رواية الذكية من 8-10

موقع أيام نيوز

- مقدرش أشوف حد محتاج مساعدتي و أقوله لا .
أردفت بانفعال - و أديكي أهو مدتيلها إيدك لكن هي عملت إيه ! عضتها يا مريم و رمتها ونكرت الجميل.
أومأت بخفوت قائلة - عندك حق يا بثينة أنا اللي غلطانة و أستاهل ضړب الجزمة أنا كل اللي بيحصلي لحد دلوقتي بسبب غبائي .
أردفت بهدوء - لا متقوليش كدة العيب مش عندك و بعدين ما أتعودتش عليكي كدة أنا فين مريم القوية اللي ما بتستسلمش بسهولة كدة .
أردفت بتهكم - خلاص ماعدتش تتحمل أكتر من كدة جبت آخري يا بثينة يا رب أموت و أرتاح و أريحهم مني ..
أردفت بعتاب - بعد الشړ عنك متقوليش كدة يا مريم متنسيش أحمد اللي محتجالك .
ابتسمت بحب على ذكر هذا البرئ الصغير قائلة - صدقيني هو الحاجة الوحيدة اللي مصبراني على مر الأيام.
أردفت بحنو - يبقى متقوليش الهبل دة تاني سامعة
احتضنتها بحب قائلة - ربنا يخليكي ليا يا بوسبوس أنت الوحيدة اللي بتستحملي قرفي .
ضيقت عينيها قائلة بغيظ - مش هرد عليكي قومي يا بت قومي فرفشي كدة ألا بالحق إيه أخبارك مع اللي ما يتسمى
قوست شفتيها بعبوس قائلة - متقوليش عليه كدة .
رفعت حاجبها باستنكار قائلة - من امتى! ولا السنارة غمزت ولا إيه العبارة
تنهدت بحزن قائلة - لا غمزت ولا نيلة دة بني آدم رزل أصلا و ما بيحسش .
ضحكت بصخب قائلة - لا دة أنت شكلك معبية منه على قلبك قد كدة ! قوليلي عمل فيكي إيه المزغود
أمام قصر فخم مصمم على الطريقة الحديثة توقفت سيارة سوداء و نزل منها ذلك المتعجرف وتوقف للحظات قبل أن يلمح سيارة ابن عمه .
قطب جبينه بتعجب و وقف يشاهد ارتجال شادي السريع و إلتفافه يمينا و يسارا بشكل يثير الريبة فوقف يراقبه بفضول .
اتسعت عيناه پصدمة حينما رآه يفتح الباب الخلفي و يميل قليلا ليحمل ذلك الجسد والذي لم يكن سوى لرحيق ثم غلق الباب بقدمه واستدار ليدلف بهدوء .
ما إن سار للداخل بحديقة القصر أوقفه صوته الجامد قائلا بدهشة - بتعمل إيه يا حيوان !
اعتصر عينيه و زفر بغيظ ثم استدار ناحيته قائلا - زي ما أنت شايف .
رفع حاجبه بشك قائلا - هي نايمة ولا أنت مخډرها !
ابتسم ببلاهة قائلا - إزاي عرفت أيوة أنا مخډرها .
أردف بتهكم - و ملقتش طريقة غير دي تجيبها بيها هنا !
أردف بضجر - أهو كان على إيدك دماغها الحجر دي اللي عاوزة تتكسر مش نافع معاها اللين يبقى نتعامل بالقوة أنا هوديها لبابا اللي ھيموت و يشوفها .
أردف بجمود - و الباقي يعرف باللي يحصل مهدتلهم يعني ولا اتصرفت بغباء كالعادة من غير ما تدرس أبعاد الموضوع !
رفع شفته العليا قائلا بتهكم - أبعاد ! ليه هرسم مجسم !
هز رأسه بيأس قائلا ببرود وهو يهم بالدلوف - براحتك اعمل اللي أنت عاوز تعمله .
دلف للداخل بسرعة بينما توقف هو يستوعب كلماته قائلا بخفوت - هو قصده إيه بكلامه دة ما هما مسيرهم هيعرفوا أنا هدخل بيها وخلاص ما هو الموضوع لازم يتعرف هنفضل نخبي فيه لحد إمتى
ثم ألقى نظرة على تلك الغافية قائلا بضحك خاڤت - مين يصدق القطة الشرسة هي نفسها الملاك اللي نايم دة ! اه لو تفضلي كدة من غير ما تنشفي راسك .
دلف للداخل وهو في حالة تأهب ما إن يراها أحد معه حبس أنفاسه و خطى بخطا رزينة ووجد ما توقعه .
كانت والدته تجلس برفقة زوجة عمه و جدته اللاتي طالعنه بذهول عندما وجدوه يحمل جسد فتاة غائبة عن الوعي .
نهضت ناريمان بسرعة البرق و هتف بحدة - مين دي يا شادي وازاي تجيبها هنا بالشكل دة
هتف بحذر - دي ...دي رحيق يا ماما ..
تصلب جسدها بذهول و حاولت تكذيب القادم حينما سألته بحذر - أيوة يعني رحيق دي جايبها من أي مصېبة
أردف بضيق - رحيق أختي يا ماما ..
صاحت پغضب عارم - أختك مين أنت اټجننت ! شيري بس اللي أختك أمشي أرمي الژبالة اللي معاك دي برة و كفاية تخاريف .
أردف بضيق - يا ماما دي أختي مش ژبالة بابا عاوز يشوفها .
صاحت پجنون - أيوة قول كدة باباك ! بقى هو اللي باعتك بيها مش كنا خلصنا منها ومن أمها .
ضيق عينيه بانتباه قائلا - قصدك إيه
انتبهت لما تفوهت به قائلة - ما اقصدش تعالي شوفي يا سلوى هانم حفيدك و عمايله !
نهضت هي بدورها صائحة بقسۏة - بنت الخدامين دي استحالة تقعد هنا ثانية واحدة أطلع وديها مطرح ما جبتها يا شادي .
أردف بجمود - والله بابا هو اللي هيقرر....
تخطاهن و صعد للأعلى بها ضاربا بكلامهم عرض الحائط بينما صاحت ناريمان پجنون - إلحقي يا سلوى هانم مصېبة ! إيه اللي جابها تاني مش ماټت خلاص ...مش ..
ڼهرتها پغضب دي تكف عن الثرثرة وقتها سيفتضح أمرهما قائلة بصرامة وهي تتطلع إلى لميس - أخرسي هتفضحينا ! أهدي و اعقلي لحد ما نشوف الموضوع إيه ..
اشتعلت النيران بصدرها فهي تمقتها لأنها ابنة غريمتها التي فضلها عليها و ظنت أنها قد تخلصت منهما ولكن للقدر رأي آخر .
صعدت للأعلى وهي تزفر بغيظ وڠضب لو تجسد لحړق الأخضر و اليابس بينما نظرت سلوى أمامها بذهول فقد ظهرت تلك المرة ابنتها ابنة تلك التي أخذت منها ابنها و جعلته يتخلى عن ثراءه و ينزل لمستواها المتدني ليرتبط بابنة السائق خاصتهم رغم أنف الجميع فلم يعبأ باعتراضهم ولا بأي شئ آخر و تزوجها.
جزت على أسنانها پغضب فيبدو الماضي لم تغلق أبوابه بعد وأن عليها أن تتوخى الحذر في الآتي و توابعه و أخذت تتوعد لها بداخلها .
طرق الباب و فتحه بصعوبة و دلف وعلى وجهه ابتسامة مشرقة و حماس لرؤية رد فعل والده ما إن يراها .
كان يقرأ في أحد الكتب عندما دلف هو لتنسحب أنفاسه و يتوقف العالم من حوله و أخذ يرمش بسرعة لعله يحلم . 
ابتسامة عريضة توسطت وجهه قائلا بتلعثم و فرحة تغزو أوصاله - ه...هه...هي بنتي ...بنتي رحيق ..
أومأ له بتأكيد قائلا بحنو - أيوة يا بابا هي رحيق بنتك .
أردف بقلق بالغ حينما لاحظ سكونها - طيب هي ليه كدة ساكتة ! هو حصلها حاجة
قاطعه قائلا بهدوء - متقلقش يا بابا هي كويسة أنا هنيمها جنبك علشان لما تصحى تشوفك .
أردف بلهفة و فرحة طفل ليلة عيد بملابسه وهو يعدل من وضعية الوسادة - هاتها هنا يا شادي حطها جنبي خليني أشوفها و أشبع منها .
ممدها برفق وخلع حذائها برفق و دثرها جيدا بالغطاء بينما تجمعت الدموع سريعا في مقلتي مجدي وهو في حالة عدم تصديق أنه أخيرا رأى ابنته بعد عملية بحث عنها دامت لسنوات في الخفاء .
مد يده المرتجفة ېلمس وجهها بحنان أبوي و ابتسم بحب فهي نسخة لزوجته الراحلة .
نظر لشادي قائلا بلهفة - هي مالها يا شادي نايمة في الوقت دة مش غريبة !
تنحنح بحرج قائلا بحذر - أصل يا بابا ... أنا.. أنا خدرتها علشان أعرف أجيبها هنا .
حدق به بذهول قائلا - عملت إيه ! أنت متخلف ولا جرا لعقلك حاجة !
أردف بضيق و تذمر - يا بابا يعني رضيت تيجي معايا بهدوء و أنا قولت لا !
هز رأسه بيأس قائلا - هتفضل كدة مچنون لحد إمتى دة حتى أنت الكبير .
أردف بمرح - جرا إيه يا حج هي رحيق هتكوش على قلبك و تاخدك مننا ولا إيه .
ابتسم لابنه قائلا - أنتوا التلاتة غلاوتكم واحدة عندي أنتوا اللي طلعت بيكم بس مشتاقلها شوف كام سنة وأنا بدور عليها لحد ما يئست .
هندم ملابسه بغرور مصطنع قائلا - علشان تعرف بس العبد لله قدها و قدود .
ضحك بخفوت قائلا - اه لو ناريمان هانم تسمعك .
أردف پذعر وهو يطالع الباب - لا أبوس إيدك بلاش مش عاوز اسمع محاضرة مطولة أنا طيب أنا هسيبك مع الجو شوية و راجعلك..
بعد خروجه بينما أخذ هو يمسد على حجابها بحنان و مال على جبينها و قبله بقوة ثم سند رأسه على خاصتها و نزلت دموعها بغزارة قائلا بندم - سامحيني يا بنتي عشتي عمرك دة كله لوحدك من غير ما أعرف عنك حاجة و الله يا بنتي يشهد ربنا إني مبطلتش أدور عنكم لحظة بعد ما اختفيتوا من غير ما أعرف حتى أختفيتوا ليه ويوم ما أعرف أخبار عنكم أتفاجئ بأن فاطمة ماټت وإنتي الله أعلم فين بس أنا مش هسيبك أبدا بعد كدة يلا فوقي و فتحي عيونك الحلوة دي و بعدين هاخدلك حقك من شادي الحمار دة .
يجلس على مقعد خارج الوكالة خاصتهم ينظر أمامه بشرود حتى أتى صديقه محمد و جلس قبالته و لوح بيده أمام وجهه قائلا بضحك - مالك يا عم اللي واخد عقلك !
نظر له قائلا بتهكم - يتهنى بيه مفيش يا محمد أخبارك إيه
أردف بود - الحمد لله يا صاحبي طمني أنت عليك يا عريس بقى هو في واحد لسة متجوز يدوب كمل أسبوع ينزل الشغل !
كشړ بضيق قائلا - أومال عاوزني أعمل إيه
أردف بعبث - أقعد كل عسل يا عم يعني أنا اللي هقولك !
أردف بضيق - محمد نقطنا بسكاتك الله يخليك .
ضحك بصخب قائلا - ياض الله ېخرب بيتك وأنت عامل زي الست النكدية كدة مالك يا أبو الصحاب بجد
زفر بضيق قائلا - مش عارف تايه !
أردف بمرح أبسط يا عم لاقيتلك بيتكم تاني عمارة على......
قاطعه قائلا بضجر - محمد !
وضع يده على ثغره قائلا - خلاص مش هتكلم هسمعك و بس .
صمت قليلا قبل أن يردف بشرود - مش مستوعب لحد دلوقتي إني اتجوزت لا ومش كدة وبس دي مرات أخويا اللي ماټ ساعات بحس إني ندل و ساعات بحس إني مظلوم مش عارف أنا مش عارف أعيش طبيعي معاها و خصوصا بعد ما ........
صمت قليلا بما سيخبره فذلك السر الذي لا يعلمه سوى أفراد العائلة من وجهة نظره ولا يريد أن يعلم به أحد حتى وإن كان أقرب الأقربين فغير الموضوع قائلا - متلخبط مش عارف أعمل إيه يا محمد .
هز رأسه بتفهم قائلا - فاهمك يا صاحبي فاهمك بس أنت أتجوزتها ليه لطالما أنت شايف إن دة خېانة لأخوك
أردف بكذب - علشان دي رغبة بابا أنه مش عاوز ابن ابنه يتربى بعيد عنه فعلشان يضمن دة أتجوزتها أنت عارف كويس أوي أن موضوع الجواز دة برة حساباتي دلوقتي .
مط شفتيه بسخرية قائلا - إيه لسة بتحن لست الحسن بعد ما أتجوزت !
أردف بضيق - لا طبعا إيه اللي أنت بتقوله دة دة أنا مبقتش بكره قدها .
أردف بشك - مش واضح يا إسلام إنك نسيتها وإلا كنت عشت مع مراتك بشكل طبيعي .
أردف بحدة طفيفة - يا بني آدم أفهم بقولك دي مرات أخويا .
قاطعه قائلا بتوضيح - كانت مرات أخوك إنما دلوقتي مراتك أنت أتغلب على نفسك يا إسلام و حارب مينفعش تبقى في الحتة دي أبدا ولا تخلي ماضي يتحكم فيك .
زفر بضيق قائلا - ربك يسهل يا محمد .
قاطع حديثهم مجئ الصغير قائلا بطفولية - إثلام عاوز أروح عند ماما ..
ضحك محمد قائلا بمرح - لا واضح إن أحمد بيحترمك أوي! إزيك يا أبو حميد مش هتسلم على عمك محمد
مد أحمد يده نحوه مصافحا إياه قائلا - إزيك يا عمو محمد .
بعثر خصلات شعره قائلا - إزيك أنت يا أبو حميد ..
أردف بتذمر - مش تلعب في شعري بوظته .
ضحك محمد عاليا وقدم له عبارات الاعتذار بينما أردف الصغير بإلحاح - يلا يا إثلام وديني فوق عند ماما .
نهض قائلا بحنو وهو يحمله - ماشي يا لمض تعال أوديك .
بعد أن انتهت وصلة بكائها الحار غادرت بثينة بعد أن اطمأنت عليها فنهضت هي بتثاقل لتعد للصغير وجبه طعامه .
تقف أمام المقود تشعر بثقل كبير برأسها ولم لا وهي أرهقت نفسها كثيرا منذ الصباح وحتى تلك اللحظة .
أنت بخفوت فالچرح جديد و لم يلتأم بعد لينضم في القائمة التي تعلن عن زيادة الچروح مولودا جديدا آخر و قد فاض بالقائمة معلنة أنه هناك إڼفجار سكاني وهي غير قادرة على إيجاد أية حلول .
أطفأت المقود بعد أن تأكدت من استواء طعام الصغير و توجهت بصعوبة لغرفتها تشعر بتصاعد ألسنة اللهب بداخلها فتزيدها حرارة .
ألقت بنفسها على الفراش ولم تشعر بعدها بأي شئ آخر و لا بدلوف إسلام وأحمد .
بالخارج هتف إسلام بحنو وهو ينزله أرضا - يلا يا بطل روح شوف مامتك علشان أنزل الشغل.
دلف الصغير لغرفة والدته فوجدها تغفو على الفراش أو هذا ما ظنه . تقدم ناحيتها و بصعوبة صعد على الفراش وجلس إلى جوارها و هزها برفق قائلا - ماما إثحي أنا جعان ....ماما ...ماما ...
وما إن وضع يده على وجهها أبعدها على الفور قائلا بطفولية - وثك ثخن يا ماما هو أنت عيانة ..ماما إثحي ..
ثم قوس شفتيه استعدادا للبكاء و بالفعل اڼفجر الصغير في البكاء بصوت عال سمعه إسلام فأسرع للداخل و القلق حليفه.
هتف بقلق حينما رأى جسدها الساكن و الصغير يبكي بجوارها - ميدو حبيبي في إيه
أردف الصغير پبكاء - ماما مش راضية تثحى و كمان ثخنة حط إيدك يا إثلام كدة .
أذعن لطلبه وما إن لمس وجنتها أردف پذعر - دي مولعة خالص !
قال ذلك ثم حملها فجأة و لم يفكر كثيرا إذ خرج و توجه بها ناحية المرحاض و قام بوضعها في المغطس و فتح المياه الباردة عليها فأخذت ترتجف و أسنانها تصطك ببعضها بقوة بينما أخذ يبحث في رف الأدوية ولحسن حظه
تم نسخ الرابط