رواية جديدة الفصول من الثامن عشر للواحد وعشرون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

لولا منعه الطبيب قائلا بجدية ورسمية 
_ مش هينفع تدخل دلوقتي الحالات اللي زي بيجاد بتفوق بعد يومين أو تلاتة وممكن تمتد لشهر كامل في غيبوبة ولكن بيجاد فاق بعد يومين و من المحتمل إنه يكون لسه مش فايق أو لسه مش مستوعب دا غير إنه ليس علي علم بإنه مشلۏل شلل نصفي!
نظر ثلاثتهم بجدية للطبيب ويستمعوا إلي ما يقوله بآذان صاغية .. رمقهم الطبيب بنظرة هادئة وقال 
_ أنا مش همنعكوا إنكوا تشوفوه ولكن لازم نطمن إن أي خبر هيسمعوا يكون بعد إدراك منه بحالته ال....
قطع حديث الطبيب صوت صړاخ جهوري عال مل المستشفي بأكملها ..
ركضوا ناحية الغرفة التي ينبعث منها الصوت وجدوا بيجاد يحاول الحركة ولكن فشل إمتدت يده لقدميه حتي يضعها علي الأرض نازعا إياها من علي الفراش بكل ما أوتيه من قوة برزت عروق وجهه وهبطت حبيبات العرق منه في محاولة بائسة ..
دلفت الممرضات حتي يهدأوه وأمسكوه من صدره وحاوله إرجاعه لفراشه ولكن فشلوا بسبب قوة ذراعيه وضخامتهما دفعهما عنه وهو يصيح في وجههم 
_ إبعدوا عني!! مش قادر أحرك رجلي!! مش قادر...
كان ثلاثتهم ينظرون لبيجاد من خلف النافذة الزجاجية .. 
بكت سارة علي مظهره الموجع ووضعت يدها علي فمها حتي تكتم شهقاتها ..
قبض قاسم يديه حتي يتحكم بأنفاسه وكان صدره يعلو ويهبط في حزن وتوتر ..
كان آسر في حالة الجمود يتابع صياح بيجاد في ثبات لم يري صديقه في حالة صعبة مثل هذه و خيم الصمت علي حواسه ولكن قلبه كان يتنازع علي أن يخرج من مكانه ..
دلف الطبيب للغرفة وحاول أن يهدأ بيجاد التي كانت عضلات جسده متشنجة لأبعد درجة ويحاول بأقصي ما عنده وخزه بإبرة كبيرة مهدئة في ذراعه حتي هدأ بعد مدة ليست بقصيرة ..
صدره العاړي يعلو ويهبط في هيجان وما لبث حتي هدأ جسده أيضا كان يتابع الجميع بعينيه فقط كان يشعر بحالة اللاوعي .. هو متواجد بالغرفة بجسده ولكن حدسه وعقله لم يكونا معه ..
ظل يتمتم بكلمات غير مفهومة 
_ أيلين بلاش .. طب .. أنا فين .. مراد..
ظل يغلق جفن عينه ويفتحهما ببطء ويحاول أن يستوعب ولكن نسبة المخدر كان كبيرة فوقع رأسه علي الوسادة وظلت تفاحة آدم خاصته تتحرك دون هوادة فرد ذراعيه بجانبه وإستسلم للنوم ..
عدل الطبيب من وضعية نومه وحرك الجزء الأمامي من الفراش وجعله أعلي بنسبة ضئيلة حتي يستريح في نومته ...
ربتت سارة علي ظهر زوجها في حنان ونظرت له نظرة مطمئنة بأن كل شئ سيتحسن في القريب العاجل ..
ذهبت سارة مرة أخري تطمئن علي أيلين وجدتها علي نفس حالاتها النائمة .. وبغرفتها تتواجد ممرضة تمنع من يدلف للداخل..
جلسوا علي نفس حالتهم المنتظرة فوكز قاسم ذراع آسر ورفع حاجبه في تساؤل ..
وأخيرا تحدث آسر قائلا في ندم شديد 
_ فرح إتجوزت! وأنا مقدرتش أعمل حاجة عشان أنا جبان ومش راجل!
إنقبضت ملامح قاسم في صدمة و ...
كان عزيز نائما بصدره العاړي كان سيتجرأ معها ولكن عندما شعر بسخونة جسدها أسفله وإرتجافها في خوف تنهد في عدم راحة ثم همس بداخله 
اللهم إغزيك يا شيطان! 
وقف فجأة ومد يده ناحيتها وأوقفها من خصرها بيديه قبلها من رأسها وقال وهو يغمغم في خفوت 
_ آسف!
لم تخمد النيران بداخلها فهتفت بوجهه في قسۏة وملامح باردة 
_ مش متقبلة أسفك ومش هتضحك عليا بكلمتين إنت اللي فاكرهم إنهم هياكلوا بعقلي حلاوة!
جز علي أسنانه وإحمرت أذنيه من الڠضب وقال ببرود مستفز لا يعكس ما بداخله 
_ إنت بتتكلمي
لكزته في صدره بقوة وقالت بصوت عالي وهي توجه سبابتها نحوه غير آبهة بصدره العاړي أمامها 
_ ويكون في علمك أنا مش بحبك ومش هحبك لو عملت قرد..
قال في هدوء إستفز أعصابها 
_ وأعمل قرد ليه إن شالله عن أهلك ما حبيتيني!!
إبتعد عنها وهو بالكاد يشعر بأسنانه التي تحطمت ولكن هو كان كاذبا فهو يعشقها ويحب التراب الذي تسير عليه يود أن يحملها بأي مكان حتي لا تستهلك قدميها في السير ..
ولكن يجب أن يوضح لها أنه لا يهتم لأمرها فدائما المرأة تعجب الشخصية القوية وليس الرجل المتني!! 
ذهب للمرحاض لكي يستحم ويستعد لبقية يومه ومن الواضح أنه لن يمر علي خير ..
وقعت فرح علي الأريكة وذبحت قلبها بالبكاء وظلت تدعي أن تنتهي حياتها فلماذا تنشأ بمكان يقرر هو حياتها ومصيرها لماذا لم تولد حرة مثل بقية الفتيات آهة ۏجع أصدرتها من الحمل الثقيل علي قلبها ..
ولكن توعدت له بأنه تجلعه يبغضها ويكرهها حتي يتركها وشأنها .
بعد ساعة تقريبا خرج عزيز من الحمام واضعا منشفة علي خصره وجفف شعره بأخري صغيرة .. قام ببعض الحركات الرياضية البسيطة بذراعه وبرقبته وقام بعشر عدات ضغط علي الأرض من ثم وقف وإتجه ناحية الخزانة وإرتدي بنطال أسود
تم نسخ الرابط