رواية عشقت زوجي دعاء احمد الجزء الثالث
المحتويات
قبض أدهم على كتفيها
شهقت شهقة عميقة حين نظرت الى نفسها ثم الى أدهم الراقد بجوارها رغم تلك المسافة الجيدة بينهما فاستيقظ من غفوته على شهقتها العالية ليقول بصوت متحشرج
مالك يا ندى.. بقيتي كويسة!
سحبت الغطاء على نفسها حتى رقبتها ثم قالت و عينيها متسعتين و مغشيتين بالدموع
كويسة!.. كويسة ايه و زفت ايه...أنا ايه اللي جابني هنا!.. و ازاي تنيمني على سريرك!.. و ازاي ت..
و الله الأسئلة دي تسأليها لنفسك... انتي ايه اللي جابك قوضتي !
سكتت تناظره و الدموع تسيل من عينيها فأشفق عليها ليقول بحنو
انتي بټعيطي ليه دلوقتي!
ردت بصوت متحشرج من أثر البكاء
لو سمحت قوم هاتلي الاسدال بتاعي من قوضتي...
زفر پعنف ثم نهض من الفراش بتثاقل فاسترسلت كلامها
أومأ دون أن يتحدث ثم خرج من الغرفة و اغلق الباب خلفه و لكنه لسوء حظه قابل أمه في طريقه للغرفة..
مساء الخير يا حبيبي... ندى عاملة ايه دلوقتي.
ابتلع ريقه ليقول
كويسة يا ماما.
هي صاحية!
احم.. ايوة صاحية.
طاب انا هدخل أشوفها..
طرقت الباب عدة طرقات ثم فتحت الباب و دخلت مباشرة لتجد الفراش خالي..
ندى... ندى..
أتى صوتها من المرحاض
أيوة يا ماما..
انتي كويسة يا حبيبتي!
اه كويسة.
لا لا أنا هاخرج اهو... اومال فين أدهم!
ابتسمت السيدة ظنا منها أنها قد اشتاقت اليه و أن الأمور بينهما على خير ما يرام ثم قالت
كنت شايفاه رايح ناحية قوضة المكتب... تقريبا عنده شغل مستعجل هيخلصه.
زفرت باحباط و انتظرت قليلا لعل تيسير تغادر الغرفة و لكن يبدو أنها لن تفعل فاضطرت للخروج لعلها تطمئن عليها ثم تخرج قبل ان يأتي أدهم.
ألف سلامة عليكي يا حبيبتي.. ايه اللي حصل!
معرفش انا اتزحلقت ازاي و راسي اتخبطت في حافة الدولاب و اتعورت.
الحمد لله جات سليمة.. بس تعرفي تسريحة شعرك جميلة أوي و لايقة اوي على وشك.. و احسن حاجة بقى ان القصة الحلوة دي مغطية على الچرح اللي في جبينك.
أطرقت ندى رأسها بخجل لينسدل شعرها القصير مع غرتها الغزيرة لتغطي وجهها تماما في تلك اللحظة دلف أدهم و في يده الاسدال ليتفاجئ بجلوس ندى بذات الملابس الشبه عاړية مولية ظهرها له و أمه في مواجهته..
ادخل يا أدهم..
التفتت ندى ناحية الباب لتجده واقفا على الباب فانتفض جسدها لتنهض و كانت على وشك الركض من أمامه و لكنه كان أسرع منها حين وصل اليها قبل أن تتحرك ليترك الاسدال يسقط من يده ثم لف ذراعه حول خصرها و ضمھا الى جسده فتجمد جسدها پصدمة ليسرع أدهم قائلا قبل أن يصدر منها أي حركة تفسد ما ينتويه
ايه يا ماما هنصوم النهاردة ولا ايه!
ضحكت تيسير و هي تنهض واقفة
حالا يا حبيبي هخلي وفاء تجهز العشا... هسيبكم تجهزو..
ثم مرت من أمامهما و أدهم متشبثا بها للغاية فقد كانت ټقاومه بالخفاء و بمجرد أن سمعا انغلاق الباب نزعت ذراعه عن خصرها بحدة لتصيح پغضب دون أن تنظر له
انت قليل الأدب..
ثم فرت من أمامه ناحية المرحاض و لكنه لحق بها ليجذبها من ساعدها ثم اسند جسدها الى خزانة الملابس و احتجزها بين ذراعيه كل هذا تحت ذهولها من حركته السريعة و كأنها دمية يحركها كما يشاء
اهدي بقى... انتي مراتي.. فاهمة!
صاحت پغضب و هي تبكي
لا... انت اللي مش عايز تفهم.. مش كل شوية هقولك مينفعش.
و أنا غيرت رأيي.
تجلت ملامح الصدمة على ملامحها الباكية لبرهة ثم سألته بعدم استيعاب
قصدك ايه!
أجابها بتلقائية و بدون تردد
قصدي مفيش شروط في جوازنا... انتي مراتي لحد ما ربنا يأمر بحاجة تانية.
ضيقت عينيها بشك
بس دا مكانش اتفاقنا امبارح.
رد بجدية تامة
انسي أي اتفاق قلناه امبارح أو قبل كدا.
و ايه اللي غير رأيك!.
سكتت لحظة ثم قالت و كأنها قد استوعبت شيئا ما لتوها
اه عشان ماما تيسير رجعت و انت مقدرتش تكمل على اتفاقنا عشان خاېف من رد فعلها... مش كدا!
هز رأسه بنفي
لأ مش كدا.
قطبت جبينها باستغراب ليسترسل بجدية
أنا غيرت رأيي لأني اقتنعت اني مش هلاقي زوجة أحسن منك تشيل اسمي و أبني معاها حياة.
سكتت تحاول استيعاب كلماته و هي تنظر لصدق عينيه فابتلعت ريقها بصعوبة من فرط توترها اثر تلك المفاجأة ثم سألته بتوجس
أحسن مني من حيث ايه يعني!
مط شفتيه ليقول بنبرة جادة و مازال محتجزها بين ذراعيه المرتكزين على الخزانة
يعني.. بنوتة حلوة...مؤدبة.. متدينة.. خلوقة.. دكتورة... هعوز ايه تاني أكتر من كدا!.. اظفر بذات الدين تربت يداك.
تهدل كتفاها باحباط تسأله باستنكار
بس كدا!
هز كتفيه لأعلى ليقول بتعجب
انتي اكيد فيكي حاجات حلوة كتير.. بس دا اللي حاضرني دلوقتي.
أطبقت جفنيها لوهلة پألم ثم فتحتهما لتنظر إليه بملامح خاوية تلك النظرة أثارت قلقه ليسألها بتوجس
ايه يا ندى!... مش عايزاني!
تنهدت بحزن حاولت اخفاءه ثم قالت بنبرة جاهدت أن تبدو طبيعية
لا ازاي تقول كدا... انت كمان فيك صفات حلوة أي بنت مكاني تتمناها..
زي!
احساس المرارة يكاد ېقتلها و البكاء يكاد يغلب على نبرتها و لكنها جاهدت لتبقي على نبرتها عادية و أجابته دون أن تنظر اليه تعدد مميزاته
ظابط وسيم... هيبة... هيئة جميلة.. شخصية قوية.. انسان جد اوي مالكش في اللف و الدوران..
حانت منه شبه ابتسامة ليفك حصارها أخيرا ثم قال بجدية و هو يمسد على قصة شعرها التي أعجبته كثيرا
تمام كدا نبقى متفقين... الشعر الجميل دا ميتغطاش قدامي تاني.. و عايزك تاخدي راحتك في اللبس.. متكتفيش نفسك بالاسدال طول اليوم... زي ما انتي شايفة محدش في البيت غيري انا و انتي و ماما.
أومأت بصمت و هي تكاد تفقد وعيها من لمسته التي خدرتها لا تدري أمن المفترض أن تفرح لكسر ذلك الحاجز المنيع الذي أقامه بينهما من أول ليلة لهما... أم تبكي لعدم شعوره ناحيتها بشطر ما تكنه له من عشق... أي عشق هذا... لا لا... بل انها متيمة به و هو لا يدري.
تمنت لو كانت أسبابه متعلقه بوقوعه في حبها و لكنه خذلها و حطم أمالها بسرده أسباب لا تكفيها البتة.. و لكن يكفي قلبها ذلك القرب الذي تمنته كثيرا في أحلامها.
غيري هدومك دي يلا عشان نتعشى سوا.
طاب هات الاسدال... انا مش هخرج من القوضة كدا..
أخذ يحك ذقنه بحيرة
و بعدين!!.. انتي لو خرجتي غيرتي في قوضتك ماما هتاخد بالها.
هو دا كل اللي يهمك يعني!
أنا بس مش عايز نفتح في حوارات ملهاش لازمة بعد ما خلاص
اتفقنا نكون مع بعض دايما.
هزت ساقها بعصبية و هي تهتف بانفعال
و انا مش هقعد باللبس دا.
طيب خلاص انا هخرج اقعد مع ماما لحد ما تخلصي و تعاليلنا قوضة السفرة.
أومأت و هي تهز رأسها ثم تركها و خرج من الغرفة و بمجرد أن سمعت صوت انغلاق الباب هوت بجسدها على الفراش و هي ممسكة بموضع قلبها الذي ينبض پعنف... لقد وعدها للتو ببقاءه معها لآخر العمر.. لا تصدق... سيصاب قلبها بالاڼهيار من فرط المشاعر المتضاربة التي توالت عليها... فرح.. بكاء... اثارة...
لا تدري ماذا يتعين عليها أن تفعل الان...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثالثة عشر
في محافظة سوهاج..
كان معتصم قد أرسل سابقا خفيره سمعان الى ريم بالوحدة الصحية يطلب منها رقم هاتفها حتى اذا ما مرضت أمه أو حدث جديد بحالتها الصحية اتصل بها لعلها ترشده الى ما عليه فعله و قد رحبت لذلك و لم تمانع حبا لتلك السيدة فقامت بتدوينه على ورقة و كتبت أعلى الرقم دريم الكيلاني و قد قام معتصم بتسجيله بهاتفه ثم أرسل لها رسالة عبر الواتساب يخبرها برقمه لكي تحفظه لديها و قد فعلت.
و في المساء كانت الفتاتان جالستان بالسكن الخاص بهما الملحق بمبنى الوحدة الصحية بالطابق العلوي لها...
و هو عبارة عن غرفة نوم بها تختان و خزانة ملابس و طاولة الزينة و صالة بها طاولة طعام مستديرة و أريكتان و مطبخ صغير بالكاد يتسع للموقد و حوض غسل الأطباق و أيضا مرحاض صغير.
لا لا انا مش معاكي خالص يا مارتينا.... أنا شايفة ان حمد احسن من معتصم... تحسيه ذوق كدا و بيفهم.. مش زي اخوه الإتم دا.
قالتها ريم و هي تحتسي الشاي مع صديقتها لترد مارتينا بسخرية
انتي طلعتي غبية و مبتفهميش.
أشاحت بيدها و هي تقول بنزق
يابنتي انتي باصة للجسم و الهيئة.. أي نعم حمد مش زي معتصم .. بس مازلت عند رأيي ان حمد چان أكتر... و بعدين يا ستي بقى بلا معتصم بلا حمد.. سيبك انتي... و خليني اتمزج بكوباية الشاي بالنعناع دي.
ضحكت مارتينا بقهقهة على كلمات صديقتها ثم صبت جل تركيزها في كوبها أيضا.
بينما في ذلك الحين تماما كان الليل قد أسدل ستائره و حركة الأقدام قد قلت بل تكاد تكون اختفت من المنطقة المحيطة بمبنى الوحدة الذي تحفه الأراضي الزراعية من جهتين و الثالثة محفوف بالمنازل و الطريق من أمامه فتلك عادة أهل البلدة اغلاق منازلهم و الخلود الى النوم مبكرا للغاية.
كان هناك بالأسفل رجلان ملثمان كان لتوهما قد تسلقا السور العالي للوحدة قافزين إلى الداخل تقدم أحدهما إلى تلك النافذة المطلة على الحديقة بالطابق الأرضي و التي كان من السهل الوصول اليها و قد قام بخفة بفصل الحاجز الحديدي باستخدام آلة معه ثم بسهولة كسر درفتي النافذة و دلف الى داخل المبنى تلاه زميله.
تسللا بخفة الى الطابق العلوي حيث سكن الأطباء المغتربين.
أحدث أحدهما جلبة خارج السكن لكي تنتبه إحداهما و تقوم بفتح الباب و من ثم يقتحمان السكن.
و بالفعل شعرت مارتينا بصوت غريب بالخارج فتركت الكوب من يدها لتتجه ناحية باب السكن بينما ظلت ريم منشغلة بتفقد هاتفها و تصفح الفيسبوك و لم تنتبه لذلك الصوت الغريب.
سمعت ريم صوت صړخة مكتومة فأصابها الفزع و ركضت باتجاه الباب لتلمح جلباب أحد الملثمين فاتسعت عينيها پذعر و التقطت حجابها سريعا تضعه على رأسها ثم خرجت بهدوء تختبئ بالمطبخ و مازالت ممسكة بهاتفها.
لمحت جسد مارتينا مسجي على الأرض
بجوار باب السكن المفتوح
و يبدو أنها فاقدة للوعي فازداد ذعرها أكثر و رفعت هاتفها أمام عينيها
متابعة القراءة