه للجانب يزفر بحنق دون أن يجيب عليها فتابعت هي باهتمام وقلق
_ الحړق ده حصل امبارح في الحريق صح
_ أنا كويس
كان ردا حازما منه بعد ضيقه من معاملتها وتجاهلها وكان سيلتفت لينصرف لكنها قبضت على ذراعه تمنعه من التحرك وتجذبه معها إلى الفراش هاتفة بحدة واهتمام نابع من صميمها
_ رايح فين تعالى اقعد هحطلك مرهم للحروق عشان الالتهاب يهدى شوية
جلس على الفراش وقال بخشونة
_ حطيت امبارح
اندفعت إلى الإدراج تبحث عن العلاج حتى عثرت عليه فعادت إليه وجلست بجواره من جديد هاتفة
_ مش كفاية مرة واحدة طبعا
كان ساكنا تماما لها يتركها تتصرف كما تريد وهو يتنفس بقوة منزعجا .. لم تنتبه لملامحه وغضبه من فرط قلقها واهتمامها الذي دفعها لتعنيفه بقوة في سخط
_ إزاي سايبه كدا المفروض يكون بيألمك جدا .. وبتتعصب عليها لما بهمل في نفسي وصحتي وإنت مهمل بالشكل ده
الټفت لها بعد كلماتها وطالت نظراته المنطفئة إليها يتذكر أحد مواقفهم معا منذ سنتين تقريبا .....
كان ممدا فوق الفراش وبين كل لحظة والأخرى يصيبه سعال قوى ينقضه بمضجعه نفضا وهي تجلس
متابعة القراءة