رواية كاملة قوية جدا الفصول من السادس وعشرين للثلاثون بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

فرط رعبها .
دخلت الشركة واسرعت تركض فوق الدرج .. وبتفكيرها لا يوجد شيء سوى أنه يلحق بها الآن .. تخشي أن تلتفت برأسها فتجده بوجهها .
وصلت إلى الطابق الثالث الذي تعمل به وبدون تفكير لا تعرف لما قادتها خطواتها المتعثرة تجاه مكتب آدم .. أسرعت إليه وفتحت الباب ثم دخلت واغلقته خلفها ووقفت تلتصق بالباب وتلهث بقوة ويداها ترتجف فوق المقبض .
ضيق آدم عيناه مدهوشا من دخولها المفاجيء دون أي أذن وكان سيهم بټعنيفها لكنه لمح ارتجافها وخۏفها وهي تلتصق بالباب تحكم قبضتها عليه بشكل غريب وتلهث نهض من مقعده وتقدم إليها يهتف بتعجب  
_ في إيه يامهرة !!! 
إجابته بصوت مبحوح دون أن تلتفت برأسها إليها  
_ كان ورايا .. أكيد بيدور عليا دلوقتي 
اقترب أكثر حتى وقف بجوارها وابعد يدها بلطف من فوق المقبض يتمتم في صوت رخيم  
_ هو مين ده اللي كان وراكي  
مهرة بحالة هيستريا من الخۏف وهي ترتجف وعيناها تذرف الدموع  
_ المرة دي مش هعرف اهرب منه .. ابوس ايدك متخلهوش يأذيني يا آدم 
أشفق عليها بشدة لأول مرة يراها بهذه الحالة الغريبة .. فرد ذراعيه وحاوطها من كتفيها بدفء متمتما في خفوت جميل يبعث الأطمئنان  
_ محدش يقدر يأذيكي .. اهدي بس كدا وفهميني في إيه ومين ده اللي بتتكلمي عنه ! 
أخذت نفسا عميقا وأجابت عليه وهي لا تزال ترتجف  
_ أنا .. ك..ن..ت ط..طالعة من الشركة وش..وفته بعدين لقيته ج..اي عليا ف .. جريت على هنا 
احتضن كفها بين يديه وحثها على السير معه حتى وصلا إلى الأريكة .. اجلسها فوقها ومد ذراعه يلتقط كوب الماء الممتلىء ثم يمده إليها فتجذبه من يده وتشربه كله دفعة واحدة بيد مرتعشة فور انتهائها جذب الكوب واسنده فوق الطاولة الصغيرة مجددا وعاد يمسك كفها بيد واليد الأخرى يملس بها فوق ظهر كفها في لطف حتى تهدأ ويهمس  
_ مهرة .. مهرة بصيلي .. اهدي واحكيلي مين ده إنتي معايا دلوقتي مفيش حد هيقدر يأذيكي مټخافيش 
لم يجد إجابة منها فتابع بترقب  
_ اللي كان وراكي ده الراجل الحيوان اللي اسمه ريشا تقريبا ولا لا 
هزت رأسها بالنفي ووثبت واقفة فورا ثم هرولت نحو النافذة الزجاجية تقف أمامها وتشير على الطريق هاتفة  
_ كان واقف هناك .. أكيد دخل الشركة 
نظر إلى حيث تشير بأصبعها ولم يجد أحد ليجيبها باستغراب  
_ مفيش حد يامهرة ومش أي حد يقدر يدخل الشركة 
هتفت بانفعال بسيط وخوف 
_ بقولك كان ورايا أكيد دخل 
تنهد بقوة ثم ابتعد عنها واتجه إلى مكتبه يمسك بالهاتف ويجري اتصال بأحد من أمن بوابة الشركة الذي اجابه بعد لحظة بالضبط .
آدم بجدية 
_ في حد دخل الشركة دلوقتي بعد أنسة مهرة علطول  
_ لا يا آدم بيه محدش دخل .. آخر حد شوفته كان الأنسة
اماء برأسه في تفهم وانزل الهاتف ثم نظر لها وقال بصوت جاد  
_ محدش دخل وراكي ! 
_ ازاي بس أنا شوفته والله .. كان بيبصلي بطريقة مرعبة واول ما قرب عليا أنا جريت ودخلت الشركة تاني 
تقدم إليها ووقف أمامها يلف ذراعه حول كتفيها ويتمتم بلطف وصوت رزين  
_ تعالي يامهرة اقعدي واهدي الأول .. إنتي شكلك مرهقة من الشغل .. واول ما تهدي هاخدك واوصلك بيتك 
سارت معه باتجاه الأريكة متطلعة إليه بيأس وتهتف في خوف  
_ آدم أنا شوفته بجد والله أنا مش مجنونه 
وصلا إلى الأريكة فجلست هي اولا ثم جلس هو بجانبها وتمتم مبتسما بعذوبة  
_وهو مين قال إنك مجنونه بس .. أنا مصدقك بس وارد تحصل حجات زي كدا لما تكوني مرهقة وتتخيلي اشخاص مش موجودين .. عشان كدا بقولك اهدي ومتغشليش بالك انسي اللي شوفتيه أي كان هو إيه ومټخافيش وأنا بنفسي هوصلك لبيتك عشان تتطمني
اجفلت نظرها أرضا عابسة .. هي بالفعل هدأت وارتجاف يديها اختفى لكن بعض الخۏف مازال يتملكها .. ولا تصدق أن ما رأته كان تخيلات سخيفة من عقلها .
 
فور عودته للمنزل اتجه إلى غرفة ابنته أولا كعادته فتستقبل الصغيرة والدها بحرارة وسعادة كما اعتادت كلما يعود للمنزل بعد غياب لساعات طويلة .
خرج من غرفة ابنته واتجه إلى غرفته ليبدل ملابسه ويأخذ حمامه الدافيء حتى يزيح عن جسده إرهاق العمل .
بعدما انتهى .. خرج من الغرفة واتجه إلى المطبخ حيث تقف هي ..
وجدها تقوم بتحضير كعكة ويبدو أنها انتهت منها فقط تضع اللمسات الأخيرة فوقها لم يكن هذا ما لفت نظره بقدر الثوب الستان الذي ترتديه .. قصير وبحمالات رفيعة وفتحة الظهر من الخلف تصل لمنتصف ظهرها .. ولون اللافندر لا يقاوم عليها .
ما الذي تحاول فعله تلك الماكرة .. بالأمس لا تسمح له بالاقتراب منها وتثرثر بحدود وأشياء سخيفة كهذه والآن ترتدي هذا هل ترغب في فقدانه لجزء من عقله !! .
انتبهت لوجوده فالتفتت له برأسها وهتفت بعفوية  
_ what ?! !ماذا 
عدنان بنظرات دقيقة ونبرة مغتاظة  
_ حلو اللافندر ده !! 
لم تعيره الاهتمام المرغوب واكتفت فقط بالرد عليه وهي تكمل تحضير كعكتها  
_ thank you 
عض على شفاه السفلية بغيظ ثم تقدم بخطواته إليها يقف بجوارها ويهمس في نظرة مشټعلة  
_ حلو النوم في أوضة هنا !! 
لاحظت الغيظ في نبرته المشټعلة فلم تتمكن من منع ابتسامتها ورمقته ببراءة مصطنعة تهمس  
_ جدا ارتحت أوي الصراحة .. حتى قررت اني انام كل يوم معاها 
ابتسم بطريقة مريبة وأجابها مستهزئا كلامها  
_ كل يوم !!! 
_ امممم .. هو إنت عندك مانع ولا إيه ! 
ضحك ساخرا يستنكر سؤالها بأسلوب اضحكها  
_ أنا !! .. لا أبدا .. تحبي انقلك دولابك في اوضتها كمان ! 
زمت شفتيها برفض تتمالك نفسها من الضحك بصعوبة وتجيب عليها بعذوبة صوتها  
_ لا لا ملوش لزمة وبعدين مفيش مكان في أوضة هنا .. أنا لما ابقى احب اغير هروح اجيب هدومي من الأوضة عادي 
عدنان كاظما غيظه عنها بصعوبة 
_ اممم كتر خيرك والله 
تطلعت إليه بسكون للحظات ولا تنكر أن نظراته الممېتة لها اربكتها فصاحت بصوت مرتفع كاتمة ابتسامتها  
_ هنا تعالي ياحبيبتي شوفي cake بعد ما خلص
تستعين بصغيرتها حتى تنقذها من بطش أبيها إذا فقد تملكه لأعصابه .. لا يزال يرمقها بتلك النظرات المريبة فازدردت ريقها بتوتر وعادت تصيح مرة أخرى على ابنتها  
_ يلا ياهنا 
ركضت الصغيرة إلى بالمطبخ هاتفة بحماس طفولي  
_ وريني الكيك يامامي 
حملتها فوق ذراعيها ترفعها لأعلى حتى تتمكن من رؤيته وبعيناها تتابع نظرات عدنان التي انخفضت تتفحص جسدها كله في ذلك الثوب بتدقيق وأعيان ليست بريئة اطلاقا .. فقالت مسرعة بنبرة مرتفعة قليلا تقصده من خلالها وهي تنظر له بشراسة  
_ بصي على الكيك ياهنا ياحبيبتي 
فهم تلمحيها وتحذيرها فابتسم بخبث وحرك شفتيه يهمس دون صوت  
_ انهي واحد ! 
استشاطت غيظا من تلمحيه الوقح واكملت هذه المرة لصغيرتها لكن عيناها عالقة على أبيها بڼارية  
_
تم نسخ الرابط