رواية مريم من 6-15
المحتويات
تصديق
أيوة باين عليك قول الحقيقة يا مراد ما أنا مش هاسيبك تغرز في الحالة دي أكتر من كده لازم تقرر خطوتك الجاية بسرعة لو فضلت كده هاتخسر كتير
طمأنه ماتقلقش عليا أنا فعلا مقرر كل حاجة و لو بتلمح لموضوع طليقتي ف أطمن أنا خلاص شيلتها من راسي
فعلا !
أيوة طبعا و عشان تصدق أنا صفيت شغلي في لندن و قررت أستقر هنا هامسك شغل أبويا في مصر و شوية شوية أوسعه و كل إهتمامي هايبقى على كده
مراد بامتنان حبيبي يا أدهم أنا مش عارف أصلا أشكرك إزاي على كل إللي عملته معايا من ساعة ما حطيت رجلي هنا
عيب يا بابا الكلام ده انت أخويا يا مراد مافيش شكر بين الأخوات صح
و عشان إحنا أخوات يا أدهم تسمحلي اتجرأ و أطلب منك حاجة
قول يا مراد طبعا !
تنحنح مراد متململا بمقعده ثم قال بكلمات غير مرتبة
هو أنا كنت بقول يعني إني محتاج أحط نفسي في علاقة أحسن و أصح من السابقة عشان أقدر أتخطاها تماما
أدهم بدهشة بتفكر تتجوز يعني عين العقل و الله أنا بشجعك و مش زي الأراء إللي بتقول تتعافى من الچرح الأول و بعدين تعيش حياتك غلط الانسان بيكون محتاج حد ياخد بإيده و يساعده و
ابتسم مراد أكثر و قد منحه أدهم بكلامه الثقة ليصارحه
معاك حق يا أدهم إحنا مانقدرش نعيش لوحدنا
نفس الكلام ينطبق على الستات كمان عشان كده أنا دايما بزن على إيمان أختي في موضوع الجواز رغم رفضها ! و أكمل و قد امتعض وجهه
كان مراد يستمع إليه مشدوها غير مصدقا من الذي يتحدث عنه أدهم
هل يمكن أن يكون عنه هو
أم عن غيره !
انت بتقول إيه يا أدهم ! سأله مراد شاحبا
ليبتسم أدهم قائلا
آه صحيح أنا نسيت أقولك إيمان أختي هاتجوز بعد إضرابها من ساعة ۏفاة أبو لمى
إيمان هاتجوز ! ردد مراد مصډوما
لم يلاحظ أدهم اضطرابه و أضاف و قد عاوده الكدر
أيوة يا سيدي هاتجوز هاتجوز عم بنتها لمى مالك ابن عمتي راجية !
13
أقر بأني ضعيفة هشة و بلا إرادة أحبك و لا أستطيع تغيير هذا أحبك رغم الغدر رغم الهجر و رغم خطيئتي العظمى أحبك بيأس و دموع أحبك و لو واجهت المۏت على ذلك أنت لعنتي الأبدية !
إيمان
أدخل ! هتفت إيمان بصوت ذي نبرات مرتجفة
لينفتح باب غرفتها بعد لحظة و تطل رأس مايا عبر فتحته إبتسمتا لبعضهما من خلال المرآة و استأذنت مايا بلباقة
ممكن أدخل يا إيمي
أومأت لها الأخيرة
معقول بتستأذني ادخلي يا مايا !
دلفت مايا و أغلقت خلفها باب الغرفة توجهت ناحية إيمان رأسا و عانقتها من ظهرها متمتمة
عاملة إيه !
جاوبتها مبتسمة بمسحة حزن
كويسة !
مايا مشككة يا بنت عيني في عينك كده !!
تنهدت إيمان بعمق و استدارت لها بدا الوهن على قسماتها و هي تخبرها
إنتي عارفة يا مايا أنا لازم أبان كويسة دايما حتى لو مش كده سيف الله يرحمه علمني كويس
عبست مايا قائلة بتعاطف
إنتي مش مقتنعة بمالك صح ماتداريش عليا أنا كمان مش مصدقة و ماكنتش أتخيل حتى أن مالك يفكر في كده بس إنتي يا إيمان في لإيدك تنهي المهزلة دي !
مش عايزة أنهي حاجة يا مايا صحيح كل إللي قلتيه ده لكن أنا ماعنتش بفكر في نفسي أنا نسيت نفسي من زمان أصلا
أومال بتفكري في مين يا إيمان ! غمغمت مايا بشيء من العصبية
لترد إيمان بلا تردد
بنتي يا مايا لمى هي إللي لازم تشغل كل تفكيري و لمى محتاجة أب مش هاتعيش فترة طفولتها و حتى لما تكبر منغير أب و أنا مش هالاقي لبنتي أحسن من مالك يقوم بالدور ده هو عمها و أحق بتربيتها و أكتر واحد ممكن يحبها و يرعاها !
صدمة قشعريرة ألم في المعدة جبينه يتندى بالعرق الطفيف
بعد سماعه تلك الأخبار لم يستطع نطقا بعدها و ظل فقط يحملق بأبن خالته دون أن يحرك ساكنا ليستأنف أدهم غير منتبها بما وقع عليه
أنا كنت متوقع إنها ترفض لما بلغتها بطلبه لكن بصراحة ذهلت و هي بتقولي موافقة بس طبعا مقدرش غير إني احترم رغبتها في النهاية هي ست و أكيد محتاجة لراجل في حياتها !
لم يزل على صمته فقطب أدهم مسغربا و سأله
مالك يا مراد
أجفل مراد منتزعا نفسه حالته المريبة اڠتصب إبتسامة لم تصل إلى عيناه و قال
مافيش يا أدهم أنا تمام بس افتكرت مشوار لازم أعمله دلوقتي
و بدأ بجمع أغراضه من فوق الطاولة أمام عيني أدهم المشدوتين
هو أنا لحقت أقعد معاك و بعدين انت مش كنت عاوزني !
مراد باقتضاب أيوة بس الوقت مش هايسعفنا أنا مضطر أقوم معلش ممكن أعدي عليك في الييت على بليل لو ممكن
أدهم مرحبا آه طبعا ممكن تعالى مستنيك
قام مراد و سحب سلسلة مفاتيحه في يده قائلا
أوكي يا أدهم أشوفك بليل !
أدهم بابتسامة إن شاء الله في رعاية الله
رد له مراد الابتسامة مجاملا ثم مضى مغادرا المقهى العصري بخطى حثيثة
حضرت إيمان القهوة التي لطالما أعدتها لشقيق زوجها الراحل في أوقات الدراسة و حتى بعد أن راجلا مستقلا الآن هي تعدها من أجله و لكن بصفة أخرى فهو قريبا سيغدو رجلها أجل
ذلك الولد الذي درست له في فترة صباه و نصحت له في أمور العشق بمراهقته و كانت تعامله كأخ مقرب طيلة سنوات زواجها و حتى بعد أن ترملت
حتى هذه اللحظة لا تعرف كيف بات ينظر إليه تلك النظرة !!
صحيح أن قبلت به و لكن حتى و لو كان غيره الذي أتاه كانت لترضى هربا من ماضيها الذي لا ينفك يلاحقها كانت لترضى بأي رجل مخافة أن تقع في وحل الآثام من جديد
لكن ماذا عنه هو
كيف طاوعته نفسه أن يتقبل مثل هذا إنها زوجة أخيه في مكانة أخته هل يمكن هذا هل يمكنه أن يتخيلها بين ذراعيه
بعد أن كانت ملكا لأخيه هذا شيء لا يصدق !
و لكنها الحقيقة للأسف مالك يريدها و هي قبلته و انتهى
حملت إيمان صينية القهوة و خرجت على مهل مطرقة الرأس وصلت إلى حجرة المعيشة متماسكة و لكن الارتباك ما لبث إغتالها حين خبت الأصوات فجأة عند ظهورها رغما عنها رفعت وجهها لتشتبك نظراتها بنظراته
ارتعش بداخلها و هي ترى عيناه تتفحصانها لأول مرة بهذا التدقيق و الجرأة ابتلعت ريقها بتوتر و أجبرت نفسها على العدو بنفس الوتيرة المتزنة وصولا إلى أمها أولا
قدمت إليها شايا كما تفضل ثم إنتقلت إلى مايا و قدمت لها العصير الطازج و أخيرا انتهى بها المطاف أمامه ليست المرة الأولى التي تقف قبالته هذا الموقف لكنها المرة الأولى و هي تعلم جيدا النوايا التي تطل من عينيه الآن كان لا بد أن تثير تلك القشعريرة التي سرت بأوصالها مشاعر محببة إنما لا العينين ليست عيني مراد النظرات ليست له تبا
تبا له و تعسا لحظها إذ ما زالت تراه في كل شيء و كأنه مركز الكون و حياتها تتوقف عليه هي كذلك بالفعل
تسلم إيديكي ! قالها مالك ممتنا لها و قد تلامست أيديهما عرضيا
فأنتفضت إيمان و ارتجت الصينية بين يديها و إنسكب الماء و العصير المخصص لطفلتها جمدت المسكينة مضطربة أشد الاضطراب بينما يسارع مالك لتفادي الضرر الواقع قدر استطاعته
مافيش حاجة حصل خير على مهلك ! حاول مالك أن يلطف الأجواء ليخفف عنها
لم تقو إيمان على النطق و قد كانت أمها تقف إلى جوارها خلال تلك الأثناء ربتت على كتفها مرة ثم قالت و هي تنحني لتجمع ما سقط فوق الأرض
معلش يا حبيبتي فداكي خلاص يا
مالك يا حبيبي أنا هالم إللي وقع قوم يابني عيب
لم يصغي مالك لأمرها و أعاد الكؤوس إلى الصينية ثم نهض مبتسما و قال
عيب إيه يا طنط أمينة هو أنا غريب يعني !
يا حبيبي مش القصد طيب ماشي تسلم إيدك ! و حملت الصينية عن ابنتها بالفارغ و أردفت
أنا بقى عاملة على الغدا مفاجأة هاتعجبك انت و أختك أوي يا مالك تعالي معايا يا مايا و لا لسا مش بتدخلي المطبخ
أخذت مايا كأسها و قامت على الفور مرحبة
لأ يا طنط و ده معقول أنا خلاص بقى معايا كتكوت و مستوايا في المطبخ بقى عالي أوي
و غمزت لها
ضحكت أمينة مجلجلة
طيب ياختي الماية تكدب الغطاس تعالي ورايا ! و لكنها إلتفتت نحو ابنتها أولا و قالت
و إنتي يا إيمان روحي إنتي و مالك الفراندة عشان تتكلموا براحتكوا و خلي معاكوا لمى تلعب حواليكوا على المرجيحة و لا بلعبها جمبك
و لم تعطها فرصة الرد هكذا قامت بتدبيسها و فرت مع مايا لتجد إيمان نفسها وجها لوجه أمام مالك !!!
لم تجرؤ على النظر إليه البتة هي التي كانت تكيل له المزح و الدلال صار الوضع أكثر غرابة و غير معقولا الآن
إيمان !
أجبرت نفسها على النظر إليه كان وجهها محتقنا بشدة و في المقابل كان هو أكثر استرخاء و مرحا لا زال يبتسم لها ابتسامته العذبة الجذابة و هو يستطرد
مالك يابنتي في إيه متنشنة ليه من ساعة ما شوفتيني أنا مش واخد عليكي كده !
ارتعش فكها بشكل طفيف و ملحوظ لفت إنتباهه و جعله يحدق أكثر إلى فمها المغر و هي تتحدث بتوتر
أنا تمام يا مالك مافياش حاجة ممكن تاخد قهوتك و احنا داخلين الفراندة !
أومأ لها و استدار ليحمل فنجان قهوته في نفس اللحظة تصيح هي منادية صغيرتها التي جلست فوق الآريكة وحدها مشغولة بالدمى و الهدايا التي جلبها عمها لأجلها
لمى يلا يا قلبي تعالي معايا و هاتي عروستك معاكي
أذعنت الصغيرة لأمها قامت مصطحبة معها الدمية الشقراء الجديدة أخذتها و جلست فوق الأرجوحة و انخرطت في حوار هزلي معها
جلسا كلا منهما إلى الطاولة الوحيدة بالشرفة
متابعة القراءة