رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وعشرين للثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة
المحتويات
تدخل .. فابتسمت له بطريقتها المرحة المعتادة ودخلت أولا ثم هو بعدها .
تابعته وهو يضغط على رقم الطابق فانحنت عليه بعفوية تهمس في قلق ملحوظ
_ هو الاسانسير ده آمان
الټفت لها برأسه وهدر بتعجب
_ آمان إزاي يعني !
هدرت بسرعة تشرح له مقصدها
_ أصل أنا ركبت اسانسير في مرة وعطل بيا وكنت وحدي ومحدش حس بيا غير بعدها بساعتين .. بس الحمدلله اليوم ده كنت جاية من فرح وكنت مشترية أكل كتير وحلويات فضلت اتسلى عليهم وانا محپوسة لولا كدا كانوا دخلوا لقوني انتقلت لرحمة الله من الخۏف .. بس تع ......
_ هشششش ايه راديو !! .. أنا مالي إنتي هتحكيلي قصة حياتك
تطلعت إليه بعينان مضطربة قليلا وانزلت يده تبتسم ببلاهة مغمغمة
_ على فكرة لسا التشويق جاي أنا محكتلكش لما اشتغل حصل إيه
_ مش عايز اعرف يامهرة
زمت شفتيها بقرف وردت عليه متذمرة
لم يعطيها اهتمام وتجاهلها بينما هي فانتبهت للجاكت الذي يرتديه وسرعان ما هدرت بعفوية
_ بس حلو الجاكت الجلد ده .. تعرف أنا كان معايا واحد زيه بس اااا ....
آدم بغيظ من ثرثرتها الكثيرة
_ مهرة
ابتلعت بقية الكلمات في جوفها ومطت شفتيها بيأس ومضض ثم اشاحت بوجهها للجانب الآخر وهي تتمتم بصوت غير مسموع
بينما آدم فتأفف بعدم حيلة مغمغما بينه وبين نفسه
_ أنا اللي جبته لنفسي والله
انفتح باب المصعد وخرج هو أولا .. يسير بخطوات سريعة تجاه مكتبه هرولت هي خلفه تنده عليها بتلقائية
_ آدم
توقف على أثر صوتها يسمعها تهتف باسمه لأول مرة .. الټفت لها برأسه فضحكت هي ببلاهة بعدما أدركت ما تفوهت به للتو وغمغمت بخفوت يحمل القليل من الإحراج
تحدثت بجدية وامتنان حقيقي مع ابتسامة صافية فوق ثغرها
_ شكرا .. يعني إنك وافقت توظفني
رأت ابتسامته اللطيفة تظهر على وجهه أخيرا وهو يوميء برأسه لها كرد على شكرها دون أن يتحدث .. بادلته هي الإبتسامة حتى استدار وأكمل طريقه فاستدارت هي الأخرى واتجهت لمكان عملها .
عيناه لا تنزل عنها في كل خطوة تخطوها تلازمها نظراته المشټعلة والمتوعدة .. انتبه لاختفاء صغيرته .. فهب واقفا واتجه لغرفتها .. رآها تجلس فوق فراشها ومن حولها العابها تلعب بهم باندماج .. ابتعد من أمام غرفتها واندفع لجلنار يقبض على ذراعها ويجذبها معه للغرفة .. دفعها برفق للداخل ودخل خلفها ثم اغلق الباب .. ليسمعها تهتف باستياء وعدم فهم
تقدم نحوها بأعين ملتهبة فتقهقرت للخلف بتلقائية حتى اصطدمت بالحائط خلفها لا تنكر أن حالته الغريبة اخافتها قليلا لم تكن تتوقع إنه سيغضب هكذا وجدته يستند بكفه على الحائط بجانب رأسها وينحنى عليها يهتف أمام وجهها وحرارة غضبه تشعر بها في وجهها
_ أنا اللي المفروض اسألك إيه اللي بتعمليه ده !!!
اضطربت بشدة فحاولت أن تعبر من الجانب الفارغ حتى تخرج لكنه اغلق الطريق عليها من الجهتين بعد أن رفع يده الأخرى يسندها على الحائط من الجانب الآخر بجوار رأسها ويتمتم بغيظ وڠضب
_ إنتي في أوضة وأنا في أوضة ! .. ده مين اللي طلع القرار ده !
جلنار بثبات وحزم
_ أنا
عدنان بصوت غليظ
_ بس أنا مش موافق
هدرت ساخرة بعصبية
_ وأنا مخدتش رأيك .. مش عايزة اقعد معاك في أوضة واحدة وأكيد مش هنتظر موافقتك
صاح بها مستاءا
_ يعني غلطانة وقوية كمان !
صړخت منفعلة
_ أنا مش غلطانة وإنت عارف .. مامتك هي اللي خططت ومكنتش أعرف إن حاتم موجود في الأوضة أساسا
مسح على وجهه متأففا پغضب هادر واجابها بنفاذ صبر
_ وأخرة تصرفاتك دي إيه يعني !!
سنحت لها الفرصة لتتلذذ به على طريقتها حيث عقدت ذراعيها أمام صدرها وهدرت بشموخ
_ تعتذر مني
_ ليه !
كان سؤال شبه استنكاري منه فردت عليه بقوة
_ عشان اللي عملته امبارح مثلا !
_ عملت إيه !!
بروده استفزها فصاحت به مغتاظة
_ تشدني في ايدك زي الحيوانات وتزعق فيا وتبهدلني وأنا مليش ذنب .. إيه ده كله ومعملتش حاجة تستحق إنك تعتذر عليها !
سكت لثواني وهو يحدق بها بنظراته الثاقبة وبالأخيرة هتف باقتضاب من أسلوبها الفظ يحقق لها ما تريده
_ حقك عليا أنا اتعصبت عليكي فعلا امبارح
هزت رأسها بالرفض تخفي ابتسامتها المنتصرة وتجيب عليه بجفاء
_ تؤتؤ أنا آسف مش حقك عليا
عض شفاه السفلى بغيظ مكتوم وكور قبضة يده ثم ضربها على الحائط بجانب رأسها في خفة .. رغم أنه يرى نظرات التحدي والسعادة في عيناها إلا أنه غمغم كالمجبور
_ أنا آسف .. حلو كدا !!!
هزت رأسها بالنفي متمتمة في ثبات
_ لا اعتذارك وحدك مش كفاية
عدنان قاطبا حاجبيه باستغراب
_ امال عايزة إيه
هدرت بابتسامة صفراء تضمر خلفها المكر
_ مامتك .. أسمهان هانم تعتذر مني
وقبل أن ترى ردة فعله على ملامحه أو تسمع رده حتى استكملت عاقدة ذراعيها أمام صدرها
_ وحاجة تاني كمان
لم تسمع منه أي رد فقط رأت قسمات وجهه متطلعا لها ببعض الدهشة رافعا حاجبيه .. كأنه ينتظر منها أن تبدأ في طلبها الثاني أو أمرها بمعنى أدق .. فأخذت هي نفسا عميقا وتطلعت في عيناه بقوة تجيبه بثقة
_ تعتذر من حاتم
هنا بالفعل احسته كأنه قدر يغلى من الڠضب حيث نزل بيده يقبض على خصرها في غيظ ويهتف بنبرة محتقنة
_ اعتذر مني واعتذرت هتخلي مامتك تعتذر وعديتها .. لكن إنتي شكلك مينفعش معاكي الأدب
تململت من قبضته على خصرها ترد عليه بجدية
_ وفيها إيه لما تعتذر منه .. أنت غلطت في حقه والمفروض تعتذر
خرجت منه صړخة هادرة پغضب حقيقي هذه المرة
_ جلنار .. متختبريش صبري ومليون مرة اقولك متجبيش سيرته قدامي .. خليني هادي معاكي كدا افضل
حاولت أبعاد يده عن خصرها لكنها فشلت فتطلعت في عيناه بشراسة وهدرت
_ وأنا كمان مليون مرة اقولك متلمسنيش .. شيل إيدك
أحكم قبضته عليها أكثر بعند وقربها منه أكثر مبتسما بشيطانية فقالت هي محذرة أياه
_ عدنان ابعد عني
هز رأسه بالرفض في استمتاع فاستشاطت غيظا ورفعت قدمها تضغط على قدمه بقوة .. بحركة تلقائية منه لانت قوة قبضته عليها فدفعت يده وهمت بأن تغادر مسرعة لكنه لحق بها وجذبها إليه وكان على وشك أن يبحر بها للحظات على طريقته الخاصة لكن طرق ابنتهم على الباب وسط صوتها الرقيق قطع اللحظة
_ بابي .. مامي
دفعته جلنار بكامل قوتها ترمقه شزرا ثم استدارت وفتحت الباب
متابعة القراءة