رواية عشقت زوجي الجزء الاخير
المحتويات
أكل المطاعم... أنا و بابا متعودين على الأكل الصحي.
رفع كتفيه لأعلى متمتما
تمام زي ما تحبي.
طيب أنا هغرف الأكل و جاية وراك.
أساعدك!
رمقته بتردد ثم قالت بخجل
لا متتعبش نفسك.
تجاوز ردها ثم دلف ليتوجه ناحية الأطباق يلتقط بعضا منها تحت نظراتها المندهشة.
هتفضلي تبصيلي كدا كتير!
انتهيا من الطعام ثم ساعدها في إعادة الأطباق إلى المطبخ ها هي ترى فيه جانبا جديدا و خلقا حميدا لطالما تمنته أي زوجة في زوجها.
أدهم..
نعم!
ممكن نتكلم!
يا ريت.
هغسل الأطباق و هجيلك الصالون.
تمام.. هستناكي.
بعد عدة دقائق أقبلت عليه بعدما استجمعت كامل شجاعتها جلست في الكرسي المقابل له ثم قالت بنبرة نادمة
أولا أنا آسفة على اللي حصل مني الصبح!
ضيق ما بين عينيه متسائلا بمكر
ازدردت لعابها بصعوبة و بؤبؤي عينيها يتحركان بعشوائية ثم قالت بخجل بالغ
خلاص مش مهم.
ضحك من مظهرها الذي يشبه الكتكوت المبتل فرمقته بحنق ثم توقف عن الضحك قائلا بجدية
مشكلتك انك حاطة جوازنا في إطار العلاقات المحرمة.. ليه مثلا منعتبرش نفسنا في فترة خطوبه بنتعرف فيها على بعض!
ماهو علاقة الخطوبة برضو ليها حدود و مينفعش فيها تجاوز زي اللي أنا عملته النهاردة.
تنهد بعمق ثم قال مغيرا مجرى الحديث
في حاجه تانية عايزة تقوليها!
أومأت موافقة و هي تقول بنبرة طفولية متحمسة
ايه رأيك نبقى أصحاب!
نظر لها باستفهام فاسترسلت موضحة
طالما انت مش شايفني زوجة ليك... و انا كمان مش مستعدة للجواز بالطريقة اللي اتجوزنا بيها... ايه المانع نكون أصحاب لحد ما ربنا يسهل و بابا يخرج من محنته و أرجعله تاني.. بدل ما احنا كدا عاملين زي القط و الفار.
بس انتي متأكدة من كلامك!.. عارفة يعني ايه هنكون أصحاب مش زوجين!
رمشت بعينيها مستفهمة فاسترسل موضحا
يعني لو في يوم أعجبت ببنت هاجي أحكيلك عنها عادي و يمكن أعرفك عليها كمان!!..
قال عبارته و هو يتفرس ملامحها بدقة يريد أن يتأكد من شكوكه كونها تحبه بالفعل أم أنها مجرد أوهام.
عادي يا أدهم... و أنا برضو لو قابلت انسان كويس أكيد هحكيلك عنه.. ولا إيه!
حقك طبعا طالما هنكون مجرد أصحاب.
صدمها جوابه للغاية حتى أنها كادت أن تركض من أمامه لتبكي بغرفتها... ألهذا الحد لا يملك نحوها و لو القليل من المشاعر!.... يرى أمر ارتباطها بآخر حق لها!..
و لو دا حصل ساعتها هديكي كامل حريتك ترتبطي بالشخص المناسب ليكي... انتي في النهاية أمانة عندي يا ندى و حقك تعيشي حياتك و تحبي و تتحبي... انتي مالكيش ذنب في مشاكل والدك.
لم تعد تتحمل سماع المزيد.. بدأ الشعور بالندم على اقتراحها الأبله يتسلل إليها و لكن ما ألقاه على سمعها لم يكن إلا اعترافا جديدا لها بأنها لا تمثل له سوى مهمة عمل لا أكثر..هذه هي الحقيقة.. دائما مذاقها مر.
حقيقي احترامي ليك بيزيد كل يوم..
قالتها بسخرية و لكنه ظن أنها جادة فأجابها بجدية أكثر
انتي زي ريم أختي بالظبط... في نفس مكانتها بالنسبالي.. و اللي مرضاهوش لأختي مش هرضاهولك يا ندى.
أغمضت عينيها پألم ېصرخ به قلبها... ماذا تنتظر أكثر من ذلك... لقد كانت كلماته تلك بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير.
أومأت متظاهرة بالامتنان و ما أنقذها من ذلك الموقف المؤلم هو صوت الأذان الذي صدح في السماء يعلن عن صلاة المغرب.
نهضت تلملم اسدالها سريعا و غصة أليمة عالقة بحلقها
أنا هقوم اتوضا بقى لصلاة المغرب.. عن اذنك.
لم تنتظر رده و انما فرت الى غرفتها و هي تسند موضع قلبها الذي يؤلمها بشدة.
لم تتوقع قبوله لمقترحها بهذه الطريقة.. ظنت أنه سيحاول درئها... يقنعها بأن تعطي لزواجهما فرصة.. و لكن أن يوافق بهذه السهولة و أن يسمعها تلك المهاترات!.. لم تتوقع....الآن فقط أدركت مدى حماقتها و سلامة نيتها التي كادت أن تسلبها كرامتها أمامه.
عودة لمحافظة سوهاج
و بعدهالك يا ابو البنات... البت صافية اهي خلصت امتحانات بجالها ياچي شهر و الغندور ولد اخوك لا حس ولا خبر... ولا هو كان كلام نسوان.
هب من مقعده بانفعال ليزجرها بحدة
اتحشمي يا مرة... معتصم لو سمعك هيجتلك.
لوت شفتيها لجانب فمها قائلة بسخرية
خاېف منيه يا سبعي!...ما ينفذ اللي اتفجنا عليه عاد..
رد بتأكيد
هينفذه... تلاجيه بس ناسي.. هو الراچل هيفتكر ايه ولا ايه!
اقتربت منه تحدثه بجانب أذنه بصوت كالفحيح
خلاص يبقى تروحله العشية تفكره... البت كبرت و ادورت و عرسانها كل يوم بيدجو الباب و اني أجولهم لاه البنتة محچوزة لحمد ولد عمها.
ابتعد عنها بعدما انتهت من فحيحها و هو يقول باشمئزاز
خلاص يا كيداهم اتهدي بجى يا ولية زهجتيني... أباااي.
نفض جلبابه من الحنق ثم تركها قاصدا دوار معتصم ابن أخيه لكي ينفذ ما أملته عليه زوجته لعله يتخلص من طنينها المزعج في أذنيه.
يا أهلا و سهلا بالغالي... كيفك يا عمي و كيف أحوالك!
قالها معتصم بترحيب بعدما استقبله بالمضيفة و أمر له بكوب من الشاي..
ارتشف رشفة من الكوب ثم وضعه أمامه و قال بنبرة جادة
اسمع يا معتصم يا ولدي... من كام سنة أبوك الله يرحمه جبل ما يفوتنا و يجابل وچه كريم اتفج امعايا بعلمك إن بنتة العيلة ميتچوزوش براها واصل... و اهو بتي كريمة الكبيرة اتچوزت واد عمك قناوي و الدور على بتي صافية و اللي ابوك خطبها لخيك حمد و اهو خيك خلص چامعته و صافية قمان خلصت علامها.. هنستنو ايه عاد!
تجلت ملامح الصدمة على معتصم فماذا يفعل بتلك المصېبة التي أحلت عليه و على شقيقه من حيث لا يحتسبوا تلك العادات العقيمة و التي تلاحقهم أينما كانوا من ثأر ثم زواج القاصرات و غيرها و غيرها الكثير ف صافية ابنة عمه بالكاد أنهت الشهادة الإعدادية أي عمرها لن يتخطى السادسة عشر و شقيقه حمد لن يقبل بهذا البتة فقد تربى على عادات أهل القاهرة و تلك الفتاة التي يراها أبوها أنثى ناضجة ما هي إلا طفلة في عيني شقيقه.
ابتلع معتصم ريقه ثم أردف بنبرة جادة
كلام أبوي الله يرحمه سيف على رجبتي و طبعا هنفذه بالحرف يا عمي حمد.. بس أني بجول نستنى سنتين اكده على ما صافية تبلغ السن القانوني للچواز.
انتفخت أوداج عمه حمد و الذي سمي شقيقه على اسمه ثم قال باستنكار
أباه يا معتصم... من ميتى و احنا عيهمنا الحديت الماسخ ده... انت عايز البلد تاكل وشي و الكل عارف إن صافية لحمد واد عمها... يجولو عليها ايه اومال!.. معيوبة و واد عمها مارايدهاش!
أخذ معتصم يسب و يلعن في سره فكل ما يشغل أهل تلك البلدة هو صورة كل فرد في عيون الآخرين و حسب.
يا عمي صافية ست البنات كلاتهم... أني بعمل اكده لمصلحتها... انت خابر زين مشاكل الچواز العرفي بالذات لو البنية حبلت و ولدت جبل السن.
قالها معتصم محاولا إثناء عمه عن تفكيره العقيم و لكن الآخر رأسه و كأنها خلقت من الصخر فهب بانفعال من مجلسه يصيح بانفعال
خبر ايه عاد يا ولد أخوي... مكانش العشم يبجى ده ردك عليا...
صاح معتصم بصوت أكثر حدة
اجعد يا عمي خلونا نتفج.
وصل صوتهما الى مسمع السيدة أم معتصم فأتت تستند على عصاها و حين رآها ولدها ركض إليها لسيندها حتى جلست بمجلسهم فقالت و هي تلهث بتعب
خبر ايه عاد ايه اللي حوصل... صراخكم واصل لآخر الدوار.
قص عليها حمد شقيق زوجها ما جاء لأجله و رد معتصم الذي لم يرق له أبدا فأمعنت السيدة المسنة في السمع جيدا و بعد لحظات من التفكير أردفت بنبرة قاطعة
عمك عنديه حج يا ولدي... دياتي عوايدنا و معادش له لازمة البنتة تستنى أكتر من إكده... شينة في حجها يا ولدي..
وصل معتصم لأقصى درجات حنقه فقد ضيقت عليه أمه الخناق و قال پغضب مكتوم
يا أمايا نعمل خطوبة و الډخلة بعد سنتين لما تبلغ السن... أني اكده عداني العيب.
أخذ حمد يلوح بيديه و هو يقول پغضب بالغ
يادي السن اللي فلجتنا بيه يا ولد أخوي.
ردت والدته بنبرة قاطعة
عيب اكده يا معتصم... عمك مش هيعاود داره خايب الرچا...هنعملو خطوبة إيوة بس سنتين كتير يا ولدي... هما شهرين تلاتة زين جوي.
اتسعت بسمة حمد مرتضيا بتصريح زوجة أخيه بينما معتصم يدير ناظريه بينهما بحنق بالغ و لم يجد من الكلمات ما يطفئ بها نيران غضبه فقام من مجلسه و هو يقول بوجوم
اللي تشوفوه يا أمايا... عن إذنكم.
بمجرد أن دلف معتصم غرفته حتى قام بالاتصال بشقيقه في الحال..
حمد... بكرة الصبح تكون عندي في البلد.
ليه يا معتصم ايه اللي حصل!.. أمي جرالها حاجة!
لا يا حبيبي متقلقش أمك بخير... هستناك.
لا بقى يا معتصم فهمني في ايه!
يابني قولتلك متقلقش... بس الموضوع اللي عايزك فيه يطول شرحه و مينفعش نتكلم فيه في التليفون.
طاب اديني نبذة طيب.
يوووه يا حمد... يا أخي اسمع الكلام بقى و لما تيجي هحكيلك
كل حاجة بالتفصيل الممل.
طيب يا معتصم الصبح باذن الله هكون عندك.
سوق على مهلك و خلي بالك من نفسك.
ماشي يا حبيبي... سلام.
أغلق معتصم الهاتف و هو يزفر پعنف يفكر و يفكر و لا يدري من أين يشرح لأخيه تلك المصېبة التي أحلت عليهما فجأة و الأعتى من ذلك كيف سيقنعه بتلك الزيجة و هو ذاته غير مقتنع بالمرة.
بقلم دعاء فؤاد
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الثامنة
رواية مهمة زواج
يا نهار مش طالعله شمس!!.. ايه اللي انت بتقوله دا يا معتصم... انت عايزني أنا أتجوز البت الهبلة دي اللي اسمها صافية!... طاب ياخي قول كلام يتعقل.
هتف بها حمد في ذهول و ڠضب في آن واحد و هو يلوح بيديه هنا و هناك بينما معتصم رغم إشفاقه على شقيقه إلا أنه تحلى بالصرامة هاتفا به بغلظة
بقولك ايه يا حمد... اهدى كدا و افهم... انا شرحتلك لحد دلوقتي أكتر من عشر مرات إن دي عوايدنا و مش معنى انك عيشت سنين كتير من عمرك في القاهرة و اطبعت بطباع أهلها إن احنا خلاص هنغير جلدنا و ننسى عوايدنا و اللي أهلنا ربونا عليه....
لوح بيديه بعصبية
مفرطة
خلاص اتجوزها انت... مش انت
متابعة القراءة