رواية خالد من 11-15
المحتويات
ولا إجابات لها تريحه من عڈابه وذلك الصداع الشديد الذى يعانى منه..تبا..لما تحيطه وكأنها ظل ثان له..لما كلما اغمض عيناه تجسدت أمامه وإن فتحهما حامت أفكاره حولهالقد أصابته بسحر بالتأكيد.
أفاق من أفكاره على دخول شاهيناز الحجرة ..حدق إليها ببرود تجاهلته وهي ترسم على شفتيها إبتسامة ..لتقف أمامه تماما تقول
قال لها خالد ببرود صقيعي
وإنتى شايفة إنى مش لازم أكون زعلان
دارت حول المكتب لتصبح بجواره تماما..تستند بظهرها إلى المكتب وهي تمد يدها تمررها على وجنته قائلة
خلاص ياسيدى حقك علية أنا فعلا غلطانة..بس أعمل إيه بغير عليك..بحبك..ما إنت عارف.
مد يده يمسك يدها يبعدها عن وجنته وهو يقول
تانى ياشاهينازمن إمتى الحب والغيرة دى ..ما طول عمرنا عايشين مع بعض..مشفتش منهم حاجة يعنى.
مكنش فيه حاجة تخلينى أغير..طول عمرك پتكره الستات..ومشفتش منك ضعف قصادهم..بس فى الفترة الأخيرة إنت مبقتش خالد بتاع زمان.
حدجها بنظرات باردة..لتتنهد قائلة
خلاص ياخالد مش هنقلب فى الموضوع ده تانى ..
لتمد يدها إليه قائلة
هات إيدك وتعالى نطلع نرتاح شوية..اليوم النهاردة كان مشحون على الآخر.
تنهد ثم مد يده إليها يمسك بيدها ناهضا..لتقف على أصابع قدميها.. قائلة أمامهما تماما
لم يجيبها.. ..لتبتعد عنه قائلة بحزن
كدة يبقى إنت لسة زعلان منى
هز رأسه نفيا بهدوء..فشعت عينيها بالفرحة وهي تقترب منه مجددا يود لو إستسلم لقدره ونسي جورية ولكن رغما عنه رأى شاهيناز بمخيلته جورية....لتشعر شاهيناز بفرحة طاغية فمنذ زواجها منه لم بمثل تلك ..وكأنه وقع بعشقها پجنون..وهذا ما تريده تماما..لتسيطر عليه.
الجميل سرحان فى إيه..لحقت مصر توحشك أوام كدة
إبتسمت جورية قائلة وهي تتأمل المكان حولها
بالعكس..الوادى هو اللى وحشنى ياجدى..كل حتة فيه..أرضه..سكانه..حتى هواه اللى يرد الروح.
إبتسم عزيز قائلا
وإنتى وحشتيه ياحبيبتى ووحشتينى أكتر..مكنتش أتخيل إنى هشوفك تانى منورة
المكان ياجورى.
إبتسمت جورية إبتسامة باهتة وهي تقول
قال جدها
مش قادر أقولك فرحة علا كانت إزاي لما عرفت إنك جاية وهتحضرى فرحها.
إبتسمت جورية قائلة
كدة كدة كان لازم آجى وأحضر فرحها..احنا إتربينا مع بعض ومكنش ينفع مجيش.
قال عزيز
أخبار فراس إيهمجاش معاكى ليه
قالت جورية
وراه شغل كتير..انت عارف الرواية لسة نازلة وبيروجلها ومتابع الطبعة الأولى اللى تقريبا خلصت فهينزل طبعة تانية..
ربنا يعينه..فراس راجل بجد وابن حلال..أخلاق وإبن أصول..و....
قاطعته جورية قائلة فى حزم
ومش ممكن هتجوزه لإنى مبحبوش ياجدى..فراس إنسان كويس بس مش هقدر أتجوزه وأنا قلبى مشغول بغيره.
قال عزيز
بس غيره ده راح ومرجعش...
نهضت جورية فجأة مقاطعة إياه وهي تقول
من فضلك ياجدى..انا تعبانة ومحتاجة أرتاح ..عن إذنك.
تابعها عزيز بعينيه وهو غير راض بالمرة عن موقفها من الزواج..فهو يريد أن يزوجها ويفرح بأحفاده قريبا..لينتفض على صوت جليلة وهي تقول
مكنش ينفع أبدا ياعزيز فى أول يوم تيجى فيه جورية تفاتحها فى موضوع الجواز كدة علطول.
إلتفت إليها عزيز قائلا پغضب
إنتى مش هتبطلى تخضينى كدة ياجليلة..مش عارف بس بتطلعيلى منين
نظرت إليه بحنق..فتجاهل نظراتها قائلا بهدوء
عموما ..إنتى مش هتعرفى حفيدتى أكتر منى..لو سيبتها مش هتتجوز أبدا..لازم أفضل أزن عليها عشان أفرح بيها.
ليعقد حاجبيه مستطردا
بس أنا بجد إتخنقت من عنادها ولازم أشوفله حل.
ثم نهض تاركا المكان..بينما تتابعه عينا جليلة وهي تقول بيأس
ده أنا اللى إتخنقت من عنادك ياعزيز..وفعلا بدأت أيأس منك..ومن إنك تفتح قلبك للحب..وتشوفه أدامك وتقتنع بيه.
لتهز رأسها وهي تذهب إلى حوض زهورها..فهو المكان الوحيد الذى تشعر فيه بالسکينة وراحة البال.
الفصل الخامس عشر
قد ظننت يوما ان العشق يحمل فى طياته املا..بهجة ..وضياء..
فخاب ظنى حين وجدت نيرانه ټحرق اجنحتى.. وتسيل الډماء..
وقفت أفكر فى السبيل لتحرير أسرى.. فضاعت كل أفكارى هباء..
نظرت الى أسفل قدمى..أتأمل تلك الأرض الكبيرة اليابسة الصماء..
ونظرت الى أعلى ..الى حلمى البعيد عنى .. فسالت دموعى الحمقاء..
أدركت أنى لأتحرر يجب أن أتخلى عن عشقى وتلك فكرة مؤلمة..مرفوضة.. هوجاء..
أدركت أنى مريضة بعشقى.. ولا أدرى حقا أين أجد لى دواء
إلتف الجميع حول طاولة الطعام يتناولون طعامهم فى صمت مطبق..لم يقطعه سوى صوت الملاعق والسكاكين..لتترك فجأة ليلة الملعقة من يدها قائلة
إنت بعت حد لبيتنا فى شرم يشوف لين ياخالد.. ويشوف تليفونها كمان مقفول ليه
وضع خالد ملعقته جانبا بدوره قائلا
أيوة ياليلة..النهاردة الصبح ..الحقيقة أنا كنت هروح بنفسى بس ورايا إجتماع مهم معرفتش أأجله..هشوف حسام بس هيرد علية ويقول إيه وعلى الأساس ده هتصرف.
قالت ليلة بقلق
أنا مش قادرة أصدق إنها قفلت تليفونها وهي عارفة أد إيه ده بيقلقنا.
قال خالد بحنق
وعلى الرغم من إنى محذرها فعلا وطلبت منها متعملش كدة..فالتفسير الوحيد اللى أدامى دلوقتى إن تليفونها باظ أو....
قاطعه صوت شاهيناز وهي تقول بشرود قلق
أو يمكن مع حد ومش عايزة تعرفنا أو حد خطڤها.
نظرت إليها ليلة پصدمة بينما نظر إليها خالد بحدة قائلا
قصدك إيه ياشاهيحد مين ده
أفاقت شاهيناز على صوت خالد الحاد لتدرك أنها تفوهت بتلك الكلمات بصوت عال..لتقول بإرتباك
ها..لأ..مقصدش حاجة.
لتقول ليلة موجهة حديثها إلى خالد
لين مش ممكن تخبى علينا حاجة..لو مع حد كانت على الأقل هتقولى..لكن إحنا إزاي مفكرناش فى الإحتمال دهممكن فعلا يكون حد خطڤها.
قال خالد بهدوء حازم
مستحيل..مفيش حد فى الدنيا يقدر يقرب لحد من عيلتى..إنتوا إخوات خالد نصار واللى يقرب منكم يبقى كتب نهايته بإيده.
قالت شاهي فى نفسها..بل يوجد أيها الغبي..يوجد من لديه الجرأة والقوة لفعل كل ما يحلو له..ولهذا أحببته وسأحبه دوما..
تلاقت عيناها فى تلك اللحظة مع عيني خالد الحادة المتفحصة لها..لتخشى ان تكون قد قالت كلماتها بصوت مسموع..لتطمئن قلبها بأن هذا مستحيلا..فلو سمعها خالد حقا..ما كانت تجلس الآن بينهم فربما كان قد قټلها على الفور..لتخشى هذا المصير وتقف بتوتر قائلة
أنا مضطرة أمشى..ورايا مواعيد وشغل كتير النهاردة فى المكتب ...عن إذنكم.
تابع خالد إنصرافها ببرود..بينما رقت عيناه حين إلتفت إلى ليلة التى قالت بقلق
أنا كمان مضطرة أمشى بس قلقانة على لين ومش هعرف أركز خالص فى المحاضرة قبل ما أتطمن عليها.
قال خالد بحنان
إتطمنى ياليلة..النهاردة بالليل لين هتكون منورة البيت من تانى.
نظرت إلى عينيه الحانيتين ..تستمد القوة من نظراتهما الثابتة الواثقة..لتهز رأسها..ثم تنهض لتغادر الحجرة ..قبل ان يستوقفها صوت أخاها المتردد وهو يقول
ليلة..هي...هو...
إلتفتت إليه ليلة ليستطرد قائلا بإرتباك
إحمم..هو رقم جورية معاكى
إشتعلت عينا ليلة وشعت بسعادة طاغية ظهرت على ملامحها وهي تقول
أيوة معايا.
لاحظ خالد سعادتها فقال بهدوء
طيب إبعتيهولى فى رسالة ..
أمسكت هاتفها وجرت أصابعها على أرقامه بسرعة..قبل أن تنظر إليه قائلة بسعادة
تم ياكبير..قوللى بقى عايز رقم تليفونها ليه
قال وهو يحاول أن يظهر بصوته بعض اللامبالاة
عايز أكلمها آخد منها ميعاد عشان نتقابل ونتناقش فى موضوع أغلفة رواياتها.
شعرت ليلة بالإحباط لتقول
أغلفة الروايات.
قال خالد
أيوة ياليلة..أنا عايز أخلص من الموضوع ده بقى.
قالت ليلة بحزن
عموما هتضطر تأجل المقابلة دى شوية.
عقد حاجبيه قائلا بقلق
ليه يعنى
قالت ليلة
لإن جورية سافرت لجدها..وهتقعد هناك فترة.
سافرت..إبتعدت عنه..إلى أين ذهبتليترجم تساؤلاته إلى كلمات وهو يقول
سافرت ليه ومكان جدها ده فين ياليلة
نظرت إلى عمق عينيه قائلة
كانت مخڼوقة شوية وحبت تبعد وتريح أعصابها..ومكان جدها هناك...فى الوادى ياخالد.
مخڼوقة..ممشعر بالضيق..ثم توقف وهو
يتعجب من حاله..لم يدرى لما دق قلبه عند سماعه تلك الكلمة..الوادى..يتساءل فى حيرة..عن مدلولها بالنسبة إليه..يدرك فى قرارة نفسه أن هناك علاقة
متابعة القراءة