رواية جديدة الفصول من الثامن عشر للواحد وعشرون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

وهتف في وجهه بصياح آمر 
_ طلقها!!
تحدث عزيز وهو يغمض عينيه في قوة 
_ أنت طالق طالق طالق!!
علت الزغاريط بين الناس وإنهمرت دموع فرح ووالدتها من السعادة وإحتضنتها والدتها وجاءت معظم السيدات وهونت عليها وإعتذرت منها وتمنت لها الخير مع آسر.. ثم سار اهل القرية بعيدا عن بيت فرح..
جذب آسر عزيز من قميصه وجره معه حتي وصلا إلي مجموعة رجال يبدو عليهم القوة فكانوا زملاء آسر في القوات الخاصة..
نظر لهم آسر في قوة وهتف بهم وهو مازال علي حالته الغاضبة المتشنجة 
_ الوس دا يطلع كل شقة و كل بيت ويخبط بنفسه ويقول أنا مش راجل أنا مر عايز كل من هب ودب يظبطه!!
هتفوا بجهورية بصوت واحد جماعي 
_ تمام يا فندم!!
أمسكوه من قميصه وشرعوا في تأدية واجبهم الوطني نحو عزيز!! 
ظل يتابعهم بعينيه حتي إختفوا تماما من أمامه شعر بعدة خبطات خفيفة علي ذراعه إستدار بجسده وجدها فرح وهي تنظر له في سعادة عارمة وكانت ستتحدث ولكن قاطعها 
_ ششششش!!
أمسك وجهها بين كفيه وألصق شفتيه في خديها الناعم الملمس كم تمني هذه اللحظة التي يلتقي فيها ببشرتها الناعمة أخذ يقبلها من خدها بكل نعومة
إبتعد عنها بمسافة قصيرة .. كانت عيناه مليئة بنظرات ممتزجة ما بين الألم والسعادة .. وهي كانت تبادله بنظراتها الطفولية والمطمئنة بأن كل شئ سيصبح علي ما يرام..
تبدلت ملامحه علي السريع وتحدث بلهجة خشنة يغشاها اللؤم 
_ يلا بينا لحسن أخليكي حامل وإنت واقفة!!
شهقت عاليا پصدمة من رده الجرئ وصړخت في حنق 
_ يا خبر!!.. آسر!!!!
قهقه بصوت عالي وتلاعب بحاجبيه في خبث ونظرات هيام 
_ قلب وعقل و كبدة آسر!!
لكزته في دلع وتضاحكت في غنج صدر منها عن غير قصد مما أغضبه و صاح في وجهها في غيرة 
_ إتعدلي يا فرح في وقفتك عشان ما أعدلكيش بطريقتي!!
عبست ملامحها وهتفت في حنق وبراءة 
_ ما إنت كنت بتبوسني دلوقتي!! 
تحدث من بين أسنانه في ڠضب طفيف 
_ طب إمشي من قدامي دلوقتي وإنت حلوة كدة!!
سألته بعدم فهم وملامح متعجبة 
_ مش فاهمة دا مدح ولا ذم!
باغتها بحركة سريعة وقام بحملها كالريشة علي يديه غير آبها بخجلها أو ضرباتها المحرجة علي صدره.. تقدم مرة أخري من والدة فرح وقاسم ..
لم تبارح نظرات قاسم الماكرة وجهه فنظر له آسر وهو يرفع إحدي حاجبيه في إستنكار 
_ مالك 
رفع قاسم ذراعه في عدم معرفة مزيفة ممزوجة بخبث .. ففهم آسر ما يرمي إليه فنطر بعيدا متحاشيا النظر إليه..
تحدث قاسم في هدوء وهو يشرع في الذهاب 
_ طب أستأذن أنا بقي.. ثم وجه حديثه لآسر هبعتلك المأذون علي بيت أم فرح خلص وهتلاقيني في المستشفي لو إحتجت حاجة ..
ربت قاسم علي كتف آسر في حنو وصافحه باليد فقام آسر بإحتضانه.. إبتسم قاسم في هدوء ثم قام بتوديعهم حتي يعود للمشفي مرة أخري حتي يطمأن علي سارة و بيجاد وأيلين..
تابعه آسر بعينيه حتي غاب عنه أنظاره ثم وجه حديثه لوالدة فرح بملامح جدية 
_المأذون هيجي ويطلق فرح من الكلب اللي اسمه عزيز دا.. 
هتفت الأم بسرعة وبتقدير للموقف 
_ لا يا ويلد ما تقولش إيكده كدا المهم خلصت بنتي من الچحيم اللي كانت فيه ونقطع أي لسان حوالينا!!
مرت نصف ساعة علي مجئ المأذون الذي أنهي زواج فرح من عزيز و آعطاها قسيمة طلاق وطلب منها الانتظار ومن ثم تستطيع الزواج من فرح وعلت زغاريط الوالدة بالبهجة وقبلت إبنتها في سعادة عارمة وإنسالت دموعها في حزن وهتفت من بين دموعها وكانت ستقبل يد إبنتها ولكن جذبتها فرح سريعا لكي تمنعها 
_ سامحيني يا بنتي عارفة إن اﻻعتذار فات أوانه بس البني ءادم بيغلط وربك بيسامح سامحيني.. سامحيني..
إحضتنتها فرح في طفولية وظلت تربت علي ظهرها في حنان حتي لا تحزن ولا تشعر باليأس ففي النهاية وصي الله علي اﻻمهات وإطاعتهم في كل شئ وأي شئ عدا الشرك بالله فاﻻمهات تحت أقدامهن الجنة ومهما حدث فهي في النهاية والدتك!!
أحبك جدا وأعرف أن الطريق إلى المستحيل طويل وأعرف أنك ست النساء وليس لدي بديل وأعرف أن زمان الحنين انتهى وماټ الكلام الجميل أعرف أن الوصول لعينيك وهم وأعرف أن الوصول إليك اڼتحار .. أحبك جدا!! 
...........................................................
ذهب قاسم للمشفي وكان سيدلف لداخلها ولكن وجد سارة تركض ناحيته في شغف إلتقطها بين أحضانه ورفعها من خصرها حتي أصبحت قدميها لا تلامسان الأرض.. 
أراح رأسه علي كتفيها وظل يهدهدها كاﻻطفال همست سارة في أذنيه 
_ روحت فين
ردد بصوته الرجولي في خفوت مثل نبرتها السابقة  
_ آسر وفرح هيتجوزوا ..
وضعت يدها علي صدره وأبعدت نفسها عنه بقليل حتي تستطيع رؤيته بوضوح وهمست بعدم إستيعاب  
_ إزاي حصل إيه ك...
همس في هدوء 
_ ششش لما نروح مش دلوقتي!
حملها لداخل المستشفي
تم نسخ الرابط