رواية مريم الفصول من 21-30

موقع أيام نيوز

أحلامها أن تحصل على دعم كهذا و حماية لا يمكن أن يمنحها إياها سواه هو !
منذ عودته لم تخطط ابدا لاسترداده لم تتخيل أنه سيعترف بحبها مرة ثانية و يريدها زوجة كيف جرى كل هذا ليفضي لتلك النتيجة 
إنه مصمم يريدها حقا و لن يتراجع عن هذا.. و إن من دواعي سرورها حتى في أحلك حقبات عمرها حزن و كآبة... هي أيضا تريده
لا يمكنها المضي قدما بدونه إنه الوحيد الذي يفهم عليها الوحيد الذي يملك مقاليدها و كأنه الذي رباها و علمها
لا يمكنها التظاهر بالرفض مجددا
و تبا للجميع إنها تريده.. تريده.. تريده هو لا غيره !!!
إيمان ! .. همس مراد باسمها و هو يحتضن كفيها و يرفعهما لفمه 
رفرفت بأجفانها و الدموع عالقة بهما راقبته و هو يزداد انفعالا في قبلاته على يديها و كلماته التي ينطق بها بصدق لم تعهده من قبل 
أنا بحبك. مايهمنيش حد. عايزك.. مافيش حاجة محتاج لها في حياتي أد ما أنا محتاج لك. حاسس إن عقلي هايطير منغيرك. بحبك. إيمان !
لم يستطع إضافة كلمة أخرى
إذ إنفتح باب الغرفة و ظهر أدهم ...
تطلعت إيمان نحوه دون أن تفزع هذه المرة دون حتى أن تحاول سحب يديها من بين يدي مراد.. لقد وصلت لنهاية الطريق و سئمت آلامها و عڈابها كله 
هذه المرة كان مراد هو من تركها
قام متجها نحو أخيها و هو يقول بتأثر العالم 
أدهم. لو سمحت آ ...
قاطعه أدهم بإشارة من يده و دعاه ليخرج أمامه فعل مراد ما طلب منه وقف بالخارج قبالة أدهم و خلف باب غرفة إيمان المغلق
نظر إليه بمزيج من الخجل و الرجاء و قال 
أدهم. أرجوك.. أنا بحبها. و هي بتحبني !
ليه ماقولتش الحقيقة ! .. سأله أدهم مباشرة
لم يكن غاضبا كالمرة السابقة و فورا فهم مراد قصده.. صمت بينما يتابع أدهم 
ليه ماقولتش إن جوزها إللي عمل كده. محتاج أفهم وجهة نظرك !
لم ينطق مراد سوى 
أنا بحبها. بحب إيمان. و أخاف أقولك إن رأيك أو رأي أي حد مابقاش يفرق معايا. أنا مش هاسيب حد يزعلها تاني. مش هاتعيش كده تاني.. و مش هاسمح بده و اعمل إللي تعمله مش هارجع عن كلمة واحدة قلتها !!
علت ابتسامة أدهم تدريجيا ثم قال بصوته الهادئ الرخيم 
انت ماكنتش محتاج تقول أكتر من كده. عشان أسلمك أختي و قلبي مرتاح. بعد ما هي بنفسها حكت لي و عرفت إللي مالك عمله. هو كمان راح القسم و المحضر إللي ضدك سقط.. الظروف كلها كانت ضدك إمبارح. إنهاردة كلها في صفك و إيمان اتطلقت !
سحب مراد نفسا عميقا لا يستوعب مباركة أدهم و كلماته المتضامنة بهذه السهولة بعد وجهه الآخر الذي رآه قبل يوما واحدا ...
حتى لو عاوز مش هقدر أبعدكوا عن بعض ! .. قالها أدهم و لا يزال محتفظا بابتسامته
و لم يستطع إخفاء نبرة الحزن في
صوته و هو يستطرد 
أختي لما فكرت إنها في آخر لحظاتها. اختارت تكلمك انت مش أنا.. و المفاجأة إنك طلعت أد الثقة إللي حطتها فيك. جوزها غدر بيها. و انت حاميتها !
عبس مراد و لوهلة لم يطيق كل حسن الظن هذا فهو لم يكن ملاكا كما يصفه أدهم.. أراده يكف عن قول ذلك
ليباغته أدهم و هو يجتذبه من كتفيه و يحتضنه متمتما بامتنان 
أنا موافق. طبعا موافق.. اتجوزها. خدها. فرحها.. إيمان ماتستاهلش غير كده. أختي تستاهل تفرح يا مراد. أنا موافق. موافق !
27
كنت أتوق لقطرة فأنعم علي بالغيث !
إيمان
دخل إلى غرفته مبعثر الهيئة عابسا تبدو عليه آثار ست ساعات من السفر ذهاب و إياب من القاهرة إلى الإسكندرية.. ارتمى فوق سريره متنهدا
بينما أمه التي كانت في إثره منذ عودته إلى المنزل اتكأت هناك على باب الغرفة و قالت بعدم رضا
استفدت إيه قولي يابني. أنا مابقتش فهماك يا مراد !!
زفر مراد مطولا و إلتقط هاتفه و استلقى على سريره ليتظاهر بأن أمه ليست هنا ...
لكن أمه مشت تجاهه مستطردة بشيء من الإنفعال يزداد كلما تذكرت الأخبار التي وصلتها
فريال تكلمني و تعاتب عليك بالشكل ده. رايح فرح طليقتك تزعق و تتخانق. انت مين. هه. انت مش مراد إبني. انت ساعة بتحب هالة و ساعة عايز إيمان.. انت أنهي فيهم. ما ترد !!
رفع مراد يده ليفرك عينيه بإرهاق بين و رغم التعب الذي يشعر به تطلع نحو أمه و جاوبها بهدوء
أنا ماروحتش الفرح أزعق و اټخانق عشان هالة.. أنا روحت عشان صاحبي. عثمان !
قطبت ...
مش فاهمة !
صمت لوهلة ساهما بنظراته ثم قال بحزن لا يخلو من الندم
أنا أكتر حاجة ندمان عليها دلوقتي هي جوازي من هالة. يارتني ما كنت شوفتها حتى. علاقتي بعثمان باظت بسببها. ده صاحبي. أقرب حد ليا. في عز أزماتي و مشاكلي كنت بروح له هو حتى لو بعيد عنه. بسببها خسرته.. لما قريت خبر جواز هالة ماكنتش شايف قصادي غير عثمان. و لما روحت كانت حجة. ڠضبي كله طلع أول ما شوفته. و زاد لما اتأكدت إننا ماينفعش نبقى صحاب تاني... بس ماينفعش. أنا مش متخيل حياتي الجاية منغير صاحبي. منغير عثمان !!!
أذهلها رد ابنها إلى حد ما تبخر ڠضبها منه و حل مكانه تعاطف كبير
ينهض مراد من سريره مباشرا خلع ملابسه و هو يقول بتعب
أنا محتاج أنام شوية بس. لازم أروح إيمان فايق.. إنهاردة هقدم لها الشبكة. ماتنسيش تبلغي بابا !
لم تخف تذمرها و هي ترد عليه
أبوك.. من إمتى بتحط أبوك في الحسبان. انت عارف إنه واخد منك من يوم ما اتحبست و قبلت تشيل تهمة مش بتاعتك !!
رأت علائم الضجر تتجلى على قسماته فكفت عن مضايقته و هي تلملم من حوله قميصه و كنزته و تطويهم له قائلة
طيب خلاص. ريح شوية.. تحب أصحيك !
أومأ لها و هو يرتمي فوق الفراش على وجهه ...
أيوة. كمان ساعتين بالظبط. ماتنسيش يا أمي !
لم يستغرق منه الأمر طويلا ما هي إلا لحظات أخر.. و غط في نوم عميق ...
ابتسمت رباب و هي تتأمله بحب و اعجاب لا تستطيع أن تنكر سعادتها به هذا الفتى صغيرها مراد.. لطالما كان رمزا للطيش و الاستهتار بحياته و حياة الآخرين
الآن قد نضج !
بالكاد تصدق ما تراه !!!
انحنت
رباب صوبه ممسدة على شعره بحنان و ضغطت شفتيها على جانب جبهته في قبلة طويلة ثم تراجعت عنه و وضعت ملابسه بالخزانة أطفأت الضوء في طريقها و انصرفت أخيرا مغلقة عليه باب غرفته
هكذا لينعم بالراحة و الهدوء أكثر وقت ممكن ...
لم تظن أبدا أن نفس الحالة العاتية من الڠضب و الغل سوف تواتيها مجددا !
لكنه يحدث الآن إنها غاضبة حاقدة إلى أقصى حد و هي تستمع إلى كلمات إبنها و عيناها تقدحان شررا ...
طلقتها ! .. قالها مالك واجما و آثار الضړب و الكدمات الزرقاء بادية على وجهه و عنقه
صاحت راجية بجماع نفسها
طلقتها. إزاي تعمل كده. إزااااااي و ليه. مافكرتش في بنت أخوك مافكرتش فيا !!
هب مالك واقفا أمام مقعدها المتحرك و هو يهتف پعنف
إنتي عارفة ليه. عارفة طلقتها لي. كل الأسباب إللي سمعتيها مش كافية. كان مطلوب مني أعمل إيه. أخسر مستقبلي و لا أموت عشان خاطر واحدة زي دي. أيوة ابنك كان متجوز و عليها. كان عارف كل حاجة. و رضي عشان كان بيحبها. لكن أنا أرضى ليه. و فوق كل ده إتهانت و إتمسح بكرامتي الأرض !!!!!
احتقن وجهها بالډماء و هي تغمغم من نواصيها بحرارة
بنت ال. بنت ال. مش هاسيبها. هاسيبها.. بنت أخوك. بنت سيف. إبني سيف ...
لوح مالك بكفه نافذ الصبر
إبنك الله يرحمه. و مراته دي تنسيها لو مش عايزة تخسري إبنك التاني. علاقتنا اتقطعت بيها هي و بنتها سمعاني يا أمي. اعتبري سيغ لا اتجوز و لا خلف !
و استدار موليا عنها خارج الشقة كلها ...
تركها تتآكل من شدة الغيظ و طفى على السطح كل القبح الذي طمرته بداخلها منذ ۏفاة إبنها أطلقت لسانها بعبارات الوعيد
مش هاسيبك يا إيمان. هاخد حق إبني منك. هاخلي حياتك چحيم. وعد مني. مش هاتشوفي يوم هنا من بعده !!!
الدموع الدموع الدموع... لا يمكنها إيقافها !
لا زالت الصغيرة تبكي على حالها منذ يومان لم يفلح أحد باسكات الحزن عنها حتى خالها كان له تأثير طفيف عليها حيث جعلها تهدأ و لكنها لم تكف عن البكاء
كانت تريد أمها و لكن أمها لا تريدها ظلت إيمان بمعزل عن الجميع لا تبارح غرفتها توصدها بالمفتاح و لا يرق قلبها طرفة عين على صغيرتها التي تقف وراء بابها تطرق عليها و هي تبكي و تستجدي عطفها 
كدأب كل يوم يعود أدهم من العمل يحضر لها الحلوى يتناول الغداء ثم يجلس معها يحاول أن يروح عنها و يسعدها بشتى الطرق لكنها لا تستجيب حتى فقد الأمل بالفعل و كان يخشى أن تخرب نفسية الطفلة و لا تستطيع تجاوز أزمة والدتها طوال عمرها ...
يدق جرس الباب فيقوم أدهم حاملا لمى على ذراعه و هو يهتف لتسمعه كلا
من أمه و زوجته
أمي مراد وصل. ادخلي شوفي إيمان !
مشى أدهم ليفتح الباب الأمامي و بالفعل كان مراد.. وصل في موعده ...
على فكرة أنا واقف هنا بقالي ربع ساعة ! .. قالها مراد مبتسما ببساطة
بس ماحبتش أدخل قبل معادي 
رفع أدهم حاجبيه مؤنبا إياه
انت بتهرج. على أساس سيادتك غريب يعني !
حافظ مراد على ابتسامته و هو يذكره قائلا
أنا مش ناسي إني خونت ثقتك قبل كده. اعترافي بحبي لإيمان كان خېانة بالنسبة لك. من يومها و أنا لوحدي بعتبر نفسي غريب يا أدهم !
رمقه أدهم بنظرة معاتبة و لطيفة في آن ثم أمسكه من رسغه و أمره بصرامة
ادخل يا مراد !
انصاع مراد إليه و دلف إلى الداخل ساقه أدهم إلى غرفة المعيشة بين الأطفال و ألعابهم و التلفاز الذي يعرض الرسوم المتحركة ذلك إثبات له إنه فردا من العائلة لا ينقصه سوى أن يتزوج إيمان ليكتمل الأمر ...
جلس مراد مداعبا الأطفال و أولى جل اهتمامه بالصغيرة لمى.. مد يديه صوبها قائلا
لولي القمر. ازيك يا حبيبتي. مش هاتيجي تسلمي عليا و تديني بوسة
أطلق أدهم سراحها و حثها بلطف
روحي يا حبيبتي !
ترددت الصغيرة بالبادئ متشبثة بحضن خالها كانت ترمق مراد بكراهية واضحة لكنها أذعنت في الأخير و نزلت عن قدم أدهم و مشت صوب الأخير ببطء
تلقفها مراد محتضنا إياها بعفوية ثم رفعها ليجلسها فوق قدمه و هو
تم نسخ الرابط