رواية جديدة الفصول من الثامن عشر للواحد وعشرون بقلم ملكة الروايات
وما إن دلف داخلها جعلها تهبط علي قدميها ومازال بداخل عقلها تدور العديد من اﻻسئلة واﻻستفسارات ولكن آثرت ألا تزعج قاسم..
جاءت الممرضة تركض من بعيد وهتفت
_ يا جماعة الحالة اللي في أوضة 13 فاقت..
وقفت سارة علي حين غرة وصاحت في فرحة
_ ديه أيلين!!
ركضت سارة ناحية الغرفة ورأت أيلين وهي تحاول اﻻعتدال علي الفراش..
_ أنا برا لو إحتاجتكوا حاجة!!
تشجعت سارة وسألته في إبهام
_ طب ما تدخل معايا
همس في توضيح وهو يتابع أيلين ببؤبؤ عينيه
_ مش عايز أحرجها ممكن تكون عايزة تاخد راحتها أو تقلع مثلا!!
إحمر وجه سارة وهتفت في ڠضب طفيف
تفهم غيرتها فتحدث في خبث وآعين ماكرة
_ متقلقيش مش هبص عليها أنا بشوفك إنت بس لما بتكوني من غير هدوم و...
وضعت يديها علي فمه وهتفت في حنق
_ يااا ساتر عليك يا قاسم!! ټموت في قلة اﻻدب!!
رفع إحدي حاجبيه في خبث وظل يتلاعب به ابتسمت سارة ودلفت للداخل حتي تطمئن علي أيلين..
جلست سارة بجانبها وأمسكت يدها وظلت تفركهما حتي تبث بهما الدفء .... وتربت علي ذراعها وتمسد علي شعرها في حنان مبالغ فيه..
نظرت لها أيلين وهمست في تعب وصوت مبحوح من البكاء
لم تريد سارة أن تضغط عليها أو تجعلها تقلق مرة أخري حتي لا يأتيها إنهيار عصبي آخر فحدجتها بنظرة هادئة وتحدثت ما إبتسامة جميلة تزين شفتيها
_ بخير يا حبيبتي قومي إنت بس بالسلامة وتروحي تشوفيه بنفسك ..
رفضت أيلين وحركت رأسها بالرفض القاطع وقالت وهي تنزع اﻻجهزة التي غرزت في يديها
أشفقت سارة علي حالها ولكن هبت مسرعة ناحيتها حتي تمنعها من خلع اﻻجهزة الطبية وهتفت في سرعة
_ طب.. طب إستني أخلي قاسم يساعدني نوديكي وكمان متشيليش الاجهزة ديه عشان تخفي بسرعة وتتعافي..
هتفت سارة بإسم قاسم فسمعوا بعدها صوت طرقات علي الباب وظهر قاسم وهو يحمحم في خفوت وينظر للأرض
ذهبت سارة ناحيته وقالت بصوت أشبه للهمس
_ أيلين عايزة تروح لبيجاد..
قلب قاسم اﻻمر في رأسه ثم نظر بسوداوتيه لسارة وهتف قائلا
_ إستني أشوف ينفع تخرج وتروح تشوفه ولا ﻻ!
بالفعل سأل قاسم عن مقدرة خروج أيلين من الغرفة فوافقت الممرضات علي خروجها ولكن رفضوا الدخول لبيجاد ...
إستندت أيلين علي سارة وكان قاسم خلفهما حتي يستطيع أن يتحكم بسيرهم..
وقفت أيلين أمام النافذة الزجاجية التي تفصل بينها وبين بيجاد ووضعت يديها علي الزجاج وكأنها تمسد علي وجهه وتتحسس دمعة هبطت من عينيها علي غفلة وهي تشعر بأنها هي السبب في كل ذلك لو لم تتحدث مع بيجاد وتخبره بمجئ طليقها ما كان حدث كل ذلك..
وفجأة جحظت عيناها من الصدمة الممزوجة من الفرحة وظلت تهتف في سعادة عارمة
_ قاسم سااارة بيجااد بيفتح عينه وبيتحرك والله شوفته يا جماعة يا دكتووور..
جاءت الممرضات علي صوت أيلين الصائح وجاء خلفهم الطبيب وعدل من جلسة بيجاد ونومته..
بالفعل فاق بيجاد وإستدار برأسه ناحية أيلين .. نظرت له في سعادة عاارمة ولكن لم يبادلها بيجاد إلا بنظرات متعبة ممزوجة ببعض الحنين..
تعجبت من نظراته الغريبة التي لم تلاحظها يوما ما ولكن بررت ذلك أنه لم يستفيق من إبرة المخدر ..
خرج الطبيب بعد أن إطمئن علي بيجاد وأعطاه بعض اﻻدوية وأمر الممرضات بتطعيمه بعد قليل فهو مازال علي لحم بطنه ل أكثر من أسبوع..
سمح الطبيب بدخول عائلة بيجاد وبالفعل دلف قاسم وإحتضنه في طفولية إبتسم بيجاد في إرهاق وحاول أن يربت علي كتفي قاسم..
وظلت تدعو سارة له وكانت السعادة في قلبها كبيرة لم تستطع أن تخفيها..
أما أيلين جلست بعيدا تتأمله..
همس بيجاد في أذن قاسم قائلا في خشونة
_ عايزك لوحدنا!!
تعجب قاسم في بادئ اﻻمر ولكن إمتثل ﻻوامره حتي لا يعرضه لضغط نفسي.. وخرجت سارة ووراءها أيلين بعد مدة.. تابع بيجاد بزرقاوتيه خروج أيلين وتأكد من خلو الغرفة تماما فلم يعد هناك غيره هو وقاسم بها ..
همس بيجاد في حزم
_ أولا عايز أمشي من هنا جو المستشفيات ب يكأبني..
هتف قاسم في تفكير
_ ولو أن صعب بس هحاول.. ثانيا بقي
تغيرت ملامح وجه بيجاد وقال في بطء وهو يخرج الحروف من جوفه بالقوة
_ أيلين.. خليها.. تبعد.. عني!!
دا تعديل بسيط علي حوار العدة.. ولو اني لسه مش مقتنعة ولكن بخاف اخوض في مسائل دينية.. بس فيه بنوتة قالت انها عدة احترازية طالما اتجوزوا واتقفل
عليهم باب واحد.. وبردو مستنياكم ومستنية رأيكم لو في حاجة تانية غلط.. واشكركم علي كمية المعلومات اللي عرفتها.. عادي الواحد يغلط بس اللي مش عادي انه يستمر في غلطه!!