رواية تقي الفصول من 16-25
طرف ذقنه في عدم فهم فمالت هي برأسها عليه وهمست له بكلمات غير واضحة في حين أصغى هو إليها بإهتمام وظلت تعابير وجهه غير مفهومة ثم
ماشي يا حاجة
فتحت نسرين باب الصالون الخاص بها وأطلت منه أم بطة أولا وهي ترفع كف يدها بالقرب من فمها لتطلق الزغاريد
تعالى يا عريس خد عروستك لووولوووولي ربنا يجعلها جوازة السعد والهنا عليكم
فتحت أم بطة ذراعيها في الهواء ثم جذبت العريس إليها وإحتضنته و
مبروك يا عريس بنتي لولوووولي
ابتسم لها عبد الحق ابتسامة مجاملة بعد أن تحرر من ذراعيها ولكن لم تتبدل ملامح وجهه كثيرا ثم تحدث ب
ثم أفسحت له المجال لكي يمر إلى الداخل حيث تنتظره عروسه
تنحنح بصوت خشن ومتحشرج وهو يلج إلى الداخل ولم ينتبه للهمهمات النسائية حوله فقد كان شاغله اﻷكبر هو رؤية عروسه بطة وبالفعل رأها أمامه ولكنها كانت تحيد ببصرها بعيدا عنه
تمعن عبد الحق في ملامح تلك العروس التي بدت بمساحيق التجميل أكبر من عمرها الحقيقي وأكثر جمالا وكاد أن ينطق بإعجابه الشديد بها ورغبته في إلتهامها ولكنه تذكر كلام والدته بألا يدع الفرصة لها وعليه أن يفرض هيمنته الذكورية وأمور أخرى حاول أن يلهي عقله قليلا عنها حتى يتمكن من التركيز
يالا يا يا عروسة ده لسه ليلتلك طويلة
لم تفهم بطة ما الذي يعنيه بكلامه هذا ولكن نظراته اللئيمة توحي بأنه يضمر لها شيئا سيئا
تأبطت هي في ذراعه وانطلقا خارج الصالون والزغاريد والتهليلات من المتواجدين تحاوطهما
وقفت تقى في شرفة منزلها لتتابع من اﻷعلى مراسم حفل الزفاف بعد أن غطت شعرها بخمار طويل كم كانت تود أن تشارك الجيران فرحتهم ولكنها باتت محرومة من اﻹبتسام حتى لا تثير حنق والدتها
مر ببالها ذكرى عابرة مما حدث بينها وبين ذلك البغيض ذو القلب المتحجر فزفرت في إستياء و
ربنا ينتقم منه ويحرقه معندوش رحمة ولا شفقة بحد !!!
احسن حاجة اعملها إني أخش جوا بدل ما تسمعني كلمتين في جنابي
وبالفعل استدارت للخلف وخرجت من الشرفة وأغلقت النافذة خلفها
رأتها والدتها من اﻷسفل فإكفهر وجهها وإنعقد ما بين حاجبيها وضيقت عينيها في توعد و
ماشي يا تقى ماشي !!
في مسجد الحارة القريب
كان الشيخ أحمد قد انتهى لتوه من درسه اليومي حينما حضر إليه أحد اﻷشخاص ذوي اﻷجسام الهزيلة والبشرة السمراء المجهدة واقترب منه وركع بجواره ثم نظر له بنظرات جادة و
الټفت إليه الشيخ أحمد وابتسم له ابتسامة هادئة وهو يدير مسبحته بأطراف أصابعه و
وعليكم السلام ورحمة الله يا رشيد
عرفت اللي حصل يا شيخنا
ظل الشيخ أحمد يحرك مسبحته في هدوء ونظر له بحيرة و
خير يا بني
التقط رشيد أنفاسه ونظر إلى الشيخ بنظرات ضيقة من عينيه المرهقتين و
الواد سيد اللي شغال في فرن العيش الڼار هبت في وشه وۏلع !
إنتفض الشيخ أحمد ذعرا في مكانه وتحولت نبرة صوته الهادئة للحزن الممزوج بالأسف و
لا إله إلا الله يا ساتر يا رب !!
اه والله يا شيخنا ولولا ستر ربنا كان زمانته راح فيها
رفع الشيخ أحمد بصره للسماء وكذلك كفيه وبنبرة متضرعة أردف ب
اللهم أجرنا من عذابك يا الله ألطف بعبيدك يا كريم
ضيق الشيخ أحمد عينيه في تساؤل و
طب هو عامل ايه الوقتي
لوى رشيد زاوية فمه في إستنكار و
والله حالته تصعب على الكافر !!
لا حول ولا قوة إلا بالله ! وهو فين دلوقتي
موجود في المستوصف
ربت الشيخ أحمد على فخذ رشيد حاثا إياه على النهوض و
بينا نروحله يا رشيد يا بني ده عيادة المړيض واجب
ماشي يا شيخنا بس آآ
في ايه
احنا آآ قصدي يعني أنا واللي معايا كنا بنلمله قرشين كده عشان آآ يعني آآ
هز الشيخ أحمد رأسه عدة مرات ليشير إلى فهمه للمقصد من كلامه و
مفهوم مفهوم متحملش هم يا رشيد أنا هاخد مبلغ من صندوق الخير بتاع الجامع لسيد أهي حاجة تساعده على العلاج وإن شاء الله أهل الخير يتعاطفوا مع حالته ويساعدوه يقف على رجله من أول وجديد !
ارتسمت علامات اﻹرتياح على وجهه وانفرج فمه في سعادة وأشار بكفي يده وهو يتحدث بحماس ب
ربنا يباركلك يا شيخنا والله ما في زيك في الحارة دي !
احنا كلنا في خدمة بعض يا بني
ثم نهض من مكانه وتبعه رشيد إلى خارج المسجد!!!!