رواية مريم من 6-15

موقع أيام نيوز

لا إيه يا إيمان !
لم تنكر إيمان.. لكنها اختلقت كڈبة و هي تكفكف دموعها بظاهر يدها 
أيوة. شوية.. أصلي افتكرت سيف الله يرحمه. وحشني أوي يا مايا !
تأثرت مايا كثيرا و دلفت إليها بدون مقدمات عانقتها و شاطرتها حزنها المفتعل متمتمة بحزن شديد 
إنتي عارفة كل ما بيوحشني بعمل إيه ببص في عيون لمى. و بحضنها جامد. لمى حتة من سيف يا إيمان.. لمى هي سيف. مش بيقولوا إللي خلف مامتش !
تنهدت إيمان بحرارة و ابتعدت عنها مايا.. ابتسمت لها و دعتها ثانية 
يلا عشان الغدا. كلنا ماستنيينك !
بادلتها إيمان الابتسامة و قالت 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
حاضر.. بس أنا مضطرة أمشي بعد الغدا علطول. لازم أرجع البيت
مايا باحباط ليه كده بس يا إيمان.. هو لحقنا نشبع منكوا 
إيمان متأسفة معلش يا مايا. ماما تعبت و سلاف كلمتني من وراها.. لازم أكون جمبها !
جلس كلا من عثمان و صالح إلى مقعدين متجاورين بينما يجلس مقابلهما ذلك الرجل المهيب ذو اللحية السوداء الكثة المشذبة بعناية و مراد الذي ما زال صامتا حتى الآن و لم ينطق بحرف ...
هذا السكون الثقيل قد بدأ يوتر الأجواء حتى أن بعض تململ أصاب صالح و شعر بأنه قاب قوسين أو أدنى من فقدان سيطرته على نفسه.. إلا أن صوت المدعو أدهم سرعان ما برز قالبا موازين الجلسة إلى صالحه فقط ...
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
منورين مكاني المتواضع يا سادة ! .. قالها أدهم بصوته القوي مزيدا الترحيب بضيوفه
رد عثمان التحية بنفسه و نيابة عن إبن عمه الغضوب 
بنورك يا دكتور أدهم. متشكرين أوي على حسن إستقبالك لينا و خاصة إننا أغراب عنك
أدهم معاتبا بحليمية 
عيب تقول كده يا أستاذ عثمان. مراد ده يبقى إبن خالتي حتى لو مش بنشوفه إلا كل كام سنة مرة .. و ضحك مكملا 
و حضرتك تبقى صاحبه و صديق عمره زي ما حكالي. يعني تقريبا بقيت مننا و علينا زي ما بيقولوا
صحح كلامك يا أدهم من فضلك ! .. صاح مراد بحدة فجأة
تركزت الأنظار عليه ليتابع بنفس الإسلوب 
الصداقة دي كانت في الماضي و خلاص خلصت.. أنا صحابي رجالة. مش ژبالة و أنجاس زيه !
يتمالك عثمان أعصابه بصعوبة عندما سمع هذا الكلام يخرج من فم صديقه المقرب لأول مرة بينما يلتفت أدهم نحو مراد موبخا 
مراد ! إحنا قولنا إيه القاعدة دي إتعملت عشان نحل الموضوع مش نعقده و نجرح في الناس كده منغير ما نفهم كل حاجة كويس
مراد بسخرية إنت فاكر إن ده بيتجرح ده أبرد من لوح التلج. ده يجيبلك شلل و إنت قاعد صلى عالنبي يا أدهم إنت ماتعرفوش أدي
أدهم بهدوء عليه الصلاة و
السلام.. يا سيدي طبيعي ماعرفوش و إنت تعرفه أكتر مني عشان صاحبك. بس لازم نتكلم و نتناقش بالمعروف. دي مش طريقة يا مراد إهدا عشان تفهم
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
يقطب مراد جبينه بشدة مغمغما 
أنا مش طايقه. مش طايق أي حاجة تيجي من ناحيته. و مش عارف يا أدهم إنت صممت على القاعدة دي ليه ده واحد قذر عايش طول عمره في نجاسة و قرف و ماستبعدش أبدا إنه يكون غوى بنت عمه و إنهم إستغفلوني هما الإتنين
في هذه اللحظة لم يستطع صالح كبح نفسه أكثر فقفز واقفا لينقض على مراد بلمح البصر فيكيل له الضړب و اللكمات العڼيفة ...
يهب على الفور كلا من عثمان و أدهم للحؤول بينهما و رغم أن ذلك كان صعبا بادئ الأمر خاصة و أن مراد إستطاع أن يتغلب على صالح في لحظة و كاد ينال منه.. ألا أن عثمان حال دون ذلك و أمسك بتلابيب إبن عمه و إجتذبه پعنف صائحا 
تعالى هنا ! إنت إتجننت إثبت. إرجع مكانك و إوعى تتحرك سامعني يا إما تنزل تستناني تحت !
يتراجع صالح مذعنا لأمر عثمان.. لكن ما زال غضبه يتفاقم فيدس يده يجيب سترته و يخرج قارورة الكحول الفضية التي يحملها دائما و بدون مقدمات يفتحها و يفرغ منها بقوة داخل جوفه ...
بنفس اللحظة أدهم يترك مراد بعد أن ضمن سيطرته على نفسه يلتفت فيرى صالح يتجرع هذا الشيء فتجحظ عيناه و هو يصيح بلهجة مھددة 
إنت بتشرب إيه يا بيه 
أبعد صالح القارورة عن فمه لينقل نظراته بينها و بين ذاك الذي أطلق سؤاله الساذج بالنسبة إليه ثم يرد بمنتهى البساطة 
تيكيلا !
خمړة !!! .. هدر أدهم پغضب شديد
براااااا. إطلعوا براااااااا كلكوا !!!
حاول عثمان أن يهدئ أدهم عبثا لم يستطع التفاهم معه إذ كان مصمما على طردهم و بدا أن لا نقاش سيجدي معه.. ورغم شدة إضطراب عثمان إلا أنه أصر ألا يخرج من هنا إلا بالحل النهائي فهداه عقله إلى تصرف يرضي مضيفهم
ليلتفت نحو إبن عمه بوجهه المحتقن ڠضبا يدفع به إلى خارج الغرفة بطريقته الھمجية ليخفف من ڠضب أدهم عليهم.. و هكذا طرد صالح و أمره بالبقاء في الأسفل ريثما يهبط إليه ثم عاد إلى المجلس الصغير و قال و هو يعدل هندامه الذي تشعث كليا إثر هذه الفوضى 
إللي إنت عايزه يادكتور أدهم.. ماتزعلش نفسك. صالح مشي خالص. ممكن بقى نتكلم في المفيد أنا سامع !
أغمض أدهم عيناه مطلقا زفيرا مشحونا و قال بجفاف شديد 
أستغفر الله.. بص يا أستاذ عثمان. إنتوا بصراحة ماتشجعوش على أي نقاش. لسا ردود أفعالكوا هوجاء و طايشين و ده ماينفعش. إذا كنت إنت و لا إبن خالتي إنتوا الإتنين غلطانين !
عثمان بصلابة أنا مش جاي أسأل مين الغلطان يا دكتور. أنا جيت عشان حضرتك كلمتني و قولتلي جايز الموضوع يتحل.. أنا عايز أعرف بقى هايتحل إزاي 
صمت أدهم قليلا يستجمع عقلانيته كاملة ثم أشار نحو مراد قائلا 
البيه ده لسا بيحب بنت عم حضرتك و عايزها و ندمان على إللي عمله. سيبك من كلامه ده. أنا متأكد من إللي بقوله هو بس كان رافض يصارحني عشان رجولته ناقحة عليه أوي !
عقد عثمان حاجبيه ممعنا النظر بكلماته تطلع إلى صديقه فوجده يجلس نفس الجلسة المتوترة و منكمشا على نفسه بطريقة مضطربة ...
بعد تأمله لبرهة بدأ يقتنع بأقوال أدهم نوعا ما لكنه عاد يقول له بجدية 
الكلام ده جميل. و من ناحيتي أقسملك بالله إن مافيش حاجة حصلت بيني و بين بنت عمي و إنها طول عمرها زي أختي. و طبعا رجوعها لمراد شيء هايبسطنا و يريحنا كلنا.. بس إزاي يا دكتور !!
أدهم بجدية مماثلة 
ده إللي كنت عاوزك فيه.. مراد زي ما قولتلك رافض يصارحني. هو قالي إنه طلقها أكتر من مرة. بس بيلف و يدور عليا مش عايز يقولي كام مرة بالظبط
3 مرات يا دكتور ! .. أجابه عثمان بصرامة
عبس أدهم قائلا بلهجة متشددة 
متأكد !
أومأ عثمان متأكد
و هنا ساد صمت مريب فتململ مراد قلقا و رغما عنه تطلع نحو أدهم منتظرا رده.. فلم يجعله ينتظر طويلا ...
كده يبقى الموضوع منتهي !
مراد بتوتر يعني إيه منتهي يا أدهم !!
نظر أدهم له و قال بصوته القوي 
يعني خلاص متحرمة عليك يا مراد. لازم محلل.. و المحلل عندنا في الدين لو بغرض الرجوع للزوج الأولاني محرم لقول النبي صلى الله عليه و سلم لعڼ الله المحلل والمحلل له
طيب ما هو زواج المحلل مش محرم يا دكتور ! .. قالها عثمان مستفهما
إلتفت أدهم إليه ليكمل موضحا 
في ناس كتير بتعمل كده. أعتقد إنه شيء مكروه في الدين لكن مش محرم !
رفع أدهم حاجبيه مدهوشا من تفكيره و جداله حتى بعد أن آتاه بالبينة ...
أراد أن يبرهن له أكثر على صحة كلامه لكنه أمسك بآخر لحظة و عوض ذلك قال بغلظة 
حتى لو ده ينفع.. أعتقد مافيش راجل يقبلها على نفسه !
عثمان بتساؤل يقبل إيه بالظبط الجواز و مين الزوج و لا المحلل !!
أدهم بحدة الإتنين. و بعدين ده مش مجرد جواز على ورق.. شروط المحلل عشان ترجع للزوج الأول ماتطلقش حتى يذوق عسيلتها و تذوق عسيلته.. ده حديث عن النبي بردو
مراد بقلق أكبر
يعني إيه الكلام ده يا أدهم !!!
نظر أدهم إليه من جديد و فسر له بمنتهى الصراحة 
يعني المحلل ده لازم يدخل عليها يا رايق عشان ترجعلك !
جحظت عيني مراد پصدمة و ما لبث أن نقل ناظريه نحو عثمان و كأنه أخيرا يناشده الحل و المساعدة ...
إلا أن عثمان لم يكن هنا أبدا كان يفكر بعمق... بمسألة حساسة جدا للغاية ! .......................................................................................................................................................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
9
لا تنظري هكذا أرجوك تحطمين قلبي بدموعك.. هي ما لا أتحملها!
_ مراد
كانت حجته للفرار بعد أن أوصل ابن خالته عند المنزل أنه ينقصه بضعة أغراض سيذهب لشرائها بشكل عاجل و رغم أن القصة التي اختلقها لم تنطلي على أدهم.. لكنه عرف بأن الأخير يريد أن يتخذ مساحة و يبقى بمعزل و لو قليلا
و هو ما يحق له خاصة بعد كل ما جرى طوال الأمسية الصعبة عسير عليه أن يدرك بأن المرأة التي أعجب بها و اختارها بمحض إرادته و جعلها زوجته من بين عشرات الفتيات حتى أنه فضلها على المرآة الوحيدة التي أحبها من أعماقه و لبث سنوات يقنع نفسه بالعكس لماذا 
لأنها استسلمت له لأنها منحته كل شيء مرة واحدة و من دون تردد قال في نفسه ما فائدة الزواج.. إن كان قد أخذ ما يريد من دونه !
ما فائدة أن يرتبطا و هما قد ارتبطا بالفعل.. حتى و لو تمت العلاقة بينهما مرة... لكنه نالها و انتهى
الفاكهة المحرمة لقد حقق مآربه و تذوقها ما حاجته لامتلاكها و قد امتلكها.. تلك كانت مبرراته.. كان مقتنع بها لكن هل لا
يزال !
لقد وجد نفسه فجأة في الخلاء مجردا من كل أسلحته و دفاعاته بعد أن تخلت عنه الأخرى التي إلتمس فيها السلوى و العشق أيضا.. اتضح بأنها لا تحبه أبدا... لقد أقتص القدر لحبيبته الوحيدة منه بفعلة زوجته التي طعنت رجولته في الصميم لقد أخذت بثأرها بالفعل ليتها تدرك ذلك !!
يتوقف مراد أمام حانة شهيرة بوسط المدينة ترجل من سيارته و أغلقها بضغطة زر ثم مضى نحو الواجهة المضيئة الملونة دلف إلى الداخل و هدفه واضح و محدد من البداية لن يذهب إلا و هو يترنح من الثمالة ...
بقيت واقفة خلف باب غرفتها الموارب تستمع إلى حديث أخيها و والدتها بالغرفة المجاورة كانت ترتجف لشعور غريب لا تفهمه يعتمل بصدرها ...
يعني خلاص ماعادي في رجوع 
رجوع إزاي بس يا أمي. ما قلت لك طلقها 3مرات. مافيش رجوع.. هو بقى لازم ينسى الموضوع ده و يشوف حاله
يشوف إيه يابني انت أصلك مش
تم نسخ الرابط