رواية عشقت زوجي الجزء الرابع بقلم دعاء فؤاد
المحتويات
يا حقودة انتي..
ضحكت ريم و هي تلتقط الوسادة و من ثم ضحكوا جميعا فنهض أدهم و هو يقول
أنا هدخل اخد شاور و اغير هدومي و ارجعلك يا دكتورة ريم عشان تحكيلي على اللي حصل معاكي في الصعيد..
أومأت ريم و هي تفكر من أين تبدأ له حكايتها مع معتصم و بأي كلمات سوف تصفه بها و كيف ستسرد له طلبه الزواج بها.
قالتها السيدة تيسير لتنظر ندى لها بتردد في بادئ الأمر ثم لم تجد بدا من الاستجابة لأمرها.
دلف أدهم غرفته و كاد أن يغلق الباب فتفاجئ بندى تدفعه فنظر لها باستفهام فقالت له بارتباك
دي ماما تيسير قالتلي أجيلك عشان لو احتاجت حاجة..
أغلق الباب من خلفها ثم سبقها ليجلس بتعب على حافة الفراش و لكن ندى مازالت واقفة متسمرة بمكانها بجانب الباب ليهتف بها
أومأت و هي تبتلع ريقها بصعوبة من فرط التوتر فقربه الزائد يربكها للغاية أما هو بدأ في فك أزرار قميصه ثم خلعه لتعتلي ندى الفراش و تجلس خلفه ثم تبدأ في تدليك كتفيه تشنجت عضلاته اثر لمستها الأولى لتشعر بتيبسها تحت يديها و لكنه أخذ نفسا عميقا يحاول تهدئة مشاعره التي تولدت بداخله إثر قربها منه ثم بدأت عضلاته ترتخي رويدا رويدا تحت لمساتها الحنونة و بقيا على ذلك دقيقة او دقيقتان..
ضحكت رغما عنها ثم قالت بجدية
اممم... كنت بعمل مساچ لبابا دايما لأكتافه و رقبته لحد ما بقيت خبرة..
ضحك أدهم ثم باغتها بمسك يديها و هي خلفه ثم قبل باطنهما
شكرا.. تسلم ايديكي..
تسمرت ندى من فعلته بينما هو نهض و هو يحاول السيطرة على مشاعره التي تدفعه لاحتضانها و سحقها بين ذراعيه ثم التقط ملابسه من الخزانة و اتجه مباشرة الى المرحاض دون أن يلتفت اليها بينما بقيت هي تهدئ من نبضاتها المتلاحقة... إنه يسحبها الى دوامة عشقه بأفعاله دون أن يشعر.. و هل كان ينقصها عشقا فوق العشق الذي يغمر قلبها!!..
مش عارف ليه حاسس انك مش قادرة تتعودي عليا... مع اني اتعودت عليكي بسرعة مكنتش متوقعها من نفسي.. بس يمكن عشان انتي انسانة نقية اوي و تتحبي بسرعة.
اتكلمي يا ندى.. ساكتة ليه..
أجلت حنجرتها ثم حاولت أن تتحلى بالجدية
أدهم سبق و قولتلك ان انت شخصية مميزة و أي بنت تتمناك.. بس اعذرني ظروف جوازنا غريبة شوية و من ناحية تانية بحاول أتأقلم على الحياة بدون بابا.. بابا كان و مازال هو كل حاجة بالنسبالي و فراقه مأثر فيا جدا.
أنا مقدر الظروف دي طبعا و ان شاء الله الفراق ميطولش و...
لم يكد يكمل عبارته حتى قاطعه رنين هاتفه فذهب ناحية الفراش و التقطه ثم فتح الخط ليجيب
ألو... ايوة يا باشا.. انتداب!... بكرة!.. و حضرتك بتبلغني دلوقتي!.. تمام تمام... تمام.. شكرا مع السلامه..
أقبلت عليه ندى لتستفسر منه بقلق
خير يا أدهم... مال شكلك اتغير كدا ليه!
رد بملامح متجهمة
بلغوني اني طالع انتداب لجنوب سينا لمدة أسبوعين.
انفرج فمها پصدمة و تجهمت ملامحها بحزن بالغ حتى كادت أن تبكي.. فكيف ستتحمل فراقه بعدما تقربت منه حتى كاد حلمها باندماجها معه أن يتحقق.
لاحظ شرودها و تجهم وجهها فاقترب منها و قام بلف ذراعه حول خصرها ثم قال و هو ينظر لها بحزن حاول اخفاؤه
عادي يا ندى أنا متعود على كدا...مش أول مرة يعني.
هزت رأسها و هي تجاهد عينيها لألا تبكي ثم قالت بصوت متحشرج
تروح و ترجع بالسلامة ان شاء الله.
قبل مقدمة رأسها ثم تركها و اتجه نحو الخزانة ليستخرج منها حقيبة سفر فأقبلت عليه
أنا ممكن أساعدك في تجهيز الشنطة..
هز رأسه بالايجاب و قاما معا بترتيب الملابس و غيره من متعلقاته الشخصية..
بعد حوالي ساعة انتظرته ريم خلالها لإخباره بأمر معتصم أقبل عليها أخيرا و جلس بجوارها لتقول له بتأفف و ضيق
ايه يا أدهم!.. كل دا بتاخد شاور و بتغير!.
ڼهرتها أمها بنظرة زاجرة
بنت عيب كدا...
ضحك أدهم و هو يقول
سيبيها تتكلم براحتها يا ماما..
ثم قرصها من وجنتها بمزاح
كنت بجهز شنطتي عشان مسافر بكرة يا غلباوية انتي.
شهقت بخفوت ثم سألته بحزن
مسافر فين!... هو انا ارجع انت تسافر!
لسة جايلي مكالمة من الادارة بلغوني بأمر انتداب مؤقت لمدة أسبوعين في جنوب سينا.
تهدل كتفاها باحباط بالغ ثم تمتمت بحزن
تروح و تيجي بالسلامه يا حبيبي..
أمنت أمها على دعائها ثم قالت
خلي بالك من نفسك يا أدهم و طمنا عليك علطول يابني..
حاضر يا ماما... و انتو كمان خلو بالكم من نفسكم و خلي بالك من ندى يا ماما..
ندى في عنيا يا حبيبي.
وكزته ريم بكتفها
ايوة يا عم بقى ليك حد توصينا عليه..
عقبالك يا حقودة..
جينا بقى لمربط الفرس.
خير..
اعتدلت في جلستها لتكون بمواجهته ثم أجلت حنجرتها لتتحدث بتوتر طفيف مع قليل من الخجل
طبعا انت عارف معتصم اللي كلمك قبل كدا عشان يطمنك ان حاډثة السړقة دي مش هتتكرر تاني... فاكره!
سكت لوهله يتذكره ثم ضيق عينيه بترقب
اممم.. اه افتكرته.. كبير البلد اللي قولتيلي عليه..
أخذت تلوح بيديها بحركة دائرية
هو مش كبير اوى يعنى... اقصد كبير مقاما بس مش كبير سنا... هو تقريبا قدك في العمر.
اممم... اه و بعدين..
أخذت تفرك كفيها بتوتر ملحوظ ثم استرسلت
هو على فكرة خريج كلية اقتصاد و علوم سياسية و عنده شركة و مصنع بيديرهم هو و اخوه هنا في القاهرة و شخصية متحضرة جدا.. و في نفس الوقت هو يعتبر حاكم البلد بتاعته و عنده املاك كتير فيها..
اممم... جميل.. و ايه تاني.
هو كان طلب يتقدملي و انا طبعا مقولتلهوش رأيي و استنيت لما اقولك و فهمته ان موافقتك قبل موافقتي.
سكت أدهم مليا يدير حديثها عنه في رأسه و قرر أنه لن يسلم أخته الغالية لمجهول مهما كان رأيها و قناعتها فيه.
واضح من طريقة كلامك عنه انك ميالة ليه.
بصراحة يا أدهم هو لما حكالي عن مشوار حياته انبهرت بيه و حسيته شخصية من الشخصيات النادرة و الناجحة رغم صغر سنه..
انتفخت اوداجه پغضب ثم قال بنبرة مخيفة
اممم..واضح كمان انك كنتي بتقعدي معاه و تحكيله و يحكيلك...
ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول بتوضيح
لا يا أدهم انت عارفني كويس...دي كانت مرة واحدة بس اللي حكالي فيها عن نفسه لما استضافني في مضيفة بيته بعد حاډثة السړقة و مقعدتش بعدها غير يومين تقريبا و قررت النهاردة اني ارجع... و على فكرة هو لسة مكلمني على موضوع طلب الجواز دا النهاردة قبل ما اسافر.
هز رأسه عدة مرات ثم قال بجدية
و أنا لو مش واثق فيكي يا ريم كان هيكون ليا تصرف تاني....انا من حيث المبدأ معنديش اعتراض طالما انتي شايفاه كويس.. بس دا ميمنعش اني لازم أقابله و اتعرف عليه و على عيلته و بعدين نبلغه برأينا النهائي.
أحست بقليل من الارتياح فهو محق في قراره تماما و طالما أدهم وكيلها بعد الله فلا مجال للقلق.
بقلم دعاء فؤاد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة التاسعة عشر
مهمة زواج
أنهت ريم حديثها مع شقيقها ثم دلفت الى غرفتها و التقطت هاتفها و استخرجت رقم معتصم فشردت في ذكرياتها القليلة معه و هي تبتسم بحالمية لقد استطاع أن يستحوذ على تفكيرها و ربما قلبها في غضون أيام قليلة......
شخصيته المتعددة الجوانب و نجاحه المعتمد على ذكائه و مكانته بين أهل بلدته رغم صغر سنه و فوق كل ذلك رقته المتناهية و احتوائه لها الذي لمسته فيه في أثناء نوبات الهلع التي أتتها هناك كل تلك الأشياء أسرت قلبها في سجن حبه..
اتخذت قرارها بالاتصال به و اخباره بحوارها مع شقيقها...
على الناحية الأخرى..
رغم حلول الليل و انتشار الظلام الدامس الذي عم اسطبل الخيول إلا أنه قضى وقتا طويلا واقفا هناك شاردا بحزن في أحواله التي انقلبت رأسا على عقب... زواج غير متكافئ بالمرة من المدعوة نرمين ثم بعد حوالي خمس سنوات منه يقع في حب أخرى لتنقلب حياته الى چحيم لا يدري متى سيغفر له حتى يخرج منه.
رن هاتفه برقم ريم لينظر الى الشاشة ليجد اسمها يضيئها تماما كما أضاءت عتمة قلبه فابتسم بعشق رغم لمحة الحزن التي كست ملامحه ثم فتح الخط ليجيبها
ألو.. ازيك يا ريم.. حمد الله على السلامة.
ابتسمت رغما عنها و هي تجيبه
الله يسلمك يا معتصم.
أخبارك إيه.. و الچرح اللي في رجلك اخباره ايه دلوقتي
تمام الحمد لله كويس..
سكت ينتظر أن تبشره بخبر ربما يثلج صدره لتقول بعد برهة
أنا كلمت أدهم في موضوعنا من شوية
اممم و قال ايه!
عايز يتعرف عليك و على عيلتك الأول و بعد
كدا يقرر هيوافق ولا لأ
تمام.. حقه طبعا.
خلاص كلمه و اتفق معاه.
هكلمه حالا.. ايه رأيك اعزمه على فرح أخويا حمد بعد اسبوعين ان شاء الله.
حلو اوى.. يكون رجع من الانتداب..
انتداب ايه!
أصل أدهم مسافر الصبح لجنوب سينا و هيرجع بعد اسبوعين ان شاء الله..
طاب ألحق أكلمه بقى قبل ما يسافر.
تمام كلمه.
تمام.. خلي بالك من نفسك و ابقي طمنيني عليكي.
حاضر سلام.
سلام.
أغلق الخط مع ريم ثم أخذ نفسا عميقا استعدادا للاتصال بأدهم.. فيبدو أنه ليس شخصا سهلا و أكثر ما يقلقه أن يكتشف زواجه بأخرى قبل تسوية أموره و يفسد كل شيئ..
قام بلمس ايقونة الاتصال ثم وضع الهاتف على أذنه ينتظر اجابته و بعد ثانيتان أو ثلاث أتاه صوته العميق ليرد
و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. أدهم باشا أكيد حضرتك لسة فاكرني..
أجابه بجدية تامة
أيوة طبعا فاكرك يا معتصم بيه و مسجل رقمك..
أجلى معتصم حنجرته ليقول
احم... دكتورة ريم قالتلي ان حضرتك عايز تتعرف عليا و على العيلة.
أولا بلاش حضرتك و الالقاب دي.. اعتقد اننا من سن بعض و مفيش داعي للجو دا.
أحس معتصم بقليل من الارتياح
صح معاك حق.
ثانيا بقى يشرفني طبعا اننا نتعرف على بعض و نقرب من بعض أكتر.
طبعا يا باشا شرف ليا.. عشان كدا بعزمك انت و الدكتورة ريم
و بقيت العيلة الكريمة
متابعة القراءة