رواية خالد من 16-20

موقع أيام نيوز

فكرت بالفعل فى أن تذهب إلى دار النشر فقط لتراه وتخبره أنها لن تبتعد عنه مجددا ولكنها فكرت فى أخيها الذى لم يتسبب لها يوما من الأيام فى أي لحظة حزن..فكيف تكسر قلبه بتلك الطريقة وتخون ثقته فيها..لتتراجع فى اللحظة الأخيرة..وتقتل تلك الرغبة فى قلبها..قلبها الذى ينتفض الآن مطالبا إياها بالإستسلام كلية لمشاعرها..لتظهر صورة أخاها أمامها..ټضرب بمشاعرها عرض الحائط..لټغرق عيناها بالدموع قائلة
مش هينفع صدقنى يافراس..إنت كدة بټعذب نفسك وبتعذبنى.
أمسك فراس بيدها قائلا
إنتى اللى بتعذبينا ياليلة..لو بس وقفتى معايا وحطيتى إيدك فى إيدى..لو حسيتى إن حبنا أقوى من أي حاجة..صدقينى هنقدر نقنع أخوكى بحكايتنا..صدقينى هنكمل مع بعض.
تركت يده وهي تقول بمرارة 
أنا مش زي ما إنت فاكر ..أنا أضعف من إنى أعمل كدة..صدقنى يافراس..أنا بجد مستاهلكش..إبعد عنى ..إنسانى وإدعيلى كمان عشان أنساك.
لتبتعد من أمامه بخطوات سريعة..يتابعها بعيونه بحزن قائلا بهمس
ياريتنى أقدر ياليلة أنساكى..بس للأسف مينفعش..لإنك مينفعش تتنسى..إنتى مش عارفة إنتى إيه ولو فاكرة إنك ضعيفة فمعايا هتقوى ..وجوة حضنى بس..هتلاقى إنك قدرتى على الدنيا كلها..وأنا مستحيل هسيبك..هفضل أحاول وأحاول لغاية ما فى الآخر يكون إسمك جنب إسمى..ويكون حضنى هو ملجأك وبس..عمرى ما هيأس حتى لو إنتى يإستى..هتشوفى ياليلة..هتشوفى.
قالت شاهيناز بنبرات إمتلأت لهفة رغما عنها
مؤيد حمد الله على السلامة..إنت جيت إمتى من السفر
كاد أن يضحك ساخرا..فهو يعلم أنها تعلم برجوعه بل وتبحث عنه أيضا..ولكنه قال بهدوء
رجعت بقالى فترة صغيرة ياشاهى.
قالت بعتاب
ومسألتش عنى ..مش كفاية طول فترة غيابك مكلمتنيش ولا مرة..نسيت العشرة اللى كانت بينا يامؤيد
نظر إلى عيونها قائلا بهدوء
معلش ياشاهى..متزعليش..إنتى عارفة اللى كنت فيه..واللى عملته فية بنت نصار..وأدينى أهو..جيت عشان خاطرك إنتى بس لما عرفت إنه عيد ميلاد ريم..بنوتك الحلوة..هي فين صحيحعايز أعايدها.
قالت شاهيناز بصوت ظهر فيه الحنق رغما عنها
هتطلع دلوقتى على المسرح مع ....مع مدرستها..اول ما هتخلص الأغنية بتاعتها هندهلها عشان تتعرف عليك..قوللى بقى ..كنت مختفى فين الفترة اللى فاتت دى كلها وأخبارك إيه
إبتسم مؤيد قائلا
هقولك ياشاهى..هقولك.
صفق الجميع حين أعلن خالد عن أغنية طفلته التى ستؤديها فى الحال مع صديقتها روجينا و معلمتها جورية..ليصمت الجميع حين وقفت ريم وصديقتها مع تلك المرأة الجميلة الرقيقة بوضع مسرحى خلب لب الجميع..قبل أن يبدأ كل منهم الغناء فى جو رائع..حمل إلى الجمهور نسمات ملائكية جذابة..ليندمج الجميع بالتصفيق المنغم على كلمات تلك الأغنية الخفيفة للأطفال
شفت الفار السندق اللى اكل البندق فوق سطح الفندق
شفت القطة الناو اكل الفار السندق اللى اكل البندق فوق سطح
الفندق
شفت الكلب الهاو عض القطة الناو اكل الفار السندق اللى اكل البندق فوق سطح الفندق
شفت الڼار اليح حړق عصاى الآى ضړب الكلب الهاو عض القطة الناو اكل الفار السندق اللى اكل البندق فوق سطح الفندق
...
على قد ماقلت فى بالى خلينى بعيد وانا مالى
وحشتنى عيونكوا وجيت علشانكو انا ايه اللى مغير حالى
ياما طلعتو عيونى وتعبت وغلبتونى
علشان كده فجأة عملت مفاجأة وجيت ياللى وحشتونى
...
انا ايه اللى اتغير فيا حبيتكو بكل مافية
وبقيتو حياتى ياكل حياتى ياحلم سنينى الجاية
معرفش انا ليه حبيتكم وحشيتنى كتير ضحكتكم
الشوق خلانى ارجع من تانى وهبعد تانى انا ليه
إنتهت الأغنية ليصفق الجميع بحرارة..خاصة ذلك الذى أصابه سهم العشق الأخير بصوتها الملائكي الجذاب والذى إمتزج مع صوت طفلته وصديقتها..ليعزفوا سويا على أوتار قلبه..
تخضب وجه جورية بالخجل وكادت أن تغادر ذلك المسرح الصغير المعد بداخل المنزل..ولكنها توقفت وقد طالبها بعض الحضور بالغناء مجددا..شعر خالد بغيرة حاړقة ولكن رفضها الرقيق أثلج قلبه ..حتى ألحت عليها ريم وروجينا أن تغنى.. وأمام إلحاح الصغيرتان لم تستطع جورية الرفض مجددا ..لتنظر إلى عيون خالد الذى تعلق بعيونها وهي تأخذ الميكروفون..تشيح بعيونها عنه..وهي تبدأ الغناء..تغمض عيناها قبل أن ينساب صوتها الملائكي ليصمت الجميع..يستمعون لصوتها الشجي وهي تردد كلمات رائعة هانى شاكر..لتمس القلوب جميعها فى تلك اللحظة بالذات.
....نسيانك صعب أكيد.. ملوش غير حل وحيد..
لتفتح عيونها تستطرد فى الغناء
أبدأ من تاني حياتي وأصادف حب جديد ..
لتنظر إلى عيونه فى تلك اللحظة وهي تغنى قائلة
ولو ان الحب التاني مش هيرجعلي زماني ولا هيعوض حرماني اللي في حبك بيزيد..
لتشيح بوجهها عنه..وتأخذ معها أنفاسه وهو يشعر بأنها تتحدث إليه..تخبره لأول مرة بمكنون قلبها..تستطرد قائلة
لكن طول ما انت في بالي صورتك دايما بخيالي نسيانك صعب أكيد نسيانك صعب اكيد.
نظر فراس إلى ليلة بدوره فى تلك اللحظة لتنظر إليه بدورها..تغشى عيونها الدموع قبل أن تبتعد هاربة إلى حجرتها..بينما أغمض هو عينيه پألم..بينما تأملت لين هذا الذى يقف بجوار شاهيناز..ينظر إليها بجمود بينما تنظر هي إليه بعيون إمتلأت بالمشاعر..
ليصدح صوت جورية قائلة
يللي معاك ابتديت اعرف كلمة هويت واعرف كلمة يا ريت وبحبك قلتها ليه عينيك خدتني ليك وبعمري معاك بقيت وبقلبي عليك ناديت أوهام صدقتها..
ليشيح مؤيد بوجهه عنها.. وجورية تستطرد بصوت عذب يمتلئ بالحزن
يللي عشقتك وأتاري حبك غدر والم ..قد ما كان قلبي شاري قد ما قلبك ظلم.. أول قلبك ما خان خنت اللي اداك امان حاعشق غيرك عشان يمكن أنسى الندم .. ولو ان الحب التاني مش هيرجعلي زماني ولا هيعوض حرماني اللي في حبك بيزيد.. لكن طول ما انت في بالي صورتك دائما بخيالي نسيانك صعب أكيد نسيانك صعب اكيد.
لتغمض لين عيونها پألم تخفى دموع سكنت بها..تنعى قلب تمزق الآن ..تماما ..بينما نظرت جورية فى عيون خالد الذى تعلق بعيونها الدامعة وهي تختتم أغنيتها قائلة
نسيانك صعب أكييييد.
ليصفق الجميع بحرارة..فأشاحت بوجهها وهي تمسح عيونها برقة تقبل الصغيرتان اللتان صفقا بسعادة ثم إحتضناها..بينما تبتسم إبتسامة باهتة لكل من جاءها يهنأها على صوتها وآدائها الرائع الملئ بالإحساس..قبل أن تتسلل بهدوء وتذهب لتقف بجانب فراس..ليمسك يدها بيده وهو يومئ لها برأسه مبتسما بهدوء ..ليجز خالد على أسنانه غيظا وتظهر الغيرة بعيونه..بينما هناك عيون تابعت زوجها ونظراته العاشقة لتلك الجورية ومؤيد ونظراته الغاضبة من لين..لتحنقها تلك النظرات الأولى وتثلج قلبها الأخيرة..لتنوى أن تفعل شيئا بخصوص الأمرين.
الفصل التاسع عشر
لست ضعيفة لكنى أحمل قلبا مسالما لا يستطيع الخذلان
فكيف أتبع قلبى وأستسلم لعشق الوجدان
ومن ربانى عمرا ينكر هذا العشق بكل الكيان
هو لم يظلمنى يوما .. فقط منحنى كل حنان.
فكيف برب السماء قد أخذله وأعلن راية العصيان
قال عزيز بتوتر وهو يغلق هاتفه
روحتى فين بس ياجورى فى الوقت ده
قالت جليلة بهدوء
ممكن تكون نايمة ..متشغلش بالك إنت.
رمقها بحدة قائلا
ومن إمتى بتكون نايمة ومبتردش علية ياجليلة..أكيد نزلت مصر عشان حاجة فى دماغها..نزولها مصر مش مريحنى.. أكيد وراه حاجة.
قالت جليلة بتوتر
حاجة إيه بس
قال عزيز بحزم
مش عارف ..بس هعرف ياجليلة..هعرف.
إبتسم مؤيد إبتسامة حقيقية وهو يقول لريم
كل سنة وإنتى طيبة ياريم..ما شاء الله كبرتى أوى.
قالت ريم بإبتسامة بريئة
كل سنة وإنت طيب يا آنكل مؤيد..كنت فين من زمان..أنا سألت عنك آنطى لين وقالتلى إنك مسافر..ها ..سافرت روحت فين بقى
كاد مؤيد أن يتحدث حين قاطعه صوت خالد الآتى من خلفه يقول بهدوء ظاهري ولكن فى طياته ظهر عتاب أدركه مؤيد فى نبراته وهو يقول
كان مسافر باريس فى شغل ياريمو..سيبى آنكل مؤيد يرتاح شوية من
تم نسخ الرابط