رواية مريم اافصول من 16-20
المحتويات
القفطان مأذون ينتمي للمدارس القديمة مأذون صرف و كانت علاقته الوطيدة بالعائلة متجلية للعيان بعد موجة من الترحيب و التهليل جلس الجميع ...
بدأت مراسم عقد القران حل معها الصمت تماما بينما يدلي الشيخ بخطابه المعتاد
الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا. و من سيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له. و من يضلل فلا هادي له. و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. و أشهد أن محمدا عبده و رسوله صل الله عليه و سلم. اللهم صلي و سلم و بارك على أشرف الخلق سيدنا محمد و على آله و أصحابه أجمعين و على من اتبع هداه و استنى بسنته إلى يوم الدين. ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أما بعد فاتقوا الله عباد الله حق التقوى فالتقوى طريق الهدى. أيها المؤمنون نعيش بحمد الله و منته هذه الأيام أيام فرح و سرور. بمناسبة كثرة الزواجات و المناسبات الأسرية. و ديننا بحمد الله دين الفرح و السرور ما دمنا في حدود الشرع والمقبول! فمن قال إن الدين والتدين يمنع الفرح ويسرق البسمة! كلا وربي. فديننا دين اليسر و السماحة. و البشاشة و الفرح. فهل نقدر هذه النعم و نحافظ على الشرع و القيم
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
فزوجوهم على كل حال. والله تعالى معين لهم وميسر أمورهم! و سيد تزوج وزوج بناته. وقال فمن رغب عن سنتي فليس مني. فالزوجان هما نواة الأسرة وأساس المجتمع. والزواج صيانة من الحړام. والنفس فيها غريزة لا تشبع إلا عن طريق الزواج! وقد قال صلى الله عليه وسلم إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.
والزواج عباد الله أنس ومودة وراحة وطمأنينة! إذا حسنت العشرة بينهما! وقد صور الله ذلك بألطف عبارة وأدق تصوير فقال جل في علاه ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.
إذا سمحت يا أدهم يابني تنده لنا العروس عشان نتمم العقد !
بإشارة من عينيه فهمته أمينة و إمتثالا لأمر المأذون ذهبت بنفسها لتحضرها بينما يجلس أدهم متأففا بجوار مراد الذي امتن لحنق الأخير ليواري فيه قهرته و شدة غضبه
دقيقتان و ظهرت إيمان مطلة على أفراد العائلة و المعازيم قاطبة بفستان رقيق من درجات الأبيض الباهت المعزز بلمعات براقة و حجاب رأسها مختلفا هذه المرة لا يخفي تفاصيل وجهها كالعادة بل يبرز أدقها و الزينة التي لم تعرف سبيل إلى بشرتها إلا لماما
ها هي ترسم قسماتها ببراعة و الكحل قد صنع بعينيها الواسعتان کاړثة برموشها الكثة بدتا كأنهما تبتسمان.. على الرغم من أنها هي نفسها لم تبتسم أبدا ...
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
إيه يا مالك بيه.. انت شايفنا إيه قصادك. بتمسك إيدها !
إلتفت مالك نحوه و قال مبتسما بخفة
هو مش الجواز إشهار يا أدهم و الناس كلها عارفة إن كتب كتابي على إيمان إنهاردة.. و الشيخ يوسف قاعد أهو بيخلص اجراءاته ...
ثم نظر إلى إيمان ثانية و قال مشددا على كفها الطري بطريقة أربكتها
مش ناقص غير امضة إيمان !
و هنا علا صوت المأذون قبل أن يسبقه رد أدهم المتوقع و الذي ربما يفسد الزيجة برمتها
قوليلي يابنتي الله يرضى عليكي.
قبل ما أخوكي يقوم يشد الدفتر و يبوظ الجوازة أنا أكتر واحد عارف أدهم ..
ضج مجلس العائلة كله هذه المرة بالضحك لهنيهة ثم اردف المأذون بشاشته المعهودة
هل تقبلين الزواج من الشاب الماثل أمامك. ابن عمتك الذي يدعى مالك حسن جلال عزام
و فجأة صار الهواء خانقا للأنفاس بينها و بين مراد.. لم تجرؤ على رفع عينيها تجاهه حتى هذه اللحظة
و لكن لتفعل ما أرادت كان يجب أن تقبل على تلك الخطوة ...
و فعلا زاغ بصرها في الفراغ للحظات قبل أن يستقر في عينيه المتقدتين مباشرة و هي تعلن بصوت مسموع
أيوة.. موافقة يا شيخ !
أغمض مراد عينيه بشدة و أعرض كليا عن الإنصات للبقية دعاها الشيخ للجلوس ليتم العقد كان يتأهب ليمضي في ذلك حين فقد مراد السيطرة على نفسه فجأة ...
أدهم من فضلك أنا عاوزك ! .. هكذا غمغم مراد قرب أذن ابن خالته بخشونة
نظر له أدهم مستغربا و قال بصوت خفيض
خير يا مراد
مراد بحزم عاوزك ضروري. موضوع مايتأخرش.. من فضلك !!
تنهد أدهم حائرا لكنه لم يجد مناص من الإذعان له قام م مكانه ثانية و اعتذر من الشيخ بلباقة
معذرة يا شيخ. سامحني بس الأمر طارئ.. دقيقتين إن شاء الله و راجع
أذن له الشيخ
اتفضل يابني في انتظارك
مشى أدهم صوب الشرفة يتبعه مراد و نظرات إيمان الوجلة في إثرهما تسارعت خفقات قلبها پجنون و هي تستوعب ما يجري و لا يمكنها حتى تخيل على ماذا ينوي ذاك المچنون نهايته حتما على يديه !!!
ها يا سيدي. أدينا على إنفراد.. ممكن أفهم بقى إيه الضروري إللي خلاك تقومني من كتب الكتاب بالشكل ده
وقف مراد قبالة أدهم متوترا بشدة كان يرتب كلماته عبثا فهو لا يعرف كيف يصوغ له كل هذا.. إلا أنه عمل جاهدا و باسراع ...
هو أنا جايز اتأخرت كتير. جايز غلط إللي بعمله.. بس عشان أكون على الأقل مرتاح إني ماكنتش جبان. تيجي مني دلوقتي في آخر لحظة. أحسن لو ماجتش خالص ...
حدجه أدهم بتعبير مستغرب فضغط الأخير فكيه بشدة مدركا عواقب ما سيتفوه به لكنه أردف بشجاعة لأول مرة في سبيلها
أنا بطلب منك إيد إيمان يا أدهم.. بطلب منك تلغي الجواز ده و تحط إيدك في إيدي أنا !
رمقه أدهم مدهوشا و صمت للحظات طويلة... ثم قال بهدوء
مراد.. انت بتقول إيه إنهاردة كتب كتاب أختي. و انت جاي تطلبها مني ! .. و استطرد بذهول أشد
أنا مش فاهم إيه الحكاية !!!
أفصح مراد بلا تردد و بكثير من الانفعال
الحكاية إن انا و إيمان بنحب بعض. من زمان عمرها الجرأة ما جات لي أقول لك الكلام ده بس خلاص مش قادر. لتاني مرة بتضيع مني.. أنا بحبها يا أدهم !
رجع أدهم للخلف قليلا في صدمة
إيه !!
أومأ مراد بقوة و اعتمد القليل من الكذب تاليا
زي ما سمعت. من و احنا عيال لحد ما وصلنا المدرسة و بعدها كمان. لحد ما سافرت و كنت مفكر إني أقدر انساها أو حياتي تشغلني عنها و إنها مجرد حب طفولة.. لكن دي مش الحقيقة. لا ليا و ليها. إحنا لسا بنحب بعض. أنا و هي عارفين كده بس إللي بيحصل إنهاردة أكبر غلط. إيمان مش بتحب مالك. إيمان بتحبني أنا بس ماعندهاش الشجاعة توافق على ده !
ظل أدهم صامتا للحظات و هو يحدق إليه
بنظرات جامدة بدا و كأنه يتعرف إليه لأول مرة ...
توقع مراد أن يرى الڠضب أو ربما العڼف في عينيه لكنه أخيرا.. لم يجد فيهما سوى... الچرح !
هل كان من المفترض أن ينتظر منه جواب حسنا.. لم يحصل منه و لو على كلمة
فجأة استدار أدهم و مضى نحو الداخل مرة أخرى ...
عادت خفقات قلبها تدوي بشدة مع ظهور أخيها كان يبدو عليه الڠضب خاصة عندما حانت منه نظرة نحوها اخترقتها بشكل مؤلم ازدردت ريقها الجاف بصعوبة و هي تنظر إليه بړعب... ظهر مراد من ورائه لكنه لم ينضم إلى المجلس من جديد بل وقف عند مقدمة الصالون متكئا إلى إطار الباب المزدوج كأنما ينتظر ردة فعل معينة !
جلس أدهم بجوار المأذون مجددا و استأنفا من حيث توقفا ...
ألقى المأذون منديلا فوق يدي العريس و وكيل العروس و بدأ بالتلقين
قل من بعدي يا عريس.. إني توكلت على الله تعالى
رد مالك و عيناه لا تفارقان إيمان الجالسة خلف أخيها تماما
إني توكلت على الله تعالى
و أطلب منك زواج أختك و موكلتك إيمان صلاح عمران لنفسي و بنفسي على كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم
و أطلب منك زواج أختك و موكلتك إيمان صلاح عمران لنفسي و بنفسي على كتاب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم
و على الصداق المسمى بيننا عاجله و أجله و على شهادة الشهود و الله خير الشاهدين
و على الصداق المسمى بيننا عاجله و أجله و على شهادة الشهود و الله خير الشاهدين
حول المأذون ناظريه نحو أدهم قائلا
قل من بعدي يا دكتور أدهم.. إني توكلت على الله تعالى و قبلت زواجك من أختي و موكلتي إيمان صلاح عمران على كتب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم
إني توكلت على الله تعالى و قبلت زواجك من أختي و موكلتي إيمان صلاح عمران على كتب الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم
و على الصداق المسمى بيننا عاجله و آجله و على شهادة الشهود و الله خير الشاهدين
و على الصداق المسمى بيننا عاجله و آجله و على شهادة الشهود و الله خير الشاهدين
سحب المأذون المنديل مبتسما و مباركا
زواج مبارك إن شاء الله. و اللهم بارك لهما و بارك عليهما و أجمع بينهما في خير!
صدحت الزغاريد بكثافة هذه المرةو أخيرا صرفت إيمان بصرها عن محل العقد لتنظر نحو مراد.. لم يكن هنا... اختفى !!!
تسللت البرودة إلى أوصالها شعرت بالجميع يقبل ليبارك لها وصولا لأمها ...
ألف مبروك يا حبيبتي. الله يفرحني بيكي يابنتي و يسعدك يارب !
بدا صوت أمينة
متابعة القراءة