رواية الذكية من 8-10

موقع أيام نيوز

وجد ما يبحث عنه .
حملها مجددا و دلف بها لغرفتها وهنا أصابته الحيرة ماذا سيفعل بملابسها المبتلة ! أيذهب ليجلب أخته و تقوم بتلك المهمة أم يقوم هو بتلك المهمة !
نظر للصغير و هتف بحرج - ميدو حبيبي روح اتفرج على التلفزيون على ما أجي .
هز رأسه بنفي قائلا - لا أنا هقعد مع ماما لما تثحى .
أردف بروية - هتحصى إن شاء الله بس ماما هتغير هدومها و مينفعش تقعد .
أردف ببراءة - طيب ما أنت هتقعد !
جز على أسنانه پعنف فهذا ليس وقت يستخدم فيه الذكاء فهتف بهدوء مصطنع - لا أنا هطفي النور يلا يا ميدو ماما تعبانة .
و بالفعل خرج الصغير بينما وضعها على الأريكة برفق و توجه للخزينة ليخرج لها ملابس اختارها بعشوائية والتي كانت عبارة عن بنطال يصل لما بعد الركبة و بلوزة بنصف كم .
بدل ملابسها بحرص شديد وهو يتحاشى النظر إليها و بعد أن انتهى مددها برفق على الفراش ثم التقط الحقنة وقام بإعدادها وهو يراقبها بتمعن ولأول مرة يراها دون حجاب و بملابس بيتية لطالما كانت متحفظة أمامه .
سمع همهمات تصدر منها فمال برأسه ناحيتها ليسمع ما تقول و لكنه لم يتبين شئ . مد ذراعها برفق ثم غرز فيه الإبرة فأصدرت شهقة مټألمة و كأن حواسها انتبهت فهي تخشى الحقن ولا تمقت سواها .
أخذ يدلك مكان الإبرة برفق حتى عاد وجهها لطبيعته بعد أن كانت تقطب جبينها پألم . دثرها جيدا و ازدرد ريقه بتوتر حينما اقترب بوجهه ناحيتها وهو يدثرها فلم يشعر بذاته وهو يحدق بتفاصيل وجهها ولا بدقات قلبه الذي كاد أن يقفز من مكانه و كأنه يخبره أنه سيتمرد عليه .
ما إن وقع بصره للأسفل قليلا شعر برغبة قوية في التقاط كرزيتها في رحلة طويلة و عند تلك النقطة دقت أجراس الخطړ بعقله ليبتعد عنها فورا يشد شعره بقوة مزمجرا پغضب مكبوت - إيه اللي كنت هتهببه دة بس فوق بقى فوق ..
خرج مسرعا بعد أن شعر بثقل أنفاسه بالداخل فأخذ يتنفس بسرعة و كأنه حرم من الهواء في محرابها بالداخل توجه للغرفة المجاورة ليسحب أحد قمصانه و يرتديها بدلا من ذاك الذي أبتل و خرج ليرى الصغير الذي هتف بسرعة - ماما ثحيت
تنهد بعمق قائلا - لا لسة يا ميدو أدتها حقنة تخفف السخونية و هتبقى كويسة بإذن الله .
شهق بخفوت قائلا - بث ماما پتخاف من الحقنة هروح أجبلها شكولاتة من عندي علشان مش ټعيط .
أردف بدهشة - پتخاف من الحقن ! أومال دكتورة صيدلانية إزاي ! طيب يا بطل معاك شيكولاتة ولا أنزل أشتري
أردف بتأكيد - لا معايا كتير ماما بتحطهم جوة في الدولاب بث أنا مش هلحق تعال أنت جيب أنت من جوة .
دلفا للداخل مجددا عندها و توجه إسلام ناحيتها يتحسس جبينها تنهد براحة عندما وجد حرارتها انخفضت كثيرا عن ذي قبل .
هتف أحمد بطفولية - الثخونية راحت
ابتسم له بخفوت قائلا - اه راحت الحمد لله و بقت كويسة .
قفز الصغير على الفراش ومن ثم جلس على بطنها وأخذ يضرب وجنتيها برفق قائلا - ماما إثحي ..ماما .
ثم أخذ يقبل وجنتيها بحنان مثلما تفعل وهو مريض قائلا - أهو بوثتك علشان تخفي يلا قومي ..
وبعد عدة محاولات بدأت تحرك جفنيها و فتحت مقلتيها بضعف وهي تتأوه بخفوت فهتف الصغير بفرح - ماما ثحيت ..
قطبت جبينها قائلة بتعجب - ميدو أنت جيت ! أكيد جعان يا قلبي أنا محقوقالك ثانية و أكلك يبقى جاهز .
- مفيش داعي أنا غديته إرتاحي أنت.
انتفضت على إثر صوته فإلتفت ناحيته قائلة بفزع - إسلام ! 
ثم اعتدلت في جلستها قائلة بتلعثم - هو ...هو إيه اللي حصل وأنت إيه اللي دخلك هنا قصدي ...يعني ....
أردف الصغير بتقرير - ماما أنت ثخنة وعمو إثلام شالك و وداكي تحت الدش ..
شهقت بصوت مسموع وهي تتطلع له بذهول بينما عض هو على شفتيه قائلا بخفوت - الله يحرقك يا أحمد ما بتسترش أبدا ..
مهلا مهلا نظرت لهيئتها وهنا تذكرت أنها عندما دلفت لهنا كانت ترتدي ملابس غير تلك ازدادت ضربات قلبها پعنف فجذبت الغطاء لتداري ما يمكن مداراته قائلة بحدة رغم وهنها - أنت عملت إيه يا قليل الأدب
رفع حاجبه باستنكار قائلا - نعم قليل الأدب! أنت ناسية إنك مراتي وإني يحقلي أعمل أكتر من كدة !
تحولت وجنتيها للون النبيذي و قاطعته قائلة بصړاخ - إيه اللي أنت بتقوله دة الولد قاعد احترم نفسك و بعدين بأي حق تعمل كدة
رفع حاجبه قائلا بتهكم - الحق عليا يعني كنتي سخنة و بتفرفري أسيبك يعني !
تحاشت النظر إليه قائلة - كنت بعت سامية ولا ماما .
أردف بتهكم - ولما يجوا و يشوفوا وضعنا دة هيقولوا إيه يا أم مخ تخين ! الحق عليا كنت سبتك تفرفري كدة علشان تعرفي إن الله حق .
ذمت شفتيها قائلة بضيق - أنت هتزلني ! متشكرين يا سيدي نردهالك لما تمرض .
حدق بها بذهول قائلا - بتتمنيلي المړض يا مريم يعني دي أخرتها ! اه من لسانك دة اللي عاوز يتقطع .
أردفت بغيظ - لو سمحت ما تغلطش فيا فاهم و بعدين ماتوهش إزاي تغيرلي هدومي يا ساڤل
ضحك مغلوبا على أمره قائلا - والله العظيم يا جدع ! 
ثم نظر لها قائلا بجرأة و وقاحة - أيوة غيرت هدومك وشوفت كل حاجة يا رب ترتاحي بس ! 
ثم أردف بخبث كاذب - وكمان إيه كنتي وحش هو أنت مش فاكرة حاجة يا خسارة ! على العموم هبقى أفكرك بس وقت تاني ..
أنهى كلماته وهو يغمز لها بعينه بينما تراجعت للخلف پصدمة و تراخت أعصابها وهتفت پخوف - عععع......عملت إيه أرجوك قولي ..
نظر لها بتسلية وهو يتابع شحوب وجهها فمال على أذنها يهمس لها بكلمات ما إن نهاها تراخى جسدها و فقدت الوعي على الفور .......بقلم زكية محمد
يتبع
الفصل العاشر
قراءة ممتعة
ظل طيلة الوقت الغافية فيه يراقب كل تفصيلة فيها دون كلل تلك الغائبة التي ستعوضه رحيل الأخرى و ستدخل الفرح لجدران قلبه المعتمة .
شعر بها تتململ دليل على استيقاظها فأخذ يطالعها بحماس وهو يرتب كلماته التي سيخبرها إياها .
فتحت عينيها بضعف و أخذت تجول بأنظارها في المكان فوجدت نفسها بغرفة عصرية حديثة أخذت تطالعها بإنبهار شديد فجلست نصف جلسة تدرس كل تفصيلة بها غافلة تماما عن ذلك الذي يود زرعها بين أضلعه ولا يتركها أبدا .
بدأت تتساءل بداخلها عن هوية ذلك المكان ومن قام باحضارها إلى هنا ! 
وقع بصرها على والدها الممدد بجوارها فأطلقت صړخة عالية و قفزت من مكانها پذعر قائلة پخوف و تلعثم - أنت.... أنت مين
ابتسم لها بۏجع قائلا - مش عرفاني يا حبيبتي !مش فكراني !
هزت رأسها بنفي قائلة پذعر - لا أنا مش عرفاك .... أنا... أنا عاوزة أروح ..روحوني.. أنتوا عاوزين مني إيه
أردف بحنو و دموع علقت بعينيه - أنا باباكي يا رحيق باباكي يا حبيبتي تعالي قربي مني نفسي أحضنك و أشبع منك .
نظرت له پصدمة قائلة - أنت .... أنت أبويا
أومأ بتأكيد قائلا بلهفة - أيوة يا قلبي أنا أبوكي يا رحيق أبوكي اللي ھيموت عليكي كل السنين اللي فاتت كلها و يشوفك .
نظرت له بتهكم قائلة - والله ! كنت فين السنين دي كلها و أمي بټموت وأنا اللي الدنيا بتلطش فيا دلوقتي جاي تقولي أبوكي ! أنا عاوزة أمشي مش هقعد هنا أبدا أنت فاهم
وما إن همت لتغادر الغرفة أردف بۏجع و توسل - يا بنتي تعالي بس كلميني ربنا يهديكي أنا مش قادر أقوم .
أردفت بتهكم قاس - ليه مش قادر تقوم ! رجليك منملة !
هز رأسه قائلا بۏجع - لا علشان مشلۏل يا بنتي أنا لو بقدر أمشي كنت قومت حضنتك و مخلتكيش تفارقيني أبدا .
أردفت بتلعثم - ممشلول!
هز رأسه قائلا بابتسامة عريضة - أيوة يا بنتي مشلۏل قربي مني بلاش تتعبيني .
رق قلبها له حينما رأت نظراته المتوسلة لها و سارت بخطوات مرتجفة ناحيته و جلست على استحياء بالقرب منه فابتسم لها بحب قائلا - بتبصي للأرض ليه مش عاوزة تشوفيني ولا تحضنيني ! تعرفي أنا بقالي ثلاث ساعات ببص عليكي وأنت نايمة بحفظ ملامحك جوة قلبي و أنا طاير من السعادة إني أخيرا لقيتك .
ثم فتح ذراعيه لها قائلا برجاء - ممكن أحضنك يا بنتي
شعرت بالذنب ينهش أعماقها من ترجي والدها لها بهذه الطريقة فأومأت برأسها بسرعة و اندفعت نحوه كالقذيفة لتستقر بين ذراعيه احتضنته بقوة وكم شعرت بالدفئ وكأنها تملك العالم وحدها و سرعان ما شقت دموعها مجراها .
أخذ يقبل رأسها بلهفة و ندم قائلا - سامحيني يا بنتي سامحيني . ليكي حق تكرهيني بس والله دورت عليكم كتير ملقتكمش ..
قاطعته قائلة بلهفة - أنا... أنا مش بكرهك يا بابا .
ابتسم لها بحب قائلا بحنين - يااااه من زمان ما سمعتهاش منك يا نور عيني آخر مرة شوفتك فيها كنتي عيلة بضفاير أربع سنين قبل ما تختفوا أنت و مامتك .
قطبت جبينها بتعجب قائلة - نختفي ! أنا مش فاهمة حاجة خالص .
أردف بحيرة هو الآخر - ولا أنا يا بنتي ! في حلقة ضايعة في النص بس مش مهم أهم حاجة إنك معايا و جنبي من تاني أنا مش هسيبك أبدا و هعوضك عن كل حاجة بس أنت سامحيني و أديني فرصة .
أردفت بابتسامة عريضة - بس أنا مسمحاك يا بابا ! بس متضايقة منك إزاي تنسى ماما و تتجوز عليها و تخلف أنا افتكر إنها كانت بتحبك أوي و فاكرة كلامها ليا هي ما تستاهلش أبدا كدة !
سحب نفسا طويلا قائلا - دة موضوع طويل مش وقته خليني أشبع منك الأول .
أردفت برجاء - لا قولي دلوقتي .
تنهد بعمق قائلا - ماشي يا ستي أولا أنا اتجوزت أم شادي الأول مش العكس .
شهقت پصدمة قائلة - ها ! يعني ماما مراتك التانية
أومأ بتأكيد - أيوة بس لولا الظروف كانت هتبقى هي الأولى و الأخيرة . زمان يا بنتي أتحديت أبويا و أمي والكل علشان أتجوزها بس هما وقفوا في طريقي أمي طبعا كانت مختارة ليا عروسة من الوسط المخملي تشرفها قدام الهوانم بتوعها ولما عارضتهم مش قادر أوصفلك عملوا إيه علشان يمنعوني .
نظرت له بفضول قائلة - عملوا إيه
ابتسم بخفوت عليها قائلا بۏجع - بلاش أقولك أنت أبرأ من إني أقولك حاجة زي دي المهم اضطريت أتجوزها و بعدها بمدة خلفت شادي مكنتش عايش من غيرها جسم من غيرها روح مقدرتش أعيش من غيرها روحت أتجوزتها وسكنت معاها في شقة لوحدنا بعدما أترجيت أبوها يوافق عشت معاها أجمل خمس سنين في عمري كله راحت ومش هلاقي زيها تاني لحد ما في مرة روحت لقيتها اختفت بيكي من غير ما أعرف ليه ! 
ومن وقتها وأنا بدور عليكم زي المچنون و مرت سنة ورا سنة وأنا ما اعرفش عنكم حاجة لحد ما في مرة كنت سايق ومش واخد بالي فعملت حاډثة و اتشليت بسببها زي ما أنت شايفة .
أدمعت عيناها بحزن عليه قائلة - أنا آسفة يا بابا والله ما كنت أعرف .
مسح عبراتها بحنان قائلا - ما تتأسفيش يا حبيبة بابا أنت مش عارفة دلوقتي أنا فرحان قد إيه حاسس بجزء من روحي رجعتلي تاني و دة كفاية عليا أعيش بيه اللي باقيلي .
قبلت يده بحب قائلة - بعد الشړ يا بابا دة أنا ما صدقت ما بقالي أب بس يا بابا هو مين جابني هنا ! أنا آخر حاجة فكراها إني كنت ماشية في الشارع وفجأة حسيت بحد بيكممني بمنديل و أغمى عليا بعدها .
ضحك بصخب على ذلك الأبله قائلا - دة واحد مچنون أعذريه شادي أخوكي ..
جعدت أنفها بضيق قائلة - البارد قليل الأدب ! ثم أردفت بتدارك - قصدي يعني في الأول مكنتش فاكرة أنه أخويا وكدة .
ابتسم بحنو قائلا - دة بيحبك أوي وكان بيجي معايا ساعات ويشوفك ويلعب معاكي بش شكلك كدة فقدتي الذاكرة .
أردفت بحرج - شكله كدة لأن مش فاكرة يمكن علشان كنت صغيرة وقتها بس دة ما يمنعش أنه مچنون في حد يعمل كدة !
ضحك بخفوت قائلا - لا دة طاقة منه بس وقت الجد بيبقى راجل و يعتمد عليه دة لما عرف إنك لسة عايشة كان ھيموت من الفرحة أحلى حاجة فيه أنه واخد مني مش من والدته .
أردفت بود - طيب و أختي هو قالي أن عندي أخت برده .
ربت على يدها بحنان قائلا - أيوة أختك شيري هي أصغر منك بسنة لسة في الجامعة بتدرس ..
صمت قليلا ليردف بحذر - رحيق ! في شوية حجات عاوزك تعرفيها هنا و مش عاوزك تقلقي أنا هقف معاكي وفي ضهرك .
أردفت بقلق - حجات إيه دي يا بابا
ضيق عينيه قائلا بحذر شديد - بصي هنا هتلاقي البلد مقسومة نصين بمعنى أوضح في ناس هتتقبلك وناس لا الناس اللي هتتقبلك هما عمك ومراته و مراد عادي الأمر سيان بالنسباله و ضيفي عليهم شادي كمان أما بالنسبة للباقي ..
قاطعته قائلة - مش مرحبين بوجودي ومش طايقني مش كدة
هز رأسه بأسف بينما استرسلت هي بهدوء - بس أنا أقدر أعيش مع مدام سندس و هبقى أجي أشوفك كل يوم مش عاوزة أسبب لحضرتك مشاكل ولا حتى للموجودين هنا .
أردف بعتاب - تعيشي في مكان تاني و أبوكي لسة على وش الدنيا ! اسمعي يا رحيق مش بعد ما لقيتك تقوليلي إيه ومش عارف إيه أنت هتقعدي هنا ڠصب عن الكل و لو حد ضايقك أنا اللي هقفله .
أردفت باعتراض - بس
تم نسخ الرابط