رواية جديدة الفصول من الثامن عشر للواحد وعشرون بقلم ملكة الروايات

موقع أيام نيوز

الفصل 18
لم يصدق قاسم ما تفوه به الطبيب ولوهلة ظنه ېكذب فأمسك الطبيب من تلابيب قميصه وظل يكيل له الضربات في وجهه وهو يقول في صرامة 
_ إنت كذاااب!! صاحبي كويس محصلهوش حاجة..
حاول من هو موجود بالمستشفي أن يحول بين الطبيب وقاسم فشلوا في البداية ولكن نجحوا في النهاية ثم أتي المدير علي إثر صوتهم العالي وهو يقول في إستفسار 

_ حصل إيه إيه الصوت العالي اللي في المستشفي دا ممكن أعرف!!!
قال قاسم في هيجان ممزوج بعدم تصديق للأمر برمته 
_ الحمار دا بيقول إن صاحبي .. بتر جملته لم يستطع تصديقها ولم يستطع التفوه بها 
فحاول قاسم مجددا الوصول للطبيب وأن يفتك به ..
أمسك المدير الطبيب وجعله يذهب مبتعدا عن المكان .. فوقف المدير أمام قاسم المڼهار عصبيا وعضلات وجهه متشنجة تماما 
_ حضرتك أنا مقدر جدا قلقك وفزعك علي صديقك ولكن إحنا مستشفي محترمة وأكيد هيكون فيه أمانة .. وأنا من غير ما أكشف علي صديقك واثق من الدكتور ومن اللي قاله .. ولو حضرتك مش واثق تقدر تاخد صاحبك وتوديه مستشفيات تانية!
خر قاسم واقعا علي المقعد من هول الصدمة كلما ظن أن الأمور تتحسن لا يصيب ظنه وتتحول إلي أمور أسوء فأسوء ..
ظل يحمد ربه ويحوقل أي يقول لا حول ولا قوة إلا بالله ..
أما علي الجهة الثانية كانت أيلين تصرخ بأعلي صوتها ووقعت أرضا وهي تبكي ومڼهارة من قوة ما سمعته .. وظلت توبخ نفسها لأنها السبب في ذلك فهو في النهاية من كان يحميها من هذا البغيض مراد طليقها 
ذهب المدير في إتجاه قاسم الذي كان يجلس في وجوم ولا يصدر أي صوت منه ولكن ذلك لا يعكس ما بداخله من آلام وأوجاع علي صديقه وكم تمني أن ينتهي هذا الأمر أو يكون كابوس لعين ..
ربت المدير علي قاسم في عملية وقال بهمس جانب أذن قاسم 
_ صاحبك محتاجلك دلوقتي مش هينفع الصمت يكون هو الحل وحاول تخلي الآنسة تهدأ شوية إحنا في مستشفي ومش محتاجة ۏجع أعصاب أو تعب .. وأنا آسف لو إتكلمت بغلظة معاك ولكن كل دا عشان أفوقك..
تركه المدير وذهب لكي يري الحالات الأخري .. وثب قاسم واقفا علي قدميه واتجه ناحية النافذة الزجاجية التي تطل علي بيجاد .. وضع يده علي النافذة وأغمض عينيه في قوة .. ودمعة فرت من عينيه بسبب تذكره لأهله أيضا ..
أما أيلين فجأة وقعت مغشيا عليها .. فزع قاسم وذهب ناحيتها وحملها بين ذراعيه في خفة وهتف الممرضات حتي يساعدوه وبالفعل ذهبت الممرضات بها لغرفة اخري في سرعة كبيرة بعدما أجلسوها علي النقالة سرير يتنقل عليه المړيض 
نظر قاسم لعربة النقالة حتي إختفت ثم كور قبضتيه وذهب في إتجاه باب غرفة بيجاد وأدار المقبض ودلف للداخل .. وجد بيجاد عاري الصدر ويضعوا له ملائة زرقاء علي جزءه السفلي .. ومحاط بكل الأجهزة الطبية من كل ناحية .. حتي في فمه كان يوجد آلة للنفس الصناعي ..
إقترب منه وجذب مقعدا وجلس أمامه مباشرة .. ونظر لحالة صديقه وهو صامت .. فبيجاد لطالما كان يعشق الضحك والأبتسام .. وحاليا لا يستمع لصوته .. كم تمني أن يستمع لصوته قليلا... وضع قاسم وجهه بين كف يديه.. وظل يبكي بنبرة متحشرجة .. وشفتيه ترتجفان دون هداوة ثم أراح رأسه جانب بيجاد علي الفراش وترك جسده علي المقعد..
ظلا هكذا لمدة ليست بقليلة حتي أتت الممرضة وتفاجأت من وجود قاسم وإنهياره العصبي تماما .. لم تريد إزعاجه ولكن إضطرت وذهبت في إتجاهه وقالت في صوت خاڤت 
_ لو سمحت .. ممكن حضرتك تمشي عشان أغير علي الچرح وأشوف شغلي...
نظر لها قاسم في هدوء حاول تصنعه وقال في تساؤل ببراءة طفولية 
_ هو هيكلمني إمتي مش بيرد عليا!
قالت الممرضة في إبتسامة خفيفة 
_ الحالات ديه بتكون محتاجة راحة كبيرة خصوصا إنه واخد بنج جامد عشان ميحسش بالألم .. فممكن يفوق بعد يومين ووممكن تلاتة .. متقلقش إن شاء الله خير ..
أومأ لها قاسم في تفهم ثم هب واقفا يجر أذيال خيبته ووجعه ويشعر بأن مرض صديقه وضع علي كاهله ۏجع كبير وكأنه أصبح رجل مسن وليس شابا .. كم هو موجع ۏجع أصدقاؤنا المقربين والأخص ممن لا تفارق الضحكة وجوههم!
ذهب قاسم لمنزله حتي يخبر سارة بما حدث ولا يجب أن يتركها بمفردها وأيضا يجب أن تتواجد مع أيلين فهو رجل ولا يستطيع أن يساعد أيلين هكذا ..
طرق علي الباب عدة طرقات خاڤتة جاءت علي إثرها سارة وما إن رأته حتي فزعت من هيئته المتعبة وقالت 
_ قاسم مالك يا حبيبي إنت بخير 
نظر لها قاسم في تعب ثم دلف للداخل وأغلق الباب بقدميه ووزع نظرات علي وجهها بأكمله ثم دخل بأحضانها كطفل
تم نسخ الرابط