رواية امل الجزء الرابع
المحتويات
بخطواته السريعة يسالها على عجالة بدون انتظار
جاسر باشا فين روحي اندهيلوا بسرعة .
كان قد وصل إلى البهو الداخلي ليفاجأ بزهرة تهبط الدرج حاملة ابنها الصغير وبادرته القول
جاسر لسة صاحي من شوية هو انتوا رايحين الشغل النهاردة الجمعة كمان!
حاول الرد ببعض التريث حتى لا يثير ارتيابها
صباح الخير الأول يا زهرة هانم في الحقيقة احنا مش رايحين الشغل انا بس كنت عايزه في حاجة تانية هو فين
قال الأخيرة بلهفة لم يقدر على كبتها وجاء ردها بتوجس
ايه الحكاية يا امام هو لدرجادي الموضوع مهم.
اومأ باستسلام يجيبها فليس لديه وقت للمرواغة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بعد قليل
ولج إليه جاسر بداخل غرفة المكتب التي فضل انتظاره بها يسأله بقلق
ايه الحكاية
رد مباشرة ودون انتظار
الراجل اللي زارعه وسط رجالة كارم بلغني النهاردة انهم لقوا حامد وهو دلوقتي محپوس في بدروم الفيلا يعني يا نلحقه يا منحلقهوش.
الحركة الغير عادية بالشقة جعلتها تخرج من غرفتها مبكرا عن ميعادها الاساسي في يوم أجازتها من العمل والتي تقضي معظمه في النوم كانت زبيدة تنظف بقطعة قماش قديمة وتمسح على الزجاج وأطراف الخشب في الصالون وكل ما تقع عليه عينيها رغم استبناطها للسبب الذي يدفع والدتها لهذا الأمر نبهتها لوجودها بالسؤال الساخر
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
طالعتها بنظرة كاشفة لتجيبها بنفس الأسلوب
اه يا غالية تصدجيها دي بس ايه عاد ضيوف زينة وحاجة تشرف كدة.
تقلص وجهها بامتعاض لم تخفيه أمام والدتها والتي أضافت بعدم اكتراث
وياللا انتي كمان يا حبيبتي افطري بسرعة عشان تشوفي وراكي ايه
صاحت صبا باعتراض وعدم تقبل لهذه التحضيرات المبالغ فيها
ورايا انا كمان! ما انتي مخلية البيت بيلمع اها
دا غير الفاكهة والحلويات اللي جابها ابويا امبارح وعبت التلاجة جوا ولا جلابية الصوف اللي خلاني
اكويها من عشية عشان المجابلة الهامة هو احنا جاي لنا رئيس الجمهورية يعني وانا مش عارفة ولا ايه بالظبط
لا يا حبيبتي مش رئيس الجمهورية بس دا عريس متجدم لبتي يعني لازم اشرفها انا وابوها بالضيافة الزينة وهي بجى تشرف نفسها بنفسها.
زوت ما بين حاجبيها بعدم فهم وصل للأخرى فتابعت لها بتشديد
يعني تهتمي بنفسك يا صبا انا مش طالبة منك حاجة تانية تلبسي تتزوجي تشوفي الحاجات دي اللي بتعملها البنتة في الأوقات اللي زي دي فهمتي يا زينة البنات.
ردت تجاريها بابتسامة صفراء
فهمت طبعا حاضر يا ست زبيدة اروح بس اشوف رحمة عايزاني في ايه وهاجي اعمل كل اللي انتي عايزاه.
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
ودا وجته يا صبا تروحي بيوت الناس وفي يوم زي ده
ردت متابعة السير نحو باب الخروج دون أن تلتفت لها
احنا في اول اليوم يا ست الكل لسة عريس الهنا جدامه وجت طويل على ما ياجي.
انتظرت زبيدة حتى تخرج لتتمتم بعدم رضا
ولزوموا ايه الروح والمجي ولا تعب الجلب اساسا...... وانتي طريجك معروف يا بت بطني.
التوتر والقلق الذي كان يعصف به ليلة طويلة قضاها في الفكر والسهد حتى اشرقت شمس الصباح ليبدأ مرحلة العڈاب في الأنتظار والترقب كل دقيقة لباب المنزل متوقعا ظهورها صداع يفتك برأسه وهو على حاله من افكار متلاحقة وتساؤلات وهواجس لا يستطيع التوقف عنها لقد حسم الأمر ولابد من العثور مرسى لتحط سفنه بالقرب منه لم يعد يملك رفاهية التمهل أو التأجيل لابد أن يعرف رأيها اليوم والان حتى يحدد أمره بعد ذلك إما معركة الدفاع عن حقه بها وإما البحث عن مأوى آخر له بعيدا عن محيطها سواء في العمل او حتى المسكن.
صدر صوت جرس الباب لينتفض من مقعده قرب المدخل وبلهفة فتح ف ارتدت أقدامه للخلف بإحباط وقد خاب أمله بالزائر والتي ردد اسمها پصدمة
سامية.
اه سامية صباح الخير يا شادي عامل ايه
قالتها وهي تدفع بنفسها لداخل المنزل وتغلق الباب بعد أن أعطاها ظهره عائدا أدراجه فرد إليها التحية بصوت مېت
صباح الخير اتفضلي يا سامية.
عقبت من خلفه بتذمر وهذه اللهجة المائعة التي تتعمد التحدث بها هذه الأيام لتزيد من حنقه
ومالك كدة بتقولها من غير نفس هي دي مقابلة برضوو.
إلتف نحوها يجلس بتعب على كرسيه وليرد بتأسف متجنبا الجدال معها
معلش متاخديش عليا اصلي صاحي مصدع.
ردت بجرعة زائدة من النعومة
صاحي مصدع سلامتك الف سلامة تحب اعملك حاجة سخنة تخفف ولا انزل الصيدلية اجيب لك برشامة
رفض العرض هاتفا بحزم
لا دي ولا دي يا سامية فنجان القهوة في ايدي والبرشامة جوا في الأجازخانة هروح اتناولها بنفسي واشربها ريحي نفسك انتي.
خلاص يا عم بس من غير زعيق هو انا قولت حاجة غلط يعني.
يا سيدي ولا تزعل نفسك انا اصلا جاية لرحمة مرات اخويا اقعد معاها شوية.
قالتها وتحركت نحو غرفة شقيقته ضعف تركيزه جعله لا يستدرك سوى بعد أن دخلت إليها لينتفض مرددا
يا نهار اسود ودا وقته.
وليكتمل أحباطه دوى صوت جرس المنزل وكانت هذه المرة صبا .
صباح الخير.
القت التحية بوجهها الصبوح وصوتها الرقيق ليتلجم عن الرد طاردا من صدره كتلة كثيفة من الهواء المشبع بيأسه لاعنا حظه البائس دوما فقد كان ينقصه سامية في هذا الوقت الحساس لتقطع عليه الفرصة التي كان يترجاها منذ الأمس لا بل قبل ذلك بكثييير.
اربكها فعله الغريب وهذا الصمت حتى عن رد التحية فقالت باضطراب
انا كنت جاية لرحمة على فكرة لو لسة نايمة خلاص اجي في وجت تاني....
استني يا صبا.
هتف بها قبل أن تستدير عنه ذاهبة فقال مبررا
رحمة صاحية بس المشكلة هي ان سامية عندها دلوقت.
اممم.
زامت بها بتفهم لترد بابتسامة ساخرة
يبجى كدة انا هجيها في وجت تاني برضوا لأن بصراحة سامية دي ما بيطجنيش.
حينما الټفت هذه المرة وفور أن تحركت خطوتين تفاجأت به يهتف بحزم يوقفها
صبا ممكن دقيقة
انتظرته حتى خطأ الخطوتين ليقابلها قائلا بحسم ما يدور بداخله
بصراحة انا اللي عايزك في كلمتين مش رحمة وبما ان البيت مش فاضي مضطر اعرض عليكي تقابليني برا.
ارتدت للخلف تنظاره باندهاش فتابع مستطردا
عارف ان طلبي غريب بس والله ما عندي فرصة لازم اخد رأيك في حاجة ضروري ودلوقتي حالا....
ظلت على صمتها بحيرة لا تعرف إجابة جيدة للرد عليه ليضيف هو
انا نازل دلوقتي انتظرك في الكافيه اللي في اخر الشارع بتمنى لو عندك ذرة ثقة فيا تيجي وتسمعي مني ولو رفضتي طبعا انتي حرة مع إني اتمنى متكسفنيش.
ليلة كاملة قضاها تحت التحقيق من رجال لا يعرفون الرحمة ولا حرمة العيش والملح فقد كان زميلهم والبعض منهم كانوا أصدقائه ولكن لما الاستغراب فهو أيضا لو كان محلهم لفعل أكثر من ذلك.
يتقدم رجاله كفهد يترأس مجموعة من الوحوش.
لسة جامد زي ما انت ليلة كاملة من الضړب فيك ويدوب بس علموا بشلفطة على الوش وكام تعويرة ع الجسم
اصدر صوت طقطقة غير راضية بفمه قبل أن يرفع رأسه مخاطبا لهم جميعا
طب ما هو عنده حق طيب يلف ويحور معاكم من غير ما يديكم معلومة مفيدة رجالة ورق انا لازم اغيركم على فكرة .
نكس الرجال رؤسهم بخزي ودافع حامد عن موقفه بړعب
ما انا قولت على كل حاجة يا سعادة الباشا الست دي هي اللي ضحكت عليا والختمة الشريفة انا ما اعرف اي حاجة عنها دي رسمت عليا خطة عشان اصدقها تحب احكيلك.
اطلق كارم ضحكة عالية خالية من أي مرح ليقول ساخرا
قصدك ع التمثلية الهبلة دي اللي عمال تعيد وتزيد فيها من امبارح انك كنت فاكرها صاحبة الهانم وهي ادتك حاجة اصفرة خلتك زي السکړان ومش واعي للي بتعمله.... يا بني طب احبك الرواية عشان اصدقها
حاول حامد ان يبتلع في ريقه الذي جف ليجدد الكذب عله يجد المخرج
والنعمة يا باشا زي ما بقولك كدة طب تحب احلفلك ع المصحف.
حافظ كارم على ضحكاته الغريبة ليردد بهدوء مريب
لا لا يا حامد من غير
ما تحلف انا هعرف دلوقتي بنفسي فكوه يا رجالة
اقف ياللا ووريني شجاعتك.
انصاع حامد للأمر ولكنه تسمر محله بعدم فهم فصاح الاخر بصوت جهوري
بقولك اتحرك واقرب مني خلينا نعمل مواجهة متكافئة بين راجل لراجل.
ظل حامد على موقفه مذهولا لا يصدق ما يردف به هذا المعتوه وفرق القوة بينهم سوف تكون لصالحه على الأكيد.
عرفت جيرمين منين من غير لف ولا دوران
خرج صوت حامد برجاء
والله ما كنت اعرفها دي واحدة رقاصة اسمها سوزي هي اللي دلتني عليها انا اخري كنت بروح الكباريه عندها.
رد كارم
بخشونة وقسۏة
تقول على مكانها بالظبط هي والكلبة التانية اللي هربت معاها جيرمين كات عايزة تعمل كدة في مراتي ليه
صړخ حامد بدفاعية
والله ما اعرف مكان جيرمين فين ولا اعرف سر العداوة اللي ما ببنها وبين الهانم مراتك الحاجة الوحيد اللي سمعتها بالصدفة هي ان في فيدوهات ما بينهم لكن هي ايه الفيدوهات دي برضوا معرفش.
ردد كارم يغمغم بتساؤل خطړ
فيدوهات ايه دي اللي ما بين مراتي وجيرمين
تابع حامد استعطافه
روحوا عند سوزي هي اللي جابتلي باقي الفلوس يبقى أكيد تعرف مكانها مش انا.
نفض كارم رأسه مؤجلا البحث في الإجابة عن السؤال الهام الان ليستفيق سريعا ويواصل التحقيق مردفا بحدة
سيبنا من جيرمين وسوزي خلينا في الهانم مرات واللي نعمتك بتحط ايدك عليها لييييه
زاد من الضغط على عظم الساعد حتى اصبح على وشك الكسر لتخرج تأوهات الاخر پبكاء وهذا يستمر بدون رحمة مستطردا بشراسة
اختارلك حاجة من الاتنين افقع عينك اللي بصت لها ولا اكسر ايدك اللي لمستها اختااار.
لم يقوى حامد على الاختيار وكان بكاءه هو الرد فجاء فعل الاخر مرافقا لقوله
انا بقول نبتدي بالإيد وبعدها نفقع العين.
صدرت صړخة قوية خرجت من القبو لتصل حتى حراس المنزل في الخارج وقد تمكن من كسرها بدون تهاون قبل أن يجفله أحد الحراس بقوله
كارم باشا في ناس عايزينك.
ناس مين
سأله قبل أن يتفاجأ بحضور مجموعة من رجال اغرباء يتقدمهم جاسر الريان برفقة حارسه الشخصي إمام وكانت المفاجأة هو الرجل الثالث والذي هتف يأمره حازما بحكم وظيفته
ارفع ايدك عنه يا كارم متأزمش الموقف اكتر من كدة.
نهض عن الرجل ليغمغم بعدم تصديق
امين ابن عمي! انت يا أمين!
تدخل جاسر متكفلا بالرد
امين ابن عمك جايلك بصفة شخصية عشان نلم الموضوع خليه يقبض عليه ويجيب منه كل المعلومات اللي عايزينها مفيش داعي ټأذي نفسك بأذيته.
علق أمين هو الاخر بعدم رضا
اخيرا جيتي يا نور دا انا افتكرت خلاص استغنيتي
قالتها الطبيبة ببعض العتب اللطيف وجاء ردها برقة كعادتها
لا والله يا دكتورة دي شوية ظروف
متابعة القراءة