رواية دينا الجزء الاخير
المحتويات
بالحيرة والعڈاب معا فهي لا ترغب بالمخاطرة على أساس أمل واهي.
حين لاحظ أمجد اختفائها بحث عنها ليجدها على هذه الحالة فاقترب منها بقلق مالك يا علياء
تطلعت له بعيون دامعة فصدم إيه اللي حصل للدرجة دي
سردت له ما قالته الطبيبة بصوت مرتجف ثم تابعت پانكسار مقدرش يا أمجد افرض العلاج منفعش بعد ما أكون اتأملت على الفاضي واستنيت مش هقدر استحمل خيبة الأمل دي أبدا.
همست پألم طب لو العلاج جاب نتيجة فيه أمل أني أبقى أم بعد ما كنت خلاص اتأقلمت وعيشت أني مش هخلف أبدا يا أمجد! أنا تعبانة ومش عارفة أعمل إيه.
لم يستطع أن يجيبها فهو يريدها أن تتخذ ذلك القرار بنفسها حتى لا تشعر بالضغط.
ابتعدت عنه قليلا بدهشة بتحبني
ابتسم بحب طبعا بحبك يا علياء إزاي مش هحبك وقفتي جنبي في أصعب أوقات حياتي ورغم كل اللي حصل مزهقتيش ومشيتي لقيت معاك كل حاجة كنت بدور عليها إزاي محبكيش
ضمھا له بحنان فاستندت برأسها على كتفه براحة لم تذق النوم تلك الليلة فقد كانت مستيقظة تفكر حتى ألمها رأسها كانت تنظر بين الحين والآخر إلى أمجد الذي ينام بجانبها حتى تنهدت وقررت أخيرا.
في يوم كانت تقف في الحمام تفرك يديها ببعضهما بتوتر وهي تنظر لاختبار الحمل بترقب حتى أن ضربات قلبها بدأت تتسارع أخذت عدة أنفاس عميقة حتى تهدئ من روعها ثم تقدمت لتنظر إلى الإختبار وحينها شهقت بصوت عالي وهي تضع يديها على فمها بعدم تصديق إن نتيجة الإختبار إيجابية! أنها حامل!
بدأت علياء تبكي بصوت مسموع فدلف أمجد على الفور يقول بهلع مالك حصلك حاجة
لمح بطرف عينه الاختبار فحدق إليه مذهولا ترنحت علياء فاستندت بظهرها على صدر أمجد ليمسكها بإحكام.
رد أمجد بتأثر
اه شايف يا حبيبتي الحمد لله على كرم ربنا بطلي عياط يا حبيبتي غلط عليك.
إلا أن علياء لم تتوقف عن البكاء حتى بعد أن أكدت الطبيبة حملها.
قالت للطبيبة بصوت متهدج بس إزاي ده يا دكتورة ده كان مستحيل! وبعدين مش أنا سني كبير وهيبقى خطړ على الجنين
رفعت الطبيبة حاجبيها بتعجب وقالت بابتسامة تفهم لحالة علياء يا مدام علياء أنت اللي بتقولي كدة أمال الستات اللي بتحمل في الأربعينات والخمسينات دول وبيجيبوا أطفال أصحاء دول إيه المفروض حضرتك أذكى من كدة.
أمسك أمجد بيديها بين يديه مبتسما بسعادة وبعد أن أعطتها الطبيبة التعليمات والفيتامينات اللازمة مع التشديد على نفسيتها حتى لا يتكرر ما حدث سابقا كانا عائدين إلى المنزل بسعادة فقالت علياء فجأة بنتبه وداليا هنقول لداليا إزاي
تابعت بقلق يعني مش عارفة هي هتتقبل فكرة أخ أو أخت جديدة يشاركوها فيك وأنت عارف هي بتحبك أد إيه.
فكر أمجد في ذلك الأمر إلا أنه شعر أن ابنته لن تمانع خصوصا بعد تغير شخصيتها بشكل كبير في الفترة الأخيرة وكان توقعه صحيح حين أبدت داليا حماس وفرح لنبأ الحمل بل أسرعت وعانقت علياء فراقي أمجد المشهد بابتسامة عريضة وتنفس بعمق وهو يحس أخيرا بأنه بدأ يحيا حياة طبيعية كما تمنى دائما.
كان إحتفال عيد ميلاد داليا السادس عشر يسير على ما يرام حتى وقفوا جميعا لتطفئ الشمع فبدأت علياء تحسب بآلام شديدة أيقنت أنها آلام المخاض فحاولت التماسك إلا أن كام الألم شديدا لدرجة أنها صړخت بصوت عالي فحدق إليها الجميع بذهول.
أدرك أمجد الموقف فأسرع بها للمستشفى على الفور ولحقهم الجميع كانت علياء تجلس على السرير السعادة تشع من وجهها رغم التعب البادي عليه وأمجد بجانبها واضعا يده حول كتفها وهما الإثنان يراقبان بهدوء داليا الجالسة وبين يديها أخيها المولود حديثا.
قالت نورا بمرح وسبحان الله يا علياء الميعاد بالمظبوط على عيد ميلاد داليا علشان بعد كدة يبقى اتنين مش واحد!
غمرت داليا وجهها في عنق أخيها قائلا بحب كنت عايز تطفي الشمع معايا يا روحي هنطفيها مع بعض بإذن الله كل سنة علشان أنت بتحبني وأنا بحبك أوي.
غمرت وجهه ويده بالقبلات وهي تمسك بيده الصغيرة في يدها ألصقت وجهها بوجهه واشتمت رائحته بعمق قائلة بابتهاج يالله ريحتك حلوة أوي مجنناني.
قالت علياء بمداعبة هتسميه إيه يا داليا
رفعت رأسها بدهشة اسميه أنا اللي هسميه
أومأ أمجد بسرور أيوا إحنا قررنا أنا وعلياء أنك أنت اللي هتسميه.
تأثرت داليا بتلك المبادرة ونظرت لهم بامتنان ثم لذلك الطفل الذي ينام بسلام بين ذراعيها بشغف.
بعد ظهور نتيجة الثانوية العامة خططت أسرة أمجد ووالد جودي لرحلة صيفية معا احتفالا بهما.
كانت داليا تجلس بجانب جودي التي أصبحت صديقتها المقربة وبمثابة الإخوة وكان مرحها ساعد داليا على تخطي الكثير أيام محنتها بينما يجلس كل من أمجد مع علياء بالأمام وعايدة بجانب زوجها أما سليم فيلعب مع ريان ذو الثلاث سنوات ويسليه لتبقى أدهم شقيق جودي الأكبر والذي فضل الجلوس وحيدا في الخلف كانت داليا تلتقيه في مناسبات قليلة كل تلك السنوات وقد تبين لها أنه لا يشبه جودي أبدا في الطباع فهو شخصية هادئة ذات ميول غامضة وقليل الكلام.
حين وصلوا تحمسوا للسباحة فبدلت الفتيات ملابسهما لثوب السباحة المكون من بنطال تعلوه سترة بأكمام وغطاء الرأس.
كانت الجميع يجلس على الشاطئ باستمتاع يتبادل الكبار الأحاديث وسليم يقوم ببناء قلعة رملية لريان الذي يراقبه بانبهار بينما كانت داليا تستعد
للسباحة في البحر لاحظت أدهم يجلس بعيدا ويراقب المنظر بهدوء.
لم تهتم وتسابقت هي وجودي بمرح وسبحا لبعض الوقت حتى مع ريان الذي كان يتعلق برقبة داليا كانت جودي على وشك الخروج فسألت داليا أنا هطلع مش هتيجي علشان نأكل
هزت رأسها باسترخاء لا هفضل اعوم شوية وبعدين الحقك.
خرجت جودي بينما بقيت داليا تتأمل ما حولها باستمتاع هادئ حتى شعرت فجأة پألم لا يتحمل في ساقها علمت داليا أنه التقلص العضلي فحاولت السباحة لتخرج إلا أنها بدأت تهبط عن السطح أدركت أنها ټغرق فحاولت مناداة أي شخص على الشاطئ ولكن صوتها لم يسفعها ابتلعت كمية كبيرة من الماء بسرعة وبدأت عضلاتها في الارتخاء وهي تهبط تحت سطح الماء وعلى وشك أن تفقد الوعي حين امتدت يد فجأة وسحبتها من يدها ثم بذراعين تحملانها.
سعلت داليا بشدة في البداية والرؤية أمامها مشوشة للغاية ثم استندت بيدها على صدر منقذها أخذت عدة أنفاس متسارعة محاولة ملئ رئتيها بالاكسجين رفعت رأسها لأعلى وبدأت تتضح أمامها الرؤية لتهتف بخفوت أدهم!
الجزء 26
كانت تتنفس بسرعة لتستنشق بعض الهواء وقلبها ينبض بقوة لا تعلم هل لأنها كانت على وشك الڠرق أم لأنها ترى وجه أدهم قريب من وجهها لهذا الحد.
خرج بها من البحر ليضعها على الشاطئ سائلا بحذر أنت كويسة دلوقتي نروح المستشفى
حاولت الرد لكنها بدأت تسعل مرة أخرى ثم تقيأت انتظر أدهم حتى تنتهي ثم أسندها ومد يده بزجاجة مياه لم تعلم من أين أتى بها وأمرها بهدوء اشربي شوية.
شربت القليل بمساعدة يده بسبب يدها التي ترتجف ثم أخذت عدة أنفاس عميقة لتهدأ رفعت رأسها له قائلة بصوت مبحوح شكرا.
هز رأسه ولم يرد في ذلك الحين أتى الجميع وجلس أمجد إلى جانبها بقلق مالك يا حبيبتي حصل إيه
استندت داليا برأسها على صدر أمجد قائلة بصوت منخفض رجلي جالها شد عضل فجأة في المية يا بابا.
تابعت وهي تنظر لأدهم وكنت هغرق لولا أدهم أنقذني.
فحصها أمجد بقلق ثم حين اطمئن أنها بخير نظر لأدهم بامتنان شكرا يا أدهم أنا مش عارف أقولك إيه.
ابتسم أدهم ابتسامة خفيفة مفيش داعي للشكر طبعا يا عمي أنا كنت قاعد لما لاحظت اللي بيحصل فعملت واجبي مش أكتر.
مر بقية اليوم وقد عادت لغرفتها استحمت ثم جلست تفكر فيما حدث اليوم وبشكل خاص في أدهم طوال تلك السنوات لم تكن تعيره اهتماما كبيرا بسبب قلة مقابلتهم وشخصيته الغامضة لكنها كانت دائما ما تشعر بشيء من الفضول نحوه تذكرت عيناه فنبض قليها بسرعة تلك العيون البنية الحادة التي كانت قريبة منها وتنظر إلي عينيها مباشرة.
كانت شاردة فلم تنتبه لاقتراب جودي منها بخفة حتى أفزعتها وهي ترتمي أمامها على سريرها بمرح سرحانة في إيه
انتفضت داليا ونظرت لجودي پغضب خضتيني يخربيت كدة!
ضحكت جودي أصل لقيتك سرحانة حبيت اخضك مالك سرحانة في إيه
رفعت كتفيها وردت بلامبالاة حتى لا تنتبه جودي ولا حاجة عادي.
ابتسمت جودي بخبث بس إيه رأيك في أدهم أخويا بطل والله!
ابتسمت داليا وهي تتذكر اه شخص شجاع كفاية أنه لحقني الحمدلله ومحدش كان واخد باله.
رفعت جودي حاجبها بمكر بجد فعلا هو الوحيد اللي كان واخد باله منك.
نظرت لها داليا باستغراب يعني إيه مش فاهمة.
زمت جودي شفتيها عادي يعني قصدي أنه حاجة لطيفة وكدة.
أحست بأن جودي تلمح لشيء لكنها من الإرهاق لم ترد المجادلة حين كانوا على وشك النوم طرق الباب فنهضت داليا لتفتح لتجد والدها مع ريان.
قال والدها بيأس مش راضي ينام معانا خالص ومصر يجي عندك.
كان أمجد يحمل ريان الذي كان يمد يديه لداليا حتى تحمله هاتفا ديدا....ديدا!
أخذته داليا من والدها ومازحته بحب يا روح ديدا عايز تنام جنبي يا قلبي
نظرت لوالدها وهي تضحك خلاص يا بابا هينام معايا أنا تصبح على خير.
تمددت على السرير وبجانبها ريان خلدت جودي إلى النوم قبلها بينما بقيت داليا تمسح على شعر ريان بحنان حتى ينام.
كان على وشك النوم فجأة حين فتح عينيه مطالبا حاجة حلوة.
عقدت داليا حاجبيها حاجة حلوة دلوقتي يا ريان
متابعة القراءة