رواية مريم من 6-15

موقع أيام نيوز

عند الأسانسير تقابل ولاد أدهم و تجيبهم على هنا على ما أدخل أصحي إيمان !
و كأنه طوق الإنقاذ صاح من مكانه 
أكيد حاضر يا خالتو. طالع أهو
و هرول إلى الخارج ثانية ليأتي لها بصغار أدهم الثلاثة فتح باب المصعد حين وصل إلى الطابق فإذا بالصغار متراصين بجوار بعضهم داخل عربتهم العريضة استقبلهم مبتسما و أسند الباب بقدمه ريثما يتمكن من إدارة العربة ليخرجهم 
و قد نجح في وقت وجيز دفع بهم على مهل للداخل و هو يتأملهم لأول مرة مرددا بحبور و حنين للشعور الذي يفتقده بشدة 
الله أكبر. ما شاء الله. ما شاء الله !
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
و أجفل فجأة حين عادت خالته راكضة شاحبة الوجه ...
إلحقني يا مراد !!
فزع مراد من حالتها و سألها من فوره 
إيه حصل إيه !!
أمينة بهلع كبير 
إيمان مش في أوضتها لا هي و لا لمى. و دولابها فاضي.. إيمان سابت البيت ! ........................................................................................... !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
8
هربت لأنك لو بقيت أمامي أكثر فإني أخشى أن يغويني شيطاني و أخطئ من جديد هربت لأنني ما زلت أحبك !
_ إيمان
طالع مراد خالته مشدوها للحظات قبل أن يدفعه عقله للحديث أخيرا 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
يعني إيه سابت البيت هي متعودة تمشي فجأة كده !
هزت أمينة رأسها نفيا 
لأ يابني طبعا. إيمان عمرها ما عملتها !!
طيب إيه العمل دلوقت. أكلم أدهم ينزل يدور عليها ! .. و هم بإخراج هاتفه ليجري الاتصال 
استوقفته أمينة فورا 
لأ ماتتصلش بأدهم. سيبه ماتزعجهوش.. أنا هاكلمها الأول
و استدارت باحثة عن هاتفها الخلوي سرعان ما وجدته فوق طاولة جانبية أمسكت به و عبثت فيه لحظات ثم وضعته على أذنها و انتظرت 
لم يطول إنتظارها إلا و صاحت ملتاعة 
إيمان... إنتي فين يابنتي روحتي فين يا إيمان ردي عليا.... إيه و إيه إللي وداكي عند راجية.. طيب إزاي تمشي كده منغير ما تقولي لحد... لأ يا إيمان إللي عملتيه مايصحش أبدا. أقول إيه لأخوكي لما يسأل عنك... طيب هاترجعي إمتى.. ماشي يا إيمان. ماشي !
و أقفلت الخط معها مطلقة تنهيدة عميقة ...
نظرت إلتفتت نحو مراد ثانية و قالت 
الحمدلله على الأقل اطمنت عليها ..
تساءل مراد بتردد 
خير يا خالتو حصل إيه 
خير.. قامت الصبح بدري على رسالة من عمتها راجية. أم المرحوم سيف أبو لمى. كلهم كان نفسهم يشوفوها هي و البنت وحشينهم. ف لمت هدومهم و راحت تقعد لها كام يوم عندهم
طيب الحمدلله طلع الموضوع بسيط ! .. علق مراد مرتاحا و تابع بضحك متوتر 
أنا كنت مفكرها مشيت بسببي يعني
أمينة ببلاهة متعمدة 
و هي هاتمشي بسببك ليه يا مراد !
تندى جبينه و هو يجاوبها هاربا بعينيه من نظراتها الثاقبة 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
يعني. ممكن تكون مش واخدة راحتها في وجودي.. و عندها حق بصراحة. أنا ماكنش ينفع أطب عليكوا كده و أقلب نظام البيت !
إرتفعت زاوية فمها و هي ترد بشيء من التهكم 
بتتكلم كأنك حد غريب عننا. أنا فاكرة إنك انت و إيمان كنتوا قريبين من بعض في يوم من الأيام ...
و هنا نظر مراد إليها أجفل مرتبكا بادئ الأمر لكنه ما لبث أن قال بثبات متكلف 
صحيح. كنا صغيرين و بتربط بينا صداقة قوية.. و لحد إنهاردة. إيمان غالية عليا أوي
تنامى صمت سحيق بينهما لدقيقة كاملة لم يتخلى مراد عن هدوئه إلى أن دعته أمينة بآلية و هي تدنو من عربة الصغار لتحررهم و ينطلقوا في أرجاء الشقة 
طيب يلا على السفرة. الفطار لو استنى أكتر من كده مش هايتبلع.. و أنا عارفاك. بتحب الحاجة طازة. فريش يعني
تأكدت من سلامة الصغار الثلاثة ثم مشيت أمامه فتبعها وصولا إلى حجرة الطعام أشارت إليه ليجلس على رأس المائدة ففعل و جلست هي إلى جواره بدأ كليهما في تناول الفطور و انتظرت أمينة بتمحيص مدروس حتى ابتلع بضعة لقيمات كافية ليستقبل حديثها التالي ...
قولي صحيح يا مراد ! .. تكلمت أمنية بلطف و هي تصب له فنجان الشاي
انت صحيح ناوي ترجع مراتك 
توقف مراد عن المضغ ثوان ثم قال و هو يرفع ناظريه إليها 
و الله يا خالتو أنا جاي لأدهم مخصوص عشان كده. أنا عملت غلطة كبيرة أوي لما طلقتها.. بس لسا عندي أمل. و أيوة.. عاوز أرجعها. أنا بحبها !
احتقن وجهها بالډماء في هذه اللحظة سيطرت على أعصابها بجهد و قد جمدت أصابعها حول دورق الشاي الخزفي استرعى ذلك إنتباه مراد.. لكنه آثر الصمت
و فجأة وضعت أمينة كل شيء من يدها ثم أسندت ذقنها إلى يديها و هي تصوب نحوه نظراتها الآن ...
لما انت بتحبها أوي كده. إيه إللي جابك لحد هنا تاني كان ممكن تطلب أدهم يجي لك. ليه تيجي لحد هنا و تخلي إيمان تعيش خيبة الأمل تاني !
حدق فيها مصعوقا و قال بصعوبة 
إنتي. إنتي عارفة يا خالتو 
أمينة بحدة طبعا عارفة.. عارفة كل حاجة من زمان يا مراد !!!
تضاعفت صډمته و شخصت عيناه على الأخير إنتابه الخرس تماما بينما تعاود الحديث قائلة 
من أول يوم و بنتي عمرها ما دارت عني حاجة. قالت لي إنها بتحبك من أول يوم يا مراد. و إنك انت كمان بتحبها حسب قوالتك ليها.. و تعرف سيبتكوا ليه على كده لأن ثقتي في بنتي مالهاش حدود. و متأكدة دايما إنها لا يمكن تعمل حاجة غلط أبدا.. بس تعرف بردو أنا طلعت غلطانة. لأن إللي حصل بينكوا زمان ده كان لعب عيال. و كان لازم أفهم إنه مش هايوصل لأي حاجة غير حسرة و ۏجع قلب بنتي.. و انت فوق إللي عملته راجع تكمل عليها. و أنا إللي فكرت إنك عقلت و رجعت عشانها !!!!
استغرقه الأمر كله بعض الوقت ليدرك مقاصد خالته بوضوح و قد تبين له بأنها لم تكن تعني بأنها تعلم ما جرى بينهما لا زال السر محفوظا و لا أحد يعلمه سوى هو و إيمان و زوجها الراحل العلاقة الحمېمة التي أقاماها في لحظة طيش... لا زالت طي الكتمان !!
يا خالتو أنا عمري ما خدعت إيمان ! .. غمغم مراد و الخجل يتآكله
لم يستطع النظر بعيني خالته الآن و هو يكمل 
زي ما قلت لك كنا صغيرين. و أنا حبيتها بجد و الله.. و لسا بحبها. لكن طريقنا اختلف من زمان. أنا و إيمان ماينفعش نمشي سكة واحدة. و ده في الأصل سبب إنفصالنا. إحنا طول عمرنا مختلفين !
ظلت أمينة ساكنة لبرهة تتمعن
كلماته ثم أومأت متقبلة قراره الأخير و نتيجة محاولتها معه لأجل ابنتها و قالت بهدوء 
ماشي يا مراد.. إللي تشوفه طبعا. و مقدرش أقول غير ربنا يوفقك في حياتك مع أي واحدة تختارها.. انا بردو أبقى خالتك. في مقام أمك يا حبيبي ...
ثم قامت فجأة هاتفة 
أقعد انت كمل فطارك. أنا هاروح أشوف على ولاد أدهم
و لكنه استبقاها مسرعا 
لحظة واحدة يا خالتو من فضلك ...
قام بدوره عن المائدة و أتى ليقف أمامها عبس مطرقا برأسه و هو يقول بصوت أجش 
أنا كده كده مش مطول هنا. و ماشي إنهاردة بعد القاعدة إللي اقترحها أدهم.. كلمي إيمان و قوليلها ترجع البيت. أنا عارف إنها مشيت بسببي... عن إذنك !
و لم ينتظر ردها ولى هاربا بسرعة ... 
بضاحية ما بمدينة القاهرة ...
يصل عثمان البحيري إلى العنوان الذي بعثه إليه صديقه برسالة مقتضبة يجد صالح ينتظره أسفل البناية المتواضعة
ما إن رآه يترجل من سيارته حتى مضى صوبه مسرعا و هو يهتف 
أخيرا وصلت.. أنا واقف ملطوع هنا بقالي ساعتين و شوفت الزفت مراد و هو طالع. كنت هارتكب چريمة لولا مسكت نفسي
يغلق عثمان سيارته وهو يرد عليه ببروده المعهود 
ياريت بقى تمسك أعصابك أكتر عشان لسا التقبل جاي. أنا ماكنتش عايزك في القاعدة دي أصلا. ف ماتخلنيش أندم .. و مشى نحو بوابة البناية
تبعه صالح مغمغما بغيظ 
إنت شايفني عيل صغير ماشي هاسيبك إنت تتكلم و أما نشوف أخرتها !
عثمان بضجر شاطر. ورايا بقى من سكات !
دقيقتان و كانا قد وصلا إلى الطابق الأخير حيث صارا أمام غرفة مشيدة بالطوب و الحجارة يكسوها طلاء مريح للبصر و يتوسطها باب خشبي مصقول غامق لونه
كان الباب مفتوحا عن آخره لكن عثمان لم يرى شيئا خلفه مجرد ضوء أصفر مشع بالداخل فسار للأمام يجاوره صالح حتى صارا عند الباب تماما ...
دق عثمان عليه و هو يمد رأسه مستطلعا ...
سلام عليكوا ! .. صاح عثمان بصوته القوي
آتاه صوت رجولي أجش على الفور 
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.. اتفضلوا !
مد عثمان ساقه و ولج و هو يحث صالح على إتباعه رفع نظراته مستكشفا ليرى صديقه و رجلا آخر وجهه غريب عليه لا يعرفه إطلاقا لكنه بدا سمحا و إمارات الورع تتجلى على ملامحه العذبة الهادئة.. كانا يجلسان أمامه فوق آريكة صغيرة بنهاية الغرفة الأشبه بغرفة مكتب أنيق و قديم الطراز فتوقف عثمان عند نقطة معينة و أشار لصالح ليقف هو الآخر
تطلع عثمان إلى صديقه الجالس هناك على بعد خطوات منه عابس الوجه متوترا و تساءل بجمود و هو يشير لذلك الشخص الغريب الذي يجلس إلى جواره 
مراد باشا ! ممكن أعرف مين الأستاذ 
و هنا يرد الرجل ذو الوقار و الرصانة المٹيرة للإعجاب نيابة عن مراد المتأهب للإڼفجار كبركان بأي لحظة 
أنا الشيخ أدهم عمران.. إتفضل يا أخي لو سمحت. كنا في إنتظارك !
في هذه اللحظة تبادل كلا من عثمان و صالح النظرات و قالا في صوت واحد 
شيخ !!!
جحظت عيني إيمان و هي تستمع إلى كلمات أمها كابحة إنفعالها لكي لا يسمعها أحد في الخارج 
إزااااااي تعملي كده يا ماما.. مين قالك تقولي كده لمراد !
يعني كنتي عاوزاني أعمل إيه. وأنا شايفاكي مقهورة و بالذات لما جه. قلت أحاول مرة أخيرة يابنتي.. على الأقل عشان ربنا مايحاسبنيش عليكي
إنتي عارفة عملتي إيه إنتي رميتي إللي باقي من كرامتي في الأرض. حرام عليكي يا ماما
ماتكبريش الموضوع يا إيمان بقى. ماحصلش حاجة. كانوا كلمتين و راحوا لحالهم.. خلاص. بصي المهم دلوقتي تاخدي بعضك انتي و بنتك و ترجعوا دلوقتي حالا. لسا أخوكي أدهم واخده و راحوا المضافة بتاعة أبوكي. أخوكي سأل عليكي و قلت له بتزوري عمتك. مش هاينفع يرجع مايلاقكيش هنا !
دق باب غرفتها المخصصة فاضطرت لقطع المكالمة و استدارت و الدموع ملء عينيها الواسعتين 
فإذا بها تجد مايا أمامها.. مايا شقيقة سيف و عمة صغيرتها لمى ...
إيمان ! .. هتفت مايا بعفوية
يلا الغدا جاهز
أومأت لها إيمان و قالت بصوت أبح 
حاضر يا مايا جاية وراكي
قطبت الأخيرة حاجبيها و هي تشير ناحيتها بذقنها 
إنتي معيطة و
تم نسخ الرابط