رواية مريم اافصول من 16-20
المحتويات
أنا آسف جدا.. أنا غلطان. أنا آسف ...
ترجلت سلاف من سيارتها واضعة الهاتف فوق أذنها
أيوة يا أدهم. وصلت البيت خلاص.. لأ أنا هاطلع أجيب شهادة ميلاد لمى من فوق هانزل علطول.. مش عارفة عمتو نسيتها إزاي بس ..
استقلت المصعد و هي تردف له
لأ يا حبيبي تيجي فين بس.. مافيش أي تعب عليا و الله.. حاضر هامشي على مهلي ..
توقفت أمام باب شقة عمتها دفعت المفتاح بالقفل ضاحكة و هي تسند الهاتف إلى أذنها أكثر
ماترجعش تفتح الموضوع ده معايا بالطريقة دي.. أيوة عمرك ما هاتغريني بالخلفة تاني.. خلااااص بقى يا أدهم مش وقته.. أوكي يا حبيبي أنا مستنياك دايما.. ترجع لنا بالسلامة.. ماشي.. و أنا كمان بحبك... محمد رسول الله !
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تنهدت مغلقة الباب خلفها وضعت حقيبتها فوق أحد الكراسي ثم شقت طريقها للداخل قاصدة غرفة عمتها حيث نسيت بها شهادة ميلاد لمى ...
و لكن.. استوقفها شيء فجأة... أمام غرفة إيمان.. توقفت لبرهة و هي تلمس الباب بتعاطف ...
حبيبتي يا إيمان !
هزت رأسها في شفقة على حال تلك المسكينة التي تبكي خلف باب غرفتها كانت حائرة و هي تستمع إلى نحيبها المرير هل تلج لتواسيها أم تتركها
إنها دائما ما تبكي الجميع يعلم إنها تبكي و الغريب أن لا أحد يهتم يتركونها في كل أوقات حزنها و بؤسها ...
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
قربت سلاف أذنها من الباب و أصاخت السمع فإذا بالصوت يختلط بصوتها ثانية لم يستغرق الأمر طويلا حتى تبين لها أن هناك رجل معها بالداخل و أن ذلك الصوت له
جن جنون سلاف لهذا الإكتشاف و ارتمت بجسدها كله على الباب و هي تفتحه مقتحمة الغرفة ...
لأ ! .. كانت هذه الكلمة الوحيدة التي تمكنت سلاف من قولها
بمجرد أن دلفت و رأت تلك البشاعة كلها ...
لأاااااااااااااااااااا !!!! .. صړخت سلاف مصډومة و أشاحت بوجهها فورا عنهما
فقط إيمان هي التي كانت بوضع و صاډم للغاية !!
في المقابل جمد الفزع كلا من مراد و إيمان و جلسا شاحبين ...
لأ مستحيل. لأ. لأ مش معقووول ! .. لا تزال سلاف على إنكارها الهستيري
وقف مراد.. أخذ ينتعل حذاءه و كنزته بسرعة بينما سحبت إيمان الغطاء على جسمها و هي تجهش بالبكاء مجددا مغطية وجهها بكفيها غير قادرة على النظر تجاه زوجة أخيها
سلاف. سلاف من فضلك إهدي ! .. قالها مراد و هو يمشي نحو سلاف محاولا تهدئتها
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ازدرد
ريقه بتوتر و هو يقول بحرج شديد
الوضع مش زي مانتي فاهمة. أقسم لك بالله.. مش زي مانتي فاهمة !
نظرت سلاف إليه كما لو أنه أحقر ما رأت عيناها قط حتى سيف بذاته لم يصل إلى تلك الدرجة من الدناءة و الخسة.. سيف الذي حاول عليها و سازمها من قبل
إنما هذا... هذا يدنس أهله
يخون خالته ابن خالته.. الرجل الذي وثق فيه كثيرا !!!
رمقته سلاف باشمئزاز و ڠضب شديدين
حيوان !
و لم تستطع البقاء هنا أكثر استدارت مهرولة إلى الخارج
أسرع مراد يجمع أغراضه بسرعة من حول الفراش ثم توقف لحظة و جثى على ركبتيه أمام إيمان.. أمسك برأسها و طبع قبلة فوق جبهتها مطمئنا
ماتخافيش يا حبيبتي. أنا هاحل الموضوع. مش هاسيبك المرة دي يا إيمان. مافيش مخلوق يقدر يفرق بينا خلاص. أوعدك !
و نهض لاحقا بسلاف ...
وجدها تجلس بالصالة و لا تزال كاشفة وجهها بدت متعبة و كأنها تعب الهواء إلى رئتيها بشق الأنفس فتح مراد فمه ليتحدث لكن شكلها و شحوبها المفاجئ استوقفه فبدل قوله قلقا
سلاف.. إنتي كويسة !
رفعت بصرها المستوحش إليه مزمجرة بصعوبة
إمشي. إطلع برا.. إمشي من هنا !!!
خفض مراد رأسه للحظات و صمت.. في الحقيقة لم يجد ما يقوله لها و خشى لو أتى شخص آخر الآن فتصير حفلة
تنهد رامقا إياها بنظرة أسف أخيرة ثم إلتفت و رحل أخيرا
بينما بقيت سلاف مكانها أسندت رأسها إلى ظهر الكرسي الوثير حاولت أن تنظم أنفاسها مجددا هكذا في هذا الهدوء أمكنها سماع شقيقة زوجها و هي لا تزال تبكي في غرفتها !
يتبع ...
17
ظننت أني واهمة ربما أحلم و لا بد أن أستيقظ.. و لكني لم أستيقظ كان حقيقيا و قد خربت صورتك أمام عيني و هذا... يحطمني !
_ سلاف
لفت لمى ذراعيها حول عنق خالها فور أن فتح باب السيارة الأمامي من جهة أمه و تلقى منها الصغيرة بينما توجهت أمينة لتفتح الباب الخلفي و تتلقى بدورها التوأم الثلاثة من المقاعد المعززة ...
كان أدهم يسرع في خطاه نحو المنزل و التوتر باد على أقل تحركاته هكذا وصولا إلى شقة والدته فتح باب الشقة بنسخته الخاصة من المفتاح أنزل الصغيرة لمى و هو يهتف مناديا عبر الشقة
سلاف.. سلاف.. سلاف !
لم يتلق ردا و قد فتش جميع الغرف حتى توقف أمام غرفة أخته وجدها مغلقة فلم يشأ أن يزعجها إن كانت زوجته هنا لخرجت عند سماع صوته
قابل أدهم لدى خروجه أمام المصعد كانت تهم بالخروج بعد الصغار و استوقفته بقلق
إيه يا أدهم خير يابني !
جاوبها أدهم متخذا مكانها داخل المصعد و هو يكبس زر طابقه بسرعة
مالقتهاش جوا يا أمي. أكيد طلعت فوق أنا طالع لها أهو !
أكدت عليه قبل أن ينغلق المصعد
إبقى طمني طيب !!
بالكاد رأته يومئ لها برأسه لحظات و دفع أدهم باب المصعد منطلقا صوب شقته اقتحمها في الحال متجها رأسا إلى غرفة النوم و قد صدق حدسه و وجدها هناك تستلقي فوق الفراش و لا تزال في عباءتها السوداء كان التعب واضحا عليها ...
سلاف ! .. صاح أدهم هارعا إليها
شعرت سلاف بالمرتبة تنخفض بجوراها كانت غاطة بالنوم أو لعلها غيبوبة قصيرة عندما فتحت عيناها من جديد رأت وجه زوجها الحبيب يطل عليها
ابتسمت له بارهاق و هي ترفرف بأجفانها بينما يحاوطها بين ذراعيه قائلا بقلق شديد
إيه يا حبيبتي مالك حاسة بإيه يا سلاف قوليلي !!
و كان يمسك بذقنها بلطف بين سبابته و إبهامه يقلب وجهها يمنة و يسرا ليتفحصه عن كثب ...
أنا كويسة يا أدهم ! .. قالتها سلاف بصوت ضعيف عكس إدعاءاتها
ماتخافش انت قلقان أوي كده ليه
أدهم بصوت أجش
قلقان ليه ! بعد ما قفلت معاكي و أكدتي إنك راجعة بشهادة ميلاد لمى لماما و فجأة بعدها بشوية تكلميني تاني و تقوليلي مش هاتقدري تنزلي أفهم أنا إيه !!
سألته عابسة انت ماجتش تاخد شهادة الميلاد و توصلها لعمتو أمينة زي ما قلت لك !
رد دون أن يرف له جفن
لأ طبعا. التطعيمات تستنى يروحوا بكرة أو بعده.. إنتي كنتي متخيلة إني ممكن أروح لهم و أسيبك !
سلاف بشيء من الإنفعال
يعني سبتهم هما هناك يا أدهم !!
زفر بامتعاض إهدي يا سلاف ماسبتش حد. أنا عديت خدتهم في سكتي و جيت على هنا فورا. أكيد ماكنتش هاجي أخد الشهادة و أروح أستنى معاهم كل ده و أسيبك إنتي هنا لوحدك !
أغمضت عيناها متنهدة و هي تسند رأسها إلى الوسادة بعمق أخذت تسعل بخفة فجأة ثم ما برح سعالها أن إزداد حدة و أخذت تتأرجح مكانها من شدة السعال.. في المقابل يراقبها أدهم بتوجس ما لبث أن استحال خوف عليها ...
فيكي إيه بس يا سلاف !! .. غمغم أدهم بجزع و هو يضم رأسها إلى صدره
و لا تعلم لماذا کرهت نفسها في تلك اللحظة لأنها تسببت في قلقه و زعزعة استقرارهم جميعا اليوم.. هي و هو و الأطفال
ربما ما كان عليها أن تعود إلى المنزل ربما
كان يجب أن تتأكد قبل أن يذهبوا بأن كل ما يلزم لتلقي التطعيمات جاهز هي الملامة.. أيا كان ما فعلته شقيقة زوجها مع ابن عمتها يخصهما وحدهما لم يكن عليها أن تتواجد في هذا الوقت و تكتشف أمرهما لم يكن عليها تحمل هذا العبء كله ...
يلا قومي هانروح المستشفى ! .. شد يدها بحزم أجفلها
لو أراد لأقتلعها من الفراش بسهولة لكنه إنصاع لقبضة يدها التي شددت على كفه فسكن على الفور منصتا إليها
استنى بس يا أدهم. مستشفى إيه. مش مستاهلة
تململ پغضب مش مستاهلة إزاي. انت بقالك فترة تعبانة و صدرك تاعبك. بس إنهاردة زادت أوي الحكاية ! .. ثم هتف بصرامة
إستحالة أقف اتفرج عليكي. مش هاسمع كلامك المرة دي. يلا قومي بقولك هانروح المستشفى !!
Asthma Syndrome !
أعلن الطبيب الخمسيني تشخيص حالة مريضته بعد الكشف الدقيق عليها
كانا كلا الزوجين يجلسان أمامه و قد كانت سلاف رافعة نقابها لعجزها عن التنفس بشكل طبيعي لم تكن تفهم ما أدلى به.. و لكنها أيقنت من وجه أدهم بأنها علة غير حميدة على الإطلاق ...
انت متأكد يا دكتور ! .. تساءل أدهم محاولا إخفاء صډمته قدر المستطاع
ربو متأكد !
شحب وجه سلاف فوق شحوبه و هي تستمع إلى هذا الخبر يخرج من فم زوجها جمدت تماما و لم تستطع نطقا.. أحس بها أدهم و ألقى عليها نظرة
كما العاجز كالغريق الذي يتعلق بقشة مد يده و قبض بقوة على كفها الملقى بحجرها و هو يعاود النظر إلى الطبيب قائلا بانفعال
ممكن تتأكد تاني يا دكتور. ممكن نعمل تحاليل آشعة أي حاجة. إزاي شخصت بالسرعة دي !!
إنبلجت ابتسامة على وجه الطبيب و قال مهدئا و هو يخلع نظارته
بالراحة يا دكتور أدهم. مالك بس أنا لسا ماكملتش كلامي.. أكيد هانعمل تحاليل و أشعة. بس أنا متأكد كمان من إللي بقوله. و في نفس الوقت بطمنكوا. الوضع مش خطېر. النوع ده من الربو تافه جدا. عامل زي الحساسية المزمنة كده. هانحدد له علاج إن شاء الله بعد ما تطلع نتايج التحاليل. ماتقلقش المدام زي الفل و الله
كان يتنفس بثقل و هو لا يزال يشعر بإعياء الخۏف عليها ازدرد ريقه ضاما يدها بقبضته أكثر ...
أدهم يابني انت
متابعة القراءة