رواية مختلفة اافصول من الرابع للسادس بقلم الكاتبة الرائعة

موقع أيام نيوز

بعد أن جعلتها تخسر عملا مهم كهذا ما زالت ملاذ تفكر بها وبراحتها نكست عينان فتحية بحزن .. أشفقت بشدة على ملاذ فرت دمعة هاربة من بين عينان تلك السيدة البسيطة لتحاوط وجه ملاذ ترتب خصلاتها المموجة بإثارة و هي تقول بنبرة شارفت على البكاء 
ربنا يحميكي يابنتي و يخليكي ليا و ميحرمنيش منك أبدا متقلقيش يا ضنايا براءة مع واحدة صحبتي من الجيران و بتاخد بالها منها كويس وبعدين مين اللي قالك اني هسيبك بس و انت في الحالة دي !!
لاء يا ماما فتحية .. انا عارفة براءة أختي مش بترتاح مع أي حد وهي بتحبك وبترتاح معاكي أنت بس ..
تظن أنك تقاوم ذلك الحزن الذي يدفعك على حافة الاڼهيار .. لكنك في الواقع تنطفئ مع كل بقعة من الحزن تكئب حياتك لتصبح كالذين قبضت أرواحهم .. ولكن أجسادهم لازالت تمش على الأرضية تتحدث بهدوء .. عيناه توحي قوة ليست باليسيرة و لكن داخلها خالقها وحده من يعلم كم تألمت روحها تمنت لو أن تصرخ باحضن إحدهم لو أن تفرغ ما به من حزن مكبوت .. و لكن ملاذ ليست الفتاة التي تبكي على أطلال روحها .. هي ليست ضعيفة لتبكي أمام أحدهم و لكن ذلك الوقت سيمضي .. سيمضي كما لو كان ك عبور شاحنه فوق روحك لكنه سيمضي !!!!
متقلقيش عليا والله .. ظافر معايا .. آآآ قصدي ظافر باشا موجود مش هبقى لوحدي !!!
تعمدت قول أسمه مزيلة ذلك التكلف المزعج و ما أجمل أسمه من بين شفتيها .. و ما أجمل لفظ أسمه بلسانها أكد ظافر على حديثها موجهها كلماته إلى فتحية و هو يقول بنبرة واثقة 
أيوا يا مدام أنا هبقى معاها متقلقيش وروحي لأختها عشان متسيبهاش لوحدها دة غير ان الدكتور قال أنها هتمشي ..
بس آآآ ..
تمتمت فتحية بتردد لتقاطعها ملاذ بحدة زائفة 
مافيش بس يا ماما يلا روحي عند براءة هي محتجالك أكتر مني !!!
حاضر يا قلب ماما فتحية .. لو عوزتي أي حاجة يا حبيبتي قوليلي ..
أومأت ملاذ بإبتسامة طفيفة لم تصل لعيناها ..
أقتربت السيدة فتحية لتجذب ملاذ إلى أحضانها تشبثت بها ملاذ بقوة تتمنى أن لو تبتعد عن ذلك العناق الدافى الذي رحب بها دفنت وجهها بصدرها تمنع حالها بقوة عن الأنهيار توا أوقات كثيرة لا نريد الأنعزال عن العالم .. بل نريد الإنعزال عن أنفسنا .. عن كل من حولنا .. عن آلامنا وتمزق روحنا .. عزلتنا عن العالم لن تجدي نفعا نزعت ملاذ نفسها من بين أحضانها لتخرج فتحية من الغرفة لتخبر ظافر بضرورة التحدث معه لتتبدل ملامحها إلى الغموض ذهبا إلى كافتريا المشفى ليجلسا مقابل بعضهما البعض نظرت له فتحية و هي تتمتم بتوتر 
أنا عارفة يابني أنك مش فاضي بس انا مش هاخد من وقتك كتير أنا مش طالبة منك غير أنك تاخد بالك من الغالية بنت الغاليين دي ملاذ ملهاش حد في في الدنيا يا بني أبوها و أمها ماتوا في حاډثة من وهي صغيرة و أتربت على إيد واحدة جيرانهم ربنا يباركلها و انا قريبتها .. للأسف يا بني حتى الأخت اللي طلعت بيها ملاذ من الدنيا واللي هي براءة اللي بتكرهها جدا براءة بتحقد على أختها الكبيرة دايما وشايفة أن هي سبب اللي هي فيه أمبارح سمعت براءة بتتكلم في الموبايل وكانت بتقول أن البنت الجاسوسة اللي محطوطة في شركة ملاذ واللي سړقت تصاميم عرض ملاذ و اللي عماد حابسها عنده في المخزن قالت كل حاجة و أعترفت عليها لما سمعتها حسيت أن أد أيه ملاذ وحيدة في الدنيا ملهاش ضهر تتسند عليه .. بس أنا عارفة ملاذ كويس مستحيل تبين زعلها قدام حد حتى لو أغلى شخص في حياتها أنا كبيرة يا بني وعندي خبرة في الدنيا ونظرات عينك ڤاضحاك .. وبسهولة أقدر أعرف أنك حبيتها خد بالك منها يابني وحياة أغلى حاجة عندك .. ملاذ ملهاش حد يا ظافر باشا خد بالك منها

سار ظافر بخطوات سريعة صارمة تكاد تطوى الأرض من أسفله إصرار كبير يقفز من عيناه معاهدا أن التراجع ليس من شيمه فتح الباب سريعا ليجدبها لازالت تجلس كما هي تحدق في اللاشئ بعينان شاردتان وبدون مقدمات أقترب من الفراش ليقف أمامها واضعا كلتا كفيه بجيبه ليسطرد بنبرة جهورية 
تتجوزيني !!!!

يتبع ..

تم نسخ الرابط