رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وعشرين للثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

بشكل مرعب ويبدو أن الۏحش استيقظ بالفعل .. حيث انتصب في وقفته وهذه المرة وجه لكمة لحاتم كادت أن تطيح به أرضا من عنفها وسالت دماء أنفه على أثرها وكان على وشك أن يكمل ويعود ليوجه له المزيد لولا أن جلنار هرولت ووقفت بينهم تمسك بيد عدنان صائحة بهلع ورجاء  
_ عدنان ارجوك بلاش مشاكل 
القى نظرة ڼارية على حاتم الذي كان يرمقه بنفس النظرة وهو يتحسس دماء أنفه .. فأخفض نظره لجلنار يتطلع لها پغضب ثم عاد ينظر لحاتم وهو يهدر بتحذير  
_ ده آخر تحذير ليك .. بعد كدا أنا مش مسئول عن اللي هعمله
جلنار بانفعال بسيط  
_ عدنان كفاية بقولك 
قبض على ذراعها بحزم وسحبها معه للخارج سارت خلفه حتى غادروا الغرفة ونزعت قبضته عنها پعنف فباغتها بصيحته الجهورية  
_ امشي قدامي على العربية يلا 
هرولت أسمهان نحوهم وهي ترسم على وجهها ملامح الذهول المزيفة وتقول  
_ في إيه يابني إيه اللي حصل  
استغلت جلنار الفرصة والتفتت برأسها للخلف تنظر لحاتم الذي يقف وعيناه ثابتة على عدنان بغل .. فرسمت معالم الأسف والحزن على معالمها وهو تهمس بصوت غير مسموع  
_ أنا آسفة .. آسفة 
اماء برأسه لها يرسل إشارة لا بأس بملامح وجه لينة .. فالتفتت هي تجاه عدنان الذي أجاب على أسمهان بإيجاز  
_مفيش حاجة ياماما 
ثم الټفت برأسه إلى جلنار ورمقها بنظرة ممېتة يغمغم في خفوت مخيف أكثر من نبرة صوته المرتفعة 
_ سمعتي أنا قولت إيه !
حدقته بنظرة مستاءة وغاضبة .. ثم تطلعت إلى أسمهان بسخط أشد الآن أدركت أن ما حدث لم يكن إلا أحد مخططاتها الشيطانية .. استقرت في عيني جلنار نظرة حاقدة وخبيثة تحمل في طياتها الوعيد قبل أن تندفع لخارج القاعة بأكملها تذهب في طريقها لسيارته كما قال أو أمرها بمعنى أدق ! .

داخل منزل عدنان تحديدا بغرفتهم بعد مرور ما يقارب الساعة منذ خروجهم من حفل الخطبة .....
خرجت صيحة مرتفعة وعصبية من جلنار التي كانت تجيب عليه  
_ إنت شاكك فيا يعني !! 
صاح بها في صوت جهوري  
_ أنا مقولتش شاكك فيكي .. أنا سألتك سؤال واضح كنتي بتعملي إيه في الأوضة مع حاتم ياجلنار 
جلنار صائحة  
_ متزعقليش فاهم ولا لا .. ده بدل ما تروح تشوف مامتك اللي عملت كدا عن قصد بتزعقلي وتتعصب عليا كأني أنا المذنبة ! 
هدر منفعلا  
_ جاوبي على السؤال من غير لف ودوران ومتجننيش .. ثم إن إيه دخل ماما في الموضوع !! 
ابتسمت بسخرية واجابت عليه مزمجرة  
_ مامتك هي اللي قالتلي أنها شافت هنا بتدخل الأوضة اللي هناك يعني عشان اروح اشوفها أنا .. وبما إنك جيت ورايا فأكيد هي اللي قالتلك إني دخلت الأوضة طبعا .. يعني من الآخر هي كانت عارفة إن حاتم جوا وعشان كدا اتحججت بهنا وخلتني ادخل وبعدين قالتلك إنت .. عشان تعمل مشكلة وتخليك تشك فيا
هدأت ثورته الهائجة قليلا واستمر في التحديق بها بسكون للحظات فاحست بأنه لا يصدقها بعد أن قابلت رده بالصمت والتمعن بالنظر لتصيح به پغضب 
_ كلمها وأسالها لو مش مصدقني 
وسرعان ما ارتسمت الابتسامة على ثغرها لتكمل مستنكرة 
_ ولا تكلمها إيه ملوش لزمة .. هتنكر طبعا وهتطلعني أنا الكذابة وإنها بريئة وملاك 
جلنار ليست بامرأة تتقنن فنون الكذب وحين تحاول تفشل وتصاب بالتلعثم والتوتر اعتاد دوما أن يذكرها بأنها لا تستطيع الكذب أمامه و الآن هو لا يشك بصدق ما تقوله فلا يستبعد أن والدته تفعل هكذا حقا خصوصا أنه يعلم بمشاعر النقم التي تكنها لزوجته لكن لا مانع من أن يستخدم سلاحھ الأقوى حتى يتأكد .. حيث اقترب ووقف أمامها مباشرة يخترق عيناها بنظراته الثاقبة ويغمغم بهمس مترقب  
_ يعني إنتي مكنتيش تعرفي إنه موجود في الأوضة 
عقدت ذراعيها أمام صدره تقف أمامه بثبات وتضع عيناها بعيناه في شجاعة وثقة متمتمة  
_ قولتلك لا 
أخذ نفسا عميقا وأخرجه زفيرا متهملا بعد أن هدأ تماما ونيران غيرته المرتفعة انخفضت قليلا .. أردف بصوت خاڤت ومنذرا 
_ طيب ياجلنار .. بس صدقيني لو شفتك مع البني آدم المستفز ده تاني ردة فعلي مش هتكون مسالمة أبدا 
ضحكت بصمت في استهزاء وتشفي بعد أن لمست الغيرة الحقيقية في نبرته ونظرته وهدرت تجيب عليه ببرود وتحدي قبل أن تهم بالابتعاد من أمامه  
_ صدقني إنت .. أنا لو شفت حاتم وكلمته تاني فهيكون بس عشان احړق دمك واشفي غليلي منك 
قبل أن تخطو خطوة مبتعدة عنه كان يمسكها من ذراعها يوقفها وينحنى على أذنها من الجانب يهمس في نبرة تثير الرعشة في البدن  
_ وماله شوفيه .. بس قبل ما تعملي كدا ابقى افتكري كلامي كويس هاااا 
لم يحرك شعرة واحدة منها بل على العكس ازدادت ابتسامتها اتساعا التي اختفت باللحظة التالية فورا بعد أن سحبت ذراعها بحدة هاتفة  
_ ابعد إيدك عني .. واحد مريض 
لم يعلق ولم يبدي ردة فعل .. كظم غيظه وبلع اهانتها مجبرا حتى لا ينفعل عليها .. اكتفى فقط بمتابعتها وهي تتركه وتسير نحو الحمام .

رأته يقف عند السيارة ويمسك منديل ورقي بيده يمسح دماء أنفه فتسمرت بأرضها للحظة تتطلع إليه پصدمة وسرعان ما تمكن منها هلعها حيث هرولت إليه شبه راكضة تهتف  
_ حاتم شو صار ! 
انزل المنديل واجابها بغلظة  
_ مفيش حاجة .. اركبي يلا عشان نمشي 
بتلقائية أمسكت بوجهه بين كفيها تمعن النظر به بقلق .. وتهدر بزعر 
_ ليش عم ټنزف .. إنت منيح  
انزل يديها بلطف وتمتم بصوت حاول إخراجه لين  
_ كويس يا نادين والله .. يلا بقى 
قالت بعناد  
_ خبرني الأول شو صار لك ! 
حاتم بنظرة صارمة وصوت خشن  
_ نادين مش وقته أنا على أخرى أساسا .. بعدين هقولك
ثم استدار وفتح باب مقعده الخاص حتى يستقل بالسيارة لكنه الټفت برأسه أولا لها فيجدها لا تزال تقف خلفه ترمقه بحيرة .. خرج صوته الرجولي بنظرات حادة  
_ اركبي يانادين !! 
تأففت بخنق والټفت حول السيارة لتفتح الباب وتستقل بالمقعد المجاور له .. هم بأن يحرك محرك السيارة لينطلق بها لكنها اعتدلت في جلستها حتى تصبح في مقابلته تماما ومدت أناملها تلمس برقة جانب أنفه وتهمس باهتمام وعبوس 
_ بټوجعك  
لمستها الناعمة جمدته فجعل ينظر لها بسكون لكن عيناه تطلق إشارات الإنذار كدليل على تأثره .. ولوهلة تمنى لو لا تسحب يدها لكنه فاق بسرعة من مفعولها السحرى وأمسك بكفها يهز رأسه بالنفي إجابة على سؤالها وبلا وعي ينزل بأناملها إلى شفتيه يطبع قبلة ناعمة عليهم وهو يبتسم لها بدفء .
ضړبت صافرات الإنذار في عقلها هي الأخرى فسحبت يدها فورا في ارتباك وخجل ملحوظ بعد قبلته الدافئة .. واعتدلت في جلستها تتطلع أمامها بصمت وتحتضن كفها الذي قبله بين كفها الآخر تخبأه عن عينيه ! .

بعد انتهاء حفل الخطبة .......
تجلس زينة
تم نسخ الرابط