رواية مريم الفصول من 21-30

موقع أيام نيوز

تتقبليها لحد إنهاردة. علاقتك بيها ادمرت يا إيمان. دي بنتك !!!
أجفل عندما أصاب سمعه شهيق منتحب لها لم يتبعه شيء آخر فعلم بأنها تكتم صوت بكائها و هي لا تزال معه على الخط ...
إيمان ! .. دعاها بلهجة متشنجة 
خلاص يا إيمان. خلاص حقك عليا. كان لازم اختار كلامي. خاصة في يوم زي ده.. أنا آسف !
لم يصله أي رد منها فكرر بقلق 
إيمان. انتي كويسة. إيمان !!!
معاك ! .. نطقت أخيرا بصوت أبح
تنفس الصعداء و قال بصوت أكثر لطفا 
أنا آسف يا حبيبتي. شوفتي مش لوحدك إللي قلقانة و متوترة. أنا كمان زيك لدرجة مش عارف بقول إيه !
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كان يصطنع الآن ليلملم ما بعثره بنفسيتها ...
و لا يهمك. أنا هاحل كل ده. انتي بس قومي روقي مزاجك كويس. و استعدي.. ساعات قليلة جدا و هانكون سوا !
مع حلول الثالثة عصرا ...
بدأ الإحتفال تقريبا بتوافد أعداد أكثر فأكثر من العائلة و الأصدقاء امتلأت ساحتي الرجال و النساء و كانا يقف كلا من مراد و أدهم عند
الفاصل بين الطرفان يمدوا يد المصافحة للضيوف كل منهما أنيق و بالأخص مراد الذي ازدان بحلة سوداء كلاسيكية و قميص ناصع البياض أسفلها و ربطة عنق قاتمة بخطوط بيضاء
وجه حليق و قد برزت ملامحه و حدوده الحادة فمه الدقيق أنفه المستقيم غمازة ذقنه العميقة جدا كل هذا يتألق مع لمعة عينيه الرماديتان.. أما قصة شعره البسيطة فكانت المتممة لكل هذا البهاء و الجاذبية الكبيرة التي يتمتع بها
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
كان محط الأنظار بمرور الوقت الرجال و النساء على حد سواء لا يصدقون بأن إيمان المطلقة لمرتان و الأم لطفلة واتتها تلك الفرصة المذهلة للإرتباط برجل مثل مراد أبو المجد !!
إنه منحة هدية لا تشوبه شائبة.. كان السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الجميع ...
أسحرته أم ما الذي قد يدفع رجل مثله للزواج من إيمان 
بل و تبدو عليه السعادة !!!!
كانت أعين النساء أقواس تطلق سهام الغيرة و الحسد ...
إيمان قدامها كتير يا أدهم .. تساءل مراد و هو يميل صوب أذن أدهم 
أطلع شوف إيه مأخرها. الفوتوجرافر وصل من بدري و كمان المأذون لسا داخل !
دنى أدهم قليلا منه و قال 
لسا قافل مع سلاف من خمس دقايق. خلاص مافضلش كتير. دلوقتي تلاقيها نزلت ..
و بالفعل لم ينهي أدهم جملته إلا و أعلن عن ظهور العروس من جهة النساء بالزغاريد التي تعالت و ملأت المنطقة كلها 
إندفعت دفقات من الحماسة بشرايين مراد و هو يلتفت ورائه ليمسك أدهم بكتفه منبها 
إيه عينك رايحة فين. ده مكان ستات !
يرزت نصف ابتسامة على فم مراد و هو يخبره بتباه 
لأ يا حبيبي انت تنسالي خالص حوار ستات و رجالة ده. أنا مش داخل عليهم الحمام. أنا داخل لمراتي 
اقتبس أدهم نفس الابتسامة و هو يرد عليه 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
لسا مابقتش مراتك يا حلو !
رفع مراد حاجبه و هو يومئ برأسه ثم أشار لإبن خالته تجاه سرادق الرجال قائلا 
تمام يا دكتور أدهم. اتفضل بقى معايا.. عشان نكتب الكتاب. العروسة نزلت و المأذون حاضر !!
بإطلالة ساحرة و بفضل واحدة من أشهر مصممي الأزياء العرب ظهرت إيمان و هي تهبط الدرج بفستانها الملكي الذي لا يقيده حجاب إنها العروس الأولى بهذا البيت التي تظهر بالزفاف دون حجاب حتى وسط النساء فقط لن ينظر إليها الرجال مطلقا
لم تكن رغبتها إنما رغبة مراد.. الذي أصر أن تعيش ليلة استثنائية لا تنسى 
بين كلا من سلاف و عائشة... نزلت إيمان الدرج ممسكة بتنورة الكشكش لفستانها الثلجي الطويل أكمامه منسدلة إلى جانب طرحة طرحة مطرزة بالاكسسوارات الفضية اللامعة بالإضافة إلى مكياج دمج بين لوني الزهري الفاتح و الأبيض الشفاف مم جعله يبدو كسنمائيا
و تسريحة شعرها الرقيقة لم تكن أبدا متكلفة كان شعرها الفاحم الغزير ينساب حاكيا عن طوله المبهر
كانت إيمان الآن هي الثانية بعد مراد محطا للأنظار لدرجة أن أمها حملت المبخرة و ذهبت نحوها مباشرة تطوف حولها و هي تردد بعض آيات القرآن الكريم مخافة عليها من الحسد ...
تلقفتها النساء فور وصولها إلى ساحتهم الخاصة و خالتها رباب التي بدت ممتعضة قليلا جاملتها بابتسامة رقيقة و عانقتها لفترة وجيزة ثم قدمت لها جدة مراد لأبيه 
ماما نزلي يا إيمان. تبقى جدة مراد والدة محمود جوزي !
نظرت إيمان إلى السيدة الهرمة كانت تجلس منكمشة فوق كرسي متحرك ربما يقدر عمرها بالنظر إليها إلى الستون نحو السبعون ابتسمت لها إيمان رغم التوتر الذي يجيش بأعماقها و أطرافها
الباردة
سلمت عليها بدف و مودة 
إزي حضرتك !
رمقتها العجوز بنظرة فاحصة مبهمة و هي تقول آمرة 
قوليلي ماما نازلي !
أجفلت إيمان و أطاعت أمرها تلقائيا 
ماما نازلي !!
و لم تتسنى لها فرصة أخرى ارتعدت فرائصها باللحظة التالية عندما صدح صوت المأذون عبر المكبرات يفتتح عقد القران ببعض الوعظ وذكر أفضال الزواج و التعفف به.. ذات السيناريو الذي خاضته لمرتان من قبل ...
جلست إيمان بالركن المخصص لها فوق منصة صغيرة هنا على كرسي وثير أبيض اللون مثل فستانها تماما بقيت ساكنة مكانها تضم يديها في عصبية مطرقة الرأس تعلم أن جميع العيون مصوبة ناحيتها و في نفس الوقت تستمع إلى ما يجري بالجهة الأخرى ...
حتى حانت اللحظة المرتقبة و سمعت المأذون يرسل في طلبها إلى المنطقة المحايدة لتدلي بموافقتها على الزواج و كأنها تفعل ذلك للمرة الأولى !
يخفق قلبها بسرعة مچنونة حين جاءت سلاف مبتسمة لها تلك الابتسامة الصافية بعد تسوية ما بينهما رأت سلاف أن ما من داعي للخصومة و أن تقبل الأمر الواقع هو الحل الأصلح للجميع فشقيقة زوجها ستتزوج اليوم
من هي لتعارض 
من هي لتخرب هذا الجمع الذي قدره الله 
ربما فقط إنها وصلت في الوقت الخاطئ.. ما كان ينبغي أن تعود إلى المنزل مبكرا هذا اليوم... ما كان ينبغي أن تسمع أو ترى شيئا لا يخصها !!!
يلا يا إيمان ! .. هتفت سلاف و هي تلقي على رأس العروس بطرحة أخرى لإخفاء شعرها 
نظرت إيمان إلى يدها الممدودة ثم لها هي.. لم تجعلها تطلب مرة أخرى
أودعت يدها بيد الأخيرة و قامت معها سارت إلى جانبها بينما ينضممن بقية النساء خلفهما ليشهدن بقية إتمام العقد ...
وقف مراد هناك طويل ناضج و مثير جدا يتألق بابتسامته الواثقة التي تعبر أحيانا عن غروره الفطري خفق صدرها بالنبضات بينما قفلت عيناه على عينيها لتسقط بعدها على ثوبها الأبيض استطاعت أن تقرأ في نظراته كم هي رائعة و اكتسبت منه ثقة كبيرة بنفسها
جلس مراد بمجرد أن جلست هي لا يفصل بينهما سوى أدهم و المأذون 
شرع الشيخ المسن بإنهاء هذا الجزء الأخير من العقد بوضع يدي كلا من أدهم و مراد أسفل المنديل و ترديد كلاهما العهود و المواثيق.. تفاجأت إيمان في اللحظة التي أعلنهما المأذون زوجين و أوجلتها الهتافات نفسها و كأنها تسمعها لأول مرة الآن 
بارك الله لكما. و بارك عليكما. و جمع بينكما في خير ...
لم تفيق من كل هذه المفاجآت إلا و جاء مراد كأنما يلحق بها قبل أن تهرب أو تتلاشى من أمامه رأت ابتسامة النصر تجلل وجهه بينما يمسك بيده ليوقفها أمامه مال نحوها ليقبل خدها قبلة طويلة و عميقة ثم عانقها بقوة أمام عيني أخيها
لا زالت لا تستوعب كل هذا و خاڤت كثيرا لولا إنها بين ذراعيه تشعر ببعض الأمان ...
تقدر تتكلم دلوقتي يا دكتور أدهم ! .. صاح مراد مبالغا في اقترابه و لمسه لزوجته و هو يضع عينيه بعيني أخيها
لا يزال أدهم جالسا محله و هو يرد عليه بغيظ غير مباشر 
حقك يا سيدي. لأ طبعا.. مقدرش أتكلم !
تعالت القهقهات من حولهما
سارعوا بالإنتقال للخطوة الثانية قبل غروب الشمس بالركن المخصص لإلتقاط الصور ذهبا الزوجين برفقة المصورة الشابة خلعت إيمان الحجاب أمامها بحرية بينما راحت ترشدهما للوضيعات المثلى إلتقطت صور كثيرة لهما معا و للعائلة أيضا معهما ثم أتم مراد جلسة التصوير بلقطة خاصة
أكتر لقطة توب هي الأخيرة دي. مبروك يا عروسة. يومين إن شاء الله و الصور كلها تكون جاهزة !
مسد مراد على رأس زوجته متمتما 
إيمان.. بسرعة من فضلك قبل ما نخرج. هاعمل قصاد الناس دول كلهم حاجة غير قانونية !!
تطلعت إليه في الحال عابسة لا تفهم ماذا يعني..و لم يكلف نفسه عناء الشرح
أمسك وجهها بين راحتي يديه و مرة أخرى بعد ثلاثة عشر عاما 
كانت فكرة مش مظبوطة ! .. تمتم مراد بصوت خاڤت 
نظرت له باستغراب فاستطرد 
كان لازم أصبر لما نكون في بيتنا. كده مش هاعرف أفكر في أي حاجة غيرك طول السهرة.. لسا قادرة تأثري عليا بالشكل ده و أكتر يا إيمان !!
يهتز هاتفه في جيب سترته الآن فيمد يده و يستله ضحك بخفة عندما شاهد اسم المتصل ...
أخوكي شكله بيستعجلنا. شكله خاېف يدخل علينا أحسن ېتصدم مثلا !
مراد ! .. غمغمت إيمان مؤنبة
مراد مبتسما خلاص. هانرجع لهم ...
و فرك ظاهر أنامله على خدها برفق و هو يضيف 
شوية مفاجئتك هاتوصل كمان. مش عايزك تفكري خالص.. عيشي اللحظة و إنسي كل حاجة. ده يومنا يا إيمان. و قصاد العالم كله. بنتجوز أنا و انتي !
29
هذا كل شيء بالنسبة لي !
_ إيمان
بدأ الليل يلقي بظلاله على بيت آلعمران... الإحتفال حتى الساعة يسير وفق قواعد أدهم.. إلتزام تهذيب رزانة
في جهة الرجال جميعهم حول مراد قسم من أصدقاء أدهم و آخر من أفراد العائلة.. كان مراد وحيد هنا
رغم تجمع كل هؤلاء من حوله لكنه شعر بوحدة كبيرة حتى صديقه رامز الذي جمعتهما الصدفة مؤخرا بعد طول غياب لم يأت بعد !
لم يسمح مع ذلك لأي مشاعر سلبية أن تفسد عليه ليلته ابتسم متحديا الظروف و شرع ينسجم مع الصحبة و يتفاعل معهم كما لو أنه يعرفهم جيدا إلى أن أحس بتلك القبضة التي اجتذبته للخلف بخفة
استدار على الفور لكنه جمد مصډوما فجأة و هو يرى أمام عينيه صديق عمره.. عثمان البحيري !!!
إنه هو بذاته بشحمه و لحمه يقف قبالته متأنقا مبتسما ...
بتتجوز تاني من ورايا ! .. نطق عثمان بصوت أجش متظاهرا بالحنق 
لو ماكنش الدكتور أدهم عزمني مش عايز أقولك كنت هاعمل فيك إيه ...
و رقت نظرته بغتة و هو يضيف بصدق 
واحشني. واحشني يالا !
كانت هذه آخر نقطة تماسك لديه و انهار الجليد الذي أحاط بقلبه في طرفة عين ألقى بذراعيه حول صديقه و اجتذبه معانقا إياه بقوة أمام أعين الجميع عبرا الصديقين عن شوقهما بشكل يثير السعادة و الإنبهار
رابطة الأخوة
تم نسخ الرابط