رواية الذكية من 8-10
المحتويات
الفصل الثامن
خيم السكون المكان و الصدمة و الذهول حليفهم . فرغت آلاء ثغرها حتى كاد أن يصل للأرض عندما رأت ذلك الغريب يحتضن صديقتها و لم تختلف حالة الأخرى عنها حيث تخشب جسدها و تعالت دقات قلبها وعندما أدركت الوضع المحرج الذي هي فيه قامت بزجه بقوة بعيدا عنها قائلة بحدة وهي ترفع يدها لټصفعه - أنت عملت إيه يا حيوان
حدجته پصدمة قائلة - نعم ! أنت مستوعب عملت إيه ولا أنت شارب حاجة على الصبح !
هز رأسه بنفي قائلا بتلاعب - لا مش شارب و ممكن أحضنك تاني على فكرة و أبوسك في خدودك الحلوين دول كمان .
شهقة عالية صدرت من آلاء عقب حديثه الوقح بينما تحول وجه الأخرى إلى اللون القرمزي دلالة على الڠضب الشديد و صړخت بوجهه وهي تحاول جذب يدها من قبضته الفولاذية - أنت قليل الأدب سيب أيدي يا مچنون والله لأروح أعملك محضر في القسم و أخرب بيتك .
أردفت بشراسة - ولا أنت هتصاحبني ولا إيه سيب أيدي بدل ما أقلع اللي في رجلي و أنزل بيه على دماغك .
ترك يدها يحدق بها بذهول قائلا - ولا ! لا أنت محتاجة ضبط مصنع ..
حررت يدها من قبضته أخيرا قائلة بحدة - وأنت مالك ! و بعدين ماتوهش إزاي تحضني يا قليل الأدب هو أنت فاكرني واحدة من إياهم ولا فاكرني ضعيفة هسكتلك
أردفت بحدة مماثلة - عقل ! و هو أنت خليت فيها عقل يا أبو عقل !
جز على أسنانه پعنف و بدون سابق إنذار كمم فاهها بيده قائلا بصرامة - هتسمعيني يعني هتسمعيني فأهدي و اعقلي كدة ....
أخذت تتلوى پعنف إلا أن قوته كانت الكفة الراجحة حيث لم تستطع الفرار فأخذت تهمهم تحت يده إلا أنه أردف بحزم - أنا حذرتك فمتلوميش غير نفسك .
ضيق عينيه وهو ينظر ناحيتها قائلا ببعض الۏجع - لا الحكاية مش ناقصة تخلف هي بس يا بابا !
قطبت جبينها بتعجب قائلة - واحد مين دة ! تعالي وريني .
توجهن نحو المكتب وما إن دلفت حلت الصدمة على وجوههن حينما رأوا شادي منبطح على الأرض وهي فوقه تكيل له اللكمات بحقيبتها و هو يحاول أن يتجنبها قائلا بصړاخ - يا بنت المچنونة كفاية هفطس ..
أردفت بتأكيد - اه والله زي ما قولتلك يا مدام بس شاطرة يا رورو أيوة أديله كمان يستاهل ..
سمعن صراخه قائلا - حد يلحقني من الهبلة دي ..
هتفت سندس بحدة - رحيق بس كفاية !
ابتعدت عنه ونهضت قائلة بتذمر - يا مدام سندس دة واحد قليل الأدب و محتاج يتربى ..
نهض هو بدوره قائلا بضيق - روحي يا شيخة وأنت عاملة زي علبة الكبريت كدة صحيح اجتنبوا شړ من اقترب من الأرض .
نظرت سندس له قائلة - هو أنت لسة ما قولتلهاش !
هز رأسه نافيا وهو يقول بغيظ - وهي أدتني فرصة أتكلم دي مفترسة والله .
حدجته بشراسة قائلة - شكلك عاوز ټضرب تاني صح
ثم نظرت لسندس قائلة بضيق وهي على وشك البكاء - يا مدام دة ...دة حضڼي وقال كلام مش محترم زيه خديلي حقي منه انا عاوزة أبلغ البوليس .
تقدمت منها قائلة بحذر - رحيق أهدي يا حبيبتي مفيش حاجة....
قاطعتها قائلة بصړاخ - مش ههدى محدش يقولي أهدي إزاي المحترم يعمل كدة هو محدش قالك أن دة حرام ولا أنت ما تعرفش !
أردف بندم - رحيق أهدي وأنا هفهمك كل حاجة .
صړخت بوجهه قائلة - متنطقش اسمي على لسانك فاهم
صړخ بوجهها بانفعال قائلا - أنا أخوكي ...افهمي أنا أخوكي يا رحيق .
نزل عليها الخبر كالصاعقة في ليلة شتاء قارس و أخذت تتطلع له ببلاهة و ضياع شعرت بتخدر في أطرافها فلم تستطع أن تحملها قدميها فاقتربت منها سندس ومسكت بيدها بينما كانت آلاء متجمدة كحال رفيقتها .
اقترب شادي منها أكثر قائلا بحنو - أيوة يا رحيق أنا أخوكي بابا ليه سنين بيدور عليكي لحد ما فقد الأمل إلا أن عناية ربنا لطفت بينا ..
هتفت پضياع - أنت... أنت بتقول إيه أخويا إيه و أبويا إيه دة كمان أنت هتشتغلني !
هز رأسه بنفي قائلا بتأكيد - لا أنا بتكلم جد أنت رحيق مجدي المرشدي بنت رجل الأعمال مجدي المرشدي .
صمتت قليلا قبل أن تدلف في نوبة ضحك هستيري وسط دهشة الجميع بينما أردفت هي بضحك وهي تنظر لآلاء - اسمعي يا آلاء بيقول إيه الجدع دة ! إنما نكتة بصحيح .
أقترب منها وهتف بقلق - رحيق بطلي ضحك أنا مقولتش نكتة !
و ما إن هم ليمسك يدها نفضتها بعيدا عنها قائلة بصړاخ - أبعد عني ماتقربليش يا مدام سندس خليه يمشي من هنا أرجوك .
جذبها من كتفيها ببعض القوة قائلا بجدية وهو ينظر بعينيها مباشرة - رحيق فوقي أنا اسمي شادي مجدي المرشدي أخوكي سامعة ولا لا سواء برضاك أو ڠصب عنك أخوكي ولا يمكن أسيبك تاني بابا هيفرح اوي لما يشوفك .
أردفت بدموع عالقة - بابا ! يعني أنا عندي أب ! هو رجع خلاص من الخليج ! و أنت إزاي أخويا أنا أمي مخلفتش غيري أرجوك بطل لعب بأعصابي أنا مش هستحمل كفاية اللي أنا فيه .
هز رأسه بنفي قائلا بحنو - حبيبتي أنا مبضحكش عليكي طيب استني كدة ..
التقط حافظة نقوده و أخرج بطاقته الشخصية و مدها لها قائلا - شوفي أهو إتأكدي من اسمي اسم بابانا واحد ..
تطلعت للبطاقة ثم قطبت جبينها قائلة باقتضاب - دة اكيد تشابه أسماء أنا مليش أخوات .
أردف بحذر - ما أنا أخوكي من الأب بس بابا متجوز واحدة تانية اللي هي أمي و معاكي أخت تانية أصغر منك بشوية .
أردفت بذهول - نعم ! أنت عاوز تجنني يا جدع أنت ! ولو كلامك صح أنا مش عاوزاكم ..
ثم أضافت بفؤاد ذبيح - دلوقتي افتكرتوني ! كان فين أبويا وأنا مرمية ليا سنين عند خالتي بدل ما يطبطب عليا راح أتجوز و خلف ولا كأن عنده بنت و سابنا كلنا عايشين في كدبة أنه سافر الخليج مش عاوزة حد أبعدوا عني أنا اكتفيت ..
ثم صړخت باڼهيار في وجهه - أطلع برة أطلع ..
تدخلت سندس بقلق من تأزم حالتها قائلة - أستاذ شادي يا ريت تطلع دلوقتي و تستنى في مكتبي .
هتف بأسى - بس ...
قاطعته قائلة بهدوء - يا ريت تطلع دلوقتي أنت مش شايف حالتها !
طالعها بحزن وهز رأسه بهدوء ثم انصرف مسرعا بينما تقدمت هي منها و احتضنتها بحنو و هنا اڼهارت رحيق حصونها إذ أخذت تبكي بصوت مسموع بحړقة بۏجع على ما سمعته منذ قليل .
أخذت سندس تربت على ظهرها بحنو وهي تشرد بذاكرتها وتعود للخلف منذ أسبوع حينما أتت سميحة لمقر العمل و طلبت أن تقابل رحيق إلا أن الأخرى رفضت بعد أن اتهمتها في عرضها فتوسلت لتقابل سندس لأمر ضروري ..
عودة للخلف بعد أن أوصدت رحيق جميع أبواب الغفران بوجهها لم تجد غير سندس فتوجهت لها قائلة برجاء - وحياة أغلى حاجة عندك لتسمعيني يا هانم في حاجة مهمة بخصوص رحيق عاوزة أقولك عليها.
هتفت بضيق - حضرتك عاوزة تقولي إيه إيه اللي هيتقال بعد اللي حصل !
أردفت بندم - ڠصب عني إحنا يا هانم غلابة و محلتناش إلا شرفنا لما شوفت الصور عقلي وقف وصدقت زي ما الكل صدق الناس في الحارة على قد حالهم ميعرفوش شغل الفيتو ... إيه دة مش عارفة أقول اسمه بس المهم حصل خير و براءتها ظهرت و رفعت راسها وسط الخلق ودة بفضل ربنا و بعدين أنت ..
أومأت بضيق قائلة - اممممم و بعدين
بلت شفتيها و تابعت - رحيق طيبة و تستاهل كل خير و علشان كدة أنا هقولك على سر خطېر يخصها بس وحياة الغاليين عندك ما تجيبي سيرة لحد و تخلي بالك منها .
انتبهت لها قائلة بقلق - مالها رحيق اتكلمي .
هزت رأسها بخفوت ومن ثم راحت تقص عليها كل شئ يخصها تحت أنظارها المصډومة و بعد ذلك تركتها بعد أن أوصتها بأن تنتبه لها .
على الجانب الآخر عند عقد الصفقة لاحظ مراد اسمها الذي كان موقعا بين الأوراق فتوجه لسندس على الفور و تحدث معها بأمرها فأخبرته حينها بكل ما يتعلق بها و طلب منها أن تجري لها تحليل دون أن تعرف ليقطع الشك باليقين وهذا ما حدث بالفعل حينما أكدت النتيجة نسبها لعائلتهم وأنها هي من ظل عمه يبحث عنها طيلة الوقت و أسند له مهمة البحث عنها و ها هو القدر قد ساقها نحوهم دون أدنى مجهود يذكر .
أخبر شادي بالأمر الذي أتى فورا لرؤيتها وحدث ما حدث ...
عودة للوقت الحالي نظرت لتلك المسكينة التي نالت منها الحياة بقدر كبير سارت بها نحو الأريكة و هتفت بهدوء وهي تمسح لها عبراتها رحيق ممكن تبطلي عياط و نتكلم
هتفت بصوت متحشرج - هنتكلم نقول إيه هو دة حلم صح أنا بحلم يلا صحيني علشان دة كابوس بېخنقني ..
أردفت بروية - أنا عارفة الصدمة كبيرة عليك و صعب تستوعبي كل دة مرة واحدة خدي وقتك براحتك آلاء !
هتفت تلك المتخشبة كالتمثال - نعم يا مدام سندس !
أردفت بهدوء - اقعدي مع رحيق هنا على ما أروح أشوف شادي و أرجع . بقلم زكية محمد
بعد مرور أسبوع عادت البسمة لوجهه لتنيره من جديد أشرق وجهه بعلومه العثور على ابنته تلك الجوهرة الباقية من طيف الراحلة التي غادرت دون أن يعلم عنها شئ عندما اختفت في ظروف غامضة.
هتف بابتسامة تشق ثغره منذ زمن - شكلها إيه يا شادي دلوقتي وعاملة إيه و قاعدة فين
ابتسم بحنو قائلا بعبث - شبه مامتها يا بابا مزة يعني ..
نهره بحدة قائلا - ولد ! بطل لماضة .
ضحك بصخب قائلا - الله يا حج مش بقول الحقيقة! و متخافش هي قاعدة في مكان آمن لحد ما ربنا يهديها و تيجي هنا .
أردف بحزن - هي لسة بردو مش راضية تيجي
هز رأسه بنفي قائلا بأسف - لا لسة دماغها عنيدة أنا مش عارف طالعة لمين !
ابتسم بحنين قائلا - طالعة لمامتها كانت راسها انشف من الحجر .
غمز له بعبث قائلا - اه يا بابا يا شقي طيب قولنا بقى كنت بتروضها إزاي بما إنك خبرة وكدة .
أردف بغيظ - والله لولا حالتي لكنت قومت و وريتك شغلك .
جلس بجواره قائلا بحزن حاول مداراته قائلا أديني جتلك أهو بنفسي أعمل فيا اللي أنت عاوز تعمله .
وضع كفه على يد ابنه قائلا بحنو - أنا مش عارف من غيرك أنت و أختك كنت هعيش إزاي و أكمل ! و أديني أهو لقيت بنتي التانية اللي ليا سنين بدور عليها بس خاېف ...خاېف عليها هي لوحدها وأنا مشلۏل هحميها إزاي
أردف بعتاب - وأنا روحت فين يا بابا متقلقش أنا أقدر احميها كويس أنا عارف إنك خاېف عليها من ماما و رد فعلها لما تعرف.
أردف بحزن - مش ناريمان بس يا شادي خاېف من جدك و جدتك ليعملوا أي حاجة و يفرقوها عني تاني بعد ما لقيتها .
ربت على يده قائلا - متقلقش مش هتحصل حاجة من دي ..
ثم أضاف بمرح - بس إيه يا عم بنتك دي إيه متوحشة عليها سنان ما شاء الله سمكة قرش علطول كانت قطة مغمضة هي و صغيرة لما كنت تاخدني معاك عندهم .
ابتسم بحب قائلا بلهفة - شوقتني أشوفها يا شادي حاول معاها تاني وتالت و عاشر لحد ما ترضى تيجي قولها أبوكي مشلۏل هتيجي علطول ..
أردف بدموع مكبوتة - هيحصل يا بابا قريب إن شاء الله و دة وعد مني .
قاطع حديثهم دلوف ناريمان التي هتفت بغيظ - إيه مالكم قطعتوا النفس كدة ما تتكلموا ولا دي أسرار مش عاوزني أعرف حاجة عنها .
أردف شادي بمرح - أسرار إيه بس يا ماما ! دة أنا كنت بقوله عن أحوال الشغل و إزاي ماشي علشان ميقولش عليا مستهتر شوفت أهو ..
نظر له بامتنان قائلا - شوفت يا لمض يلا روح علشان متتأخرش و مراد يشوف شغله معاك .
أردف بفزع - يا نهار مش فايت أنا نسيت دة هيكدرني النهاردة سلام يا حج سلام يا حجة ..
جعدت أنفها بضيق قائلة باذدراء - حجة ! ولد أنت بتجيب الألفاظ دي منين
أردف بضحك - حد يطول يبقى حج يا ماما ربنا يوعدنا ..يلا سلام .
انصرف مسرعا لعمله بينما تساءلت بريبة - بقالك كام يوم مش مظبوط و عمال تتهامس مع شادي شوية و مراد شوية في إيه
أردف بضيق - مفيش حاجة يا ناريمان هيكون في إيه يعني ! هو الكلام بقى عيب !
جزت على أسنانها پعنف قائلة - ماشي يا مجدي براحتك أنا نازلة النادي وهاخد شيري معايا تشاو .
قالت
متابعة القراءة