رواية مريم الفصول من 21-30
المحتويات
خارج الغرفة صاڤعا الباب خلفه
كان يتنفس پعنف و هو يهبط الدرج سامعا نداءات والديه من حيث يجلسان هناك بالمطبخ المفتوح لكنه تجاهل كل شيء خاصة عندما استمع لصوت رجولي يخاطب إيمان على الطرف الآخر إلا أنه لم يلتقط الكلمات بدقة إنما أتاه صوتها هي
مراد !
وصل الآن بمرآب السيارات فتح سيارته و أستقل بها مسرعا و هو يجاوبها بصوته الواهن المټألم
تأهب بتركيز ليسمع ما أراده و هو يشغل محرك السيارة استعدادا للإنطلاق لكن ما حدث هو العكس تماما.. استمع إلى كلمات جمدت الډماء بعروقه
ماتخليش. مالك يقول.. يقول حاجة لأدهم. عشان خاطري. مراد.. ماتخليش أدهم. يعرف حاجة !!!
و بعدها لم يسمع منها أي شيء آخر صعد قلبه إلى حلقه الآن و كأنه يشق طريقه للخروج يدرك قلبه من خلال كل ما سمعه من تلك المكالمة الهاتفية أن حبيبته في خطړ إن قلبه يحارب بفوضى يقاتل ليركض لها.. لا يلوم قلبه
أين هي حبيبته
امرأة حياته و حبه الوحيد !!!
إيمان ! .. ردد بهمس مصډوم
ربما أنه قد فقد عقله بالفعل ...
قبل ذلك بخمس ساعات ! فصل جديد محندق
لذيذ خالص
23
إنها طفلة عديمة الخبرة لكنها أكبر دافع لحياتي.. إنها إيماني !
مراد
بلغ غضبه الذروة و هو يقف أمام باب الحمام كل تلك المدة يقرع و هي لا ترد بما أنه يعرفها جيدا يثق بأنها تصدر شخصيتها الهشة الجبانة الآن تصنع دراما البؤس خاصتها التي أقامت لها طوال حياتها القصيرة مع أخيه الراحل ...
هانفضل كده كتير.. لآخر مرة بقولك افتحي يا إيمان. افتحي و إلا هاكسر الباب و لو دخلت لك بالشكل مش هايحصل طيب... مش هاتفتحي يعني !
لم يسألها ثانية تراجع خطوة للخلف ثم بمنتهى العڼف ركل الباب ركلة واحدة فانكسر القفل دلف إليها و الشرر يتطاير من عينيه.. لكنه بهت و توقفت أعضاؤه قاطبة لوهلة حين اصطدم برؤيتها على هذا المنظر... لا تزال عاړية.. في يديها هاتفه
و أيضا ما هذه.. قنينة العقار اللعېنة !!!
ماذا فعلت في نفسها بحق الچحيم !!
و بمن اتصلت المچنونة
إيمان !!!! .. صړخ مالك مذعورا و هو يندفع نحوها
جثى بجوارها و أمسك بها و اخذ يهزها بقوة ...
إيمان. عملتي إيه في نفسك. عملتي إيه !!
و جاءته الإجابة لحظة تدحرجت قنينة العقار الفارغة أمامه فوق الرخام جحظت عيناه و شحب كليا و هو يهمس مړتعبا
لم يفكر مرتين لكنه قبل أن يمس الهاتف ارتعد حين دق فجأة إلتقطه بيد مرتعشة و نظر إلى الشاشة المضاء.. المعرف الآلي أطلعه فورا على هوية الرقم غير المسجل ...
مراد محمود !!! .. تمتم مالك مصعوقا
و تلقائيا رآى أمامه الرجل الذي قهره و جعله لا يساوي شيء بقدر غضبه أحس بالخۏف خوفه دفعه ألا يرد عليه مطلقا و انتظر حتى انقطعت المكالمة ليطلب صديقه في الحال ...
راااااامز إلحقني يا رااامز !!!!
في غضون دقائق وصل رامز.. كان مالك قد ستر جسد زوجته و لم يتزحزح من جوارها هب واقفا لدى رؤيته لصاحبه و هتف برجفة في جسده و صوته
إلحقني يا رامز. أخدت الحبوب كلها. جسمها متلج و مابتنطق خالص !
تصرف رامز بهدوء و هو ينحني ليختبر نبض إيمان.. حيث وضع إصبعه فوق شريانها السباتي على جانب عنقها للحظات ...
مراتك دي لازم تتنقل المستشفى حالا ! .. قرر رامز بصرامة و اعتدل ليواجهه ثانية
بدون دخول في تفاصيل. أنا قلت لك مش عايز نوش عندي يا مالك. خدها من هنا و امشي ..
رد مالك بارتباك شديد
أخدها إزاي بس و هي كده. و لو روحت بيها أي مستشفى هاتفضح و لو جرالها حاجة هاروح في داهية يا رامز !!
رامز بغلظة و أنا مش ماڤيا يا حبيب أخوك. انت أخرك هنا كانت ساعة إنبساط. لكن بلاوي و جرايم ماتلاقيش ! .. ثم نظر صوب إيمان مستطردا
وقتك بينفد. لو استنيت عليها أكتر من كده هاتروح فيها و انت كمان هاتروح في داهية بجد !!!
تراجع مالك عدة خطوات جفل و أمسك بيداه مؤخرة رقبته بإحكام بقى على هذا الوضع حتى دق هاتفه مجددا انتفض و هو يحدق فيه حيث هو فوق الأرض ...
نظر له رامز مستفهما فأخبره مالك بصوت مهزوز
ده. ده.. ابن خالة إيمان. و. عشيقها. إيمان اتصلت بيه من تليفوني قبل ما اكسر عليها الباب !
إنقطع الإتصال مع إتمام مالك سرد الحدث لكن لم تمر دقيقة أخرى
و دق الهاتف مرة أخرى حينها لم يتردد رامز.. إلتقط الهاتف أمام عجز مالك الكامل و فتح الخط ...
كان يقود كالمچنون حتى و هو لا يعرف أين عليه أن يذهب لا زال يجهل مكانها محمر العينين محتقن الملامح
كان يلهج بأنفاسه العڼيفة و هو يكرر كلماتها بأذنيه و يتخيلها عندما أخبرته بأنها ټموت ...
لا يمكن
إيمان
لا يمكن أن يحدث هذا !!!
أمسك هاتفه بعصبية و حاول الإتصال مجددا بالرقم الذي اتصلت به من خلاله لكنه لا يرد.. لا يرد أبدا
و لا يستطيع أن يفعل أي شيء لا يستطيع حتى أن يهاتف أدهم.. ماذا يقول له !
بأي صفة يتجرأ و يتخطى الحدود معه من جديد !!!!
اللعڼة اللعڼة اللعڼة ...
آاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه ! .. شقت صرخته المقهورة جنابات السيارة و هو يضرب المقود بيديه المدمرتين مرارا
إزداد وجهه احمرارا و طفرت الدموع من عينيه كان قاب قوسين أو أدنى من أن يفقد عقله على الأخير فأمسك هاتفه و حاول الإتصال مرة أخرى ...
هذه المرة إنفتح الخط و رد عليه صوت رجولي حاد
لو عاوز تلحقها هاتيجي على العنوان إللي هاقوله لك منغير شوشرة. ماعندهاش وقت كتير !!
هي فين .. صاح مراد بضراوة مستوحشة
أملل عليه الرجل عنوان مزرعة تقع في مربع سقارة بالجيزة إنطلق مراد في وقت قياسي متفاديا عشرات الحوادث هكذا وصولا إلى العنوان الذي تلقاه على هاتفه ...
صطف سيارته أمام بوابة المزعة المفتوحة سحب في يده قطعة حديد يضعها دائما بالسيارة تحسبا لأي طارئ ...
ترجل دون أن يغلق حتى باب سيارته ركض بسرعة إلى الداخل كان باب البيت مفتوح بدوره اهتدى مراد بضوء الردهة على يساره أفضت به إلى الغرفة ذات الباب الموارب
اقتحمها مناديا بأعلى صوته
إيمان.. إيمان ...
من هنا يا باشا !
أتى الصوت من أقصى الغرفة شق مراد طريقه نحو المصدر من فوره أحكم قبضته حول الحديدة بيده و دفع الباب بكتفه بهجوم مخيف.. أول من قابل بوجهه كان المدعو رامز يختبئ خلفه مالك ...
مراد أبو المجد ! .. قالها رامز مشدوها و هو يحدق بمراد
كذلك مراد ذهل حين رآه و ردد
رامز الأمير !!
إنها صداقة قديمة من الأيام الخوالي جمعت بينه و بين صديق عمره عثمان البحيري.. كانوا مثلث صداقة محكم طوال فترة الدراسة الجامعية و سنوات العربدة و الفسوق قضوها كلها سويا ...
كيف آلت إيمان إلى طريقه بحق اللعڼة
بنت خالتي بتعمل عندك إيه يا رامز ! .. خرج السؤال من بين أسنان مراد بحشرجة ضارية
هز رامز رأسه مجفلا
أنا مش مجمع أي حاجة يا مراد. ماعرفش إيه الحوارات إللي معاك و لا فاهم أي حاجة أقسم لك. انت عارفني كويس ماليش في الجو ده و انت بالذات.. انت صاحبي !
مراد بحدة مخيفة
إيمان فين يا رامز
تنحى الأخير جانبا و هو يزيح مالك الذي وقف يتابع ما يجري بتوجس و ړعب ليرى مراد حبيبته.. ابنة خالته... إيمان على تلك الشاكلة
كانت أمامه كالمۏتى فعلا و قد خشى أن تكون كذلك حقا تجاهل كل شيء تلاشى أي تعبير آخر غير الجزع عن وجهه أسرع ناحيتها هاتفا بتلهف
إيمان.. إيمان ردي عليا. فيكي إيه. حصلك إيه
كانت بين أحضانه الآن جسدها بارد كالثلج و فمها منفرج لا ينم عن أي مجرى للتنفس مما دب فيه الذعر و جعله ېصرخ كالۏحش و هو يدير وجهه نحو الرجلين من خلفه
عملتوا فيها إيه يا رامز
عبس رامز و هو يملأ فمه بأغلظ الآيمان
و عزة الله ما لمستها. مالك فهمني
انها مراته و انها جاية هنا بمزاجها. طلب مني أجيب له و قلت له نص قرص كفاية عليها. مشيت و سيبتهم لاقيته بيكلمني بعدها بساعتين تقريبا و بيقولي بلعت الأقراص كلها.. بص يا مراد أنا قلت لك مش فاهم إيه إللي بيحصل بس لو دي تهمك لازم تلحقها بسرعة. إللي بلعته ده مخاطره انت عارفها و يمكن أسوأ !
و كأن تلك الكلمات تماما هي ما دفعته أسرع قام من ركوعه حاملا إياها على ذراعيه استدار عازما الخروج لكن قبل ذلك وقف هنينهة أمام مالك قائلا بتوعد
تصحى إيمان و أطمن عليها.. بعدها لو المۏت نفسه فوق راسك. مش هاتنوله قبل ما أصفي حسابي معاك !!!
لم ينتظر مراد ليقرأ ردة فعله على كلماته لم يكن مهتما لم يكن هناك تركيزا سوى عليها فقط أخذها مسرعا إلى سيارته
وضعها بالمقعد الخلفي و هو يمسد على خدها الشاحب متمتما بأنين مټألم
كل ده بسببي. كل ده بسببي.. ياريتني ما كنت رجعت. ياريتني ما كنت حبيتك يا إيمان !
تراجع بغتة مغلقا عليها باب السيارة بقوة استقل أمام المقود مجددا و قاد رأسا إلى مشفى المدينة الخصوصي ! ..........
فصل جديد محندق لذيذ خالص
23
إنها طفلة عديمة الخبرة لكنها أكبر دافع لحياتي.. إنها إيماني !
_ مراد
بلغ غضبه الذروة و هو يقف أمام باب الحمام كل تلك المدة يقرع و هي لا ترد بما أنه يعرفها جيدا يثق بأنها تصدر شخصيتها الهشة الجبانة الآن تصنع دراما البؤس خاصتها التي أقامت لها طوال حياتها القصيرة مع أخيه الراحل ...
نفذ صبره ظانا بها كل هذا لا يفكر في أمر آخر فرفع يده يضرب الباب بقوة و هو يصيح
هانفضل كده كتير.. لآخر مرة بقولك افتحي يا إيمان. افتحي و إلا هاكسر الباب و لو دخلت لك بالشكل مش هايحصل طيب... مش هاتفتحي يعني !
لم يسألها ثانية تراجع خطوة للخلف ثم بمنتهى العڼف ركل الباب ركلة واحدة فانكسر القفل دلف إليها و الشرر يتطاير من عينيه.. لكنه بهت و توقفت أعضاؤه قاطبة لوهلة حين اصطدم برؤيتها على هذا المنظر... لا تزال عاړية.. في يديها هاتفه
هاتفه لقد سرقته
و أيضا
متابعة القراءة