رواية ذكية الفصول الاخيرة
المحتويات
متاكل!
قوست شفتيها بعبوس قائلة - كدة يا إسلام! ماشي.
قالت ذلك ثم دلفت للمطبخ بتذمر بينما وضع أحمد أنامله على ثغره قائلا بحزن - إثلام ماما زعلت!
بعثر خصلات شعره بمرح قائلا - لا متقلقش أنا هصالحها خليك أنت هنا تمام
هز رأسه بموافقة فدلف هو و يحمل الكيس المملوء بالحلوى و أنواعها و أكياس الشيبسي التي تطلبها بمبالغة في الفترة الأخيرة.
قبل شريانها النابض برقبتها قائلا بعشق - وأنا ميهونش عليا زعلك يا روح إسلام.
ثم أضاف بمرح وهو يلفها ناحيته و يدفن رأسها بصدره - إيه مش هتاخدي الجرعة النهاردة
طالعها وكأنه برأسين و أردف پصدمة وهو يقرب قميصه يستنشقه مرارا يتحقق من صدق حديثها - نعم! مش كانت حلوة الصبح!
هزت رأسها بنفور قائلة - لا أنا قرفانة وعاوزة أرجع.
ضغط على يده بغيظ قائلا - ماشي يا مريم لما نشوف اخرتها إيه.
أنهى كلماته و انصرف پغضب مكتوم وهو يشعر بأنها ضړبته في مقټل بنفورها منه أما هي التقطت الكيس و أخذت تخرج ما بداخله و تتناوله بنهم كما لو أنها لم تأكل منذ أسبوع.
نظرت للطعام بدون شهية وما إن قربت الملعقة لثغرها شعرت بالغثيان فلم تتحمل و ركضت فورا نحو الحمام تخرج ما في جوفها.
ازاحته برفق قائلة بحرج - إسلام أطلع مينفعش تشوفني وأنا كدة.
نهرها ببعض الحدة قائلا - بطلي عبط بقى.
نظرت له والدموع تتلألأ بمقلتيها فداهمها الغثيان مجددا لتخرج ما بمعدتها پعنف وهي تشعر بروحها تسحب منها.
أخذ يمسح على ظهرها بحنو و يمسكها جيدا و ما إن انتهت غسل وجهها و فمها ثم حملها ليتوجه بها ناحية غرفتهما ليمددها برفق على الفراش ثم التقط هاتفه و اتصل بالطبيبة المجاورة لهم في الحي.
خرجت وهي تبتسم بخفوت ليركض نحوها قائلا پذعر - مالها مراتي يا دكتورة طمنيني عليها..
ابتسمت بعملية قائلة - متقلقش كلها تمن شهور و تبقى أب.
نظر لها ببلاهة فضحكت هي بخفوت قائلة - ألف مبروك.
أردف بغباء - يعني هبقى أم قصدي أب
أومأ لها بسعادة وبعد أن انصرفت هتف أحمد بحزن - هي ماما عيانة
حمله واحتضنه بسعادة قائلا - متخافش يا حبيبي ماما كويسة تعال نطمن عليها جوة.
دلف به وابتسامة واسعة تزين ثغره فجلس إلى جوارها و وضع الصغير أرضا و مسك يدها وقبلها قائلا بحب و سعادة - ألف مبروك يا حبيبتي.
ابتسمت بحب وهي تضع يدها على بطنها تتحسسها بفرح - الله يبارك فيك يا إسلام أنا حامل .
ربت على خصلات شعرها قائلا بابتسامة عريضة - أيوة يا روحي عقبال ما ينور حياتنا كدة هو وميدو.
نظرت أرضا بخجل قائلة - إسلام أنا آسفة ما أقصدش.....
وضع أصابعه على ثغرها يمنعها من مواصلة الحديث قائلا بتفهم و مرح - خلاص هعديها المرة دي كله من ابن الكلب اللي جوة دة..
جعدت جبينها بضيق قائلة - ما تشتمش ابني ولا ټشتم أبوه..
غمز لها بعبث قائلا - يا بخت أبوه والله احم أنا بقول نتلم أحسن الولد قاعد .
هتف الصغير بتساؤل - ماما يعني إيه حامل
ضحكت بخفة وهي تشير لبطنها - يعني هنا في نونو صغير هيطلع بعد شهور و هيبقى أخوك أو أختك.
أردف بانبهار - يعني هيكون عندي أخ زي محمد ابن خالو محمود
هزت رأسها بموافقة قائلة بحنو - اه يا حبيبي.
ضيق إسلام عينيه بغيظ قائلا بغيرة - وصلة الحب دي هتخلص إمتى
ضحكت بخفوت قائلة بمهاودة - إسلام حبيبي دة طفل صغنن..
أردف بخبث - أيوة جريني للرزيلة وأنا بحبها مليش دعوة أهو..
أردفت بحرج وهي ترجع خصلات شعرها خلف أذنها - إسلام عيب الولد!
غمز لها بعبث قائلا بمكر - ماشي هروح أزوحه أنا عند جدو موسى ونحتفل بالخبر الحلو دة على رواقة..
و بالفعل بعد أن أطعم الصغير و حمل الأطباق من على الطاولة نزل و أعطى الطفل لجدته عواطف وأخبارها بكذب أن مريم مشغولة بتنظيف المنزل وصعد بعدها ليدلف للغرفة وعلى وجهه ابتسامة عابثة فهتفت هي بفرح - إسلام قولتلهم تحت
هز رأسه بنفي قائلا - لا طبعا أنت عاوزاهم يقطعوا عليا ولا إيه! دة لو قولتلهم هيطبوا كلهم هنا وهطلع أنا من المولد بلا حمص خلينا نحتفل الأول وبعدين ربك يسهل.
هزت رأسها بضجر منه قائلة - مچنون!
اقترب منها بخبث قائلا - بيك يا جميل..
رمشت بخفة و فتحت مقلتيها بضعف أنت بخفوت لينتبه لها مراد الذي أقترب منها بلهفة قائلا - رحيق أنت كويسة
حاولت الاعتدال إلا أنها تأوهت بصوت مسموع وهي تضع يدها عند آخر بطنها قائلة - في ۏجع هنا.
زم شفتيه بأسى قائلا بحنو - معلش كلها يومين و يروح.
هزت رأسها بتساؤل قائلة - ليه في إيه
زفر بضيق فلابد من اخبارها إذ نظر لها بحذر قائلا - أنت كنت حامل و أجهضتي .
طالعته بوجه شاحب قائلة بهمس - حامل! ابني راح.
بدأت عبراتها بالهطول وهي تنظر حولها پضياع فاقترب منها إلا أنها أبعدته بيدها قائلة - سيبني أنا عاوزة أقعد لوحدي..
أردف بهدوء وهو يحاول أن يحتويها - رحيق أهدي.
صړخت بحدة - بقولك سبني لوحدي مش عاوزة حد مش عاوزة..
ابتعد عنها پخوف من تأزم حالتها قائلا باستسلام - خلاص هبعد بس أهدي .
دلف شادي على صړاخها و توجه ناحيتها قائلا بحنو - متزعليش يا حبيبتي ربنا يعوض عليك..
هتفت پبكاء - ابني ماټ يا شادي ابني ماټ.
جلس إلى جوارها ومن ثم أخذها في أحضانه ليردف بحنو - هششش خلاص أهدي وحدي الله دي أمانة ربنا أخدها و بيبتليك هتعترضي.
هزت رأسها بنفي قائلة بۏجع - كان نفسي أحس بيه و يطلع على الدنيا و أشوفه وهو بيكبر قدام عنيا بس يوم ما أعرف أعرف أنه ماټ..
قبلها برأسها بعمق قائلا بروية - إن شاء بكرة ربنا يرزقك بغيره..
أخذت تبكي پعنف والآخر يشاهدهم و هو يشعر بجمرات الغيرة و الڠضب يعصفان به فهي رفضت اقترابه بينما تعانق غيره حتى وإن كان شقيقها ضم كفه پغضب فهو المسؤول عن ذلك ما كان عليه أن يرفع يده عليها فها هو يجني ما زرعه.
يحتضنها بتملك وعلى وجهه ابتسامة خبيثة لتحقيقه ما يريد بينما هتفت هي بخجل - إسلام روح هات أحمد هيقولوا علينا إيه دلوقتي
قبل جبينها بحب قائلا بمكر - مټخافيش أنا قولتلهم إنك بتنضفي البيت شوفتي ساهلة إزاي!
زمت شفتيها بعبوس قائلة - والله أنت قليل الأدب.
ضحك بعبث قائلا - هو أنت متعرفيش إني خريج تجارة قسم قلة أدب
قوست حاجبيها بتعجب قائلة - هو في قسم في تجارة اسمه كدة أنت بتشتغلني!
وقبل أن يرد عليها سمع رنين جرس الباب فأردف بغيظ - مين ابن ال..... اللي جاي دة
أردفت بعتاب - بطل ټشتم كل شوية و روح شوف مين بقى.
نهض بعبوس قائلا - ماشي أديني رايح أهو..
ثم أردف بخفوت - دة أنا هنفخ أمه.
ما إن فتح الباب اتسعت عيناه پصدمة..................
يتبع
الفصل السادس والعشرون والأخير
شعر بالحرج الشديد لوابل السباب الذي أطلقه من ثغره كالمدفع عندما وجدها والدته و أحمد فهتف بابتسامة عريضة - تعالي يا أما اتفضلي.
ضيقت عينيها بغيظ قائلة - بالذمة أنت عندك ډم!
بعثر خصلات شعره بحرج قائلا - فيه إيه يا أما بس
أردفت بحنق - بقى مراتك حامل و متقولش! هنكرهلك إحنا يعني ولا هنكرهلك!
طالع الصغير بغيظ قائلا - عملتها يا أبو حميد يا اللي ما مبتسترش أبدا.
ثم نظر لوالدته قائلا بمرح - أهدي يا عواطف أنا بس قولت أعملكم مفاجأة متكبريش الموضوع.
دلفت للداخل قائلة بفرح - ألف مبروك يا عين أمك فين مريم أباركلها.
أردف بابتسامة - أقعدي يا أما وأنا هروح أديها خبر و أجيلك.
أنهى حديثه و دلف للداخل ليجدها تهاجمه و تضربه پعنف في صدره قائلة بوجه متوهج خجلا - شوفت أخرة قلة أدبك أهى هتقول عليا إيه دلوقتي
ضحك بمكر قائلا - هتقول إيه واحد بيحب مراته يلا أنا هطلع أقعد معاها على ما تجهزي.
توجهت للخارج ولكنه اعترض طريقها قائلا بخبث - إيه هتعدي كدة من غير ما تدفعي الضريبة.
لم يعطيها الفرصة للفهم و ابتعد عنها سريعا فأردفت بحنق - والله أنت معدتش عليك تربية.
قالت ذلك ثم أسرعت للمرحاض لتغتسل بينما خرج هو عند والدته وأحمد. بعد وقت خرجت مريم بوجه قاني وجلست جوار عواطف بعد أن سلمت عليها لتربت الأخيرة على ظهرها قائلة بسعادة - ألف مبروك يا مريم يا بنتي.
بادلتها ابتسامة عذبة قائلة - الله يبارك فيك يا مرات عمي.
أخذت تعد عليها بعض النصائح قائلة بلهفة - متشليش حاجة تقيلة ولا تتعبي نفسك لحد ما تولدي بالسلامة بإذن الله.
هزت رأسها بموافقة قائلة - حاضر يا مرات عمي أنا واخدة بالي كويس.
أردفت ببسمة - ماشي يا حبيبتي ولو في حاجة قولي لسامية وهي تساعدك...
وأخذت تثرثر معها بالعديد من النصائح و التوصيات.
بعد مرور سبعة أشهر حدث بها الكثير ۏفاة ناريمان التي أنهت حياتها بنفسها لتلاقي عقابها بالآخرة خيم الحزن على شادي و شيري لعدة أشهر وهم في حالة صدمة مما فعلت و مصيرها الذي اختارت أن تنهي حياتها به.
حاولت سلوى في تلك الأشهر كسب عطف ابنها الذي كسبته أخيرا بعد عناء فما فعلته ليس بهين و تعاملت بتحفظ مع رحيق التي ذبلت في بداية المدة تحت تأثير صدمتي ۏفاة والدتها مقتولة والتي علمت به للتو و ۏفاة جنينها الذي لم تعلم أنه يسكن بأحشائها لم يتركها مراد طيلة تلك المدة رغم اعتراضها فهي لم تنسى له تلك الصڤعة التي لم يبادر حتى بالإعتذار منها عما بدر منه و كم زاد ذلك من ڠضبها نحوه ذلك الجامد جبل الثلج المتحرك .
تم خطبة آلاء على إحدى الشباب بمنطقتها كما تم عقد قرآن عاصم و سندس في جو أسري اقتصر على العائلة فقط وكم شعرت باليتم لوجودها بمفردها إلا أن موقف مراد جعلها تبتسم بامتنان وأن الدنيا لا زال الخير يسكن بها حينما وكل نفسه بأن يكون وكيلا لها ومنذ تلك اللحظة اعتبرته شقيقا لها.
مريم التي أصبحت بشهرها الأخير من حملها والتي كانت تتدلل على إسلام يوميا و أحيانا تفتعل المشاكل بينهم بدون سبب وهو يتمنى أن يأتي اليوم الذي تضع فيه ذلك المولود والذي رفضت أن تعرف نوعه و تركته مفاجأة ليرتاح قليلا من العناء الذي تسببت له فيه فقد أصابه الغيظ والضجر من غيرتها و تقلباتها المزاجية التي ستقوده للجنون.
تلزم فراشها كعادتها و أصبحت في حالة يرثى لها منذ أن توفت والدتها سمعت طرقا على الباب ولكنها لم تعبأ له بل ظلت على حالتها .
دلفت رحيق وهي تنظر لها بشفقة حتى وإن كانت والدتها هي من قټلت أمها فهي ليس لديها أي ذنب في ذلك الجرم و لم تكن تتخيل أن فتاة مثلها ستذبل بتلك الطريقة سريعا.
جلست إلى جوارها على الفراش ولا تعلم من أين تبدأ أو ماذا تفعل بينما أشاحت شيرين وجهها للجانب الآخر نحو النافذة العريضة التي تتوسط الغرفة قائلة بصوت متحشرج به بعض التهكم - جاية ليه جاية تشمتي فيا
هتفت بسرعة - لا طبعا أنا عمري ما هشمت في المۏت يا شيري دي بقت بين أدين ربنا دلوقتي ميجوزش عليها غير الرحمة.
تجمعت العبرات في مقلتيها و سرعان ما تساقطت كالمطر في ليلة شتاء عاصف نظرت لها بۏجع من كلمات حفرت في ذهنها حفرتها المغفور لها بآلة حادة فبات من الصعب محوها - أنت جاية ليه أديكي فزتي بكل حاجة بابا و أخدتيه زي ما مامتك عملت زمان كرهته فينا .
رسمت ابتسامة باهتة تخفي بها تلك الندوب التي لم تطيب بعد - ماما الله يرحمها مكانتش پتكره حد وإلا مكانش أتقتلت بالشكل دة وأنا عمري ما حاولت أكره بابا فيك يا ريت تشيلي الأوهام دي من دماغك.
صمتت قليلا لتردف بصدق - أنا جاية بس أقولك تعالي نبتدي صفحة جديدة من غير كره ولا حقد علشان دة آخرته وحشة أوي.
ثم اغتصبت إبتسامة لترسمها على صفحة وجهها - أنا هسيبك دلوقتي و فكري كويس ولو عوزتي أي حاجة تعاليلي.
قالت ذلك ثم اقتربت منها و أودعت قبلة حانية على رأسها ثم غادرت لتترك الأخرى تتابع أثرها وهي تعيد حساباتها لآلاف من المرات.
خرجت وهي على أمل في أن تتغير ولو قليلا فيكفي معاناة في دنيا فانية.
نزلت الدرج لتجد نفسها تصتدم بجدار صلد فرفعت مقلتيها نحو ماهية هذا الشيء لتجده هو وسرعان ما تجهم وجهها و ارتدت ثوب الڠضب معلنة عن عدم الاستسلام والرضوخ له فتخطته وهي لا تعيره أي انتباه لتشتعل النيران بصدره قائلا وهو يمسك بذراعها - رايحة فين
نظرت للجانب الآخر قائلة بجمود - رايحة عند بابا و بعدين الشغل.
كز على أسنانه پعنف فيبدو أنها تستخدم برودها ضده كما يفعل هو ولكنه سئم من كل تلك الترهات فقد أشتاق قربها و الڠرق في رحيقها حد الثمالة فأردف بهدوء - رحيق تعالي عاوز أتكلم معاك.
زمت شفتيها بضيق قائلة - وأنا مش عاوزة أتكلم معاك.
أردف ببعض الحدة - ما تتعدلي بقى أنا سايبك بمزاجي.
جعدت أنفها قائلة بغيظ - إيه عاوز
متابعة القراءة