رواية خالد من 11-15
المحتويات
معك الناضجة والطفلة و الحكيمة...
دعني أرى بواطن الأمور على غير عادتها
وأنكب أكتشف الأشياء حولي لتتضح بأنها غير ماكنت أراه..
أجري خلف السحاب.. وأترجاك أن تمسك معي واحدة
تبتسم وتشير لي بأن السماء جميعها ملك لي..
وبأن القمر بات يغار من جمال طلتي...
والنجوم ماعادت هناك.. لأنك تراها تجمعت في عيني..
دثرني بكلمات دافئة حينما يشتد البرد حولي..
بقلم.. سميرة البهادلى
نهض فراس يستقبل ليلة التى دخلت إلى مكتبه تمشى على إستحياء..ليقول بإبتسامة
ياألف أهلا وسهلا..نورتينى ياليلة.
قالت بخجل
ميرسيه.
لتقف أمامه تماما..تقول برقة
خير يافراس..كنت عايزنى فى إيه
إبتسم قائلا
طيب أقعدى الأول ..واقفة ليه بس
جلست بهدوء..لترفع إليه عينان رائعتان ..شعر بقلبه يذوب بهما عشقا وهي تقول
دار حول المكتب ليقترب منها ويجلس أمامها قائلا بهدوء
أنا عايزك تطمنى..ومتقلقيش ابدا طول ما إنتى معايا ياليلة.
قالت ليلة بلهفة
يعنى لقيت حل نجمع بيه جورية وخالد
نظر إلى عينيها مباشرة..وهو يقول
لأ..الحقيقة الموضوع ميخصش خالد وجورية خالص..بس بصراحة مش قادر أسكت أكتر من كدة.
إحمم..الحقيقة الموضوع يخصك إنتى.
إزداد إنعقاد حاجبيها ليبتلع ريقه قائلا
ويخصنى أنا كمان.
تسللت الحمرة إلى وجنتي ليلة..فإزدادت جمالا..ليقاوم هو جمالها الفاتن وهو يركز على كلماته قائلا
أكيد إنتى ملاحظة إنى معجب بيكى.
أطرقت برأسها خجلا ..ليستطرد قائلا
الحقيقة هو مش إعجاب وبس..هو حاجة أكبر من كدة..من أول مرة شفتك فيها وإنتى خطفتينى.
أيوة خطفتينى..بصى ياليلة أنا عارف إن إحنا منعرفش بعض كويس..بس اللى أنا متأكد منه إن اللى بينا مش حاجة بسيطة..لأ..أنا عمرى ما حسيت الإحساس ده ناحية حد..ولا عمر واحدة قدرت تأثر فية من أول نظرة بالشكل ده..انا كل مرة بشوفك فيها إعجابى بيزيد بيكى أكتر..ولولا إنى حاسس إن مشاعرى ليها صدى عندك انا مكنتش قلتلك على اللى جوايا.
ليجيبها وكأن ملامحها الشفافة أخبرته عن تساؤلها ..قائلا بنظرة حانية
إزدادت حمرة الخجل فى وجنتيها..ولكنها ظلت صامتة لا تدرى بماذا تجيب على كلماته التى جعلت خفقاتها تشتعل بقوة..لينظر إلى عمق عينيها قائلا
مش هتقولى حاجة
تنحنحت قائلة بخجل
إحمم..بصراحة مش عارفة أقول إيه
مد يده يمسك يدها قائلا
قولى إن أدامى فرصة..وإنك حابة تعرفينى أكتر..طمنينى بس.
سحبت يدها من يده بخجل قائلة بإرتباك
أنا ..يعنى..هتكلم بصراحة يافراس..دى أول مرة أتحط فى الموقف ده..والحقيقة هي إنى مش هقدر أطمنك ولا أوعدك بحاجة غير بعد ما أتكلم مع أخويا خالد..وأشوف رأيه إيه..أنا متعودتش أخبى عنه حاجة..وخصوصا مشاعرى..ولو هو وافق ساعتها بس هنتكلم..خالد بيثق فية وأنا متعودتش أخون الثقة دى.
تأملها بإعجاب إزداد مع كلماتها ..ليبتسم قائلا
وأنا كدة إتأكدت إنى إخترت صح..ياريت تحدديلى بقى ميعاد مع خالد وأنا بنفسى اللى هفاتحه فى موضوعنا..وياريت يكون الكلام ده فى أسرع وقت.
نظرت إليه بدهشة..لتتسع إبتسامته قائلا
متستغربيش..مش كل يوم الواحد بيقابل الحب ولو قابله يبقى لازم
ميضيعوش من إيده أبدا ..وأنا مش مستعد بعد ما لقيتك أضيعك من إيدية ياليلة.
أطرقت ليلة برأسها فى خجل..كاد فراس أن يقول شيئا حين قاطعه صوت طرقات على الباب ثم دخول جورية إلى المكان قائلة بإبتسامة
إتأخرت عليكم
إبتسم فراس قائلا
بالعكس..جيتى فى وقتك تمام.
لينهض عائدا إلى مكانه لتتقدم جورية وتجلس مكانه تنظر إلى ملامح فراس المنبسطة..وليلة المبتسمة بهدوء ولكن صمتها وحمرة الخجل على وجنتيها..يخبران جورية بالكثير.
ألقى مؤيد نظرة واحدة على صينية الطعام ثم نظر إلى التى مازالت تقف بجوار النافذة تنظر إلى الخارج قائلا ببرود
مكلتيش ليه
قالت دون أن تنظر إليه
مليش نفس.
إقترب منها وهو يقول
إيه ..ناوية تموتى من الجوع
إلتفتت إليه تقول فى غل
ياريت.
توقف مكانه بغتة..ينظر إلى ملامحها النافرة..لتتقدم هي منه مستطردة بحدة
ياريتنى أموت من الجوع..عشان أرتاح منك يامؤيد.
رغما عنه لاحت صډمته على وجهه وهو يقول
للدرجة دى يالين
ظهر الألم بعينيها وهي تتوقف قائلة فى مرارة
أيوة للدرجة دى..وأكتر كمان..أنا محبتش فى حياتى أدك ومكرهتش برده أدك..نفسى أخلص منك وأبتدى حياتى بقى من جديد..بس للأسف مش عارفة..طلعتلى تانى بعد ما قلت إنى خلاص بطلت أح...
قطعت كلماتها وقد كادت ان تبوح له بمكنون صدرها..لتزفر قائلة
خلينا ننهى اللعبة دى بقى يا مؤيد وكل واحد فينا يروح لحاله..أنا كنت فاكراها لعبة مسلية بس للأسف لقيتها بايخة ومش مستاهلة نضيع وقتنا فيها.
تأملها مؤيد فى برود صقيعي..للحظات ظل صامتا وكأنه تمثال قد من صخر..ثم قال ببرود
الحاجة الوحيدة اللى ممكن تخلينى أنهى اللعبة البايخة دى زي ما بتقولى..هو إنك تعترفى إنك غلطتى فى حقى..وتتأسفيلى كمان..غير كدة مش هنهيها وهتفضلى للأسف تلعبيها معايا..حتى لو وصلت إنى أسيبك تموتى من الجوع..صدقينى مبقتش تفرق معايا.
ثم إستدار بهدوء مغادرا..تتبعه عيناها الغاضبتان من كلماته..وما إن أغلق الباب حتى حل الحزن محل الڠضب وهي تقول بهمس
إتغيرت أوى يامؤيد..بجد مبقاش يفرق معاك أموت أو أعيشولا إنت قاصد بس تجرحنىبصراحة مبقتش قادرة أعرف ..ولا عايزة أعرف..أنا بس بتمنى أخرج من المكان ده قبل ما أكرهك بجد.
لتجلس على السرير وقد ترقرقت الدموع بعينيها ..تبكى بحزن وذكرياتها معه تمر بخاطرها ..تجعلها تحن لأيامهما معا رغما عنها..تتمنى فقط لو كان صان عهدهما ولم ينتهكه بتلك القسۏة.
إنفرجت أسارير ليلة قائلة
أما صدفة..جنان بجد.
قالت جورية بحزن
هي كانت صدفة حلوة فعلا بس مع الأسف قلبت فى الآخر..لو كنتى شفتى نظرات شاهيناز لية مكنتيش قلتى الكلام ده خالص..دى النظرات لو كانت بتقتل كنتوا دلوقتى بتترحموا علية.
قالت ليلة بسرعة
بعيد الشړ عنك..بس إنتى هتقوليلى على نظرات شاهيناز..عارفاها وحافظاها.
نظرت جورية إلى فراس الذى أطرق برأسه ينقر بسبابته على المكتب ..لتقول
ساكت ليه يافراس
رفع إليها عيناه يقول بهدوء
بفكر ياجورى..الموضوع خطېر على فكرة.
نظرت إليه الفتاتان بحيرة ليستطرد قائلا
إنتوا مش ملاحظين إن القدر مصمم يجمع خالد مع جورية.
نظرت الفتاتان إلى بعضهما البعض ثم نظرا إليه مجددا..ليتراجع فى مقعده قائلا
بنسبة كام فى المية كان ممكن أكتر حد متفائل يقول ان جورية هتلاقى خالد من تانى هنا فى القاهرة ..المدينة الكبيرة أوى دى واللى تعداد سكانها مقرب على العشرة مليون
لم تنطق الفتاتان ليستطرد قائلا
طيب صدفة زي النهاردة دى لو خططنا ليها حتى.. مكنتش هتكون بالشكل ده..وكأن لقاهم نصيب وإجتماعهم قدر..مهما رفضه خالد أو قاومه..ومهما حاولت جورية تبعد عنه.
قالت جورية فى حزن
بس إنت نسيت حاجة مهمة..بتمنع النصيب والقدر.
نظر إليها فراس مستفسرا لتستطرد قائلة
شاهيناز وريم..حتى لو إفتكر الماضى او حتى حبنى من جديد..هيفضل إرتباطه بيهم أكبر سبب
يمنع إتحادنا.
قال فراس بحنق
بطلى تعيشى ياجورى فى العالم المثالى اللى مبقاش موجود على سطح الأرض..لو انتوا بجد بتحبوا بعض مينفعش حاجة تقف بينكم.
لتقول ليلة بهدوء
بس أنا مش معاك يا فراس.
نظر إليها فراس فى دهشة فقد ظن أنها مثله ترغب
متابعة القراءة