رواية خالد من 16-20
الداخل..ولكنه قلق عاش معها لسنوات طويلة ومن الصعب أن تتخلى عنه بسهولة ليظهر التردد على ملامحها فيراه نبيل ويدرك فيم تفكر لذا عندما قالت
نبيل أنا....
قاطعها قائلا بحزم
إنتى بتحبينى وأنا كمان بحبك..إبعدى كل الخۏف اللى جواكى وإدينا فرصة وأنا أوعدك إنك متندميش.
تأملت ملامحه التى تنطق بالثقة ..لتنتقل ثقته إليها وتتسلل البسمة إلى شفتيها..ليبتسم بدوره قائلا
إتسعت إبتسامتها وهي تسحب يدها فى خجل قائلة
عليه الصلاة والسلام.
إتسعت إبتسامة نبيل قائلا
فى لهفة
أنا هكلم عمى فى البلد عشان ييجى ونخطبك من أهلك.
قالت سها بسرعة
لأ يانبيل متستعجلش.
عقد حاجبيه وهو ينظر إليها ..لتستطرد قائلة بسرعة
متفهمنيش غلط..أنا موافقة بجد ولو علية هقولك تعالى النهاردة إنت وعمك عشان تخطبونى من أهلى ..بس فرحتى مش هتبقى كاملة طول ما صاحبتى متعذبة بالشكل ده..وإنت كمان أعتقد إنك مش هتفرح وصاحبك فى الحالة دى..وأكيد هتكون حابب يكون جنبك فى يوم زي ده..أنا بقول نستنى شوية لحد....
إنتى كدة راهنة سعادتنا بسعادتهم ياسها..والله أعلم إمتى هيرجعوا لبعض ..ده إن رجعوا أصلا.
ربتت على يده قائلة
خلى عندك ثقة فى الحب اللى هيجمعهم من جديد..وخلى عندك ثقة فى إن ربنا مش هيسيب قصة زي قصتهم تكون نهايتها بالشكل ده..ومتنساش إن هم اللى جمعونا.
ربت بيده الاخرى على يدها التى تضعها على يده ..وهو يقول
أبعدت يدها بخجل قائلة
أظن دلوقتى فيه دافع أكبر من الصداقة يحركنا عشان نساعدهم يرجعوا لبعض ولا إيه
إبتسم بحب وهو يومئ برأسه موافقا على كلماتها....تماما.
نهض فراس يستقبل زائره بحيرة تملأ قلبه ولكنها لم تظهر أبدا على ملامحه وهو يقول بهدوء
أهلا وسهلا ياخالد بيه..إتفضل.
إقترب خالد بخطوات واسعة من مكتب فراس حتى توقف أمامه تماما..قائلا بحزم
إبتسم فراس بداخله ولكنه أخفى إبتسامة ثغره والتى كادت أن تظهر..فقد راهن نفسه على أن خالد سيبحث عن جورية فى اليوم التالى من الحفل الذى ظهر فيه مستسلما لمشاعره تماما..ربما لأول مرة..ليقول فراس بهدوء
جورية سافرت ياخالد.
عقد خالد حاجبيه قائلا
سافرت إمتى
جلس فراس مشيرا له بالجلوس وهو يقول
إنبارح بالليل.
علطول كدة.
قال فراس بهدوء
جورية بتمر بمرحلة نفسية مش كويسة خالص ياخالد..بتحاول تهرب من مشاعرها وماضيها فى المكان اللى إتولدت فيه حكايتها أصلا..بس ڠصب عنها مش قادرة تكون فى مكان تانى.
إزداد إنعقاد حاجبيه وهو يقول
ليه حاسس إنك تقصد حاجة بكلامك ده يافراس
إبتسم فراس نصف إبتسامة وهو يميل للأمام قائلا
قال خالد ببرود
ما تجيب من الآخر وتقول اللى عندك..تعرف إيه عن ماضى جورية ومشاعرها ..وتعرف إيه عن اللى بيحصل مابينا
تراجع فراس فى مقعده قائلا
الحقيقة كان نفسى..بس الكلام ده يخص واحدة آمنتنى على سرها وأنا أد الأمانة بإذن الله.
رمقه خالد ببرود يخفى حنقه من فراس وما يحمله من أسرارها..ألهذه الدرجة يبدو قريبا منهاتبا كم يؤلمه ذلك..ويثير غيرته..ليقول بهدوء
طيب يابير الأسرار ممكن تقولى على عنوانها..عنوان جدها يعنى.
نظر إليه فراس قائلا
والله هي موصيانى كمان إنى مقولش لحد عليه..بس أنا ممكن أقولهولك لو وعدتنى تعيد حساباتك فى موضوعى أنا وليلة..وتوافق على إرتباطنا.
ظهرت الصرامة على وجه خالد وهو يرمقه پغضب قائلا
أنا عمرى ما خليت حياتى الشخصية قصاد حياة إخواتى..ومش هبدأ دلوقتى..أنا مستحيل أساوم فى الموضوع ده..إخواتى خط أحمر يافراس.
ليتركه مغادرا بخطوات غاضبة ليتوقف حين إستمع إلى صوت فراس يهتف بإسمه..إلتفت ينظر إليه فى برود..ليبتسم فراس قائلا
أنا كنت محتاج بس أتأكد إنك تستاهل جورية..وتستاهل كمان إخلاص ليلة اللى رافضة تخون ثقتك فيها..لو كنت وافقت ياخالد..كان تصرفى هيكون شكل تانى خالص ..مش بعيد كنت إتجوزتها ڠصب عنك..إنما دلوقتى هحترم قراركم إنتوا الإتنين..وهستنى اليوم اللى تغير فيه رأيك..وتدينى فرصة.
ليمد يده إليه بورقة قائلا
العنوان أهو..أنا كنت محضرهولك.
نظر إليه خالد لثوان قبل أن يقترب منه ليأخذ منه الورقة.. ليبتسم فراس قائلا
بس متنكرش إنها كانت محاولة كويسة ..صح
إبتسم خالد رغما عنه وهو يضع الورقة فى جيبه قائلا
سلام يافراس.
إتسعت إبتسامة فراس قائلا
سلام ياخالد.
إبتعد خالد مغادرا..بينما يتابعه فراس بعينيه..يدرك أن خالد فى
طريقه لأن يؤمن بأن العشق عندما يمتلك القلب..يجبر صاحبه على فعل المستحيل ليكون فقط إلى جوار محبوبته..فقط إلى جوارها.
قال خالد بهدوء
مع الأسف يامؤيد ..سفرية مفاجئة ومش هعرف أقابلك النهاردة ..هنأجل الميعاد لغاية ما أرجع من السفر.
قال مؤيد بهدوء
تمام ياخالد..تروح وترجع بالسلامة.
ثم أغلق هاتفه وهو يشعر بالإرتياح لما يحدث..فربما جاءت مقابلته اليوم مع خالد بما يثنيه عن إنتقامه..والذى لن يستطيع أحد أن يحول بينه وبين القيام به سوى خالد فقط الذى يكن له فى قلبه كل الود والإحترام..يدرك من كل قلبه أن رجلا مثله لا يستأهل تلك المرأة الحية الخائڼة..وسيعمل على إزالتها من حياته وحياة الجميع..بل سيعمل على إزالتها من الدنيا إن إقتضى الأمر ذلك....نعم سيفعل.
كانت شاهيناز تجلس شاردة..تفكر فى رحيل مؤيد السريع بالأمس..تتساءل بحيرة عما أخبره به خالد قبل ان يذهب..فربما ظهرا كصديقين بالأمس حين كانت تراقبهما ولكنها تعلم أن خالد حانق على مؤيد لتطليقه لين فى غيابه ودون أن ينتظر عودته ..حتى وإن طلبت هي ذلك..فقد كان الأولى به أن ينتظر عودته فربما أصلح بينهما ولم يصل بهم الأمر إلى الطلاق ..وهذا بالضبط ما أرادته شاهيناز..تدرك بالفعل أن غياب خالد قد ساعدها فى تفرقتهم عن بعضهم البعض..فلو كان موجودا لإستطاع ټدمير خطتها بالكامل..أفاقت من شرودها على صوت ريم وهي تمنحها هاتفها قائلة بملل
أنا زهقت يامامى من اللعبة دى..خدى الفون بتاعك وأنا هروح ألعب مع آنطى ليلة..أكيد رجعت من الجامعة دلوقتى.
ربتت شاهيناز على رأسها بحنان قائلة
ماشى ياريم..روحى لليلة.
غادرت ريم الحجرة تتابعها شاهيناز بعينيها..قبل أن تنظر إلى هاتفها..لتلتمع تلك العيون وهي تسرع بطلب رقم هاتفه..ليرد عليها على الفور..فإبتسمت قائلة
إزيك يامؤيد.
أجابها ..فأمسكت خصلة من شعرها لفتها على يدها قائلة
معقولة مش عارف صوتى
إستمعت إليه وهي تبتسم قائلة
أيوة شاهى.
لتعتدل وهي تستطرد قائلة
بقولك إيه..خالد سافر وأنا مروحتش الشغل النهاردة ومليت من قعدة البيت..إيه رأيك نخرج نتعشى برة
إستمعت إليه فإلتمعت عيونها وهي تقول
تمام ..ساعة بالظبط وهكون هناك..أيوة أيوة عارفاه ..سلام.
لتغلق هاتفها وهي تنهض بسرعة تستعد لمقابلته..تشعر بالسعادة وكأنها عادت مراهقة من جديد..وياله من شعور.
كان خالد يقود سيارته متجها إلى الوادى بذهن شارد..ليست تلك هي المرة الأولى التى يرى فيها هذا الطريق..يكاد يقسم على ذلك..فهو يبدو مألوفا لديه إلى حد كبير..يكاد يجن وهو يدرك أيضا أنه لم يسافر أبدا إلى هذا المكان أبدا..ولم يزر الوادى مطلقا فى حياته..إذا لماذا إنعطف من ذلك الطريق قبل أن يرى تلك اللافتة التى ترشده بالإنعطاف تجاه اليمين كي يصل إلى الوادىولماذا يشعر فى كيانه بأنه كان هنا من قبلترى هل من الممكن ان يكون هذا المكان من أحلامه أيضاإنه حقا لا يدرى..شعر بالإرهاق من كثرة التفكير..يعاوده ذلك الصداع المؤلم من جديد..ليقرر تنحية كل التساؤلات جانبا حتى يصل إليها..إلى من يثق بأنها ستجيب عن كل تساؤلاته وتريح قلبه وعقله..فبداخله شعور أنها وحدها من تملك جميع الإجابات..هي دون غيرها...جورية.
كانت جورية تمسك بقلمها ترسم لوحة لهذا المنظر أمامها..تتأمل قرص الشمس الأحمر وتلك الأرض البعيدة تبتلعه ببطئ ..تخفيه عن
ناظريها..وكأنه أبدا لم يكن..تماما كعشقها الذى إبتلعته بقعة النسيان..فإختفى ببطئ من حياتها وحياة فهدها..ليظل ظلا باهتا لا أمل فيه ومآله إلى زوال..ولكن مع إختلاف بسيط فالشمس ستشرق من جديد تلقى بأشعتها على تلك الأرض الجرداء..ولكن عشقهما لن يسطع مجددا فى سماءها ينير أرض قلبها التى أصابتها ظلماء نسيانه..بل يوما ما سيزول ويختفى ليتحول قلبها إلى عتمة لا نهاية لها..تركت قلمها فلم تعد ترغب فى رسم
هذه اللوحة والتى ستذكرها دائما بقصة عشق بلا أمل..تبا..وما الشئ هنا الذى لا يذكرها بعشقها..الأرض.. الهواء ..الماء..كل شئ ينبض بإسمه..بذكرياتها معه..هذا الوادى بأكمله يحمل عبقه..جاءت إليه تبغى هربا من حبيبها ..تبغى نسيانا لعشقه..فما زادها هذا الوادى سوى تذكيرا به وبقصتهما معا..لتزفر بقوة..لا تدرى ماذا تفعل
رن هاتفها..لترى رقم خالتها جليلة..أخذت نفسا عميقا..ثم أجابت هاتفها قائلة
أيوة ياخالتى..عارفة إنى إتأخرت وجاي.....
ليقاطعها صوت جليلة وهي تقول بجزع
فهد هنا ياجورية..وبيسأل عنك.
إعتلت الصدمة ملامح جورية وهي تضغط بأصابعها على سماعة الهاتف بقوة وخالتها جليلة تستطرد قائلة بإضطراب شديد
تعالى بسرعة قبل ما جدك ييجى ويشوفه وتبقى مصېبة.
قالت جورية بتوتر وهي تفيق من صډمتها
جاية حالا..مسافة السكة.
لتغلق هاتفها على الفور وتلملم أشيائها بسرعة وتصعد إلى مهرة..توكزها بقدمها قائلة
على البيت يامهرة وبأسرع حاجة عندك.
وكأن الفرسة قد أحست بصاحبتها لتنطلق مهرة بسرعة..تسابق الريح..توصل جورية إلى حيث ينتظرها خالد..لا تدرى ما الذى ستفعله معه حين تصل وكيف ستشرح الأمر لجدها وتتفادى أن يعرف خالد بقصتهما سويا..تدعوا الله فقط ان تصل فى الوقت المناسب قبل أن يكتشف جدها وفهدها كل ما أخفته عنهما سويا.
إقتربت شاهيناز من تلك الطاولة التى يجلس عليها مؤيد كما عهدته بالماضى..مسترخيا ..ينظر إلى محيطه بسخرية وكأنه لا يأبه بهم..بل إنه حقا لا يهتم لأمرهم..يهتم بنفسه فقط..برغباته وأمنياته التى يضعها قيد التنفيذ..ولا شئ..لا شئ مطلقا يحول دون أن يلبى تلك الرغبات ويحقق تلك الأمنيات..هكذا عشقته..جامحا..رائعا..لا مثيل له فى كل من عرفت قبله..حتى قابل لين..ليتحول إلى حمل وديع..کرهت ما فعلته به تلك المرأة الغبية..والتى لم تقدر قيمة هذا الكنز الثمين حين كان بيدها وتركته هكذا بسهولة يضيع من يدها..لو مكانها ما تركته قط بل لأصبحت له كظله تماما..لا تفارقه سوى بالمۏت..وقعت عيناه عليها فى تلك اللحظة..لتبتسم مرحبة به فبادلها إبتسامتها ناهضا من مكانه لإستقبالها..توقفت أمامه تماما فمد لها يده لتمد له يدها تسلم عليه..ضغط على يدها برقة وهو يرفعها إلى فمه يلثمها..لتتسع إبتسامتها وهو يعتدل قائلا بجاذبية طاغية
إتأخرتى علية..بس جمالك يشفعلك عندى ويخلينى أديلك ألف عذر.
جلست تضع قدما فوق الأخرى قائلة بدلال
طول عمرك مجامل يامؤيد..وبتعرف تسكتنى بكلامك.
جلس مؤيد بدوره وهو يقول
أنا مش بجاملك وإنتى عارفة إنتى أد إيه جميلة..فبلاش تواضع..مش لايق عليكى على فكرة.
إبتسمت وهي تخرج من حقيبتها علبة سجائرها ..تخرج منها سېجارة..وتضعها فى فمها..ليسرع مؤيد بإشعالها بقداحته..لتأخذ نفسا عميقا ثم تطلقه قائلة بهدوء
أنا عارفة فعلا إنى جميلة بس جمالى ده مفرقش معاك زمان يامؤيد..إيه اللى إختلف دلوقتى
مال إلى الأمام قائلا وهو يشير إلى نفسه
اللى إختلف أنا ياشاهى..مؤيد مبقاش مؤيد بتاع زمان..بعد اللى عملته فية بنت نصار..قررت أرجع زي زمان.. أفكر فى نفسى وبس..وقررت كمان إنى أطبق المثل..خد اللى بيحبك ومتاخدش اللى بتحبه..وأنا عارف إنك أكتر واحدة حبيتنى ياشاهى.
نظرت إليه شاهيناز وقد إلتمعت عيناها بلهفة ولكنها مالبثت أن تمالكت نفسها وهي تقول
بس أنا دلوقتى ست متجوزة.
إبتسم مؤيد قائلا فى سخرية
بس مبتحبيش جوزك ..ومبتلمعش عنيكى ليه زي ما بتلمع لما تبصيلى ياشاهى.
تراجعت شاهيناز فى مقعدها قائلة
وإفرض..هتفرق فى إيه دلوقت
قال مؤيد بهدوء
هتفرق كتير صدقينى ياشاهى..لو بجد بتحبينى هبيع الدنيا كلها وأشتريكى وهتحدى الكل عشان تكونى معايا.
قالت شاهيناز بهدوء يخالف دقات قلبها المتسارعة فرحا
وخالد..ولين..هنعمل معاهم إيه يامؤيد
قال مؤيد بغموض
دول سيبيهم علية..هقدر عليهم وبسهولة..إنتى نسيتى أنا مين
قالت شاهيناز بجدية
منستش يامؤيد..بس إنت اللى ناسى إحنا بنتكلم عن مين..ده خالد نصار برده.
إبتسم بسخرية قائلا
وأنا مؤيد الحسينى ياشاهيناز..الظاهر إنك فعلا نسيتى أنا مين وأقدر أعمل
إيه..عموما لو مش عايزانى فخلاص قعدتنا دى ملهاش لازمة وإعتبريها محصلتش..عن إذنك..انا مضطر أمشى لإنى معنديش وقت أضيعه على الفاضى.
ونهض ينوى المغادرة حين إستوقفته بيدها التى أمسكت ذراعه قائلة
إستنى رايح فين..أنا مقلتش إنى مش عايزاك.
نظر إليها قائلا ببرود
ومقلتيش كمان إنك عايزانى.
إبتسمت قائلة
هقولها يامؤيد..عايزاك طبعا ..أنا عمرى ما حبيت ولا هحب غيرك.
إبتسم بإنتصار وهو يجلس مجددا قائلا
حلو أوى..كدة بقى أقعد عشان نعرف نتكلم.
قالت شاهيناز فى حيرة
هنتكلم فى إيه
إتسعت إبتسامته قائلا
نتكلم عن مستقبلنا طبعا ياحبيبتى.
إبتسمت بسعادة وهي تسمع مؤيد يدعوها بحبيبته..بل ويتحدث عن مستقبل يجمعهما..لتنصت إليه بكل حماس وشغف......وعشق.